المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر أبو العلاء المعري


سمر محمد
10-05-2010, 10:00 PM
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 هـ - 449 هـ)، (973 -1057م)، شاعر وفيلسوف وأديب عربي من العصر العباسي، ولد وتوفي في معرة النعمان في الشمال السوري. لقب بـرهين المحبسين بعد أن اعتزل الناس لبعض الوقت رهين المحبسين كتب كثيرا ولم يبق سوى القليل., اشتهر بآرائه وفلسفته المثيرة للجدل في وقته, هاجم عقائد الدين ورفض الادعاء بأن الإسلام يمتلك أي احتكار للحقيقة.
ولد المعري في معرة النعمان (في سوريا حالياً) وفقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري. ينحدر المعري من مدينة المعرة في سوريا الحالية (التي استمد اسمه منها). ثم ذهب للدراسة في حلب وأنطاكية، وغيرها من المدن السورية مزاولا مهنة الشاعر والفيلسوف والمفكر الحر، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في معرة النعمان، حيث عاش بقية حياته، وممارسة الزهد والنباتية, حتى توفي عن عمر 86 عاما ودفن في منزله بمعرة النعمان.
كما سافر المعري إلى وسط بغداد لفترة، حيث جمع عدد كبير من التلاميذ الذكور والإناث للاستماع إلى محاضراته عن الشعر والنحو والعقلانية. وإحدى الموضوعات المتكررة في فلسفته كانت حقوق المنطق ضد ادعائات العادات والتقاليد والسلطة.
عبقرية المعري
درس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه ويدل شعره ونثره على أنه كان عالما بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. ويمكن استطراداً اعتبار فلسفة المفكر روبير غانم مرحلة جديدة متطورة من مراحل الفلسفة العربية.
كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر. وسافر في أواخر سنة 398 هـ إلى بغداد فزار دور كتبها وقابله علمائها. وعاد إلى معرة النعمان سنة 400 هـ، وشرع في التأليف والتصنيف ملازما بيته وكان كاتبه اسمه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.
عاش المعري بعد اعتزاله زاهدا في الدنيا، معرضا عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان حتى قيل أنه لم ياكل اللحم 45 سنة، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. ويعتبر المعري من الحكماء والنقاد.
[عدل] آراءه في الإسلام والدين
المعري كان من المشككين في معتقداته وندد بالخرافات في الأديان. وبالتالي، فقد وصف بأنه مفكر حر تشاؤم
المعري كان يؤمن بأن الدين كان ”خرافة ابتدعها القدماء“ لا قيمة لها إلا لأولئك الذين يستغلون السذج من الجماهير. وخلال حياة المعري ظهر الكثير من الخلفاء في مصر, بغداد, وحلب، الذين كانوا يستغلون الدين كأداة لتبرير وتدعيم سلطتهم. وقد رفض المعري ادعائات الإسلام وغيره من الأديان الأخرى مصرحاً:
«لا تفترضوا أن تصريحات الأنبياء صحيحة، بل كلها افتراءات.لقد عاش البشر مرتاحين وآمنين حتى جاء الأنبياء وأفسدوا الحياة. الكتب المقدسة ليست سوى مجموعة من القصص عديمة الفائدة أي عصر يمكن أن ينتجها وقد أنتجها بالفعل".»
انتقد المعري العديد من عقائد الإسلام، مثل الحج، الذي وصفه بأنه ”رحلة الوثني“. كما أعرب عن اعتقاده بأن طقوس تقبيل الحجر الأسود في مكة المكرمة من هراء الأديان الخرافية التي لم تنتج سوى التعصب الأعمى والتعصب الطائفي واراقة الدماء لاجبار الناس على معتقداتهم بحد السيف.
و هذه إحدى قصائده المعبرّة عن وجهة نظره:
«: هم جميعا يخطئون -- مسلمين ومسيحيين ويهود ومجوس:
اثنان كثيراً ما وجدا في الحياة:
أحدهم رجل ذكي دون دين، : والآخر متدين دون فكر..»
كما أن المعري رفض مزاعم "الوحي الإلهي".
عقيدته كانت تلك من عقيدة الفيلسوف والزاهد، الذين يكون المنطق لهم دليلا أخلاقيا،
والفضيلة هي مكافأتهم الوحيدة.
أعماله
رسالة الغفران
أبو العلاء المعري كان معروفا بكتابه الشهير رسالة الغفران الذي هو أحد الكتب الأكثر فاعلية وتأثير بالتراث العربي والذي ترك تأثيرا ملحوظا على الأجيال القادمة من الكتّاب. وهو كتاب من الكوميديا الإلهية التي تركز على الحضارة العربية الشعرية ولكن بطريقة تمس جميع جوانب الحياة. الخاصة الأكثر اثارة للاهتمام في رسالة الغفران هي عبقرية المعري بالاستطراد، والفلسفة العميقة، والبلاغة المذهلة. بعد ظهور ميغيل آسين بلاسيوس (Miguel Asín Palacios) يقول البعض بأن من الواضح أن كتاب رسالة الغفران كان له تأثير على (أو حتى ألهم) دانتي أليغييري (Alighieri Dante) في كتابه "الكوميديا الإلهية".
كتبه
من أكثر كتبه إثارة للجدل كان فصول غايات ("فقرات وفترات") وهو مجموعة شعرية مماثلة لأسلوب القرآن. بعض العلماء يفترض أن المعري كتبها من لإثبات أن لغة القرآن ليست معجزة، ولكنها تبدو كذلك بالنسبة للبعض بسبب تبجيلها لمئات السنين. ولكن ليس كل العلماء يتفقون مع هذا التفسير.
أما كتبه الأخرى فهي كثيرة وفهرسها في معجم الأدباء:
الأيك والغصون في الأدب يربو على مائة جزء.
تاج الحرة في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، وهو أربع مائة كراس.
عبث الوليد، شرح به ونقد ديوان البحتري.
رسالة الغفران-
ديوان سقط الزند -
رسالة الملائكة -
رسالة الهناء
رسالة الفصول والغايات
معجزة احمد (يعني أحمد بن الحسين المتنبي)
شرح اللزوميات -
شرح ديوان الحماسة -
ولقد ألف العديد من معاصريه، ومن بعدهم كتباً ودراسات حول آراء المعرّي وفلسفته، مثل :(أوج النحري عن حيثية أبي العلاء المعري)، ليوسف البديعي، و(مع ابي العلاء المعري)، لطه حسين، و(رجعة أبي العلاء) لعباس محمود العقاد، وغيرهم كثير.
ديوانه
وهو على ثلاثة أقسام: 1-(لزوم ما لا يلزم) ويعرف باللزوميات. 2-سقط الزند. 3- ضوء السقط. ويعرف بالدرعيات وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية. وقال ابن خلكان: ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته.

سمر محمد
10-05-2010, 10:02 PM
أُولو الفضلِ، في أوطانهم، غرباءُ،=تشِذّ وتنأى عنهمُ القُربَاءُ
فما سبأوا الراحَ الكُمَيْتَ لِلذّةٍ،=ولا كان منهم، للخِرادِ، سِباءُ
وحسبُ الفتى من ذلّةِ العيش أنّه=يروحُ بأدنى القوت، وهو حِباءُ
إذا ماخبتْ نارُ الشّبيبة ساءني=ولو نُصّ لي، بين النجوم، خِباءُ
أُرابيك في الودّ الذي قد بذَلتَه،=فأُضعِفُ، إن أجدى لديك رباءُ
وما بعد مَرّ الخمسَ عشْرَةٍ من صِبىً=ولا بعد مرّ الأربعين صَباءُ
أجِدَّكَ لا ترضى العباءة ملبَساً،=ولو بان ما تُسديه، قيل: عبَاء
وفي هذه الأرض الرَّكودِ منَابتٌ،=فمنها، عَلَنْدى ساطِعٌ، وكِباءُ
تواصَلَ حبلُ النّسل ما بين آدمٍ،=وبيني، ولم يُوصل بلامِيَ باء
تثاءَبَ عمروٌ، إذ تثاءَبَ خالدٌ،=بعَدْوى، فما أعدتَنْيَ الثُؤبَاء
وزهّدني في الخلقِ معرفتي بهم،=وعلمي بأنّ العالمينَ هَباء
وكيفَ تلافيّ الذي فاتَ، بعدما،=تلفّعَ نيرانَ الحريقِ أباء
إذا نزَلَ المِقدارُ لم يكُ للقطا،=نهوضٌ، ولا للمخدرات إباء
وقد نُطِحَتْ بالجيش رَضوى فلم تُبَلْ،=ولُزّ، برايات الخميسِ، قُباء
على الولد يجني والدٌ، ولو انهمْ=وُلاةٌ على أمصارهم، خُطباء
وزادك بُعداً من بينك، وزادَهم=عليك حقُوداً، أنهم نُجبَاء
يرون أباً ألقاهُمُ في مؤرَّب=من العَقدِ، ضلّت حَلَّه الأُرَباء
وما أدَبَ الأقوامَ، في كلّ بلدةٍ،=إلى المَيْنِ، إلاّ مَعشَرُ أُدَباء
تَتبّعنُا، في كلّ نَقْبْ ومَخْرمٍ،=منايا لها، من جنسها، نُقَباء
إذا خافت الأُسدُ الخِماصُ من الظُّبا=فكيفَ تعدّى حُكمَهُنّ ظِباء؟

سمر محمد
10-05-2010, 10:05 PM
تُكرم أوصال الفتى، بعد موته،=وهنّ، إذا طالَ الزّمان، هَباءُ
وأرواحنا كالرّاح، إن طال حبْسُها،=فلا بدّ يوماً أن تكونَ سِباءُ
يعيّرنا، لفظَ المعرّة أنّها=من العُرّ، قومٌ، في العُلا، غُرباءُ
فإنّ إباءَ الليثِ، ما حلّ أنفُه=بأنَّ محلاَّتِ الليّوثِ إباء
وهل لحِق التثريبُ سُكّانَ يثربٍ،=من الناس، لا بل في الرّجال غباء
هُمُ ضاربوا أولادَ فِهرٍ، وجالدوا=على الدينِ، إذا وشّى الملوكَ عَباء
ضراباً، يُطيرُ الفرخَ عن وكرِ أُمّه،=ويترُكُ دِرعَ المرءِ، وهي قَباء
وذو نجَب، إن كان ما قيل صادقاً،=فما فيه إلاّ معشرٌ نُجبَاء
هل الدين إلاّ كاعبٌ، دون وصلِها،=حجابٌ، ومَهرٌ مُعوزٌ، وحياء
وما قبلت نفسي، من الخير، لفظةً=وإن طال ما فاهتْ به الخطباء
تفزَّعُ أعرابيَّةٌ، إن جرت لها=نواعبُ، يستعرضْنَها، وظِباء
وما الأُرَبى للحيِّ إلاَّ مُسِفَّةٌ، =على أنهم، في أمرهم، أُرَباء
تعادتْ بنو قيس بنِ عَيلانَ بالغنى،=فثابوا، كأنّ العَسجدَ الثُؤَبَاء
ولولا القضاءُ الحتمُ أُخبيَ واقِدٌ،=ولم يُبنَ، حولَ الرافدينَ، خِباء
وعادوا إلى ماكان، إن جاد عارضٌ=رأوْا أنّ رَعياً، في البلاد، رِباء
يُبيئون قَتلاهُمْ بأكثرَ منهمُ،=وإن قتَلوا حُرّاً، فليس يُباء

سمر محمد
10-05-2010, 10:08 PM
أُرائيكَ، فليغفِرْ ليَ اللَّهُ ُ زَلّتي=بذاكَ، ودينُ العالَمينَ رِياءُ
وقد يُخلِفُ الإنسانُ ظَنّ عشيره،= وإن راقَ منهُ مَنظرٌ ورُواءُ
إذا قَومُنا لم يعبدوا اللَّهَ وحدهُ=بنُصحٍ، فإنّا منهمُ بُرَآءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:09 PM
قد حُجِبَ النورُ والضّياءُ،=وإنما ديننا رياءُ
وهل يجودُ الحيا أُناساً،=منْطوياً عنهُمُ الحياءُ؟
يا عالمَ السَّوءِ ما عَلِمنا=أنّ مُصَليّكَ أتقياءُ
لا يكذِبَنّ امرؤ جُهولٌ،=ما فيك للهِ أولياءُ
ويا بلاداً مشى عليها=أولو افتقارٍ، وأغنياءُ
إذا قضى اللَّه بالمخازي،=فكلُّ أهليكِ أشقياءُ
كم وعظ الواعظونَ منّا،=وقام في الأرضِ أنبياءُ
فانصرفوا، والبلاء باقٍ،=ولم يزُل داؤكِ العَياء
حكمٌ جرى للمليك فينا،=ونحن، في الأصل، أغبياءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:10 PM
سألتُ رِجالاً عن مَعَدٍّ ورَهطِهِ=وعن سَبَأٍ: ماكان يَسْبي ويَسْبأ
فقالوا: هي الأيامُ لم يُخْلِ صَرفُها=مليكاً يُفدّى، أو تقيّاً يُنبّأ
أرى فَلكاً مازال بالخَلْقِ دائراً،=لهُ خَبَرٌ عنّا يُصانُ ويُخْبَأ
فلا تَطلُبِ الدنيا، وإن كنتَ ناشئاً،=فإنِّيَ عنها،بالأخلاّءِ، أرْبَأ
وما نُوَبُ الأيّام إلاّ كَتائِبٌ،=تُبَثّ سرايا، أو جيوشٌ تُعبّأ

