مشاهدة النسخة كاملة : [ فوائـد ] من [ جامــع العلـوم والحكـم ]
ساره حمد
06-27-2011, 10:08 AM
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
الحمدَ للهِ ، نحمده ونستعينُ به ونستغفره ، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا
مَن يهـدِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هادىَ له ، وأشهدُ أنْ لا إله إلاَّ اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسوله .
وبعـد ،،
فسَـلامُ اللهِ عليكم ورحمتُه وبركاتُـه ،،
وتتوالى الـدُّرر و الـروائــع .. ونعيشُ هُـنـا مع روائـع جديـدة.. لأحـد المُتقدِّمين ،
إنَّـه الإمام : ( ابنُ رَجَب الحنبلىّ ) رحمه اللهُ تعالى ...
نعيشُ مع فوائـدَ و روائـعَ نستقيها مِن كتابه : ( جامِـع العلـوم والحِكَـم ) ..
والكتابُ كُلُّه فوائـد .. لكنِّي أتيتُ على بعضها ، ومَن أراد المزيـد
فليرجِـع للكتاب ..
http://www.muslmh.com/save/70/data/jamaaloloom[1].jpg (http://www.islamway.com/?iw_s=esc&lang=1&id=437&written_lesson=&target=1)
والقراءةُ في كُتب العُلماء - خاصةً المُتقدِّمين منهم - مُتعـة ، فمنها نُحَصِّل ما لا نستطيعُ تحصيلَه مِن غيرها .
فـ تابِعو معي أخواتي واخواني هـذه الـدُّرر والفوائِـد
التي انتقيتُها لَكُـم
فتابعوا معنا على هـذه الصفحـة .
http://www.muslmh.com/save/26/120.gif
كُـونوا بالقُـرب ............ : )
ساره حمد
06-27-2011, 10:13 AM
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
~◘ الحديثُ السادس والعشـرون ◘~
عن أبي هريرة رضى اللهُ عنه قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
(( كُلُّ سُلامى مِن الناس عليه صدقةٌ كُلَّ يومٍ تطلع فيه الشمس ، تعدِلُ بين اثنين صدقة ، وتُعِينُ الرجلَ في دابته فتحمله عليها أو ترفعُ له عليها متاعه صدقة ، والكلمةُ الطيبةُ صدقة ، وبكل خُطوةٍ تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتُمِيطُ الأذى عن الطريق صدقة )) رواه البخاري ومسلم .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
عن يونس بن عُبَيْد أن رجلاً شكا إليه ضِيقَ حاله ، فقال له يونس :
أيسرك أنَّ لك ببصرك هذا الذي تُبصِرُ به مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا ، قال :
فبيدك مائة ألف درهم ؟ قال : لا ، قال : فبرجليك ؟ قال : لا ، قال : فذكَّره نِعَمَ اللهِ عليه ، فقال يونس :
أرى عندك مائين ألوفٍ وأنت تشكي الحاجة .
قال أبو حازم : ‹‹ كُلُّ نعمةٍ لا تُقَرِّبُ مِن الله فهي بليَّة ›› .
♦---•---♦
الشكـرُ على درجتين :
- إحداهما : واجب، وهو أن يأتىَ بالواجبات ، ويجتنب المحارم ، فهذا لا بُدَّ منه ، ويكفي في شكر هذه النعم .
- الدرجة الثانية من الشكر :
الشكر المُستحَب ، وهو أن يعملَ العبدُ بعد أداء الفرائض واجتناب المحارم بنوافل الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين .
ساره حمد
06-27-2011, 10:19 AM
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
~◘ الحديثُ الثامن والعشـرون ◘~
عن أبي نجيح العِرباض بن سارية - رضى الله عنه - قال : (( وعظنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم موعظةً وَجِلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسولَ الله كأنها موعظة مُوَدِّعٍ فأوصِنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، والسمعِ والطاعة وإنْ تأمَّر عليكم عبد ، فإنه مَن يَعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاء الراشدين المَهدِيِّين مِن بعدي ، عَضُّوا عليها بالنواجذ ، وإيَّاكم ومُحْدَثات الأمور ، فإنَّ كُلَّ بِدعةٍ ضلالة)) رواه أبو داود والترمذىّ وقال حديث حسن صحيح .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
البلاغةُ في المَوعظة مُستَحسَنة ، لأنها أقرب إلى قبول القلوب واستجلابها ..
والبلاغة هي التوصُّل إلى إفهام المعاني المقصودة ، وإيصالها إلى قلوب السامعين بأحسن صورةٍ مِن الألفاظ الدالة عليها ، وأفصحها وأحلاها للأسماع ، وأوقعها في القلوب ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقصِرُ خُطبتَها ولا يُطيلها ، بل كان يُبلِغ ويُوجِز .
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam1.gif
والمُراد بالبِدعة : ما أُحدِثَ مِمَّا لا أصلَ له في الشريعة يَدلُّ عليه ،، وأمَّا ما كان له أصلٌ مِن الشرع يَدلُّ عليه فليس بِبِدعةٍ شرعًا ، وإنْ كان بِدعةً لغةً .
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam1.gif
فقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( كُلُّ بِدعةٍ ضلالة )) : مِن جوامع الكَلِم لا يَخرجُ عنه شيء ، وهو أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الدين ، وهو شبيهٌ بقوله : (( مَن أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رَدّ )) ، فكُلُّ مَن أحدث شيئًا ونَسَبَهُ إلى الدين ، ولم يكن له أصلٌ مِن الدين يرجع إليه ، فهو ضلالة ، والدينُ بريءٌ مِنه ، وسواءٌ في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال ، أو الأقوال الظاهرة والباطنة .
وأما ما وقع في كلام السلف مِن استحسان بعض البِدَع ، فإنَّما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية .. :
فمن ذلك : قولُ عمر - رضى الله عنه - لَمَّا جَمَعَ الناسَ في قيام رمضان على إمامٍ واحدٍ في المسجد ، وخرج ورآهم يُصَلُّون كذلك فقال : " نِعْمَت البِدعةُ هذه " ،، ورُوِىَ عنه أنه قال : " إنْ كانت هذه بِدعةً ، فنِعْمَت البِدعة " ،، ورُوِىَ أنَّ أُبَىّ بن كعبٍ قال له : " إنَّ هذا لم يكن " ، فقال عمر : " قد علِمتُ ولكنَّه حَسَن " .. ومُراده أنَّ هذا الفِعل لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت ، ولكنْ له أصولٌ مِن الشريعة يُرجَعُ إليها؛ فمنها أنَّ النبىَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَحُثُّ على قيام رمضان ، ويُرَغِّبُ فيه ، وكان الناسُ في زمنه يقومون في المسجد جماعاتٍ مُتفرقة ووحدانًا ، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى بأصحابه في رمضان غيرَ ليلة ، ثُمَّ امتنع مِن ذلك مُعلِّلاً بأنه خشي أنْ يُكتَبَ عليهم فيعجزوا عن القيام به ، وهذا قد أُمِنَ بعده صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ،، ورُوِىَ عنه أنَّه كان يقومُ بأصحابه ليالي الإفراد في العشر الأواخر .. ومنها أنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمر باتباع سُنَّةِ خُلَفائهِ الراشدين ، وهذا قد صار مِن سنة خُلَفائه الراشدين ، فإنَّ الناسَ اجتمعوا عليه في زمن عمر وعثمان وعلىٍّ .
♦---•---♦
ومن ذلك : أذان الجمعة الأول ، زاده عثمان لحاجة الناس إليه ، وأقرَّه عَلِىّ ، واستمر عمل المسلمين عليه ، ورُوِىَ عن ابن عمر أنه قال : " هو بِدعة " ، ولعله أراد ما أراد أبوه في قيام رمضان .
♦---•---♦
ومن ذلك : جمع المصحف في كتابٍ واحد ، توقَّف فيه زيد بن ثابت ، وقال لأبي بكرٍ وعمر : كيف تفعلان ما لم يفعله النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ ثُمَّ عَلِمَ أنَّه مَصلحة ، فوافق على جَمعه ،، وقد كان النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمرُ بكتابة الوحى ،، ولا فرق بين أنْ يُكتَبَ مُفرَّقًا أو مَجموعًا ، بل جَمْعُهُ صار أصلح .
♦---•---♦
وكذلك : جَمعُ عُثمان الأمَّة على مُصحفٍ واحدٍ وإعدامِهِ لِمَا خالفه خشية تَفَرُّق الأمَّة ، وقد استحسنه عَلِىٌّ وأكثرُ الصحابة ، وكان ذلك عينَ المصلحة .
♦---•---♦
وكذلك : قِتالُ مَن مَنَعَ الزكاة ، توقَّف فيه عمر وغيرُه حتى بَيَّن له أبو بكرٍ أصلَه الذي يرجع إليه مِن الشريعة ، فوافقه الناس على ذلك .
ايمااان حمد
06-27-2011, 10:57 AM
سلمك الله وسلم بنان زاخر بالعلم والمعرفه
ايماان حمد
كاسبر
06-27-2011, 11:01 AM
الغاليه ساره حمد
جزاك الله خير وبارك الله فيك
مودتي
ذكرى الغالي
06-27-2011, 02:13 PM
http://kll2.com/upfiles/8Cf43944.gif (http://kll2.com/)
العنودالشمريه
06-27-2011, 02:53 PM
http://up.hwaro7i.com/uploads/hwa12750570103.gif
مها يوسف
06-27-2011, 09:41 PM
الاخت الغالية سارة حمد
شكرا لك على الموضوع القيم
بارك الله فيك يا عزيزتي
مشكورة
ساره حمد
07-02-2011, 08:18 AM
سلمك الله وسلم بنان زاخر بالعلم والمعرفه
ايماان حمد
مايعجـز القلب عن بيانه
تترجمه حروف الدعاء ياايمان
آمين وإياكِـ
أسعدني مروركِـ حبيبتي
ساره حمد
07-02-2011, 08:28 AM
الغاليه ساره حمد
جزاك الله خير وبارك الله فيك
مودتي
القدير كاسبر
أسـأل الله لكـ ما سألت
أسعدني مروركـ
كل الود والاحترام مع أطيب تمنياتي
ساره حمد
07-02-2011, 08:34 AM
http://kll2.com/upfiles/8cf43944.gif (http://kll2.com/)
وأهـلا مديدا بإطـلالتـكـ
كما هو بهـائكِـ يا ذكرى
أسعدني مروركِـ حبيبتي
ودي
ساره حمد
07-02-2011, 08:40 AM
http://up.hwaro7i.com/uploads/hwa12750570103.gif
أختي العنود
مآ أروع حضوركـ هنآآ
بكـ يسعد موضوعي
دمت بخير
ساره حمد
07-02-2011, 08:51 AM
الاخت الغالية سارة حمد
شكرا لك على الموضوع القيم
بارك الله فيك يا عزيزتي
مشكورة
الاستااذه الاديبه مها يوسف
شكرا لتواجدكـ البهي
احب تواجدكـ بقربي
لكـ ِمني تحيه تليق بمقآمكـ عزيزتي
خالص مودتي
ساره حمد
07-02-2011, 08:55 AM
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
~◘ الحديثُ الخامِس ◘~
عن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ )) رواه البخاري ومسلم ،، وفي روايةٍ لمسلم : (( مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدّ )) .
وهذا الحديثُ أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الإسلام ، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها ، كما أنَّ حديث
(( الأعمال بالنيات )) ميزانٌ للأعمال في باطنها .. فكما أنَّ كُلَّ عمل لا يُرادُ به وجه الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب ، فكذلك كُلُّ عملٍ لا يكون عليه أمرُ الله ورسوله فهو مردود على عامله .. وكُلُّ مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شئ .
فالمعنى إذًا : أنَّ مَن كان عمله خارجًا عن الشرع ليس متقيدًا بالشرع فهو مردود .. وقوله (( ليس عليه أمرنا )) : إشارةٌ إلى أنَّ أعمال العاملين كلهم ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة ، فتكون أحكامُ الشريعة حاكمةً عليها بأمرها ونهيها ، فمَن كان عمله جاريًا تحت أحكام الشريعة مُوافقًا لها فهو مقبول ، ومَن كان خارجًا عن ذلك فهو مردود .
ساره حمد
07-02-2011, 09:06 AM
والأعمالُ قِسمان : عِبادات و مُعاملات :
فأما ([ العبادات ]) : فما كان منها خارجًا عن حُكم الله ورسوله بالكلية فهو مردودٌ على عامله ، وعاملُه يدخل تحت قوله تعالى ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ )) الشورى/21 ،، فمَن تقرَّبَ إلى الله بعملٍ لم يجعله اللهُ ورسولُه قُربةً إلى الله فعملُه باطلٌ مردودٌ عليه ، وهو شبيهٌ بحال الذين كانت صلاتُهم عند البيت مُكاءً وتصدية ، وهذا كمَن تقرَّبَ إلى الله تعالى بسماع الملاهي أو بالرقص أو بكشف الرأس في غير الإحرام وما أشبه ذلك من المحدَثات التي لم يَشرع اللهُ ورسولُه التقرُّبَ بها بالكلية .. وليس ما كان قربةً في عبادةٍ يكون قربةً في غيرها مطلقًا ، فقد رأى النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - رجلاً قائمًا في الشمس فسأل عنه ، فقيل : إنه نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل وأن يصوم ، فأمره النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - أن يقعد ويستظل وأن يُتِمَّ صومَه . رواه البخارىُّ ،، فلم يجعل قيامَه وبروزَه في الشمس قُربةً يوفي بنذرهما .. وقد رُوِىَ أنَّ ذلك كان في يوم جمعةٍ عند سماع خطبة النبىِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وهو على المنبر ، فنذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ما دام النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يخطب ، إعظامًا لسماع خُطبة النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ولم يجعل النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ذلك قُربةً تُوفي بنذره ، مع أنَّ القيامَ عِبادةٌ في مواضع أُخَر : كالصلاة والأذان والدعاء بعرفة ، والبُروز للشمس قُربةٌ للمُحْرِم ، فدلَّ على أنه ليس كل ما كان قُربةً في موطن يكون قُربةً في كل المواطن ، وإنما يتبع في ذلك كله ما وردت به الشريعةُ في مواضعها ..
وكذلك مَن تقرَّبَ بعبادةٍ نُهِىَ عنها بخصوصها كمَن صام يومَ العيد ، أو صلَّى وقت النهي ..
ساره حمد
07-02-2011, 09:10 AM
وأما مَن عمل عملاً أصلُه مشروعٌ وقُربة ، ثم أدخل فيه ما ليس بمشروع ، أو أخلَّ فيه بمشروع فهذا أيضا مخالفٌ للشريعة بقدر إخلاله بما أخلَّ به ، أو إدخاله ما أدخل فيه ..وهل يكون عمله من أصله مردودًا عليه أم لا ؟ فهذا لا يطلق القول فيه برَدٍّ ولا قبول ، بل يُنظر فيه : فإنْ كان ما أخلَّ به مِن أجزاء العمل أو شروطه مُوجبًا لبُطلانه في الشريعة ؛ كمَن أخلَّ بالطهارة للصلاة مع القدرة عليها ، أو كمَن أخلَّ بالركوع أو بالسجود أو بالطمأنينة فيهما ، فهذا عمله مردودٌ عليه ، وعليه إعادته إن كان فرضًا ،، وإن كان ما أخلَّ به لا يُوجب بُطلان العمل ؛ كمَن أخلَّ بالجماعة للصلاة المكتوبة عند مَن يُوجبها ولا يجعلها شرطًا ، فهذا لا يُقال إنَّ عمله مردودٌ مِن أصله ، بل هو ناقص .. وإنْ كان قد زاد في العمل المشروع ما ليس بمشروع ، فزيادته مردودةٌ عليه ، بمعنى أنها لا تكون قربةً ولا يُثاب عليها ، ولكنْ تارةً يَبطل بها العملُ مِن أصله فيكونُ مردودًا : كمَن زاد في صلاته ركعةً عمدًا مثلاً ،، وتارة لا يبطله ولا يَردّه مِن أصله : كمَن توضأ أربعًا أربعًا ، أو صام الليلَ مع النهار وواصل في صيامه ، وقد يُبدِّل بعضَ ما يُؤمر به في العبادة بما هو مَنهِىٌّ عنه : كمَن ستر عورته في الصلاة بثوبٍ مُحَرَّم ، أو تؤضأ للصلاة بماءٍ مغصوب ، أو صلَّى في بُقعة غصب ، فهذا قد اختلف العلماءُ فيه : هل عملُه مردودٌ مِن أصله ، أو أنه غير مردود ، وتبرأ به الذِّمَةُ مِن عُهدة الواجب ؟ وأكثرُ الفقهاء على أنه ليس بمردودٍ من أصله .
وقريبٌ مِن ذلك : الذبح بآلةٍ مُحَرَّمَة ، أو ذبح مَن لا يجوز له الذبح ؛ كالسارق ،، فأكثرُ العلماء قالوا : إنه تُباحُ الذبيحة بذلك، ومنهم من قال : هي مُحَرَّمَة .. وكذا الخلاف في ذبح المُحْرِم للصيد ، لكنَّ القول بالتحريم فيه أشهر وأظهر لأنه مَنهِىٌّ عنه بعينه ..
ولهذا فرَّق مَن فرَّق مِن العلماء بين أن يكون النهىُ لمعنى يختص بالعبادة فيبطلها وبين أن لا يكون مُختصًا بها فلا يبطلها ؛ فالصلاة بالنجاسة ، أو بغير طهارة ، أو بغير ستارة ، أو إلى غير القبلة يبطلها ، لاختصاص النهى بالصلاة ، بخلاف الصلاة في الغصب ، ويشهد لهذا أنَّ الصيامَ لا يبطله إلا ارتكاب ما نُهِىَ عنه فيه بخصوصه ، وهو جِنس الأكل والشُّرب والجماع ، بخلاف ما نُهِىَ عنه الصائم ، لا بخصوص الصيام كالكذب والغيبة عند الجمهور .. وكذلك الحج لا يبطله إلا ما نُهِىَ عنه في الإحرام وهو الجِماع ، ولا يبطله ما لا يختص بالإحرام مِن المُحَرَّمات كالقتل والسرقة وشرب الخمر .. وكذلك الاعتكاف إنما يبطل بما نُهِىَ عنه فيه بخصوصه وهو الجِماع ، وإنما يبطل بالسُّكْر عندنا وعند الأكثرين ، لنهى السكران عن قُربان المسجد ودخوله على أحد التأويلين في قوله تعالى (( لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى )) النساء/43 ، أنَّ المُراد مواضع الصلاة فصار كالحائض ، ولا يبطل الاعتكاف بغيره من ارتكاب الكبائر عندنا وعند كثيرٍ مِن العلماء ، وإنْ خالف في ذلك طائفةٌ مِن السلف منهم عطاء والزهري والثورى ومالك وحكي عن غيرهم أيضًا ..
علي الحزمي
07-07-2011, 05:34 PM
حفظك الرحمن وجزاك الله عنا كل خير
ودام لنا هذا العطاء الممزوج بالفائدة العظيمة
وفقك الله ورعاك
اخوك
علي الحزمي
ساره حمد
08-08-2011, 05:04 PM
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
~◘ الحديثُ الثالثُ والعشـرون ◘~
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعرىّ - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( الطُّهورُ شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ، والصلاةُ نور ، والصدقةُ بُرهان ، والصبرُ ضياء ، والقرآنُ حُجَّةٌ لك أوحجة عليك ، كُلُّ الناسِ يغدو فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها )) رواه مسلم .
قال بعضُ السَّلَف : ‹‹ ما جالس أحدٌ القرآنَ فقام عنه سالمًا ، بل إمَّا أنْ يربحَ أو أنْ يخسر ، ثم تلا هذه الآية : (( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ))الإسراء/82 ›› .
قال الحسن : ‹‹ المؤمنُ في الدنيا كالأسير ، يسعى في فِكاك رقبته ، لا يأمنُ شيئًا حتى يلقى اللهَ عز وجل ›› .. وقال : ‹‹ ابنَ آدم إنك تغدو أو تروح في طلب الأرباح ، فليكن همك نفسك ، فإنك لن تربح مِثلها أبدًا ›› .
قال أبو بكر بن عياش : ‹‹ قال لي رجلٌ مَرَّةً وأنا شابٌّ : خَلِّص رقبتك ما استطعت في الدنيا مِن رِقِّ الآخرة ، فإنَّ أسيرَ الآخرة غيرُ مَفكوكٍ أبدًا ›› ، قال : ‹‹ فوالله ما نسيتها بعد ›› .
وكان بعض السلف يبكي ويبكي ويقول : ‹‹ ليس لي نَفْسَان ، إنما لي نَفْسٌ واحدة ، إذا ذهبت لم أجد أخرى ›› .
وقال محمد بن الحنفية : ‹‹ إنَّ الله عز وجل جعل الجنة ثمنًا لأنفسكم ، فلا تبيعوها بغيرها ›› .
وقال أيضا : ‹‹ مَن كرمت نفسه عليه لم يكن للدنيا عنده قَـدْر ›› .
وقيل له : ‹‹ مَن أعظمُ الناس قدرًا ؟ ›› ، قال : ‹‹ مَن لم يَرَ الدنيا كلها لنفسه خطرًا ›› .
وأنشد بعض المتقدمين :
أثامِـنُ بالنَّفسِ النفيسةِ رَبَّها .. وليس لها في الخلق كُلِّهم ثَمَـنْ
بها تُملَكُ الأخرى فإنْ أنا بِعتُها .. بشيءٍ مِن الدنيا فذاك هو الغَبَنْ
لئنْ ذهبت نفسي بدُنيا أصيبُها .. لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثَّمَنْ
نسب المصطفى
08-09-2011, 06:49 PM
سارة حمد
بارك الله فيك
مشكورة
ناصر السهلي
08-15-2011, 12:21 PM
القديرة/ سارة حمدجزاك الله خير وبارك الله فيككنت هنا ومضيت</b></i>
محمود خير بك
08-16-2011, 12:10 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
عقاب النهار
08-18-2011, 12:03 AM
ربي يسعد قلبك
ويجزاك خير ويجعلها بموازين اعمالك
ساره حمد
08-20-2011, 05:30 PM
سارة حمد
بارك الله فيك
مشكورة
ازدان انا بقربكـ نسب
شكرا لطيب قولكـ يا عذبة
أسعدكـ ربي حفظكِـ وباركـ في عمرك وايامكـ http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg
ساره حمد
08-20-2011, 05:40 PM
القديرة/ سارة حمدجزاك الله خير وبارك الله فيككنت هنا ومضيت</b></i>
وفيكـ الرب باارك
واسعدكـ و حماكـ.
امطرني حظوركـ
دمت بخير
ساره حمد
08-20-2011, 05:48 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
اسعدني مروركـ و جميل متابعتكـ
ولكـ شكرا متوج بالدعوات
زودكـ ربي علما نافعا وعملا صالحا
ساره حمد
08-20-2011, 06:01 PM
ربي يسعد قلبك
ويجزاك خير ويجعلها بموازين اعمالك
اسعدني وجودكـ هاهنا
و دافع قوي لي
زادكـ ربي من علمه وفضله
وبلغكـ منــاكـ..
شجاع الدوسري
08-22-2011, 03:23 PM
أختي ســـــــــــاره حمد فوائد و درر قيمة ربي يبارك فيك أستمري على إبداعك
قلب الحياة
08-22-2011, 08:01 PM
أسأل الله أن يرزقكِ العلم النااافع ~
ولا يحرمكِ الأجر والمثوبه ~
ساره حمد
08-25-2011, 08:53 PM
أختي ســـــــــــاره حمد فوائد و درر قيمة ربي يبارك فيك أستمري على إبداعك
متابعتكـ تبهجني جدا ودافع لي..
شكر ربي لكـ قولكـ وحضوركـ الطيب..
فقهنا ربي واياكم في الديـن ..
ورزقنا رفقة الصالحين..
وجمعنا بالمحسنين في جنات النعيم ..
ساره حمد
08-25-2011, 09:06 PM
أسأل الله أن يرزقكِ العلم النااافع ~
ولا يحرمكِ الأجر والمثوبه ~
سلمت واهلا باطلالتكـ ..
حضوركـِ يبهجني كثيرا..
رزقني ربي واياكِـ العمر المديد بقربه سبحانه..
غفر ربي لكـِ ولولديكـ..وكتب اجركـ وحفظكِـ
عطر الزهور
08-27-2011, 08:41 AM
ربي يسعد قلبك
ويجزاك خير ويجعلها بموازين اعمالك
ساره حمد
08-31-2011, 02:55 PM
ربي يسعد قلبك
ويجزاك خير ويجعلها بموازين اعمالك
ولكـِ مني عزيزتي شكر و اخاء ..
احبكِـ ربي وحبب خلقه فيكِـ
مودتي
ساره حمد
08-31-2011, 04:08 PM
http://www.muslmh.com/save/70/data/hekam.gif
~◘ الحديثُ التاسـع ◘~
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخرٍ رضى الله عنه قال : ((
سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقول : ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ،
فإنما أهلك الذين مِن قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )) رواه البخاري ومسلم .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
قال إسحاق بن عيسي : ‹‹ كان مالِك يقول : المِراءُ والجِدالُ في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل ›› .
http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg
وقال ابنُ وَهْب : ‹‹ سمعتُ مالكًا يقول : المِراءُ في العلم يُقسِّي القلب ويُورِثُ الضغن ›› .
وقال أحمد بن شبويه : ‹‹ مَن أراد علمَ القبر فعليه بالآثار ، ومَن أراد علمَ الخبز فعليه بالرأي ›› .
وقال الحسن : ‹‹ ما عُبِّدَ العابدون بشيءٍ أفضل مِن ترك ما نهاهم الله عنه ›› .
وقال عمر بن عبدالعزيز : ‹‹ ليست التقوى قيام الليل وصيام النهار ، والتخليط فيما بين ذلك ،
ولكن التقوى أداء ما افترض الله ، وترك ما حَرَّمَ الله ، فإنْ كان مع ذلك عملٌ فهو خيرٌ إلى خير ›› أو كما قال .
http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg
وفي قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :(( إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم ))
دليلٌ على أنَّ مَن عجِز عن فِعل المأمور به كله ، وقدر على بعضه ، فإنه يأتي بما أمكنه منه ،، وهذا مُطَّرِدٌ في مسائل :
http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg
- منها الطهارة :
فإذا قدر على بعضها ، وعجز عن الباقي : إمَّا لعدم الماء ، أو لمرضٍ في بعض أعضائه دون بعض ،
فإنه يأتي مِن ذلك بما قدر عليه ، ويتيمم للباقي ، وسواءٌ في ذلك الوضوء والغسل على المشهور .
- ومنها الصلاة : فمن عجِز عن فِعل الفريضة قائمًا صلَّى قاعدًا ، فإنْ عجِز صلَّى مُضطجعًا ،
وفيصحيح البخاري عن عمران بن حصين رضى الله عنه أن النبىَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :
(( صلِّ قائمًا ، فإنْ لم تستطع فقاعدًا ، فإنْ لم تستطع فعلى جنب )) ،
ولو عجِز عن ذلك كله أومأ بطرفه وصلَّى بنيته ، ولم تسقط عنه الصلاة على المشهور .
- ومنها زكاة الفطر : فإذا قدر على إخراج بعض صاع لزمه ذلك على الصحيح .
- فأمَّا من قدر على صيام بعض النهار دون تكملته فلا يلزمه ذلك بغير خلاف ، لأنَّ صيامَ بعض اليوم ليس بقُربةٍ في نفسه .
- وكذلك لو قدر على عِتق بعض رقبة في الكفَّارة
لم يلزمه لأن تبعيض العِتق غير محبوبٍ للشارع بل يُؤمَرُ بتكميله بكل طريق .
- وأمَّا من فاته الوقوف بعرفة في الحَجِّ :
فهل يأتي بما بقى منه مِن المبيت بمزدلفة ورمى الجِمار أم لا ؟ بل يقتصرُ على الطواف والسعى ويتحلل بعمرة ؟ على روايتين عن أحمد ،
أشهرهما : أنَّه يقتصر على الطواف والسعي ، لأنَّ المبيتَ والرمى مِن لواحق الوقوف بعرفة وتوابعه ، وإنما أمر اللهُ تعالى بذكره عند المشعر الحرام ، وبذكره في الأيام المعدودات لِمَن أفاض مِن عرفات ، فلا يُؤمَرُ به مَن لا يقفُ بعرفة كما لا يُؤمرُ به المعتمر .
http://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpghttp://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpghttp://www.rofof.com/img4/10gchlu5.jpg
سمر محمد
09-19-2011, 09:22 PM
جزاك الله خير الجزاء وجعلها في موازينك
وأثابك عدد قطرات المطر خير ونور
وبوركت
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd by