مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر محمد القيسي
سمر محمد
10-18-2010, 09:51 PM
ولد في كفر عانة (فلسطين) عام 1945.
عمل في حقل الصحافة والمقاومة.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1- راية في الريح- شعر- دمشق 1969.
2- خماسية الموت والحياة- شعر- بيروت 1971.
3- رياح عز الدين القسام- مسرحية شعرية- بغداد 1974.
4- الحداد يليق بحيفا- بيروت 1975.
5- إناء لأزهار سارا، زعتر لأيتامها- شعر- بيروت 1979.
6- اشتعالات عبد الله وأيامه- شعر- بيروت 1981.
7- كم يلزم من موت لنكون معاً- شعر- بيروت 1982.
8- أغاني المعمورة- شعر- عام 1982.
9- أرخبيل المسرات الميتة- شعر- عمان 1982.
سمر محمد
10-18-2010, 09:54 PM
في المنفى
ترى من سيخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم
وأنّا نحن في المنفى نعيش بزاد ذكراهم
وأنّا ما سلوناهم
فصحبتنا بفجر العمر ما زالت تؤانسنا
وما زالت بهذي البيد في المنفى ترافقنا
ونحن بهذه الغربة
تعشّش في زوايانا عناكب هذه الغربة
تمدّ خيوطها السوداء في آفاقنا الغبراء أحزانا
تهدهد جفننا الأحلام تنقلنا على جنح من الذكرى
إلى عهد مضى حيث السكون يثير نجوانا
وحيث الشوق أغنية نردّدها على ربوات قريتنا
وحيث الحبّ في بلدي كلام صامت الّنبرة
كلام صادق الإحساس والنظرة
وحلم أخضر في القلب يروي سرّ نشوتنا ,
ويحضننا ويرعانا
ترى من يخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم
فكيف يغيب من في القلب محفوظ له تذكار
ومن في الغور في طيّ الحنايا شعلة من نار
تجدّد صفحة الماضي
فينهار المدى النائي
وتحذف بيننا الأبعاد
ويجمعنا بجوف الليل حلم ينثر النّوار
فنصحو والفؤاد يلملم الذكرى
يجفّف دمعة حرّى
وهل بثّوا بقلب الليل للغيّاب نجواهم
وهل عرجوا ترى يوما على عشّ الهوى المهجور
وهل ذرفوا دموع الصمت , هل أدمتهم الذكرى
وهل خففت جوانحهم وقالوا مثلنا شعرا ؟
فإنّ البعد أدمانا , أحال حياتنا تنّور
يعذّبنا خفوق القلب , تملك روحنا الرعشة
وفي أحداقنا تنمو جذور الحزن والآلام والوحشة
***
يمرّ الليل عن جفني ويسألني
متى تشفى من الشجن ؟
أحبائي سؤال الليل يؤلمني
ويحزنني
لأنّي كلّ ما أدريه أنّي بتّ منفيّا
وأنّي لم أزل حيّا
تعذّبني وتقلقني
طيوف الأمس والذكرى تعذّبني
فأجترّ الأسى والصمت والحيرة
وأقتات الفراغ الرحب أنحر فيه أيامي
وتقضم عشب أحلامي
نيوب الوحشة المرّة
وتملأ خافقي بالحزن , تفعم عالمي حسرة
فأطوي صفحة الماضي , وأغفو علّني أصحو
على ربواتنا أعدو
وأحضن في ثراها الشوق , ألمسه بتحنان
ويغرقني عبير الأرض , يسكرني بلا خمرة
وأحيا حلمي المنشود , ألمح فيه إنساني
وأدفن فيه أشجاني
ولكّني أحبائي أفيق وبيننا سدّ
غريب في بلاد النفي ينهش عمره البعد
ويسقم قلبه الوجد
يداعبه سنا أمل , بدا في أفقه واه
***
غدا يمضي بنا التّيار يجمعنا بمن نهوى
ويدري الناس والأحباب أنّا ما سلوناهم
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نبحر صوب دنياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّ ما نسيناهم
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نبحر صوب دنياهم
ويدفعنا جنون الوجد يسبقنا للقياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّ ما نسيناهم
وأنّا لم نزل في مركب الأشواق نبحر صوب دنياهم
ويدفعنا جنون الوجد يسبقنا للقياهم
ترى من يخبر الأحباب أنّ ما نسيناهم
سمر محمد
10-18-2010, 09:56 PM
عن الصمت والكلمات
أضمّ يدي على جرحي
وأخنق في قرار القلب تنهيدة
وأمضي في الأسى وحدي
وليل الصمت يطويني
وأشرب خيبة الكلمة
وأجرع غصّتي والحزن يضنيني
وفي قلبي نداء لاهف ما زال يدعوني
يشبّ حرائقا في أضلعي ويشدّني للخلف
ويزرع في عيوني الخوف
فأوغل في متاهاتي
أواري الحزن في طيّات أغواري