سمر محمد
10-05-2010, 10:11 PM
أسيتُ على الذوائب أن علاها=نهاريُّ القميص، لهُ ارتقاءُ
لعلّ سوادها دنسٌ عليها،=وإنقاءُ المُسِنِّ له نَقاءُ
ودنيانا التي عُشِقَتْ، وأشْقَتْ،=كذاك العِشقُ، معروفاً، شقاءُ
سألناها البقاء، على أذاها،=فقالت: عنكمُ حُظِر البقاءُ
بعادٌ واقعٌ، فمتى التداني،=وبينٌ شاسعٌ، فمتى اللقاءُ؟
ودِرْعكَ إن وَقَتكَ سهام قَومٍ،=فماهي، من رَدى يومٍ، وِقاءُ
ولستُ كمن يقولُ بغيرِ علمٍ:=سواءٌ منكَ فتكٌ واتقاءُ
فقد وجبتْ عليكَ صلاةُ ظهرٍ،=إذا وافاكَ، بالماءِ، السّقاءُ
لقد أفْنَتْ عزائمَك الدّياجي=وأفرادُ الكواكبِ أرفقاءُ
فيا! سِرْ بي لِتُدركَنا المنايا،=ونحنُ، على السّجيّةِ، أصدقاءُ
أرى جرعَ الحياةِ أمرَّ شيءٍ،=فشاهدْ صِدْق ذلك، إذ تقاءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:12 PM
بني الدهر مهلاً! إنْ ذَممتُ فِعالَكمْ، =فإني بنفسي، لا محالةَ، أبدَأُ
متى يتَقَضّى الوقتُ، واللهُ قادرٌ،=فنَسكُنُ في هذا التُّرابِ ونهدأُ؟
تجاورَ هذا الجسمُ والروحُ بُرْهَةً،=فما برِحَتْ تأذى بذاك وتصدأُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:14 PM
يأتي على الخلقِ إصباحٌ وإمساءُ،=وكلّنا لصروفِ الدّهرِ نَسّاءُ
وكم مضى هَجَريٌّ، أو مُشاكلُهُ=من المَقاول، سَرّوا الناسَ أم ساءوا
تَتْوى الملوكُ، ومِصرٌ، في تغيّرهم،=مِصْرٌ على العهدٍ، والأحسْاءُ أحساءُ
خَسِستِ، يا أُمّنا الدنيا، فأُفِّ لنا، =بنو الخسيسةِ أوباشٌ، أخِسّاءُ!
وقد نطقتِ بأصنافِ العِظاتِ لنا،=وأنتِ، فيما يظن القومُ، خَرساء
ومنْ لصخرِ بن عمروٍ إنّ جثته=صَخرٌ، وخنساءَه، في السِّرْبِ، خنساء
يموجُ بحركِ، والأهواءُ غالبةٌ=لراكبيهِ، فهل للسُفْنِ إرساءُ؟
إذا تعطّفتِ يوماً، كنتِ قاسيةً،=وإن نظرتِ بعينٍ، فهي شَوساء
إنسٌ على الأرض تُدمي هامها إحَنٌ،=منها، إذا دَمِيَتْ، للوحش ، أنساء
فلا تغُرّنْكَ شُمٌّ من جبالهمُ،=وعِزّةٌ، في زمان المُلكِ، قعساء
نالوا قليلاً من اللذّاتِ ، وارتحلوا=برَغمِهِمْ ، فإذا النّعماءُ بأساءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:16 PM
إنّ الأعلاّء، إن كانوا ذوي رَشَدٍ،=بما يُعانونَ من داءٍ أطبّاءُ
وما شفاكَ من الأشياء تطلُبها،=إلاّ الألبّاءُ، لو تُلفى الألبّاءُ
نفرّ من شرب كأس، وهي تتبعنا،=كأنّنا، لمنايانا، أحِبّاءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:18 PM
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها، =فإنهم، عند سوء الطبع، أسواء
أو كان كلّ بني حَوّاءَ يُشبهني،=فبئسَ ماولدت في الخلق حَوّاءُ
بُعدي من النّاس برءٌ من سقَامِهمُ، =وقربُهم، للحِجى والدين، أدواءُ
كالبيت أُفرد، لا أيطاءَ يدركه،=ولا سناد، ولا في اللفظِ إقواءُ
نوديتَ، ألويتَ، فانزل، لا يراد أتى=سَيري لِوى الرمل، بل للنبت إلواء
وذاك أنّ سواد الفَود غيّره،=في غرّة من بياض الشيب، أضواء
إذا نجوم قتيرٍ في الدّجى طلعت،=فللجفون، من الإشفاق، أنواءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:18 PM
تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً،=لقدْ وهَتِ المُروءةُ والحياءُ
وإن الموتَ راحةُ هِبْرِزِيٍّ،=أضرّ بلُبّه داءٌ عَياءُ
وما لي لا أكونُ وَصِيّ نفسي،=ولا تَعصي أموري الأوصياءُ؟
وقد فتّشتُ عن أصْحابِ دينٍ،=لهم نُسْكٌ، وليس لهم رِياءُ
فألفيتُ البهائمَ لاعقولٌ=تُقيمُ لها الدّليلَ، ولا ضِياءُ
وإخوانَ الفَطانةِ في اختيالٍ،=كأنهمُ لقومٍ أنبياءُ
فأمّا هولاءِ، فأهلُ مَكرٍ،=وأمّا الأوّلونَ، فأغبياءُ
فإن كان التّقى بَلَهاً وعِيّاً،=فأَعيارُ المَذَلَّةِ أَتقياءُ
وأرشدُ منك أجربُ تحتَ عبءٍ،= تَهُبّ عليه رِيحٌ جِرْبِياءُ
وجدتُ الناس، كلُّهمُ فقيرٌ،=ويُعْدَمُ، في الأنام، الأغنياءُ
نحبّ العيش بُغضاً للمنايا،=ونحنُ بما هَوِينا الأشقِياءُ
يموتُ المرءُ ليس له صَفِيٌّ،=وقبلُ اليوم عَزَّ الأصفياءُ
أتدري الشمسُ أنّ لها بهاءً،=فتأسَفَ أن يفارقها الاياءُ؟

سمر محمد
10-05-2010, 10:22 PM
أراهم يضحكون إليّ غشّاً،=وتغشاني المشاقصُ والحِظاءُ
فلستُ لهم، وإن قربُوا، أليفاً،=كما لم تأتلف ذالٌ وظاءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:25 PM
كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلا= والحُسن، قد أضحى الثرى من حُجبِها
ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَها، = نزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها

سمر محمد
10-05-2010, 10:25 PM
ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت =في الدّهْر، لم يُقْدَرْ لها إجراؤها
أُعِللْتُ عِلّةَ قالَ، وهي قديمةٌ،=أعيا الأطِبَّةَ، كلَّهم، إبراؤها
طال الثّواء، وقد أنَى لمفاصلي،=أن تستبدّ، بضَمّها، صَحراؤها
فتْرَتْ، ولم تفْترْ لشُرب مدامةٍ،=بل للخُطوب، يغولُها إسراؤها
ملّ المُقامُ، فكم أُعاشِرُ أُمّةً،=أمرَتْ، بغير صلاحها، أُمراؤها
ظلموا الرعيّة، واستجازوا كيدها،=فعدَوْا مصالحَها وهم أُجَراؤها
فَرِقاً، شعَرتُ بأنها لاتقتني=خيراً، وأنَّ شِرارَها شُعَراؤها
أثَرَتْ أحاديثَ الكرام، بزعمها،=وأجادَ حبسَ أكفُهّا إثْراؤها
وإذا النفوسُ تجاوزت أقدارَها،=حذوَ البَعوضِ، تغيّرت سجَراؤها
كصحيحةِ الأوزانِ، زادتها القُوى =حَرفاً، فبان لسامعٍ نَكراؤها
كريتْ، فسُرّتْ بالكرى، وحياتُها =أكرَتْ، فجرّ، نوائِباً، إكراؤها
سبحانَ خالِقِكَ، الذي قرّتْ بهِ=غَبراءُ، توقَدُ، فوقها، خَضراؤها
هل تعرفُ الحسدَ الجيادُ كغيرها،=فالبُهْمُ تُحسَدُ بينها غَرّاؤها
ووجدتُ دنيانا تُشابه طامثاً،=لا تستقيمُ لناكحٍ أقْراؤها
هويتْ، ولم تُسعِفْ، وراح غنيُّها=تَعبِاً، وفازَ، براحةٍ، فُقراؤها
وتجادلتْ فقهاؤها من حُبّها،=وتقرّأت، لتنالها، قُرّاؤها
وإذا زجرتُ النفس عن شغف بها، =فكأنّ زجْرَ غويّها إغراؤها

سمر محمد
10-05-2010, 10:26 PM
دُنياك ماويّةٌ، لها نُوَبٌ،=شتّى، سماويّة، وأنباءُ
أُفٍّ لها، جُلُّ مايفيدُ بها،=من فاز فيها، الطعامُ والباءُ
جُدَّ مقيمٌ، وخابَ ذو سفَرٍ=كأنّهُ في الهَجير حِرباءُ
أقضيةٌ، لا تزالُ واردةً،=تَحارُ، في كونها، الألبّاءُ
قام بنو القومِ في أماكنهم،=وغُيّبت، في التُّرابِ، آباءُ
وزال عزُّ الأميرِ، وافترقت=أحْباؤه عنهُ، والأحِبّاءُ
وكلَّ حين حوبٌ ومعصيةٌ،=زادتهما، في الذنوب، حوباءُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:27 PM
فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ=وادلهمَّتْ، عليهمُ، الظلماءُ
وتغَشّى دهماءَنا الغَيُّ، لمّا=عُطّلتْ، من وضوحها، الدّهماءُ
للمليكِ المذكَّراتُ عبيدٌ،=وكذاكَ المؤنّثاتُ إماءُ
فالهلالُ المنيفُ، والبدرُ، والفر=قدُ، والصبحُ، والثرَى، والماء
والثريّا، والشمسُ، والنارُ، والنثـ =ـرةُ، والأرض، والضّحى، والسماء
هذه كلّها لربّك، ماعا=بك، في قولِ ذلك، الحُكماء
خلّني، يا أُخيَّ، أسْتغفر اللّـ=ـهَ، فلم يَبقَ فيّ إلاّ الذَّماء
ويقالُ الكرامُ قَولاً، وما في الـ=ـعصرِ إلاّ الشّخوصُ والأسماءُ
وأحاديثُ، خَبّرتها غُواةٌ،=وافترَتها للمكسِبِ القُدَماءُ
هذه الشُّهبُ، خِلتُها شبَكَ الدهـ =ـرِ، لها فوق أهلها إلماءْ
عجباً للقضاءِ تمّ على الخَلـ=ـقِ، فهمّتْ أنْ تُبْسِلَ الحزماء
أوَما يُبصِروُن فعلَ الرّدى، كيـ=ـفَ يَبيدُ الأصهارُ والأحماء؟
غلبَ المينُ، منذُ كان، على الخَلـ=ـقِ، وماتتْ، بغيظِها، الحُكَماء
فارْقُبي، يا عَصامِ، يوماً، ولو أنّـ=ـكِ، في رأسِ شاهِقٍ، عصماء
وأرى الأربَعَ الغَرائزَ فينا،=وهي، في جُثّةِ الفتى، خُصَماء
إن تَوافقْنَ صحّ، أولا، فما ينفـ=ـكّ عنها الإمراضُ والإغماءُ
ووجدتُ الزّمانَ أعجمَ فظّاً،=وجُبارٌ، في حُكمها، العَجْماء
إنّ دُنْياكَ مِنْ نَهارٍ ولَيْلٍ،=وهي، في ذاكَ، حيّةٌ عَرْماء
والبرايا حازُوا دُيون مَنايا،=سوف تُقْضَى، ويحضُرُ الغُرماء
ورَد القومُ، بعدما مات كعبٌ،=وارتوى، بالنّميرِ، وفدٌ ظِماء
حيوانٌ، وجامدٌ غيرُ نامٍ،=ونباتٌ له، بسقيا، نماء
ولوَ أنّ الأنام خافوا من العُقـ=بى، لما جارت المياهَ الدّماء
أجدرُ الناس، بالعواقب، في الرحـ=ـمةِ، قومٌ في بَديِهم رُحماء
وغضِبنا من قول زاعمِ حقٍّ،=أننا، في أصولنا، لؤماء
أنتَ يا آدمٌ، آدمُ السّرب، حَوّا=ؤك فيه، حوّاءُ، أو أدْماء
قَرَمَتنا الأيامُ، هل رَثَتِ النّحّـ=ـامَ، لمّا ثوى بها، قَرماء؟
عالم حائر كـطير هـواء=وهواف تضمها الدأماء
وكأنّ الهُمامَ عمرو بن دَرْما=ءَ، فلته، من أُمّه، درْماء
والبَهارُ الشميمُ، تحميه من وط=ءِ مُعاذيك، أرنبٌ شمّاء
وعَرانا، على الحُطام، ضِرابٌ،=وطِعانٌ في باطلٍ، ورِماء
أسودُ القلبِ أسودٌ، ومتى ما=تُصغِ أذني، فأذنُهُ صمّاء
قد رمى نابلٌ، فأنمى وأصمى،=ولياليك ما لها إنماء
إنّ رَبّ الحِصْنِ المَشِيدِ بتيما=ء، تولى وخُلِّفتْ تَيْماء
أومأت للحِذاءِ كَفُّ الثّريّا،=ثمّ صُدّ الحديثُ والإيماء
شهدتْ بالمليكِ أنجُمُها الستّـ=ـةُ، ثم الخضيبُ والجذْماء
فَهِمُ الناس كالجهولِ، وما يظـ=ـفر إلاّ بالحسرة الفُهماء
تلتقي في الصعيد أُمٌّ وبنْتٌ،=وتساوى القَرْناء والجَمّاء
وأنيقُ الرّبيع يدرِكُهُ القيـ=ـظ، وفيه البيضاء والسَّحْماء
وطريقي إلى الحِمام كريهٌ،=لم تُهَب، عندَ هولهِ، اليَهماء
ولوَ أنّ البيْداءَ صارِمُ حَربٍ،=وهي من كلّ جانبٍ صَرْماء
كيف لا يَشرِكُ المضيقين، في النعـ=ـمة، قومٌ عليهمُ النَّعماء؟

سمر محمد
10-05-2010, 10:28 PM
رُوَيدكَ قد غُررتَ، وأنتَ حرٌّ،=بصاحب حيلةٍ يعظ النّساءَ
يحرّم فيكمُ الصهباءَ صُبْحاً،=ويشربُها، على عمدٍ، مساءَ
تحسّاها، فمن مزجٍ وصِرْفٍ=يَعُلُّ، كأنَما وَرَدَ الحِساءَ
يقولُ لكم: غدوتُ بلا كساءٍ،=وفي لذّاتِها رهَنَ الكِساءَ
إذا فعل الفتى ما عنه يَنهى،=فمن جِهتَين، لا جهةٍ، أساءَ

سمر محمد
10-05-2010, 10:28 PM
نرجو الحياةَ، فإن همّتْ هواجسنا=بالخير، قال رَجاءُ النفس إرْجاءَ
وما نفيق من السُّكر المحيط بنا،=إلاّ إذا قيل: هذا الموتُ قد جاءَ

سمر محمد
10-05-2010, 10:29 PM
قد نال خيراً، في المعاشر، ظاهراً،=من كان تحتَ لسانه مخبوءا
باءَ الكلامُ بمأثمٍ، والصّمْتُ لم=يكُ، في الأعمّ، بمأثمٍ ليبوءا
إن يرتفع بشرٌ عليك، فكم غدا=علَمٌ، بتابع فتنةٍ، مربوءا
مهلاً! أمِن وبإٍ فررت، وهل ترى، =في الدّهر، إلاّ منزلاً موبوءا؟
تُسبى الكرائم، والكُمَيت شَرابُها، =يُلفى لألأم شاربٍ مسبوءا
حِلْفُ العباءة سوف يصبحُ، مثَلهُ، =ملكٌ، ويتركُ طيبَهُ المعبوءا

سمر محمد
10-05-2010, 10:30 PM
علِّموهُنّ الغَزْلَ والنَّسْجَ والرَّدْ=نَ، وخَلّوا كِتابَةً وقِراءه
فصلاةُ الفتاةِ بالحمدِ والإخـ=ـلاصِ، تُجزي عن يونُس وبَراءه
تَهتِكُ السِّترَ بالجلوسِ، أمامَ السِّـ =ـترِ، إن غنّتِ القِيانُ وراءه

سمر محمد
10-05-2010, 10:30 PM
توحّدْ، فإنّ اللَّهَ ربَّكَ واحدٌ،=ولا ترغبنْ في عِشْرَةِ الرّؤساءِ
يُقلُّ الأذى والعيبَ، في ساحة الفتى،=وإن هو أكدى، قِلّةُ الجلساءِ
فأفٍّ لعَصْرَيْهِمْ: نهارٍ وحِنْدِسٍ،=وجِنْسَيْ رجالٍ، منهمُ، ونساءِ
وليتَ وليداً ماتَ ساعةَ وضعِهِ،=ولم يرتضِعْ من أُمّهِ النُّفَساءِ
يقولُ لها، من قبلِ نُطقِ لسانهِ:=تُفيدينَ بي أن تُنكَبي وتُسائي

سمر محمد
10-05-2010, 10:31 PM
القلبُ كالماءِ، والأهواءُ طافيةٌ=عليه، مثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ
منه تنمّت ويأتي ما يغيّرها،=فيُخْلِقُ العَهدَ من هندٍ وأسماءِ
والقولُ كالخلقِ، من سَيْءٍ ومن حسَنٍ،=والناسُ كالدّهرِ، من نور وظَلماءِ
يُقالُ: إنّ زماناً يَستقِيدُ لهم،=حتى يُبَدِّلَ من بُؤسٍ بِنَعماءِ
ويوجدُ الصقرُ في الدّرماء، معتقداً=رأيَ امرىء القيس في عمرو بن درماءِ
ولستُ أحسِبُ هذا كائناً أبداً،=فابغِ الوُرودَ لنفسٍ ذاتِ أظماءِ

سمر محمد
10-05-2010, 10:31 PM
ما خصّ، مِصْراً، وبأٌ، وحدَها،=بل كائنٌ في كلّ أرضٍ وبَأْ
أنْبأنا اللُّبُّ بلقيا الرّدى،=فالغوثُ من صحة ذاك النبأ
هل فارسٌ والرومُ والتركُ، أو=ربيعةٌ، أو مُضَرٌ، أو سبأ
ناجيةٌ، في عزّ أملاكها،=أن يُظهرَ الدهرُ لها ما خبأ؟
ومنْ سجايا نَبْلِه أنها،=كلُّ قتيلٍ قَتَلتْ لم يُبأ
إن سار، أو حلّ الفتى، لم يزلْ=يلحَظُهُ المِقدارُ بالمرْتبأ

سمر محمد
10-05-2010, 10:32 PM
قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ، = إلى أن يقول العالِمون به: قضا
فهنّىء ولاةَ الميتِ يومَ رحيله، =أصابوا تُراثاً، واستراح الذي مضى

سمر محمد
10-05-2010, 10:32 PM
يا ملوك البلادِ، فُزتم بنَسءِ الـ=ـعُمر، والجورُ شأنكم في النَّساءِ
ما لكم لا ترَوْنَ طُرْقَ المعالي،=قد يزورُ الهيجاءَ زيرُ نساءِ
يرْتجي الناسُ أن يقومَ إمامٌ=ناطقٌ، في الكتيبةِ الخرْساءِ
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سوى الـ= ـعقلِ، مشيراً في صبْحه والمساءِ
فإذا ما أطعْتَهُ جلَب الـ=ـرحمةَ عند المسير والإرساءِ
إنما هذه المذاهِبُ أسبا=بٌ لجذبِ الدنيا إلى الرّؤساءِ
غرَضُ القوم مُتعةٌ، لا يَرِقّو=نَ لدمع الشّمّاءِ والخنساءِ
كالذي قامَ يجمعُ الزَّنجَ بالبصـ=ـرة، والقَرْمَطيَّ بالأَحساء
فانفردْ ما استطعتَ، فالقائلُ الصا=دقُ يُضحي ثِقلاً على الجُلساء

سمر محمد
10-05-2010, 10:33 PM
أوصيتُ نفسي، وعن وُدٍّ نصحتُ لها،=فما أجابت إلى نُصْحي، وإيصائي
والرمْلُ يُشبهُ، في أعداده، خطئي،=فما أهمُّ له، يوماً، بإحصاءِ
والرزقُ يأتي، ولم تُبسَط إليه يدي،=سِيّانِ في ذلك إدنائي وإقصائي
لو أنّه في الثريّا والسِّماك، أو الشعـ=ـرى العَبور، أو الشعرى الغميصاءِ

سمر محمد
10-05-2010, 10:34 PM
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ=ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ،=فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه،=فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟
سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا،=على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي،= فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي، =وما صافَ عني سهمُه برِماء
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ،=وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ،=له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ،=فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء
نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها،=على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء
أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما=دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا=وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء
يقولون: إنّ الدهر قد حان موتُهُ،= ولم يبقَ في الأيام غيرُ ذَماء
وقد كذَبوا مايعرفون انقِضاءَهُ،=فلا تسمعوا من كاذب الزّعماء
وكيف أُقضّي ساعة بمسرّة،=وأعلمُ أنّ الموت من غُرَمائي؟
خُذوا حذراً من أقَربينَ وجانبٍ،= ولا تذهلوا عن سيرةِ الحُزَماء

سمر محمد
10-05-2010, 10:34 PM
إذا صاحبتَ في أيام بؤسٍ،=فلا تنسَ المودّةَ في الرّخاء
ومن يُعْدِمْ أخوه، على غناه،=فما أدّى الحقيقةَ في الإخاءِ
ومن جعلَ السخاء لأقربِيه،=فليس بعارِفٍ طُرُقَ السّخاءِ

سمر محمد
10-05-2010, 10:35 PM
إذا قيل لك: اخشَ اللَّـ = ـه، مولاك، فقلْ آرا
كأنّ الأنجمَ السبـ = ـعة في لُعبة بُقّارا
خُزامى، وأقاحيُّ، = وصفراءُ، وشُقّارا
ومَنْ فوقَ الثرى يَصـ = ـغُرُ في أجزاءِ منْ وارا
وأصبحتُ مع الدّنْيا، = أدارِيها كمنْ دارى
إذا بارأها قوْمٌ، = فقلبي حبُّها بارى
وما يُرْهِبُني جار = يَ إنْ ناضلَ أو جارى
وما عِرسيَ حوراءُ، = ولا خُبزيَ حُوّارا

سمر محمد
10-05-2010, 10:36 PM
أقيمي، لا أعُدُّ الحجّ فرضاً، = على عُجُزِ النساء، ولا العَذارَى
ففي بطحاءِ مكّةَ سِرُّ قوم، = وليسوا بالحُماةِ ولا الغَيارىَ
وإنّ رِجالَ شيبةَ سادِنيها، = إذا راحتْ، لكعبتِها، الجمارا
قِيامٌ يدْفعونَ الوَفْدَ شَفْعاً، = إلى البيتِ الحرام، وهم سُكارى
إذا أخذوا الزوائفَ أولجوهم،= ولو كانوا اليهودَ أو النصارى
متى آداكِ خيرٌ، فافعليه، = وقولي، إن دعاكِ البِرُّ: آرا
فلو قيلَ الغُواةُ، عرفتِ كَشفي،= من الكذِبِ المموَّهِ، ما توارى
ولا تثقي بما صنعوا وصاغوا،= فقد جاءت خيولُهُمُ تَبارى
جرتْ زمناً، وتسكنُ بعد حينٍ،= وأقضيةُ المهيمنِ لاتُجارى
لعلّ قِرانَ هذا النجمِ يَثْني، = إلى طُرق الهدى، أُمَماً حيَارى
فقد أودى بهم سَغَبٌ وظِمْأٌ = وأيْنُقُهُمْ، بمَتلفَةٍ، حَسارى
وما أدري: أمَنْ فوقَ المهارى= ألَبُّ، إذا نظرتُ، أمِ المهارى؟
أتتهم دولةٌ قهرَتْ وعزّتْ، = فباتوا في ضلالتِها أُسارى
وظنّوا الطُّهرَ متّصلاً بقومٍ،= وأُقسِمُ أنهمْ غيرُ الطهارى
وما كَرِيَتْ عيونُ الناس جمعاً،= ولكن في دُجُنّتِها تَكارى
لهم كَلِمٌ تخالفُ ما أجنّوا، = صدُروُهمُ بصحتّهِ تَمارى

سمر محمد
10-05-2010, 10:36 PM
الساعُ آنيةُ الحوادثِ ما حوت،=لم يبدُ إلا بعدَ كشفِ غطائِها
وكأنما هذا الزّمانُ قصيدةٌ،=ما اضطُرّ شاعرُها إلى إيطائها
ليستْ لياليهِ، مُحِسّةُ كائنٍ،=وُصِفتْ بسرعتِها ولا إبطائِها
والمِصرُ آنسُ منهُ خَرقُ مفازةٍ،=أنسَ الدليلُ بقافها مع طائِها
وسهامُ دهرِك لا تزالُ مصيبةً،=صُرفتْ، بإذنِ اللَّهِ، عن أخطائها
إنّ المواهب كلّها عاريّةٌ،=ومن السّفاهةِ غبطةٌ بعطائِها

سمر محمد
10-05-2010, 10:37 PM
تقواكَ زادٌ، فاعتقدْ أنّه = أفضلُ ما أودعتَه في السّقاءْ
آهٍ غداً من عَرَقٍ نازلٍ، = ومُهجةٍ مولعةٍ بارتقاء
ثوبيَ محتاجٌ إلى غاسلٍ، = وليتَ قلبي مثلَهُ في النّقاءْ
موتٌ يسيرٌ، معه رحمةٌ، = خيرٌ من اليُسر وطولِ البقاء
وقد بلونا العيش أطوارَه، = فما وجدنا فيه غيرَ الشقاء
تقدَّم الناسُ، فيا شوقنا = إلى اتّباعِ الأهلِ والأصدقاء
ما أطيبَ الموتَ لشُرّابه، = إن صَحّ للأمواتِ وَشكُ التقاء

سمر محمد
10-05-2010, 10:38 PM
انفردَ اللَّهُ بسلطانه، = فما له في كلّ حالٍ كِفاءْ
ما خَفِيَتْ قدرتُه عنكمُ، = وهل لها عن ذي رشادٍ خَفاءْ؟
إن ظهَرت نارٌ، كما خبّروا،= في كلّ أرضٍ ، فعلينا العَفاءْ
تهوي الثريّا، ويلين الصّفا، = من قبل أن يوجَدَ أهلُ الصّفاء
قد فُقِد الصدق ومات الهدى،= واستُحسنَ الغدرُ وقلّ الوفاء
واستشعر العاقلُ، في سُقمهِ،= أنّ الردى، مما عناه، الشِّفاء
واعترفَ الشيخُ بأبنائهِ، = وكلهم يَنذِرُ منه انتفاء
رَبّهم بالرفقِ، حتى إذا = شبّوا عنا الوالدَ منهم جفاء
والدّهرُ يشتفُّ أخلاّءهُ، = كأنما ذلك منه اشتفاء

سمر محمد
10-05-2010, 10:39 PM
سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ، = وعندَ الصباحِ حَمدِنا السُّرى
بنو آدمٍ يطلبون الثّرا = ءَ، عند الثريّا، وعند الثّرى
فتىً زارعٌ، وفتىً دارعٌ، = كلا الرجلين غدا، فامترى
فهذا بعين وزاي يروحُ، = وذاك يؤوبُ بضاد ورا
وعاملُ قُوتٍ ذَرا حَبَّهُ، = وخِدْنُ ركازٍ ضحا، فاذّرى
وكُورُكَ فوقَ طويلِ المطا، = وسَرجُكَ فوق شديد القرا
وتجري دُفارِ بها جَدُّها، = بمثلِ الظلامِ، فإذا ماجرى
كأنّ بصاقَ الدَّبى، فوقَها، = إذا وقدَتْ، في الأنوف، البُرا
وذلك من حَرِّ أنفاسها، = يضاعفهُ حرُّ يومٍ جرى
تلومُ على أمّ دَفْرٍ أخاك، = وراءك إنّ هوىً قد ورى
عهدتُك تشبهُ سِيدَ الضَّراء، = ولستَ مشابهَ ليثِ الشَّرى
تَدِبّ، فإن وجدتْ خِلسةً، = فيا للسُّليك، أو الشنفرى
هو الشرّ، قد عمّ، في العالَمين،= أهلَ الوُهودِ، وأهل الذُّرا
لِيفينّ، في صَمتهِ، ناسكٌ، = إذا افتنّ، فيمايقول، الورى
فَكنَّوا صَبُوحيّةَ الشَّرب أُمَّ = ليلى، ومكةَ أُمَّ القُرى
وقالوا بدا المشتري في الظّلام،= فيا ليتَ شِعريَ ماذا اشترى؟
وترجو الرّباحَ، وأين الرّباحُ،= ونعتك في نفسِك الخَيسرا
عَذيريَ منْ ماردٍ فاجرٍ، = تَقرّأ، والمخزياتِ اقترى
فهوّنْ عليك لِقاءَ المَنونِ، = وقلْ، حين تَطرُق: أطرِقْ كرا
ونادِ، إذا أوعدتك: اعتِري، = فصبراً على الحُكم لمّا اعترى
ونفسي ترجّي، كإحدى النفوس،= وتَذري النوائبُ سَكْنَ الذُّرا
وكم نزلَ القَيْلُ عن منبرٍ، = فعادَ إلى عُنصر في الثرى
وأُخرِجَ، عَن مُلْكِهِ، عارياً، = وخَلّفَ مملكةً بالعَرا
إذا الضّيْفُ جاءَكَ، فابسِمْ له،= وقرّبْ إليه وشِيكَ القِرى
ولا تحقِر المُزدرَى في العيون؛= فكمْ نَفَعَ الهَيّنُ المزدرَى
ولا تحمِلُ البُزلُ تلكَ الوسوقَ،= إلاّ بأزرارها والعُرا
أجل! خَزَرَتْنيَ وثّابَةٌ، = سواها التي مشت الخيزَرى
فإنّ سُراءَ الليالي رمى = أوان شبيبتنا، فانسرى
ونوميَ موتٌ، قريبُ النشور،= وموتيَ نوْمٌ، طويلُ الكَرى
نؤمّلُ خالقَنا، إنّنا = صُرينا لنشربَ ذاك الصَّرا
سواءٌ عليّ، إذا ما هلَكتُ، = منْ شادَ مكرُمَتي، أو زرى
فأوْدى فلانٌ بسٌقمٍ أضرّ، = وأدوى فلانٌ بعِرقٍ ضرا
أبالنَّبْلِ أُدركَ أمْ بالرِّما = حِ، بين أسنّتها والسَّرا؟
فهلْ قامَ، من جَدَثٍ، مَيّتٌ، = فيخْبرَ عنْ مسمَع أو مَرَى؟
ولو هَبّ صَدّقَهُ معشرٌ، = وقال أناسٌ طغى وافترى
ولم يقرِ، في الحوضِ، راعي السوا= م إلاّ ليورده ما قرى
أفِرُّ، وما فَرأٌ نافرٌ، = بمعتصم منْ قضاءٍ فرا
أحِنُّ إلى أملٍ فاتَني، = وما للشَّبوبِ وعيشِ الفِرا
متى قرْقَرَ الهاتِفُ العِكْرِميُّ،= هيّجَ صبّاً إلى قَرْقرى
وقد يفسُدُ الفكرُ في حالةٍ، = فيوهِمُكَ الدُّرَّ قَطرُ السُّرا
سقاك المُنى، فتمنّيْتها؛ = وصاغَ لك الطيفَ حتى انبرى
فلا تدْنُ منْ جاهلٍ آهلٍ، = لو انتُزِعَتْ خمسُهُ مادرى
أبى سيفُهُ قتلَ أعدائهِ، = وسافَ وليدتَهُ، أو هرا
وتختلفُ الإنسُ في شأنها؛ = وأبعِدْ بمنْ باعَ ممن شرى
مُغنّيَةٌ أُعطيتْ مُرْغِباً؛ = فغنّتْ، ونائحةٌ تُكترى
وهاوٍ ليُخرجَ ماءَ القليبِ؛ = وراقٍ ليَجنيَ ثَولاً أرى
فإنْ نالَ شهداً، فأيسِرْ بهِ، = على أنّهُ، بسقوطٍ، حرى
نَزُولَ كما زال أجدادُنا؛ = ويبقى الزمانُ على ما نرى
نهارٌ يُضيءُ، وليلٌ يَجيءُ، = ونجمٌ يغورُ، ونجمٌ يُرى

سمر محمد
10-05-2010, 10:39 PM
حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛ = فليتَ بَعيدَ حِمامٍ دَنا
يدٌ صفرَتْ، ولَهاةٌ ذوَتْ، = ونفسٌ تمنّتْ، وطَرفٌ رَنا
ومَوقدُ نيرانه في الدجى، = يرومُ سناءً برفع السّنا
يحاولُ من عاش سَترَ القميصِ، = ومَلْءَ الخميص، وبُرْءَ الضنى
ومنْ ضمَّهُ جدثٌ لم يُبَلْ = على ما أفادَ، ولا ما اقتنى
يصيرُ تراباً، سَواءٌ عليه = مسُّ الحرير، وطعنُ القنا
وشُربُ الفَناء بخَضرِ الفِرنْدِ،= كأنّ، على آُسّهِنّ، الفِنا
ولا يزدهي غضبٌ حِلمَهُ، = ألقَّبه ذاكرٌ أم كَنا
يُهنّأُ، بالخير، من نالَهُ، = وليسَ الهَناءُ على ما هُنا
وأقربْ، لمن كان في غبطةٍ،= بلقيا المُنى من لقاءِ المَنا
أعائبةٌ جسدي روحُه، = وما زالَ يخدُمُ، حتى ونى
وقد كلّفَتْه أعاجيبَها، = فطوراً فُرادى، وطوراً ثُنا
ينافي ابنُ آدمَ حالَ الغصون،= فهاتيك أجنتْ، وهذا جنى
تُغيّرُ حِنّاؤه شيبَهُ، = فهل غيّرَ الظهرَ لما انحنى
إذا هو لَمْ يُخْنِ دهرٌ عليه، = جاءَ الفريَّ، وقال الخنى
وسِيّانِ مَن أُمُّهُ حُرّةٌ = حصانٌ، ومَن أُمُّهُ فَرْتنا
ولي مَوْرْدٌ بإناءِ المَنونِ، = ولكنّ ميقاتَهُ ما أنى
زمانٌ يخاطبُ أبناءَه، = جِهاراً، وقد جهلوا ماعنى
يبدِّلُ باليُسرِ إعدامَهُ، = وتَهدِمُ أحداثُه ما بنى
لقد فزتَ إن كنتَ تُعطى الجِنانَ= بمكة، إذ زُرْتها، أو مِنى

سمر محمد
10-05-2010, 10:40 PM
بعلم إلهي يوجِدُ الضعفُ شيمتي، = فلستُ مُطيقاً للغدوِّ ولا المسرى
غبرتُ أسيراً في يديهِ، ومن يكنْ= لهُ كرمٌ تُكرَمْ بساحتهِ الأسرى
أأصبحُ في الدنيا كما هو عالمٌ، =وأدخلُ ناراً مثل قيصرَ أو كسرى
وإني لأرجو منه يوم تجاوُزٍ،= فيأمرُ بي ذاتَ اليمين إلى اليسرى
إذا راكبٌ نالت بهِ، الشأوَ، ناقةٌ،= فما أينُقي إلا الظوالعُ والحَسرى
وإن أُعْفَ بعد الموْتِ مما يريبُني،= فما حظّيَ الأدنى ولا يديَ الخُسرى

سمر محمد
10-05-2010, 10:40 PM
لِيَشْغَلْكَ ما أصبحتَ مرتقباً له، = عن العيبِ يُبدي والخليلِ يؤنَّبُ
فما أذنبَ الدهرُ، الذي أنتَ لائمٌ؛ = ولكن بنو حوّاءَ جاروا، وأذنبوا
سيدخلُ بيتَ الظالم الحتفُ، هاجماً، = ولو أنّهُ عند السِّماكِ مطنَّبُ
وقد كان يهوى الطّعنَ، أمّا قناتُهُ =فذات لمىً، والخِرصُ كالناب أشنب
ودرعُ حديدٍ، عندَه، دِرعُ كاعبٍ،= من الودّ، واسمُ الحرب هندٌ وزينب
ويَطوي المَلا، بعد الملا، فوق كورِهِ، =إذا العيسُ تُزجى، والسوابقُ تُجُنَبُ
له، من فِرندٍ، جدوَلٌ، إن أسأله= على رأس قِرْنٍ، جاش بالدم مِذنب
وليس يُقيمُ الظَّهرَ، حنّبَهُ الرّدى،= قوامُ رُدَينّيٍ، وطِرفٌ مُحنَّبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:41 PM
أتُذْهبُ دارٌ بالنُّضارِ، وربُّها = يُخلّفُها، عما قليلٍ، ويذهبُ
أرى قبَساً في الجسم يُطفِئُهُ الرّدَى، = وما دمتَ حيّاً، فهو ذا يتلهّبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:41 PM
نقِمتَ على الدنيا، ولا ذنبَ أسلفتْ = إليكَ، فأنتَ الظالمُ المُتكذِّبُ
وهَبْها فتاةً، هل عليها جنايةٌ، =بمن هو صبٌّ، في هواها، معذَّبُ؟
وقد زعموا هذي النفوسَ بواقياً،= تَشكَّلُ في أجسامها وتَهذَّبُ
وتُنقَلُ منها، فالسعيدُ مكرَّمٌ = بما هو لاقٍ، والشقيُّ مشذَّبُ
وما كنْتَ في أيام عيشك مُنْصَفاً، = ولكن مُعَنّى، في حبالك تُجذَبُ
ولو كان يبقى الحسن في شخص مَيّت = لآلَيْتُ أنّ الموتَ في الفَمِ أعذَبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:42 PM
بقيتُ، وما أدري بما هو غائبٌ، = لعلّ الذي يمضي إلى اللَّه أقربُ
تودُّ البقاءَ النفسُ من خِيفة الرّدى، = وطولُ بقاءِ المرءِ سمٌّ مجرَّبُ
على الموتِ يجتازُ المَعاشِرُ كلّهمْ: = مقيمٌ بأهليه، ومَنْ يتغرّبُ
وما الأرض إلاّ مثلُنا الرزقَ تبتغي، = فتأكلُ، من هذا الأنام، وتشرب
وقد كذَبوا حتى على الشمس أنها = تُهان إذا حان الشروقُ وتُضرَب
كأنّ هِلالاً لاحَ للطّعنِ فيهمُ،= حَناه الرّدى وهو السّنانُ المجرَّب
كأنّ ضياءَ الفجر سيفٌ يسُلّهُ = عليهم صباحٌ، بالمنايا مُذرَّب

سمر محمد
10-05-2010, 10:42 PM
لا يُغبَطنّ أخو نُعْمَى بنعمتِه، = بئسَ الحياة، حياةٌ بعدها الشَّجَبُ
والحسُّ أوقَعَ حيّاً في مَساءتِه، = وللزمانِ جيوشٌ ما لها لَجَبُ
لو تَعلمُ الأرضُ ما أفعالُ ساكِنها، = لطالَ منها، لما يأتي به، العجَبُ
بدءُ السعادةِ أنْ لم تُخْلَقِ امرأةٌ، = فهلْ تَودُّ جُمادى أنها رَجَبُ؟
ولم تَتُبْ لاختيارٍ كان مُنْتَجَباً، = لكنّكَ العُودُ إذ يُلحى ويُنتَجَب
وما احتجبتَ عن الأقوام من نُسُكٍ، = وإنما أنتَ للنّكراءَ مُحتجِب
قالت ليَ النفسُ: إني في أذىً وقَذىً، = فقلتُ: صبراً وتسليماً، كذا يجبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:43 PM
يدُلُّ على فضلِ المماتِ وكونهِ = إراحةَ جسمٍ، أنّ مسلَكَه صعْبُ
ألم ترَ أنّ المجدَ تلقاك، دونهُ،= شدائدُ، منْ أمثالها وَجَبَ الرّعبُ؟
إذا افترقت أجزاؤنا حُطّ ثقلُنا،= ونحمِلُ عِبئاً حين يلتئمُ الشَّعبُ
وأمسِ ثوى راعيكَ، وهو مودِّعٌ،= ولو كان حَيّاً قامَ في يده قعْبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:43 PM
لعمرُك! ما بي نُجعةٌ، فأرُومَها، = وإني على طولِ الزمان لمجدِبُ
حملتُ على الأولى الحَمامَ فلم أقُلْ = يُغنّي ولكن قلتُ يَبكي ويندُبُ
وذلك أنّ الحادثاتِ كثيرةٌ، =وغالبُهنّ الفظُّ لا المتحدِّبُ
وكلُّ أديب، أي سيُدعى إلى الرّدى،= من الأدْبِ، لا أنّ الفتى متأدِّبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:43 PM
لا تسألِ الضيفَ، إن أطعمتَه ظُهُراً،=بالليلِ هلْ لكَ في بعضِ القِرى أرَبُ
فإنّ ذلكَ منْ قولٍ يُلقِّنُهُ = لا أشتهي الزاد، وهو الساغب الحرب
قدّمْ له ما تأتّى لا تؤامِرُهُ = فيه ولو أنّه’الطرثوث والصّرب

سمر محمد
10-05-2010, 10:44 PM
ما قرّ طاسُك في كفّ المُديرِ لهُ،= إلا وقرطاسُك المرعوبُ مرعوبُ
تُضحي، وبَطنُك مثل الكَعبِ أبرزه= ريٌّ، ورأسُك مثل القعَب مشعوب

سمر محمد
10-05-2010, 10:44 PM
لعلّ أُناساً، في المحاريبِ، خَوّفوا =بآيٍ، كَناسٍ، في المشاربِ، أطرَبوا
إذا رام كيداً، بالصلاةِ، مُقيمُها، = فتاركُها، عمداً، إلى اللَّه أقرَبُ
فلا يُمسِ فخّاراً من الفَخْرِ عائدٌ= إلى عنصر الفخّار، للنفعِ يَضرَبُ
لعلّ إناءً منه يُصنَعُ مرّةً، = فيأكلُ فيه من أراد ويشربُ
ويُحْمَلُ من أرضٍ لأخرى ومادرى؛ = فواهاً له، بعدَ البِلى، يتغرّبُ!

سمر محمد
10-05-2010, 10:45 PM
إذا كان إكرامي صديقيَ واجباً، = فإكرامُ نفسي، لا محالةَ، أوْجبُ
وأحلِفُ ما الإنسانُ إلاّ مُذمَّمٌ: = أخو الفقر منّا، والمليكُ المُحجَّبُ
أيعقِلُ نجمُ الليل أو بَدْرُ تِمّهِ، = فيُصبحَ من أفعالنا يتعجّبُ؟

سمر محمد
10-05-2010, 10:45 PM
غدوتُ على نفسي أُثرِّبُ جاهداً، = وأمثالَها لامَ اللبيبُ المثرِّبُ
إذا كان جسمي من ترابٍ، مآلُه = إليه، فما حظّي بأنيّ مُتْرِبُ
وما زالت الدّنْيا، بأصنافِ ألسُنٍ، = تُبيّنُ عن غيرِ الجميلِ، وتُعرِبُ
إذا أغربَتْ يوماً برُزْءٍ على الفتى، =فليستْ على نفسي، بما حُمّ، تُغرب
وجرّبتُها، أمَّ الوليدِ، لطامعٍ، = ويَيئِسُ من أمّ الوليدِ المجرِّب
يحقُّ لمن يَهوى الحياةَ بُكاؤه،= إذا لاحَ قرنُ الشمس، أو حين تغرُب
وما نَفَسٌ إلاّ يُباعِدُ مولداً، =ويُدني المنايا، للنفوسِ، فتقرُبُ
فهل لسُهَيْلٍ، في مَعَدّك، ناصرٌ، = إذا أسلمتْه، للحوادث، يَعُرب
وأهدى إلى نَهج الهُدى من مَعاشرٍ، = نواضحُ تَسنُو، أو عواملُ تكرُب
ألا تَفرَقُ الأحياءُ مما بدا لها، = وقد عمّها بالفجر أزرقُ مُغْرَب
وشفّ بقاءٌ صِرتُ من سُوءِ فِعلِهِ =أهَشُّ إلى الموت الزّؤام، وأطرَب
فشِم صارماً، واركُزْ قناةً، فلِلرّدى = يدٌ، هيَ أولى بالحمامِ، وأدرَب
أفَضُّ لهاماتٍ، وأرمَى بأسهمٍ،= وأطعنُ في قلبِ الخمِيسِ، وأضرَب
أرى مُطعِمَ الرّمسِ اللِّهَمّ خليلَهُ، =سيأكلُ، من بعدِ الخليلِ، ويشرب

سمر محمد
10-05-2010, 10:46 PM
إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهر صُدّقتْ = أحاديثُهُ، عن نفسه، وهو كاذبُ
أتوهِمُني بالمَكر أنّكَ نافعي، = وما أنتَ إلا في حِبالكَ جاذِبُ
وتأكلُ لحم الخِلّ مُستعذبِاً له، = وتَزعُمُ للأقوام أنّكَ عاذِب

سمر محمد
10-05-2010, 10:47 PM
يا صاحِ، ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍ، = إلا وهم، لرؤوسِ القومِ، أعجابُ
ما لي أرى المِلكَ المحبوبَ يمنعُهُ، = أن يفعلَ الخيرَ، مُنّاعٌ وحُجّابُ؟
قد ينجُبُ الولدُ النامي، ووالدهُ = فَسْلٌ، ويفْسلُ، والآباءُ أنجاب
فرَجِّبِ اللَّهَ صِفْراً من محارِمِهِ، = فكم مضتْ بك أصفارٌ وأرجاب
ويعتري النفسَ إنكارٌ ومعرفةٌ، = وكلُّ معنىً له نفيٌ وإيجاب
والموتُ نومٌ طويلٌ، ما له أمَدٌ= والنومُ موتٌ قصيرٌ، فهو منجابُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:47 PM
أخلاقُ سكانِ دنيانا معذَّبةٌ، =وإن أتتكَ بما تستعذب العذَب
سمَّوا هلالاً وبدراً وأنجماً وضحى = وفرْقداً وسِماكاً، شَدّ ما كذبوا!
ولم يُنَطْ، بحبالِ الشمسِ، من نظرٍ، = إلاّ له، في جبالِ الشَّرّ، مُجتذِبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:47 PM
أعَيّبُونيَ حيّاً، ثم قامَ لهمْ = مُثْنٍ، وقد غيّبوني؟ إنّ ذا عجبُ!
نحنُ البريةُ، أمسى كلُّنا دَنِفاً،= يُحبُّ دُنياهُ حُبّاً فوقَ ما يجبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:48 PM
قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ = حتى ادّعوا أنهم للخلق أربابُ
إلبابُهُمْ كان باللذّاتِ متصلاً، = طولَ الحياةِ، وما للقَوم ألبابُ
أجرى، من الخيلِ، آمالٌ أُصرّفُها، = لها بحثّيَ تقريبٌ، وإخبابٌ
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلها، = حتى يُجافَ عليها للثرى بابُ
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقدِرَةً، = كذاك، واحذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفت = من حُرّة، مالها في العِينِ جِلباب
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنا بأذىً، = هذا المحلّ بما تخشاهُ مِرْبابُ
يزورُنا الخيرُ غِبّاً، أو يُجانبنا، = فهل لمِا يكرهُ الانسانُ إغبابُ؟
وقد أساءَ رجالٌ أحسنوا فقُلوا، = وأجمَلوا، فإذا الأعداءُ أحباب
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بهِ، = إنّ النسيمَ بِنفَع الرُّوحِ هَبّاب

سمر محمد
10-05-2010, 10:49 PM
في البدوِ خُرّابُ أذوادٍ مسوَّمةٍ، = وفي الجوامع والأسواق خُرّابُ
فهؤلاءِ تسَمّوْا بالعُدولِ، أو الـ =ـتجّار، واسمُ أولاكَ القومِ أعراب

سمر محمد
10-05-2010, 10:49 PM
نفوسٌ، للقيامةِ، تشرئِبُّ، = وَغَيٌّ، في البطالةِ، مُتلئِبُّ
تَأبّى أن تجيءَ الخيرَ يوماً، = وأنتَ، ليومِ غفرانٍ، تئبّ
فلا يغرُرك بِشْرٌ من صديقٍ،= فإنّ ضميرَه إحَنٌ وخَبّ
وإن الناسَ: طفلٌ، أو كبيرٌ، = يَشيبُ، على الغَوايةِ، أو يشبّ
تُحِبُّ حياتَك الدنيا، سَفاهاً، = وماجادتْ، عليك، بما تُحِبّ
وإنك منذُ كونِ النفسِ عَنْساً = لَتوضِعُ في الضّلالةِ، أو تُخبّ
وإن طال الرُّقادُ من البرايا،= فإنّ الراقدين لهمْ مهَبّ
غرامك بالفتاة خنًى وغمٌّ، = وليس يَسرّ من يشتاق غِبّ
لو أنّ سوادَ كَيْوانٍ خِضابٌ = بفكّك والسُّهى في الأذن حَبّ
لما نجّاكَ، من غِيَرِ الليالي،= سناءٌ فارعٌ، وغِنىً مُرِبّ
وما يحميك عزٌّ إن تَسبّى، = ولو أنّ الظلام عليكَ سِبّ
أرى جنح الدُّجى أوفى جَناحاً،= ومات غُرابُهُ الجَونُ المُرِبّ
فما للنَّسرِ، ليسَ يطيرُ فيه، = وعقربُهُ المُضِبّةُ لا تدُبّ
أيَجلو الشمسَ، للرّائي، نهارُ،= فقد شرَقتْ، ومشرِقُها مُضِبّ
ولم يدفع، رَدى سُقراطَ، لفظٌ،= ولا بِقراطُ حامى عنهُ طِبّ
إذا آسيتني بشفاً، صريعاً، = فدعني! كلُّ ذي أملٍ يتبّ
ولا تَذبُبْ، هناك، الطيرَ عني؛= ولا تَبْلُلْ يداك فماً يذبّ

سمر محمد
10-05-2010, 10:51 PM
أقَرّوا بالإلهِ وأثبتوهُ، = وقالوا: لا نبيّ ولا كتابُ
ووَطءُ بناتنا حِلُّ مباحٌ؛ = رُويدكُمُ فقد بَطَلَ العتابُ
تمادَوا في العتاب، ولم يتوبوا؛=ولو سمعوا صليلَ السيف تابوا

سمر محمد
10-05-2010, 10:51 PM
تُرابُ جسومُنا، وهي الترابُ، = إذى ولّى عن الآلِ اغترابُ
تُراعُ، إذا تُحَسُّ إلى ثراها، = إياباً، وهو مَنصِبُها القُرابُ
وذاك أقلُّ للأدواءِ فيها، = وإن صحّت، كما صحّ الغُرابُ
همومٌ بالهواءِ معلَّقاتٌ، = إلى التشريفِ أنفسُها طِرابُ
فأرماحٌ يُحَطّمُها طِعانٌ؛ = وأسيافٌ يُفلّلُها ضِرابُ
تَنَافَسُ في الحُطام، وحسبُ شاكٍ،= طوىً قوتٌ وحِلْف صدىً شَرابُ
وأفسدَ جوهرَ الأحسابِ أشْبٌ،= كما فسَدت من الخيلِ العِرابُ
وأملاكٌ تُجزّأُ في غناها، = وإن ورد العُفاةُ، فهم سَرابُ
وقد يُفري أسودَ الغِيلِ حِرْصٌ،= فتحويها الحظائرُ والزِّرابُ
متى لمْ يضطرِبْ، من عَلَو، جَدٌّ،= فليسَ بنافعٍ منكَ اضطرابُ
كأنّ السّيْفَ لم يَعْطَلْ زماناً،= إذا حليَ الحمائلُ والقِرابُ
تألّفُ أرْبَعٌ فينا، فُتذْكَى = بها منّا ضغائنُ واحترابُ
ولو سكنتْ جبالَ الأرض روحٌ،= لما خَلَدَتْ نَضادِ ولا أرابُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:52 PM
سمّى ابنَهُ أسداً، وليس بآمنٍ= ذيباً عليه، إذا أطلّ الذّيبُ
واللَّهُ حقٌّ، وابنُ آدمَ جاهلٌ،= من شأنه التفريطُ والتكذيبُ
واللّبُّ حاولَ أن يُهذّبَ أهلَه،= فإذا البريّةُ ما لها تهذيبُ
من رامَ إنقاءَ الغُراب، لكي يرى= وضحَ الجناحِ، أصابه تعذيبُ
والدّهرُ يقدُمُ، والمليكُ مخالفٌ= دُوَلاً، فمنها مُجمِدٌ ومذيبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:52 PM
دنا رجُلٌ إلى عِرسٍ لأمرٍ، = وذاك، لثالثٍ خُلقَ، اكتسابُ
فما زالتْ تعاني الثُّقْل، حتى= أتاها الوَضعُ، واتّصَل الحسابُ
نُرَدُّ إلى الأصولِ، وكلُّ حيٍّ= له في الأربع القُدُمِ انتسابُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:53 PM
إصفحْ، وجاهر، بالمرادِ، الفتى؛= ولا يقولوا هو مغتابُ
إن رابنا الدّهرُ بأفعاله، = فكلُّنا، بالدهر، مرتابُ
فاعفُ، ولا تعتب عليه، فكم= أودى به عوفٌ وعتّابُ
لو ضُرِبَ الغاوون بالسيف، لا= بالسوط، حدُّ الخمرِ ما تابوا
تلك من اجتابَت له صورةٌ،= فهو، لسُخط اللَّهِ، مجتابُ
نمنا على الشَّيبِ، فهل زارنا= طيفٌ، لأصل الشرخ، منتابُ؟
هيهاتَ لا تحمِلُه، نحونا، = سروجُ أفراسٍ، وأقتابُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:54 PM
ألا عَدّي بكاءً، أو نحيباً، = فمنْ سَفَهٍ بكاؤكِ والنّحيبُ
محلُّ الجسم في الغبراءِ ضَنْكٌ،= ولكن عَفْوُ خالِقنا رَحيبُ
وسِيّانِ ابنُ آدم، حينَ يُدعى= به للغُسْلِ، والهِدْمُ السحيبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:54 PM
هذا طريقٌ، للهدى، لاحبُ، = يرضى به المصحوبُ والصاحبُ
أهرُبْ من الناس، فإن جئتهم،= فمثلَ سأبٍ جرّه الساحبُ
ينتفعُ النّاسُ بما عندهُ، = وهو لَقىً، بينهم، شاحبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:55 PM
َلِمَ الإمامُ، ولا أقولُ بِظنّه:= إنّ الدُّعاةَ، بسعيها، تتكسّبُ
هذا الهواءُ يلوحُ فيهِ، لناظرٍ،= صورٌ، ولكن عن قريبٍ تَرسُبُ
والناسُ جنسٌ، ما تميّز واحدٌ،= كلُّ الجسوم، إلى الترابِ، تَنَسَّبُ
والأريُ، باطنَهُ، متى ما ذقتَهُ،= شرْيٌ، فماذا، لا أبالَكَ، تَلْسَبُ
وسيُقفرُ المصرُ الحريجُ بأهلهِ؛= ويَغَصُّ بالإنس الفضاء السبسبُ

سمر محمد
10-05-2010, 10:56 PM
تريبُ، وسوف يفترقُ التريبُ، = حوانا والثرَى نَسَبٌ قريبُ
جرَى، بفراقِ جيرتِنا، غُرابٌ = فُعالٌ، من مقالتهم، غريبُ
غدا يتوكفُ الأخبارَ غِرُّ؛ = وصاحَ ببينهِم داعٍ أريبُ
طِعانٌ كلَّ حينٍ، أو ضِرابٌ،= يموتُ به طعينٌ، أو ضريبُ
وأرْضٌ لا تحسُّ بمن عليها،= ولا يبقى بها منهمْ عريب
وأشباحٌ يخالطهنّ غدْرٌ، = فما يرْعى الأكيلُ ولا الشريبُ
إذا كان الثراءُ إلى زوالٍ، = فكلُّ مُمَوَّلٍ منّا حريبُ

سمر محمد
10-05-2010, 11:53 PM
لذَاتُنا إبِلُ الزّمانِ، ينالها = منّا أخو الفتكِ الذي هو خاربُ
وأرى عناءً قِيدَ يغشى المرءَ منْ= بنتِ العناقيد الذي هو شارب
ولسيّدِ الأقوام، عند حِجابِه، = طبعٌ يقاتلُهُ الحِجى ويحارب
والشرُّ في الجَدّ القديم غريزةٌ،= في كل نفسٍ منه عِرقٌ ضاربُ

سمر محمد
10-05-2010, 11:54 PM
إن عذُبَ المينُ بأفواهِكم، = فإنّ صِدْقي بفمي أعذَبُ
طَلبتُ للعالَمِ تهذيبَهم، = والناسُ ما صُفّوا ولا هُذّبوا
سألتُ من خالف عن دينِه، = فأعوزَ المُخْبِرُ، لا يكذبُ
وأكثروا الدعوى بلا حجّةٍ؛ = كلٌّ، إلى حَيّزهِ، يجذبُ

سمر محمد
10-05-2010, 11:54 PM
الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛= فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا
ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ، أمَلٌ؛= ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا
إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ، في نبأٍ = يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا
ما الرّأيُ عندكَ في مَلْكٍ تدينُ لهُ= مصرٌ، أيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا
لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر؛= ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا
ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ،= من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا

سمر محمد
10-05-2010, 11:55 PM
رَغِبْنا في الحياةِ لفرط جهلٍ،= وفقدُ حياتِنا حظٌّ رغيبُ
شكا خُزَرٌ حوادثها، وليثٌ، = فما رُحمَ الزّئيرُ، ولا الضغيبُ
شَهدْتُ، فلم أُشاهد غيرَ نُكرٍ،= وغيّبني المنى، فمتى أغيبُ؟

سمر محمد
10-05-2010, 11:55 PM
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي= أسَرُّ من الأمنِ، الذي يورث الرّعبا
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا =عظامَ المساعي، بعدما سكنوا الشِّعبا
وكان الفتى، كعْبٌ، تخيّرَ للسُّرى،= أخا النّمر، فاستدنى إلى أجلٍ كعبا
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً= من النّاس، من لم يركب الغرضَ الصّعبا

سمر محمد
10-05-2010, 11:56 PM
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ= سوى بيتِهِ، يَقتاتُ ما عَمَرَ التُّربا
ولوْ ذهَبتْ عينا هِزَبْرٍ مُساورٍ،= لما راعَ ضأناً، في المراتع، أو سِربْا
أو التُمِعتْ أنوارُ عمروٍ وعامرٍ،= لما حَملا رُمحاً، ولا شهدا حربا
يقولونَ: هلاّ تشهَدُ الجُمَعَ، التي= رجوْنا بها عفواً، من اللَّه، أو قُرْبا
وهل ليَ خيرٌ في الحضورِ، وإنّما= أُزاحمُ، من أخيارهم، إبلاً جُربا
لعمري لقد شاهدتُ عُجماً كثيرة،= وعُرباً، فلا عُجماً حَمدتُ، ولا عُربا
وللموتِ كأسٌ تكرهُ النفسُ شُرْبَها،= ولا بُدّ يوماً أن نكون لها شَربا
من السّعدِ، في دُنياك، أن يهلك الفتى= بهيجاءَ، يغشى أهلُها الطعنَ والضّربا
فإنّ قبيحاً، بالمسوَّدِ، ضِجعَةٌ= على فَرْشِه، يشكو إلى النفَر الكَربا
ولي شرَقٌ بالحتفِ، ما هو مُغَربٌ،= أيمّمتُ شرقاً، في المسالكِ، أم غربا
تَقنّصَ، في الإيوانِ، أملاكَ فارسٍ،= وكم جازَ بحراً، دون قيصر، أو دربا

سمر محمد
10-05-2010, 11:58 PM
إذا هَبّتْ جَنوبٌ، أو شَمالٌ، = فأنت لكلّ مقتادٍ جَنيبُ
رُوَيدَك! إن ثلاثون استقلت، = ولم يُنِب الفتى، فمتى ينيبُ؟

سمر محمد
10-05-2010, 11:59 PM
عيوبي، إنْ سألتَ بها، كثيرٌ،= وأيُّ النّاس ليسَ له عُيوبُ؟
وللإنسان ظاهرُ ما يراهُ، = وليس عليه ما تُخفي الغيوبُ
يجرّونَ الذيولَ على المخازي،= وقد مُلئتْ من الغِشّ الجُيوبُ
وكيفَ يصولُ في الأيام ليثٌ،= إذا وَهَتِ المخالِبُ والنُّيوبُ؟

سمر محمد
10-06-2010, 12:00 AM
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، = غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت، = ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا= سِ، وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها،= أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها، = ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ

سمر محمد
10-06-2010, 12:00 AM
لسانُكَ عقربٌ، فإذا أصابَتْ= سواكَ، فأنتَ أوّلُ منْ تُصِيبُ
أثِمتَ بما جنتْهُ، فمنْ شكاهَا= وَفى لك، من شَكيّتِه، نصيبُ
أتى الرّجلينِ، عنها، الشرُّ مثنى،= كلا يوميكما شَئِزٌ، عصيبُ

سمر محمد
10-06-2010, 12:01 AM
تنادَوا طاعِنينَ غداةَ قالوا: = أصابَ الأرضَ منْ مطرٍ مُصيبُ
لعلّ شوائماً، رَمقتْ وميضاً،= تَبيدُ، وما لها فيه نصيبُ
وقد تنجو النفوسُ بأرض جَدْبٍ،= ويُهلِكُ أهلَهُ المَغنى الخصيبُ

سمر محمد
10-06-2010, 12:03 AM
يحسُنُ مرأى لبني آدمٍ، = وكلُّهُم، في الذوقِ، لا يعذُبُ
ما فيهمُ بَرٌّ، ولا ناسكٌ، = إلا، إلى نفعٍ له، يجذِبُ
أفضلُ مِنْ أفضلِهم صخرةٌ،= لا تظلِمُ الناسَ ولا تكذِبُ

سمر محمد
10-06-2010, 12:06 AM
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ، = أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ = ـلمُ، وبيني وبينها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ، = لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي= قومٌ، فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ، = لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي؛ = فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟
ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ= ـم المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ

سمر محمد
10-06-2010, 12:07 AM
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ= ـيٌّ، ولا الليلُ يانعٌ غِربيبُ
ونأى عن مُدامةٍ، شفقَ التغـ= ـريبِ، فليتّقِ المليكَ اللبيبُ
طالَ ليلٌ، كأنّما قتلَ العقـ = ـربَ ساطٍ، فغابَ عنها الدّبيب
سلكَ النّجدَ، في قِطار المنايا،= قَطَرِيٌّ، ونَجدةٌ، وشَبيبُ
شبّ فِكرُ الحصيفِ ناراً فما يحـ= ـسُنُن، يوماً، بعاقل، تشبيبُ
أين بقراطُ، والمقلِّدُ جاليـ = ـنوسَ؟ هيهاتَ أن يعيشَ طبيبُ
سُبّبَ الرّزقُ للأنام، فما يقـ= ـطعُ، بالعجز، ذلك التسبيب
وجرى الحتفُ بالقضاءِ، فما يسـ= ـلَمُ ليثٌ، ولا غزالٌ ربيب
يطلُعُ الوافدُ المبغَّضُ، والعيـ= ـشُ، إلى هذه النفوس، حبيب
خَبَّبَتْها عليه نُكدُ الرزايا، = فنبا، عن قلوبها، التّخبيب

سمر محمد
10-06-2010, 12:07 AM
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومِه،= يكُفُّ رجالاً عن عِبادتِها الصُّلبا
فربُّكُمُ اللَّهُ الذي خلقَ السُّهى، = وأبدى الثريّا، والسّماكينِ، والقَلبا
وأنحلَ بدْرَ التّمّ، بعد كمالِه، = كأنّ به الظّلماءَ قاصمةٌ قُلبا
وأدنى رِشاءً للعَراقي، ولم يكنْ= شريعاً، إذا نصّ البيانُ، ولا خِلبا
وصوّرَ ليثَ الشُّب في مستقَرِّهِ، =ولوشاء أمسى، فوقَ غبرائه، كلْبَا
وألقى على الأرضِ الفَراقدَ، فارتعت= معَ الفَرْقَدِ الوحشيّ، ترتقب الألبا
وأهبطَ منها الثّورَ، يكرُبُ جاهداً،= فتعلقَ، ظلفَيهِ، الشّوابكُ، والهُلبا
وأضحَتْ نَعامُ الجّو، بعْدَ سُموّها،= سُدىً في نَعامِ الدوّ، لا تأمن الغُلبا
وأنزَلَ حُوتاً في السّماءِ، فضمّهُ= إلى النونِ في خضراءَ، فاعترفَ السّلبا
وأسكنَ في سُكٍّ من التُّربِ ضَيّقٍ،= نجومَ دُجىً في شَبوةٍ أبت الثّلبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:08 AM
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ، = وعاد عليهم في تصرّفه سَلبا
وقد غلبَ الأحياءَ، في كلّ وجهةٍ، = هواهمْ، وإن كانوا غطارفةً غُلْبا
كلابٌ تغاوتْ، أو تعاوت، لجيفةٍ، = وأحسَبُني أصبحتُ ألأمَها كلْبا
أبَينا سوى غِشّ الصّدور، وإنّما= ينالُ، ثوابَ اللَّه، أسلمُنا قلبا
وأيَّ بني الأيّام يَحمَدُ قائلٌ، = ومن جرّبَ الأقوامَ أوسعَهُم ثَلْبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:08 AM
إذا شِئتَ أن يَرْضى سجاياكَ ربُّها،= فلا تُمسِ من فعل المقادير مُغضَبا
فإنّ قُرونَ الخيلِ أولتْكَ ناطِحاً؛= وإنّ الحُسامَ العَضبَ لقّاكَ أعضَبا
خضَبْتَ بياضاً بالصّبيب، صبابةً،= ببيضاءَ عدّتكَ البنانَ المخضَّبا
وما كان حبلُ العيش إلا مُعلَّقاً= بعُرْوة أيامِ الصّبا، فتقضّبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:10 AM
لَعمْركَ! ما غادرتُ مطلِعَ هَضبةٍ،= من الفكرِ، إلاّ وارتقيتُ هَضابها
أقلُّ الذي تجني الغواني تبرّجٌ،= يُري العينَ منها حَلْيها وخِضابها
فإن أنتَ عاشرتَ الكَعابَ فَصادِها،= وحاوِل رضاها، واحذرنّ غَضابها
فكم بكَرَتْ تسقي الأمرَّ حَليلَها= من الغارِ، إذ تسقي الخليلَ رُضابها
وإنّ حبالَ العَيشِ، ما علِقَت بها= يدُ الحيّ، إلا وهي تخشى انقضابها

سمر محمد
10-06-2010, 12:11 AM
لو كنتَ يعقوبَ طيرٍ كنتَ أرشدَ، في = مسعاكَ، من أمَمٍ تُنمى ليعقوبا
ضلّوا بعجلٍ مصوغٍ من شُنوفهمُ، = فاستنكروا مِسمعاً للشنَّفِ مثقوبا
ولن يقومَ مسيحٌ يُجمَعونَ لهُ، = وخلتَ واعدَهم مِ الخُلفِ عُرقوبا
وإنّ دنياكَ هذا مثلُ قائبةٍ، =وسوفَ يقطعُ منها ربُّها القوبا
يُغنيكَ منسوجُ باريٍّ تُصانُ به،= عن بُسْطِ مُحْكَمةٍ، من نسج قُرقوبا
فاحذرْ لصوص الأماني فهي سارقةٌ= ردّت عن الدِّينِ قلبَ المرءِ منقوبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:11 AM
أثْرى أخوكَ، فلم يسكُبْ نوافِلَهُ؛ = وحلّ رُزْءٌ، فظلّ الدّمعُ مسكوبا
أما تُبالي، إذا عَلّتْكَ غانيَةٌ، =من كوبها، الرّاحَ أن أصبحتَ منكوبا؟
أين الذين تولّوا قبلنا فَرَطاً، =أما تُسائلُ عمنْ بان أُركوبا؟

سمر محمد
10-06-2010, 12:12 AM
إذا ما عراكُمْ حادثٌ، فتحدّثوا!= فإنّ حديثَ القوم يُنسي المصائبا
وحِيدوا عن الأشياءِ خِيفةَ غَيّها؛= فلم تُجعل اللّذّاتُ إلاّ نصائبا
وما زالت الأيّامُ، وهي غوافلٌ،= تسدّدُ سهْماً، للمنيّةِ، صائبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:12 AM
اللَّه لا ريبَ فيه، وهو مُحتجبٌ،= بادٍ، وكلٌّ إلى طَبعٍ له جذبا
أهلُ الحياةِ، كإخوان المماتِ، فأهْـ= ـوِنْ بالكُماةِ أطالوا السُّمرَ والعَذبا
لا يعلمُ الشَّريُ ما ألقى مرارتهَ= إليه، والأريُ لم يشْعُر، وقد عذُبا
سألتُموني، فأعيْتني إجابتكمْ؛= من ادّعى أنّه دارٍ فقد كذبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:12 AM
إن يصحبِ الروحَ عقلي، بعد مَظعنِها= للموتِ، عني فأجدِرْ أن ترى عجَبا
وإنْ مضَتْ في الهواءِ الرّحبِ هالكةً،= هلاكَ جِسميَ في تُرْبي، فواشجبا!
الدّينُ إنصافُكَ الأقوامَ كلَّهمُ،= وأيُّ دينٍ لآبي الحقّ إنْ وجبا؟
والمرءُ يُعييه قَودُ النفسِ، مُصبِحةً= للخير، وهو يقودُ العسكَر اللّجبا
وصوْمُه الشهرَ، ما لم يجنِ مَعصيِتَةً، =يُغنيهِ عن صَومه شعبانَ، أو رَجَبا
وما اتّبعتُ نجيباً في شمائله،= وفي الحمامِ تبعتُ السّادة النُّجُبا
واحذَرْ دعاءَ ظليم في نعامتِه؛= فرُبّ دَعوةِ داعٍ تَخرقُ الحجُبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:13 AM
لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛= ولا تَطَيّرْ، إذا ما ناعِبٌ نعبا
فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها؛= والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا
إذا تفكّرتَ فكراً، لا يمازِجُهُ= فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هان ما صعبُا
فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها،= حتى تموت، وسمّى جِدّها لَعبِا
وما الغواني الغوادي، في ملاعِبها،= إلاّ خيالاتُ وقتٍ، أشبهتْ لُعَبا
زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله= إلى التّرابِ، وزادت حافراً تَعَبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:13 AM
لو كنتمُ أهْلَ صَفْوٍ قال ناسبُكم:= صَفويّةٌ، فأتى باللّفظ ما قُلِبا
جندٌ لإبليسَ في بدليسَ، آوِنَةٍ؛= وتارةً يحلبِون العيشَ في حَلَبا
طلبتمُ الزّاد في الآفاق من طمعٍ،= واللَّهُ يُوجَدُ حقاً أينما طُلبا
ولستُ أعنى بهذا غيرَ فاجرِكُمْ؛= إنّ التّقيّ، إذا زاحمتَهُ، غلَبا
كالشّمسِ لم يدنُ من أضوائها دَنَسُ،= والبَدْرُ قد جلّ عن ذمٍّ، وإن ثُلِبا
وما أرى كلّ قوم، ضَلّ رُشدُهُمُ،= إلا نظيرَ النّصارى أعظموا الصُّلُبا
يا آلَ إسرالَ هل يُرجى مسيحُكُمُ؛= هيهاتَ قد ميّزَ الأشياءَ من خُلِبا
قلنا: أتانا، ولم يُصلب، وقولُكُمُ: = ما جاءَ بعدُ، وقالتْ أُمّةٌ: صُلِبا
جلبتمُ باطلَ التّوراةِ، عن شَحَطٍ؛ = ورُبّ شرٍّ بعيدٍ، للفتى، جُلبَا
كم يُقتلُ الناسُ، ماهمُّ الذي عمَدَتْ = يداهُ للقتل، إلاّ أخذُهُ السَّلبَا
بالخُلفِ قامَ عمودُ الدّين، طائفةٌ= تبني الصّرُوح، وأخرى تحفرُ القُلُبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:13 AM
قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ،= بيتاً من الخُشْبِ، لم يُرْفَع ولا رحُبا
يا هؤلاءِ اتركوهُ والثرى، فلهُ= أنُسٌ به، وهو أوْلى صاحبٍ صُحِبا
وإنما الجسْمُ تُرْبٌ، خيرُ حالته= سُقياً الغمائم، فاستسقوا له السُّحبا
صارَ البهيجُ، من الأقوام، خطّ سفا،= وقد يُراعُ، إذا ما وجهُه شحُبا
سِيّانِ من لم يضِق ذَرعاً بُعيد رَدىً، = وذارعٌ، في مغاني فتيةٍ، سُحبا
فافرِقْ من الضّحك واحذرْ أن تحالفه، =أما ترى الغيمَ لما استُضحك انتحبا؟

سمر محمد
10-06-2010, 12:14 AM
من قلّةِ اللُّبِّ عند النّصحِ أن تابا= وأنْ ترُومَ من الأيّام إعْتابا
خلِّ الزّمانَ وأهليهِ لشأنهِمُ، =وعِشْ بدَهركَ، والأقوامِ، مُرتابا
سارَ الشّبابُ، فلم نعرفْ له خَبَراً، = ولا رأينا خَيالاً منهُ مُنتابا
وحُقّ للعيسِ، لو نالتْ بنا بَلَداً،= فيه الصِّبا، كونُ عُودِ الهندِ أقتابا
ألقى الكبيرُ قميصَ الشّرْخِ رهن بِلىً،= ثمّ استجدّ قميصَ الشيبِ، مُجتابا
ما زالَ يمطُلُ دُنياهُ بتوْبتِهِ، = حتى أتتهْ مناياها، وما تابا
خطُّ استواءٍ بدا عن نُقْطَةٍ عَجَبْ،= أفنَتْ خطوطاً، وأقلاماً، وكُتّابا

سمر محمد
10-06-2010, 12:15 AM
لو كنتَ رائِدَ قومٍ، ظاعنينَ إلى= دُنياكَ هذي، لما ألفَيتَ كذّابا
لقلتَ: تلكَ بلادٌ، نبتُها سَقَمٌ، = وماؤها العذبُ سمٌّ، للفتى، ذابا
هي العذابُ، فجُدُّوا في ترَحّلكم = إلى سواها، وخلّوا الدّارَ إعذابا
وما تهذّب يومٌ من مكارِهِها،= أو بعضُ يومٍ، فحُثّوا السيرَ إهذابا
خَبَّرْتُكم بيقينٍ غيرِ مؤتشَبٍ،= ولم أكنْ في حبالِ المينِ جذّابا

سمر محمد
10-06-2010, 12:15 AM
سُرحُوبُ! عمن سرى، للَّه مبتعثاً= وجناء في الكور، أو في السرح سرحوبا
في لاحبٍ، لا يعودُ السّالكون به،= مثلَ ابن الأبرص لمّا عاد ملحوبا
أمّا الأنامُ، فقد صاحبتُهم زمناً،= فما رضيتُ، من الخلاّنِ، مصحوبا
لا تَغشَهُمْ، كولوج الهمّ يطرُقُهمْ،= بالكُرهِ، بل مثلَ وسقِ الخيرِ، مصحوبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:16 AM
إن كنتَ صاحبَ إخوانٍ ومائدةٍ،= فاحْبُ الطّفيليّ تأهيلاً وترْحيبا
لا تلْقَيَنْهُ بتعبيسٍ، لتُوحشهُ، = فالزّادُ يفنى ولا يُبقي الأصاحيبا
يقفو اللّئيمُ كريمَ القوم، مكتسباً،؛= إنّ السّراحِينَ يَتبَعنَ السّراحيبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:16 AM
لم يقدُر اللَّه تهذيباً لعالَمِنا، = فلا ترومنّ للأقوام تهذيبا
ولا تصدّق بما البرهانُ يُبطلهُ،= فتستفيدَ من التّصديق تكذيبا
إن عذّبَ اللَّه قوماً باجترامِهمُ،= فما يريدُ لأهل العدلِ تعذيبا
يغدو على خلّه الإنسانُ يظلمُه، = كالذّيبِ يأكلُ عند الغِرّةِ الذّيبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:17 AM
إن كنتَ يَعسوبَ أقوامٍ فخف قدَراً،= ما زالَ كالطّفْل يصطادُ اليعاسيبا
وإن تكن بمَنا سيبٍ، لمَهلَكةٍ، = فكم طوى الدهرُ أقيالاً مُناسيبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:17 AM
يا راعيَ المُصرِ! ما سوّمتَ في دَعَةٍ، =وعِرسُكَ الشّاةُ، فاحْذر جارك الذيبا
تروم تهذيبَ هذا الخَلق من دَنَسٍ؛ = واللَّهُ ما شاءَ، للأقوام، تهذيبا
وما رَوِيتَ بعذبٍ، حلّ قل قُلُبٍ، = حتى تكلّفتَ إعناتاً وتعذيبا
فاعرفْ، لصادِقك الأنباءَ، موضعَهُ؛= واجزِ الكذوبَ على ما قال تكذيبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:18 AM
يا آلَ غسانَ! أقوى منكمُ وطنٌ، = تغشى العُفاةُ به الشبّانَ والشِّيبا
تسقونهم، من حليبِ الجَفْنِ، صافيةً، = بباردٍ، كحليب الجَفنِ، ما شيبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:18 AM
زعَموا أنّ ما يُذكَّرُ، إن قا =رَنَ أنثى، لم يَعْدم التغليبا
باطلٌ ذاك، إنّ لُبّي، إلى الدّنـ=ـيا، قرينٌ، وما يزالُ سليبا
والمنايا كالأُسْدِ، تفترسُ الأحـ= ـياءَ، جمعاً ولا تعافُ الكَليبا
مثلَ ماقيلَ في جريرٍ، أخي القو=لِ، يصيدُ الكُركيَّ والعَندليبا
كم سقَيْنا الحِمامَ شاربَ ماءٍ=ومُدامٍ، أو من يُسقّى حَلِيبا
تفْرَعُ الشّامخَ المنيفَ، من الشُّـ=ـمّ، وتهوي، فتّستبيحُ القَليبا
قَدَرٌ نازلٌ من الجوّ، نادى =بالنصارى، حتى أجلّوا الصليبا
والنّجاشيُّ صارَ مَلْكَ أُناس،=بعدما همّ أن يُعَدّ جليبا
والفتى كاسِمه، المصرِّفِ هذا الـ=ـجسمِ، يلقى التغيير والتقليبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:18 AM
إذا كانتْ لك امرأةٌ عجوزٌ، = فلا تأخذ بها أبداً كَعابا
فإن كانت أقلَّ بهاءَ وجهٍ، = فأجدَرُ أن تكون أقلَّ عابا
وحسنُ الشّمسِ، في الأيام، باقٍ،= وإن مَجّتْ، من الكِبَر، اللُّعابا

سمر محمد
10-06-2010, 12:19 AM
لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ= ـسُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْ= كُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّة،= أوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍ، =وأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأر = ضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمرا = ءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّي = من ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه

سمر محمد
10-06-2010, 12:20 AM
أتصحُّ توبةُ مُدركٍ من كونِه، = أو أسْودٍ من لونِه، فيتوبا
كُتبَ الشّقاءُ على الفتى، في عيشه، = وليبلُغنّ قضاءهُ المكتوبا
وإذا عتَبتَ المرءَ، ليس بمُعتَبٍ، = أُلفيِتَ، فيما جئتَهُ، معتوبا
يبغي المَعَاشرُ في الزّمانِ وصرفهِ = رتُبَاً، كأنّ لهم، عليه، رُتوبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:21 AM
زاره حتفُهُ، فقطّبَ للموْ = تِ، وألقى من بعدها التّقطيبا
زوّدوه طيباً، ليلحق بالنّا = سِ، وحَسبُ الدّفين بالتّربِ طيبا
نامَ في قبرهِ، وَوُسّدَ يُمنا = هُ، فخلناهُ قامَ فينا خطيبا
للمنايا حواطِبٌ لا تبالي، = أهشيماً جَرّتْ لها، أم رطيبا
صرفتْ كأسَها، فلم تَسقِ شَرْباً= مرةً، خالصاً، وأخرى قطيبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:21 AM
يؤدّبك الدهر بالحادثات، = إذا كان شيخاك ما أدّبا
بدت فتنٌ مثلُ سودِ الغمامِ، = ألقتْ على العالم الهيدبا
ومن دونِها اختلفتْ غالبٌ، = وأبْعدَ عُثمانُها جُندُبا
فلا تضحكنّ ابنةُ السّنبسيّ، = فأوجبُ منْ ذاك أنْ تَنْدُبا
إذا عامرٌ تَبِعتْ صالحاً، = وزجتْ بنُو قرّةَ الحُردَبا
وأردف حسّانُ في مائحٍ، = متى هَبطوا مُخْصِبا أجدَبا
وإنْ فرَعُوا جبلاً شامِخاً، = فليسَ يُعَنَّفُ أنْ يحدَبا
رأيتُ نظيرَ الدَّبَا كثرةً، = قتيرُهُم كعُيون الدَّبَا

سمر محمد
10-06-2010, 12:22 AM
قد صَحِبْنَا الزّمانَ بالرغمِ منّا،= وهو يُردْي، كما علمتَ، الصّحابا
وحللنا المضيقَ، ثمّ أتينا الرّحبَ،= لو دامَ ترْكُنا والرّحابا
والجسومُ الترابُ تَحيا بسقُيا، = فلهذا قلنا: سُقيتِ السّحابا
قد رضينا الشّحوبَ لوكان صرفُ الدّهـ= ـرِ يَرضْى، للأوجه، الإشحابا
وضَحِكنْا، وليس ما يوجِبُ الضحـ= ـكَ، لدينا، بل ما يَهيجُ انتحابا
كم أميرٍ أميرَ في عاصفاتٍ، = بعدما حابَ، في الحياة، وحابا

سمر محمد
10-06-2010, 12:22 AM
إن يقرب الموتُ مني= فلستُ أكرهُ قُرْبَهْ
وذاكَ أمنعُ حِصْنٍ، = يصبِّرُ القبرَ دَرْبَهُ
منْ يَلقَهُ لا يراقبْ = خطباً، ولا يخشَ كُرْبَهُ
كأنني ربُّ إبلٍ، = أضحى يمارسُ جُرْبه
أو ناشطٌ يتبغّى، = في مُقفِر الأرض، عِربْه
وإنْ رُددتُ لأصلي،= دُفنتُ في شرّ تُربه
والوقتُ مامرّ، إلا = وحلّ في العمر أُربه
كلٌّ يحاذرُ حتفاً، = وليس يعدمُ شُربه
ويتّقي الصارِمَ العضـ = ـبَ، أن يباشر غَربه
والنزعُ، فوق فراشٍ، = أشقُّ من ألف ضربه
واللُّبٌّ حارَبَ، فينا، = طبْعاً يكابدُ حَرْبه
يا ساكنَ اللحدِ! عرّفـ = ـنيَ الحِمامَ وإربه
ولا تضنَّ، فإنّي = مَا لي، بذلك، دربه
يَكُرُّ في الناس كالأجـ = ـدَلِ، المعاود سِربه
أوْ كالمُعيرِ، من العا = سلات، يطرُقُ زربْه
لا ذات سِرْب يُعّري الرّ = دى، ولا ذات سُربه
وما أظُنُّ المنايا، = تخطو كواكبَ جَرْبه
ستأخُذُ النّسرَ، والغَفْـ = ـرَ، والسِّماكَ، وتِربْه
فتّشنَ عن كلّ نفسٍ = شرْقَ الفضاء وغَربه
وزُرْنَ، عن غير بِرٍّ، = عُجْمَ الأنام، وعُربه
ما ومضةُ من عقيقٍ، = إلا تهيجُ طرْبه
هوىً تعبّدَ حُرّاً، = فما يُحاولُ هرْبه
من رامني لمْ يجدْني، = إنّ المنازلَ غُربَه
كانتْ مفارقُ جُونٌ، = كأنها ريشُ غِرْبه
ثمّ انجلتْ، فعَجبنا = للقارِ بدّل صِرْبه
إذا خَمِصْتُ قليلاً، = عددْتُ ذلك قُربه
وليسَ عندِيَ، من آلة = السُّرى، غيرُ قِرْبه

سمر محمد
10-06-2010, 12:23 AM
كريم أناب، وما أُنّبَا، = وأنساهُ طولُ المدى زينبا
لإحدى الأرانبِ، في قومها،= وإنْ صُبّحتْ، بعدَنا، أرنَبا
لها والدٌ، بيتُهُ شامخٌ، = معَ النسْرِ، أو مثلَه طُنُبا
عهدتُكَ لا تتوقّى الهجيرَ، = ولا ترْهَبُ الأشيَبَ، الأشنبا
ولكن لقيتَ صروفَ الزمان،= وباشرتها مِقنَباً، مِقنَبا
إذا المرءُ مرّتْ لهُ أربعون،= فليس يُعنَّفُ، إن حُنّبا
وإن يَفرِ خَطباً، فأهلٌ لهُ، = وإلاّ، فكمْ من حُسامٍ نَبا
ولا عقلَ للدّهرِ، فيما أرى، = فكيفَ يُعاتَبُ إنْ أذنَبا؟
فهلاّ تَراحُ لأهْلِ الجَنابِ، = إذا الركبُ، أفراسَهُ، جَنّبا
وكنتَ إلى وصلهم مائلاً، = تُعاصي العذولَ، وإن أطنبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:24 AM
صحبتُ الحياةَ، فطالَ العَناءُ ؛ = ولا خيرَ في العيش مُستصحبَا
وقد كنتُ فيما مضى جامحاً؛= ومن راضَهُ دهرُهُ أصحَبا
متى ما شحَبْتَ لوجه المليكِ،= كُسيتَ جمالاً بأنْ تَشحبا
حبا الشيخُ، لا طامعاً في النهوض، = نقيضَ الصّبيّ، إذا ما حَبا
ولم يحبُني أحَدٌ نعمةً؛ = ولكن مَوْلى المَوالي حبا
نصَحْتُكَ، فاعملْ له دائماً؛ = وإن جاء موتٌ، فقلْ: مرحبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:24 AM
اللَّهُ ينقلُ من شا = ءَ، رُتبةً بعدَ رتبه
أبدى العتاهيُّ نُسكاً، = وتابَ من ذكرِ عُتبه
والخوفُ ألزمَ سُفيا = نَ أنْ يغرِّق كُتبَه

سمر محمد
10-06-2010, 12:25 AM
لو أنّني سمّيْتُ طيفَكَ صادقاً، = لدعوتُهُ غضبانَ، أو عَتّابا
قال الخيالُ: كذبتَ لستُ بطارقٍ = ليلاً، ولم أكُ زائراً مُنْتابا
فأجبتُهُ: كم من كِتابٍ زائر؛ = فاهتاجَ يَحلِفُ: ما بعثتُ كِتابا
لا تُثبتُ الأقلامُ زَلّةَ راقدٍ، = إنْ كنتَ بتّ بِحلُمهِ مُرتابا
لم يعفُ ربُّكَ عن مُصرٍّ، ماردٍ،= لكن تجاوزَ عن مسيءٍ تابا

سمر محمد
10-06-2010, 12:25 AM
عصا في يد الأعمى، يرومُ بها الهدى، =أبرُّ له من كلّ خِدنٍ وصاحبِ
فأوسِعْ بني حوّاء هَجْراً، فإنّهم=يسيرون في نهجٍ من الغدر لاحب
وإن غيّرَ الإثمُ الوجوهَ، فما ترى،=لدى الحشر، إلا كلّ أسودَ شاحبِ
إذا ما أشار العقلُ بالرُّشد، جرَّهمْ،=إلى الغَيّ، طبعٌ أخذهُ أخذُ ساحب

سمر محمد
10-06-2010, 12:26 AM
أرى اللبّ مرآة اللّبيب، ومن يكن،=مَرائيَّه، الإخوانُ يَصْدُقْ ويَكذبِ
أأخشى عَذابَ اللَّهِ، واللَّهُ عادِلٌ،=وقد عشتُ عيشَ المستضام المعذَّب
نعم! إنها الأرزاقُ، والمرءُ جاهلٌ،=يهذِّبُ، من دُنياهُ، ما لم يُهذَّبِ
فإنّ حبالَ الشمسِ لسنَ ثوابِتاً،=لشدّ رحالٍ، أو قوابضَ جُذَّبِ

سمر محمد
10-06-2010, 12:27 AM
بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ، =وما فيكمُ وافٍ لمقتٍ، ولا حبِّ
وجدتكمُ لا تقربون إلى العُلا،=كما أنّكمُ لا تبعدونَ عن السّبّ
ولم تكفكم أكبادُ شاءٍ وجاملٍ،=ووحشٍ إلى أن رُمتمُ كَبِدَ الضّبّ
فإن كان ما بينَ البَهائمِ قاضياً،=فهذا قضاءٌ جاءَ من قِبَلِ الرّبّ
ركبتم سفينَ البحر، من فرط رَغبةٍ،=فما للمطايا والمطهَّمةِ القُبّ
وكلُّكمُ يبدي، لدنياهُ، نَغْصَةً،=على أنه يخفي بها كَمدَ الصّبّ
إذا جولِسَ الأقوامُ بالحقّ أصبحوا،=عُداةً، فكلُّ الأصفياءِ على خِبّ
نشاهدُ بيضاً منْ رجالٍ، كأنّهمْ==غرابيبُ طيرٍ، ساقطاتٍ على حَبّ
إذا طلبوا، فاقنعْ لتظفرَ بالغنى؛=وإن نطقوا، فاصمتْ لترجع باللُّبّ
وإن لم تُطِقْ هِجرانَ رَهطِكَ دائماً،=فمن أدبِ النّفسِ الزّيارةُ عن غِبّ
ويدعو الطبيبَ المرءُ، وافاهُ حَينُهُ؛=رُوَيدَك! إنّ الأمرَ جلّ عن الطّبّ

سمر محمد
10-06-2010, 12:28 AM
عفْوُكَ للعالَم لا تُخلِيَنْ = حُنْظُبةً، منه، ولا عُنْظُبه
لا ظبةُ الصارم باشرتُها، = فيك، ولا زُرتُ، لِحَجّي، ظُبه

سمر محمد
10-06-2010, 12:29 AM
لو اتّبَعُوني، وَيحَهُمْ، لهديْتُهُمْ=إلى الحقّ، أوْ نهجٍ لذاكَ مقاربِ
فقدْ عشتُ حتى ملّني، ومَللْتُه،=زَماني، وناجتْني عيونُ التّجارب
إذا حانَ وقتي، فالمثقَّفُ طاعِني،=بغيرِ معينٍ، والمهنّدُ ضاربي
وإنّا، من الغَبراءِ، فوقَ مَطيّةٍ،=مُذَلَّلةٍ، ما أمكنَتْ يدَ خارِب
فمن لي بأرْضٍ رَحبْةٍ، لا يحلُّها=سِوايَ، تضاهي دارةَ المتقارب
فما للفتى إلاّ انفرادٌ ووَحدةٌ،= إذا هوَ لم يُرْزَقْ بلوغَ المآرب
فحاربْ وسالمْ، إن أردتَ، فإنما=أخو السِّلم، في الأيّام، مثل مُحارب

سمر محمد
10-06-2010, 12:30 AM
يقولونَ صِنْعٌ من كواكب سبعةٍ؛=وما هو إلا من زعيم الكواكبِ
إذا رَفَعَتْ تلكَ المواكبُ قسطلاً،=فرافِعُهُ للعينِ مُجْري الكواكبِ
أترْجِعُ نفسُ الميتِ، بعدَ رحيلهِ،=فيَجْزِيَ قوماً بالدموع السّواكب؟
تبدّلَ أعناقَ الرّجالِ وأيدياً، =تَنَاقُلُهُ منْ عَسْجديّ المراكب
أحَبُّ إليهِ كوْنُهُ متواطَأً=بأقدامِهمْ، لا الحَمْلُ فوق المناكب
هوَ الموتُ، مثرٍ عندهُ مثلُ مقترٍ،=وقاصدُ نهجٍ مثلُ آخرَ ناكبِ
ودِرْعُ الفتى، في حكمه، درعُ غادةٍ،=وأبياتُ كسرى من بيوت العناكب
فرُجِّلَ في غَبراءَ، والخطبُ فارسٌ،=وما زالَ، في الأهلين، أشرفَ راكب
وما النّعْشُ إلاّ كالسّفينةِ رامياً،=بغَرقاه، في موج الرّدى المتراكب

سمر محمد
10-06-2010, 12:31 AM
أجلُّ هِباتِ الدهرِ تركُ المواهبِ،= يمُدُّ، لما أعطاكَ، راحةَ ناهِبِ
وأفضلُ من عيشِ الغنى عيشُ فاقةٍ، = ومن زيّ مَلْكٍ رائقٍ زِيُّ راهبِ
وما خِلتُهُ إلاّ سيُبعثُ حادِثاً، = يُحِلُّ الثّريّا عن جَبين الغياهبِ
جلا فرْقَدَيْه، قبلَ نوح وآدمٍ،= إلى اليوم، لمّا يُدْعيا في القراهب
ولي مذهبٌ في هجريَ الإنس نافعٌ،= إذا القومُ خاضوا في اختيار المذاهب
أرانا على السّاعات فُرسانَ غارةٍ،= وهنّ بنا يجرينَ جَريَ السّلاهبِ
ومما يَزيدُ العيشَ إخلاقَ مَلبسٍ، = تأسُّفُ نفسٍ، لم تطِقْ ردّ ذاهب

سمر محمد
10-06-2010, 12:31 AM
لا تكذبَنَّ، فإن فعلْتَ، فلا تقُلْ = كَذِباً على ربّ السماءِ، تكسُّبا
فاللَّهُ فردٌ قادرٌ، من قبلِ أن = تُدْعى لآدمَ صورةٌ، أو تُحسبَا
وإذا انتسبتَ فقُلتَ إني واحِدٌ = من خَلقِهِ، فكفى بذاك تنسُّبا
أشباحُ إنْسٍ يخضِبون صوارماً،= تحت العَجاجِ، ويَركُضون الشُّسبا
ويمارسونَ، من الظّلامِ، غياهِباً؛= ويواصلونَ، فيقطعون السّبسبا
ومُرادُهم عَذْبٌ، خسيسٌ قدرُه، = شربوا له مَقْراً، لكيما يلسبا
ولقد علمتُ، فما التمضّر نافعي،= أني سأتبع نيْسبَاً، لابْنَيْ سبا
سبأ المُدامةَ، فاستدامَ مَسرّةً، = فيما يُظَنُّ، ولم يَرِعْ لمّا سبى
رُوحٌ، إذا رحلتْ عن الجسم الّذي = سكنتْ به، فمآلهُ أن يرسُبا

سمر محمد
10-06-2010, 12:32 AM
نهانيَ عَقلي عن أمورٍ كثيرةٍ، = وطبعي إليها بالغريزة جاذبي
ومما أدامَ الرُّزءَ تكذيبُ صادقٍ، = على خُبرةٍ منّا، وتصديق كاذبِ

سمر محمد
10-06-2010, 12:33 AM
تناهبت، العيشَ، النفوسُ، بغِرّةٍ،= فإن كنتَ تَسطيعُ النّهابَ، فناهبِ
بقائيَ في الدنيا، عليّ، رزيّةٌ،= وهل أنا إلاّ غابرٌ مثل ذاهبِ؟
إذا خَلِقَ الانسانُ ظلّ حِمامُه،= وإن نالَ يُسراً، من أجلّ المواهبِ
تقادمَ عمرُ الدهر، حتى كأنّما= نجومُ الليالي شَيْبُ هذي الغياهب
يهوّدُ باغي الحاجِ، والليلُ مِسلمٌ،= على كُفرهِ، والأرضُ في زيّ راهب
تألُّفُ غيّ الناسِ، شرْقاً، ومغرباً، = تكاملَ فيهم باختلاف المذاهب
وإنّ قُطوفَ السّاعِ، فيما علمتُهُ،= أحثُّ مروراً من وَساعِ السّلاهب

سمر محمد
10-06-2010, 12:34 AM
إذا غيّبوني لمْ أُبالِ متى هفا= نسيمُ شَمالٍ، أو نَسيمُ جَنوبِ
تنوب الرّزايا أعظُمي، لا أصونُها= بمتَخّذٍ من عَرْعَرٍ وتَنوب
فهلْ عاينوا، في مضْجَعي لجرائمي = كتائبَ من زَنجٍ، ترُوعُ، ونُوب
وهل يجعلُ الأرضَ التي ابيضّ لونها، =كلونِ الحِرارِ الحُمس، لونُ ذُنوب
يقولُ الثرى: كم رمّ تحتيَ للورى = وسائدُ هامٍ، أو مُهودُ جُنوب
وإني، وإنْ لم آتِ خيراً أعدُّهُ، = لآمل إرواءً يخير ذَنوب