وأطمر في رمال الغيب أسراري
على شفتيّ قد صلبوا حنين الحرف
أهانوا عفّة الكلمة
أرادوا الموت للكلمة
أرادوا الصمت للشاعر
وما حسبوا بأنّ الحرف بحر ما له آخر
وأنّ المجد للشاعر
سمر محمد
10-18-2010, 09:58 PM
الإبحار والمركب
تتلفّت العينان حولي لا أرى
إلاّ صحابا ها هنا متفرقّين
تتجسّد المأساة في نظراتهم
صورا من الأحزان والألم الدفين
ويروح يمخر في عباب البحر مركبنا الحزين
ونظّل نغرق في دياجير السنين
والليل يا أيار في بلدي ,
جدار يصفع اللحظات من أعمارنا
سوداء إذ تأتي ولا جدوى ,
وهذي الريح تلعن خطونا
سمر محمد
10-18-2010, 09:59 PM
اللغو بالكلمات
صمتنا كلّ هذا العمر لم نرفض ولم نحتج
ولا يوما تمردنا وعفنا ليلنا المقرور
نسامر نجمة الأحزان لا زاد أسوى الحسرة
نلوك سنين ماضينا البعيد ونخنق الغصّة
بقلب واهن مقهور
وسائدنا من الأحلام , نزرعها بأرض الغد
ونغفو في انتظار الغد
وينفض غيرنا عنهم غبار الذلّ ,
نرسف نحن في قيد رضيناه
نظلّ نعيش هذا الرعب تنفثه أفاعي الليل
تنزّ دماؤنا والصمت يخرسنا وهذا الرعب
إلام نظلّ نحرث في حقول الجدب ؟
تروّعنا رؤى الأشباح , يرعبنا قدوم الموت
إلام يطول هذا الصمت ؟
إلام نظلّ ننسج في الخفاء قصائد الأحزان ,
نذرف دمعنا تحت اللحاف إلام هذا الخوف ؟
***
- جبان أنت
جبان أنت حين تصلّبت شفتاك , حين صمت
وحين رميت رأسك بين كفّيك الملوّثتين ,
تلتمس الرجاء المرّ نسيانا
وتلغو الآن بالكلمات
ترى ماضيك , تخجل ,
تغمض العينين , تقصي ذكريات الأمس
وتنكرك الدروع وعنتر العبسيّ مات
ووحلا قد غدت في ناظريك الشمس
فلا دفء يسلّ الرعب من عينيك ,
يدحو عن دروب التيه ليل اليأس
تظلّ تعيد في حزن ,
حكايتك القديمة عن سنابل حقلك المهجور
بيادرك الدفينة في عيون الحزن ,
كيف حرمت من خيرات ذاك الصيف
وكيف غزتك أسراب من الغربان
أبادت كلّ ما جمّعت من غلّة
فأقفرت السهول أسى , نعيق البوم عمّ مقابر القرية
وكان زقاق قريتك الحزين مقّطع الأنفاس
سنابك خيلهم داست بطون الناس
***
وراء الباب كنت مطّية الخوف
فلم ترفع بوجه الغول مقبض سيف
وتلغو الآن بالكلمات ؟
سمر محمد
10-18-2010, 10:00 PM
ماساة الصبي الأعرج
سيّدتي حين أطلت عليك المشوار
في إحضار الخضرة والفاكهة من السوق
لم تسألني عيناك الأسباب
بل صفعتني نظرتك الشزراء
لم يخطر في بالك أنّ الأولاد الأشرار
لاقوني في الدرب
هزؤا من قدمي العرجاء
فتعثّرت
واعتصر الحزن القلب
سيّدتي ما كنت لأملك دفعا
سيّدتي يكفيني صفعا .
***
سيّدتي هذا الصبح المغبّر الطالع
قمّطني في ثوب الأحزان
صادفت أبي يتسوّل في الشارع
أخبرني أنّ شقيقتي الكبرى تضع الآن
و شقيقتي الكبرى أرملة من أيام
فتذّكرت البيت الخاوي من أيّ طعام
ما عادت تغسل أمي للجيران
ما عادت تحضر معها بعض الفضلات
حين صرخت أبي فرّت من عينيه الدمعات
وأسودّ العالم في نظري
ماتت كلّ الكلمات
وبكينا فوق رصيف الشارع
سيّدتي لست بكذّاب
لكّني منحوس الطالع
توصد في وجهي الأبواب
حتى بابك يا سيّدتي
***
سيّدتي عفوك إني جائع
ما كنت لأقصد بابك هذي الأمسية
كنت وحيدا في الشارع
قالت أمي ما أفطرنا بعد ,
والوقت مساء
عزّ على نفسي أن تسأل عطف الناس عطاء
فوجدت يدي تطرق بابك
سيّدتي أنا فقراء
سيّدتي باع أبي فرشته الصوف
وربابته المحفوظة من عهد صباه
ثمنا لحليب حفيده
فلقد ماتت يا سيّدتي الأم
إثر نزيف
دام طويلا , عذّبها , عذّبها
ما استطعنا أن نحضر أيّ طبيب يبعد عنها الداء
سيّدتي نحن أناس فقراء
ماتت يا سيّدتي وأبي صامت
كان يفكّر في حزن , يتساءل , ولماذا ماتت ؟
قالت أمي : تلك مشيئته العليا
ردّ أبي في ثورة
صكتا , صمتا
أيّة عليا يا مخلوقة
بنتك ماتت جوعا
ماذا قدّمت لها حين ولادتها غير الخبز الناشف ؟
والمرق الساخن والعدس المجروش ؟
ماذا قدّمت لها غير الأحزان ؟!
وبكت أمي في صمت مجنون أخرس
سيّدتي جئت إليك الآن
أسألك الرحمة سيّدتي باسم الإنسان
***
سيّدتي هذا اليوم السابع
ووعودك لم تزهر يا سيّدتي
ما زالت تسّاقط أمطارا , وتمّنيني بالصبر
وأنا ما زلت ألفّ دروب التيه , أنا ما زلت الضائع
لم ترو الأمطار غليل الظامىء
فيلوذ بظلّ الخيبة سيّدتي , لا يدرك ما هو صانع .
سيّدتي درت كثيرا في الطرقات
وبحثت عن اللقمة سيّدتي فعملت بإحدى الحانات
أجلي الكاسات
وأنظّف أرض الصالة بعد خروج السادات
سيّدتي لكنّ الأيام السوداء
تأبى إلاّ أن تستكمل أبعاد المأساة
ذات مساء
وأنا أعمل والصالة رقص وغناء
إنشقّ الماء
عن شبح لصبيّ يتسوّل بين الناس
أحسست بأني وحدي المقرور
في قبضة هذا الليل المسعور
فارتجفت أوصالي
وتذكّرت أبي ,
أمي ,
أختي ,
فاضت عيناي بأحزاني
غامت كلّ الأشياء
وتهاوت من بين يديّ الكأس
كسرت ,
وصفعت , طردت , وعادت تحضنني الطرقات
لم أحزن يا سيّدتي لكن ,
ما زال يرنّ بأسماعي صوت حاقد
أخرج , أخرج
سيّدتي ما ذنبي في أنّي أعرج ؟
من حقّي سيّدتي أن أحيا
سمر محمد
10-18-2010, 10:05 PM
جراح فلسطينية
ولو أنّ الطريق إليك ميسور
لما وهنت خطاي , وسمّرت نظراتي اللهفى وراء الباب
ولا سهدت عيونك في انتظار زيارة الأحباب
ولا ما بيننا حال العدى والموت والسور
ولكنّ الثعالب في ربوعك تزرع الأهوال
وتغتال ابتسام الصبح فوق مباسم الأطفال
" يا دار , يا دار ,لو عدنا كما كنّا
لاطليلك يا دار , بعد الشيد بالحنّا "
معتّقة جرار الحزن من عشرين في قلبي
اشيل عذابها الموروث في روحي وفي هدبي
ولا أسطيع إفلاتا ونسيانا
وتصفعني عيون الغير في المنفى تعرّيني
تشير إليّ ,
- أين تروح , أيّ هوية تحمل ؟
.....؟
- فلسطيني , أجل إنّي فلسطيني
هويتي العذاب يظلّ مصلوبا على وجهي ويدنيني
من الينبوع في وطني , هناك " بكفر عانة " وجهي
المفقود وجهي الأصل
وأعبر دربي المزروع بالنظرات والعتمة
وأعبر دونما كلمة
ألوذ بصمتي المشحون بالمأساة
وأحضن حزني الموّار , أركن للأسى الخلاّق يبعثني
ويزهر في غد حقلا من البسمات
أذيب به عذاباتي
وترحل عن فمي مرّ الحكايات
وتحملني الرياح على متون الشوق للأحباب
أعانق طفلة الفجر الجديد وأطبع القبلات فوق جبينها القمحي
وأشدو غنوة الفرح
ولكن آه .. موصدة هي الأبواب
ويأتي صوت والدتي العجوز مبلّلا بالحزن والأمل
" بالله يا طير الحي إن جيت دارنا
ريّض إلا يا طيرنا وارتاح
قل لها بحال الجهل يا طول عزّنا
ياما قعدنا ع الفراش صحاح
يا من درى يصفى زماني وأعاتبه
وأعاتبه باللي مضى لي وراح "
ويزداد الحنين ويقطر الموّال أشجانا
متى يصفو الزمان يعود كلّ مشرّد لتراب أوطانه ؟
يقبلّه , ويجثو في اخضرار الجرح فوق قبور من ماتوا ,
يقول لهم ,
لقد عدنا فلا تبكوا على الأحياء
ونرقب رزقة الفقراء
متى يصفو … ؟
متى يصفو … ؟
أهاجر في العيون أطالع الحرمان
" يا دار.. يا دار..لو عدنا …"
لئن نامت على شرفاتك الأحزان , غنّى طائر الألم
يظلّ هواك نبض دمي
وإن هدموا الجسور إليك , أبحرت المراكب عنك للمنفى
فأنت معي
فأنت معي
وإن سيق البنون , مواكبا للسبي يا وطني
وإن هاموا بصحراء الدجى والتيه والشجن
وإن طعنوا بسكين الطوى في عتمة الليل
وإن نهبت مواسمنا بلا عدل
وإن طالت حبال النفي والبين
فلن ننساك , لن ننساك , يا وطني
فما زال الوميض يشعّ في الأحداق
وميض الرفض , والإصرار والثورة
وما زال المشرّد في الطريق إليك يا حلمي ولن يثنيه
عذاب الغربة المرّة
لأنك فيه أنت الروح , أنت الوهج والفكرة
سمر محمد
10-18-2010, 10:05 PM
عابر الليل
إنني أحمل آلامي وأمضي
عبر آلاف الدروب الشائكه
ليس ينئيني ابتعاد
عنك يا ذات العيون المالكة
فأمديني بشوق لا يموت
إنّه حبّي باق في قرار الأرض يا عمواس ,
منقوش على كلّ البيوت
آه عيناك تحيطاني , تطلاّن عليّ
كيف لي أن أملك الآن مفاتيح الحوار
وحقول الصمت تمتدّ أمامي ,
وأنا أخشى من الأعتاب أن ترفض خطوي ,
قبل أن يأتي النهار ؟
ويراني الغاصبون
كلّموني أيها الأحباب من تحت الركام
جئت مشتاقا إليكم
جئت وا لهفي عليكم
بعد عام
كلّموني ,
كلّموني
سمر محمد
10-18-2010, 10:07 PM
العاشق والأرض
ذلك الشيء الذي أطفأ دفء الكلمات
كان عنوان حياة
حينما سيف المنايا وقعا
باسما كان رفيق الأمنيات
فايز العاشق والمحبوب والأرض معا
أمس ودّعناه في عرس من النار وعزم الأغنيات
ثم عدنا ,
نشعل الكبريت في الليل , نضىء
ألف قنديل على الدرب لتمضي القافلة
فهو سوما سيجيء
من فؤاد العائلة
ما شققنا الثوب آن
لوّحت كلّ المناديل لتابوت المسافر
ملحوظة صغيرة :
حينما لم نبك فايز
ليس معناه بأنا لم نعد نملك حسّا
والذي بين حنايانا حجر
إنّما نحن بشر
لم تكن تخلو خوابينا من الجوع وأكواب البكاء
وتلفّتنا ولكن ,
ليس من قلب على أحزاننا يوما شعر
فعزمنا بيننا ,
أن يظلّ الحزن في الداخل وعدا كالبذار
ورفضنا الإنتظار
وتسربّنا إلى الأرض , انزعنا كبرياء
مهرها ليس بكاء
مهرها ليس بكاء
***
" طلّت البارودة والسبع ما طلّ
يا بوز البارودة من الصدا مختلّ
بارودة يا مجوهرة شكّالك وين
شكّالي ع عاداتو سرى في الليل
بارودة يا مجوهرة شكّالك راح
شكّالي ع عاداتو سرى مصباح "
***
مثلما يأتي المطر
مثلما ينبت في الأرض الزهر
مثلما المشتاق يأتي من سفر
فهو يوما سيجيء
لم يمت فايز , من قال يموت
ذلك الحبّ الصموت
فهو كالنبع , ولّما هزّه التحنان للنور انفجر ..
سمر محمد
10-18-2010, 10:07 PM
آثار جرح
من يمنح الحنان في بيروت
فاطمة التي شممت في حروفها ,
تنفّس الأعشاب في الحقول
فاطمة التي تمزّقت على أسلاكها ..
آهات قلبي الذبيح
راحت وخلّتني أموت
مخّيما
على ضفاف اليأس والسكوت
ماذا أخطّ أو أقول ؟
في دفتر الأوجاع والجروح
فالحزن في بيروت
يحاور الأشجار , يسكن البيوت
أبو فراس ها هنا يموت
من دون قيد الروم ,
ها هنا يموت
فلتفزعي إليه ..
***
وقفت خلف بابكم , ناديت
لكنّني أواه , ما افتديت
أنا الغريب
في أرضكم تدّعني ..
عيونكم , شفاهكم , قلوبكم
ويستمر , يستمر ..
مدّ شوقي المشرّع الكوى
لأن أضمّكم
في جانحي يا أحبتي
برغم أنّكم
قوّستمو أخي وصاحبي
ولم تزل في ظهري المحنّي صلية .
وفوق حاجبي
آثار جرح
سمر محمد
10-18-2010, 10:09 PM
عزف منفرد
الأغاني انطفأت هذا الصباح
والمدينة
غادة ترفض ودّي
وأنا أبحث في كلّ الوجوه
عن يد تسند ظهري
ها أنا أسقط وحدي
وسط هذا الشارع المملوء ..
بالأقدام ملتفّا بصمتي
ليس لي قدرة أن أصرخ ,
من يسمع صوتي ؟
هذه الصحراء رحب لا يحدّ
الحوانيت بوجهي مقفلة
وعيون السابلة
أسهم تعبر جسمي ..
لا تراني
والأغاني ,
الأغاني انطفأت هذا الصباح
فتحسست الجراح
والسكاكين التي ,
تغرس في القلب على ..
إيقاع أنغام حزينة
ليتني أستطيع أن أبعث ,
من هذا الرماد
نبضة الفرحة والميلاد ..
أهديها لطفلي
وجه طفلي ,
لم يزل يسأل عن موت المدينة ..
سمر محمد
10-18-2010, 10:10 PM
الموت والعناق
حينما تسقط في ساحاتنا حتى الحجارة
حينما يهدم بيت تلو بيت
يصبح الموت إشارة
وبدايات لصوت
***
عانق الموت بوجه الريح عانق
كلّ لون فوق وجه الأرض , في
نسغ البدن
أنت إن أصبحت عاشق
يسقط المحتلّ في الطين , ويبقى
وحده مجد الوطن
سمر محمد
10-18-2010, 10:11 PM
إيقاع 2
أراك على امتداد سواحل الغربة
معفّرة الجبين , تعيسة , تعبة
أراك هنا , هناك ..
تلملمين القش والأوراق
وتهيّئين طعامك العشبيّ للغياب
تمرّ عليك قافلة الظلام , حداؤها
الليليّ يبعث فيك رنّة كامن التذكار
ويعلو في فناء الدار
نداء بنيك جوعانين ما أكلوا
ووحدك أنت , وحدك ترقبين ..
إياب من رحلوا
سمر محمد
10-18-2010, 10:15 PM
أيتها الغربة وداعا
-1-
كان صديقي خالد
ممتلئا بالحب
كان رقيقا وعنيفا كالنسمة والإعصار
كان معي في هذا البلد يكابد ..
غربته ,
مرتقبا سيل النار
مسكونا بالفعل الحيّ الصامت
وكان يعانق في الصحراء
واحته المنفيّة خلف جدار باهت
ويحدّثني إذ ألقاه
عن فقدان المعنى والتيه
عن تلك الأيام الصفراء
عن موت الإنسان الضائع ,
خلف قناع التمويه
عن غضب سوف يجيء
يكنس فينا هذا الفقر المعتم ويضيء
غرفا في النفس رماديّة
كان يواجهني بالبسمة
محتجّا ..
إذ أسمعه بعض الشعر الأسيان
- يا قيسيّ
دعنا من هذي السوداويّة
- الحزن خميرتنا يا خالد
والحزن سلاح لا يغمد
نغسل أعماق الروح به ,
نسمو , نتجدّد
حين يرافقنا في اليقظة والنوم
يتنفّس معنا , ويشاركنا الخبز
لا نقدر أن نتجاهل هذي النعمة
يا خالد
-2-
كان جريئا في زمن الصمت
لا يخفض هام الكلمة
لا يرسلها زلفى لأمير أو حاكم
كان يجلّ الصدق
يحلم بمدائن تحتضن الإنسان
لا تورده الموت
لكنّ صديقي خالد
طولب أن يصمت
طولب أن يكسر قلمه
طولب أن يخنق ألمه
طولب أن يرضى بالأمر الواقع
-3-
أسألكم ..
من يرضى أن يسقط طوعا ؟
من يقدر أن يمنع أمّا ,
معدمة , جوعى
من أن تحمل سيفا ؟
وإذا لزم الأمر
أن تسرق ثمن حليب الطفل الجائع ؟
طوبى لأبي ذر
-4-
لم يسرق خالد , لم يحمل سيفا
لم يقتل يوما نملة
كان صديقا للناس , محبّا للفقراء
لكنّ الخوف على أمن الدولة
يلزمهم أن لا تبقى الكلمة مسموعة
أن لا يبقى خالد حرّا
-5-
فوجىء خالد ذات صباح
بدخول الشرطيّ عليه
يحمل بين يديه
كومة أصفاد
في اليوم التالي
نشرت بعض الصحف اليوميّة
أمر الإبعاد
-6-
" ملاحظة ..
في ذلك اليوم , بكت طفلتان صغيرتان , لأن
أباهما تأخر عن موعده , ولم يعد للبيت ,
كانت تنتظران أن يحمل لهم حبّا , وأمنا ,
وحلوى ..
ربما كانت جائعتين .."
-7-
لم أر خالد ذاك اليوم
لكّني كنت أرى جبهته ,
سارية في الريح , منارة
لم يوهنها الإبحار
كان الإصرار
مرسوما في عينيه علامة
كان يردّد أنّ الصبح ,
- وإن طال سيأتي
واحتضن وسامه
ومضى ..
يبحث عن أرض ,
تطعمه خبزا وكرامة ..
-8-
لا أذكر كم مرّ من الأعوام
حين تقابلنا أول مرّة
في باحة فندق
وسط دمشق
أذكر كان عناقا ,
عبر الصمت مليئا بالصدق
حيث أعاد إلى سمعي الكلمات الحرّة
كان كلانا ,
يبحث في رحلته عن شاطىء
عن قطعة أرض غالية ,
يسند جبهته المتعبة عليها ..
تطفىء ظمأ الأيام
عن شجر يمنحه الظلّ
عن بيت دافيء
يؤويه إذا جاء الليل
-9-
وفتحنا كلّ شبابيك الجرح
-10-
كان تراب الوطن العربي
ما زال طريّا أخضر
والجثث المقتولة في سيناء
وغزة والجزلان
ينهشها الطير ولم تدفن
وتحدّثنا في ذاك اليوم ,
عن الآمال البرّاقة
وعن السفر الثاني ,
وزنود الفتيان الغلاّبة
إذ تلج بجنح الليل
أبواب فلسطين بلا تصريح
مثل الريح
تحمل شارات الصبح ..
-11-
كنّا نعبر في الطرقات معا
أحزنني وجه دمشق
بردى كان بلا صوت
لاحظت لأول مرّة
أنّ ملابس خالد كانت كاكيّة
لكن فيما بعد عرفت
أنّ صديقي من زمن ,
يلتزم بتدريبات يوميّة
فسرحت ببصري في الصمت
وتحدّث خالد , فاجأني بسؤاله
- ما حال الغربة والأصحاب ؟
جالت في أعماقي الكلمات المرّة
.. .. .... ............
....................
لكنّي أطرقت
-12-
يا أيام الغربة أعطيني إسمي
أعطيني أوراقي ويدي
أعطيني قلمي
آن لنا أن نفترق الآن
آن لهذا القلب المحكوم عليه
أن يرتاد الأبعاد
ركضا خلف خلاص موهوم
آن له أن يستقبل ,
فعل المرتقب المحتوم
بعد سنّي التجوال
أزهر يا غربة في أرضي الليمون
وامتلأ " المارس " بسنابل معطاءة
وابتهج الفلاحون
أمّا الفقراء فقد مدّوا أيديهم ,
واحتضنوا قمر الثورة
يا غربة هاتي كفيّك
أودعك بها كلماتي المرّة
ورنين الزمن الجاحد
إني أرتحل الآن
فيّاضا بالفرح إلى خالد ..
سمر محمد
10-18-2010, 10:18 PM
الوطن في الأسر
التي رحلت في صمت على أرض المطار
حمّلتني فوق ما أحمل ,
من باقات زهر الانكسار
والتي ترحل لا تعرف عني
غير حزني
ب
وطني في الأسر يا سيدتي
وأنا أعرف أنّي
ليس لي أن أسأل الآن ,
متى اللقيا ..
فقد حان الرحيل
وبريدي دون عنوان
ويومي سفر ..
وحياتي تذكرة
وارتحال دائم عبر الفصول
فاسألي لي المغفرة
سمر محمد
10-18-2010, 10:20 PM
واستطلعي وجهي
الطيف
بكاء عن شبّاكي وعصف رياح
وأيّ نواح
ويعبر طيفك المبلول بالمطر المدمّى ,
والحطام من السلاح
قفي .. من أين جئت ,
وكيف خلفّت الجراح ؟
يدي يبست , ندائي بحّ ,
واختنق الصباح
وأجزع إذ تجيء الريح بالخبر
..........................
............................
ترى صلبت أغانينا على بوّابة السفر ؟
قفي ,
واستطلعي وجهي المحنّى بالتراب
وما كتبت عن الذي يأتي
فما سمعوا
وها أنذا تضجّ بي البلاد ويكبر الوجع
ب- أسفي على إبراهيم
إنّي لأبكي الآن أياما ,
مضين مطرزّات الحلم , لا أبكي على عمري
أبكي على خسران ما كنّا ,
تصوّرناه يوما داني الثمر
أبكي لأنّ أصابعي ,
جمدت على الأغصان لم تقطف ,
وكنت حسبت أنّ مواسما , معطاءة الأمطار ,
تمنح جيلنا خبزا وأورادا
وترقب فوج من يأتون من سفر
أواه لكّني , شهقت , شهقت من جزعي ,
على الميناء
وخجلت إذ تتراجع الأنهار ,
يا أسفي على إبراهيم , لو ألقاه بعد الموت ,
سوف يشيح عنّي الوجه , ينكرني
ويرفضني ..
إنّي أعود لطفلة الأمس التي
قضت الليالي
وهي ترسم بيتها في دفتر الإنشاء ..
ج – ما يحكيه الموتى
ولست يعاتب يوما ,
إذا راحت أناشيدي
تولول في بكاء خافت خائب
وإن ظلّ الغسيل على سطوح الدار مبلولا
وعقد زواجنا ملقى على الغارب
وإن عبرت طيور الحزن من
شبّاكي المفتوح , حطّت فوق أوراقي ,
بنت أعشاشها في وجهي الشاحب
ولكّني سأذكر أنّ وجه حبيبتي ,
قد كان آخر مرّة غاضب ..
سمر محمد
10-18-2010, 10:27 PM
الموت خلف الباب
الموت خلف الباب هل تتسمعّين خطاه
أم تتزيّنين لطلعتي ,
ورضى الوصول .
بحّت ربابات المغّني ,
ما انتهى مدّ النشيد ,
ولا استحال إلى ذهول
عيني على أطفال قريتنا ,
وكيف عراهموا همّ الذبول
كبروا مع الأيام , آه , أكاد ألمحهم ,
كأنّي ما نأيت
ولا عرفت ,
مكابدات النار والدم والرحيل
عيني على صوت يجيء مبلّلا ,
بندى الحقول
مطر الحنين يسحّ دفّاقا ,
على صحراء قلبي ,
غاسلا وجعي ,
يجيء إليّ ذاك الصوت ,
وجها ناضرا وحديقة ,
يغفو على أسوارها طير المساء
ويرق هدهدة ,
فيصغي كلّ عرق فيّ مرتجفا
أعيدي آه ذاك الصوت ثانية ,
وقولي :
( يا ابن العم يا ثوبي علّيي
إن اجاك الموت لاردّه بيدي
ابن العم يا ثوبي الحريري
لاحطّك فوق جنحاني وأطيري
واهدّي فيك ع برج الخليلي )
أواه لا أدري ,
فصوتك موجع هذا المساء
لأشم عطر الجرح ,
نزف طراوة الأعشاب في نبراته ,
وصدى الأفول
" ويلي عليك "
تكسّرت أغصان حزني فيك ,
صوني الثوب ,
يا أم الذين تضّوروا
جوعا وشالوا في الضلوع ,
بنادق الحب العظيم وسافروا
في الريح فانتظري ,
قدومهمو على باب الفصول
سمر محمد
10-18-2010, 10:31 PM
الخداع
حدّثني عن ترجمان الصمت والهلاك
وقال : لا أنساك
حدّثني عن جنّة للمتّقين في غد ,
وعن مراح
وحينما طلبته ,
وصحت : يا ملاك
أسلمني للموت واستراح
سمر محمد
10-18-2010, 10:34 PM
طيور خضراء كثيرة
( أنا الطير الأخضر
بمشي وبتمخطر
مرّة أبوي ذبحتني
وأبوي أكل من لحمي
وأختي لملمت عظمي
ولمّا طلع القمر
صرت طير أخضر )
كلّ مساحات فلسطين عظام مطمورة
حين يجيء الليل , ويطلع قمر الناس ,
تصي طيورا خضراء
وتحط مغنيّة ,
عند شبابيك الأهل , ولا يصحو الوالد
( هل يعرف ما فعلته الزوجة بالإبن ,
وما كان عشاء الأمس ؟)
كل الأطفال الأحياء ,
والأموات ,
طيور خضراء
فاستيقظ يا سالم ,
يا حامد ,
يا راشد
هذا القمر من الفضّة
لكنّ الهالة من خيش
والأشياء بلا أبعاد
هل تطعمكم اربد ما ادّخرته من الجوع
هل يسمع صوتي ؟
أنا لا أتحدّث عن أسطورة
فمساحات فلسطين عظام مطمورة
سمر محمد
10-22-2010, 07:10 PM
موت الليلك
قاتحة العام
أشعل مع فنجان القهوة سيجارتي الأولى
وأقلَّب إنجيل الأيام
فأرى :
حبَّة تفاح وزجاجة خمر
وكتاب
علية تبغ في الجيب ، سماء تدلف،
وشوارع تغتسل،
عراء تغتسل،
عراء يكتمل،
قميصا قطنيا أزرق ،
وطريقا مفتوح
هذا أول عام دونك ،
أول عام دونك،
أول عام وحدي
كيف ألخّص هذا العام وأين أروح؟
حدُّ للأفق، وزاوية للغرفة
وأحاول رسمك ، لكنَّ اسمك،
لا يسمح لي وأنا أعزف ..
لا أعرف في أيَّ مساء أو شرفة
مان الليلك
سمر محمد
10-22-2010, 07:12 PM
اليوم أتممت تعليمي
يا مساء الخير يا غرناطة الحزن ,
و يا غرناطة الوحشة والرعشة ,
ما هذا الزحام , الموج ..
فالزينة لا تأخذ من أكليلك العشبيّ ,
إلاّ الظاهر الغّشاش ..
لي هذا العرار النابض الجيّاش ,
في الأضلاع ,
لي نجد وكمّثري
ولي من ناقتي زاد الأغاني الجارحة
وجهك النعناع لا يبعد عني
وجهك الليمون كم يأخذ منّي
أصفر هذا المدى الشاسع والضّيق في آن
وناريّ هو الوصل ,
حدادي كفصل البارحة ..
سأسمي الآن سهلا
وأقول السهل قلبي
سأسمّي الآن نهرا
وأقول النهر أصلي
وأسمّي الآن وعدا
وأقول الوعد أهلي
وأسمّيك .. فأحتار ..
أقول الدمع لا
أو
أقول اليأس لا
الشمس ؟
سمّيتك الآن فغوصي في المياه المالحة ..
ما انتسابي لمزامير وبرق النهر نقش أثريّ
ما انتسابي لمزامير وبرق النهر ,
إلاّ بعض أسفاري لعينيك ,
فيا عائلة الأعشاب
هذا كورس حيّ يؤدي الآن ,
إصحاح الخروج الملحميّ العفويّ الوجه والإيقاع ..
تمتدّ البساتين إلى الصحراء والبحر ,
خذي فاكهة الدرس الختاميّ , وهذي الرائحة ..
يمنعون الآن ماعوني
يحضّون على قتل اليسار الطالبيّ ,
اليوم يستبدل الرجم بهذا الزيّ ..
آه يا حقول الجوع والحنطة ,
أسفاري إليك ابتدأت
ها إنّ موتي فنار
وردة بيضاء
قاموس
وناقوس
وقبري ضائع في الأرض بحثا ,
عن جواد للأماني الجامحة ..
آه يا حقول الجوع والحنطة ,
أتممت تعاليمي إلى الأشجار في كفتيريا الجامعة ,
الهمّ احتساني
فاحتسيت القهوة المرّة
في جمع من الناس
على رنّة أمّي النائحة ..
يا حقول الجوع والحنطة ,
أتممت تعاليمي إلى الأطفال في الشارع ,
والعمّال في هذا المدى الدامع ,
آنست إلى الراحة والطعن ,
ويا عصفورة البين ,
احفظي عنّي فصول الأرض ,
زوري نخلة الله بغرناطة ليلا
واحملي لي بلحا أو قبلة منها
وقولي , مرحبا
يا حقول الجوع والحنطة هاتي الكتبا
بدأ العام الدراسيّ فما نقرأ ؟
إقرأ باسم هذا الجوع , واقرأ ما خلق
خلق الإنسان من فقر وجوع وعرق
وقرأت الأرض دورتها الأولى ,
عروسا مشتهاة ..
نضج التفاح والبرقوق في الكرم
دمي صار الشفق
وقرأت الأرض تحديدا بلادي
فرأيت
عنقها الفارع يلوى ويدقّ ..
***
سأغنّي الآن توقيع اعتذار
للسطوح الواطئه
سأغنّي ودمي باب النهار
يا شموسي الدافئه
يا شموسي الدافئه
ملكوتي أنت ..
عزفي الحارق اليوميّ
فوّضت عن الجوع ,
فعانقت القرى والريف والصحراء من نافذة القبر ,
وطوّفت رسولا موفدا ,
من ليل غرناطة ,
طوّفت إلى الطلاّب في العالم ,
ناديت اخرجي غرناطة الآن إلى ..
جدولك النائم والمجهول
أمداء وبيتا
واخرجي من هذه العتمة مشكاة وزيتا
فإذا الليل سجى
ما ودّع الطالب ظلّ النخل والرمل ,
ولا القلب قلى
يا حقول الجوع هاتي الكتبا
أنا ما أغمضت عيني تعبا
أنا ضوّأت لياليك بأشواق المصابيح ,
وأشعلت حنيني لهبا
فاقرأيني الفاتحة
اقرأيني الفاتحة
يا مساء الخير يا غرناطة الوعد ,
ويا فصلا جميل الرعد ,
لي هذا العرار النابض الجيّاش في الأضلاع ,
لي نجد وكمّثري
ولي من ناقتي زاد الأغاني الجارحة ..
سمر محمد
10-22-2010, 07:14 PM
رجل وامرأة
كانت على محطة " السرفيس "
وحيدة
حمامة وحيدة
كانت تضمّ شيئا ما
في صدرها
وكان شعرها
دفاتر الريح ,
لم يصل أحد
ولم تكن وحيدة
***
كان يزفّ صامتا إلى محطة " السرفيس "
يشيّع اليوم الذي يمضي
ويرسم القصيدة
دالية , وشرفة بعيدة
***
كلّمها
فأينعت زنبقة ,
وحين كانا يهبطان الدرج
تهدّل القرنفل البريّ فوق خاصرة
وبعد ساعة تناولا القهوة
وانصرفا ..
***
كانا وحيدين على محطة " السرفيس "
قرطين ما التقيا
قرطين لا رقبة
ولم تصل عربة ...
سمر محمد
10-22-2010, 07:15 PM
لغة من شفق
واسع أيها الكرادور
وعديد الغرف
أيها السكرتير
هل صدف
أن رأيت دمي ينحني
قامتي تنثني ,
أو دليلي ارتجف
فالكلام الصدف
والكلام الخزف
ليس في لغتي أيها السكرتير
لغتي من شفق
فلتدعني إذن في الورق
أيها السكرتير
سمر محمد
10-22-2010, 07:16 PM
في انتظار الندى
ومنذ ساعتين , منذ أغنية
أجلس في انتظارها
أرقب صيف السنبلة
وأرسم القرنفلة
تقول لي لفائف التبغ وأعقاب السجائر الكثيرة
يقول صمت الغرف
ووحشة المقاعد المصطفّة
تقول لي نفتقد اللفة
نفتقد الصوت هنا والندى
فلا صدى
لخطوة تهبط , تصعد الدرج
ولا ابتسامة , تلوح في فضاء دارها
فمنذ ساعتين
أجلس في انتظارها
فأين ياسمينة الأصابع
شربت قهوتي , شربت قهوة المواجع
ولم أزل أتابع
هذا الرماد في الكلام
ولم أزل أدوّن الهواجس
وليس غير الريح ما ..
يدقّ صدر النافذة
سمر محمد
10-22-2010, 07:17 PM
أصطحبك لأبحث عنك
كيف آخذك إلى كرمي
كيف أصطحبك لأبحث عنك
وأريك كم أنا وحدي
وكم يداي بلا عزف
كيف آخذك إلى كرمي
وأريك ما يرمي من ثمار
وأريك أعواد الذرة ,
تلك التي كسياج يحيط ممتلكاتي
وأريك العصافير , أريك الفراغ
كيف أصطحبك والظلمة قائمة ,
وأنا لا أمطر ,
والأهم من ذلك ,
أنّي بلا كرم ..
سمر محمد
10-22-2010, 07:23 PM
الحكيم
لم أكن لأعزّي أحد
أنّما أنت ,
لا أدّعي متّ ,
أو هدّت العاتيات يديك ولكن
فقدت البلد
فاجترح لمحبيك نهرا ,
يليق بما نزفوا من نشيد ,
وما فقدوا من عدد
واجترح يا حكيمي
طريقا جديدا يعيد الولد
لم أكن لأعزّي أحد
فأنا من فقد
سمر محمد
10-22-2010, 07:25 PM
مشهد الدخان
ودخان على القلب هذا الدخان
دخان،
دخان
خرجت من النور أم خانني النص،
حتى ليزداد أو يتجدد هذا الغياب،
وتنأى ظلال النهار،
وينأى الأمان
دخان
دخان
تدور بي الدائرات بعيدا
رماد الهواجس يومي
ويكسر قلبي الرهان
دخان
دخان
ويظلم دوني المكان
درجت هنا عزلة عزلة
ورماني الحنان
وقلت أمرن حالى على الاحتمال،
ويصقل روحي المران
دخان،
دخان
فلا حصدت كلماتي سوى الكلمات،
ولا خف في جانبي اعتمال
ولا واصل الأقحوان
سكينة من بات في الظل،
مكتفيا بالقليل،
وأيامه جيشان
دخان،
دخان،
ويكتب ما يفلق الصخر حزنا
يململ هذا الفضاء
ويهفو له الخفقان
هوى إذ روى
واستبد الجوى
بمجامعيه،
وتقاطيعه،
وانتهى المهرجان
دخان
دخان
رعيت الأوز وأطعمت بين يديك الحمام،
وما شاب قمحي زؤان
وأعرف ما كنت إلا الغلام القتيل،
وسياف نفسي أفردت جدا
فمن أين يأتي ائتمان
دخان،
دخان
يموت الندى كل يوم
ويذبل في حبه البيلسان
دخان على القلب هذا الدخان
دخان،
دخان.
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd by