|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
فضل الصيام ومرابح الصائمين
فضل الصيام ومرابح الصائمين الحمد لله الذي شرع لنا شرائع الدين القويم، وأيدنا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخصها بالتعظيم، وجعل الصيام من أجلِّ القُرَبِ وأكرمِ الأعمالِ، وفيه صياغةٌ جديدةٌ للمؤمنِ على أوْفى مثال، فلله الحمد من فيض القلوب الشاكرة، والأبدان الصابرة مؤيداً بالمنِّ لربنا ذي الجلال. يا إله العالمين ويا رجاء السائلين ويا سامعاً لدعاءِ المضطرين: كُلَّمَا آنَسْتُ نُوراً منكَ في قلْبي تَجَلَّى عانقَتْ روحي على بابكَ رِضْوَاناً وَظِلاً وَهَفَا قَلْبِي إلى السَّاحِ المُرَجَّى يَتَمَلَّى شهرُ قرآنِكَ يَا أَللهُ بالبُشْرَى تَجَلَّى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، سبحانه.. اتخذَ من خلقه صفايا ومن الناس، فكانت مكة خير البلاد وخير الأرض المساجد وخير الأيام يوم الجمعة وخير الليالي ليلة القدر ودُرَّةُ الشهور رمضان، واصطفى من الملائكة رُسُلاً ومن الناس واصطفى منهم سيدَنَا مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وجعلَ أمَّتَهُ خيرَ الأُمَمِ. وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عبدُ الله ورسولُه وصفيُّهُ من خلقه وحبيبه، الداعي إلى الجنة بنور القرآن والسنة، وهادي النفوس إلى ربها بفيض الحكمة، وقد رفع الله به القدْرَ وزاد به في العطاء وأتم به النعمة. اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فالصيام في الإسلام ركنٌ عظـيمٌ يبني شخصية المسلم من جديدٍ على المعالي ويرفعها عن سفاسفها ويقيم لها جسورَ الوقاية من الآفاتِ حتى تستقيمَ على عافيتها وهُداها، ويعيدُ ضبطَ المجتمعِ على الإيثار والفضيلة والوحدة والترابط في حصادٍ كريمٍ لسلسلةٍ من أجلِّ المعاني والقِيَمِ، فأَكْرِمْ بها من عبادةٍ لو يعلم العباد فضلها ما تركوها على مدى الأيام. وأَعْظِمْ بها من شعيرةٍ جعلها الله تعالى على لسان رسوله الهادي صلى الله عليه وسلم فيصلاً فارقاً بين الكفر والإسلام فقال: ((عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا اله إلا الله، و الصلاة المكتوبة، و صوم رمضان )) (السيوطي في الجامع الصغير 5414 بسند حسنٍ عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما). وقد أمرنا الله تعالى بالصيام كما أمر غيرنا في سالف الأزمان، قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [ البقرة: 183]، لأنه يربي النفس ويحميها من نوازعِ الهوى ويقمعها عن موارد التهلكة ويزينها بلقاح العواصم من الفتنِ والتفلتِ في الأزمات، فلهذا كان الصوم مفروضاً على الأمم السابقة، لكنهم غيروا وبدلوا فيه وساقهم الهوى ((قال الشعبي وقتادة وغيرهما: إن الله تعالى كتب على موسى وعيسى صوم رمضان فغيروا - "يقصد الأتباع" - وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع، واختار هذا القول النحاس وقال: وهو أشبه بما في الآية، وفيه حديث يدل على صحته أسنده عن دعفل بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن عشرة، ثم كان ملك آخر فأكل لحماً فأوجع فاه فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن سبعةً، ثم كان ملك آخر فقالوا: لنتمن هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع، قال: فصار خمسين، وقال مجاهد: كتب الله جل وعز صوم شهر رمضان على أمة، وقيل: أخذوا بالوثيقة فصاموا قبل الثلاثين يوماً وبعدها يوماً قرناً بعد قرنٍ حتى بلغ صومهم خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي ] (الإمام القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 760 ط2 / دار الغد العربي - القاهرة 1996م). ولفضل الصيام فقد كان من عبادة البتول مريم عليها السلام التي صامت بأمر الله تعالى حين قال: ï´؟ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ï´¾ [مريم: من الآية26]، وأخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن نبي الله داوود عليه السلام كان من المكثرين للصيام حين قال للصحابي الذي كان يسائله عن الصوم: (( فصم صيام داود عليه السلام قال: وكيف كان داود يصوم يا نبي الله ؟! قال: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً )) (صحيح مسلم 1159عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما). أرباحٌ ومنحٌ: ومن الصيام يربح المؤمنون زاداً من المنح والمثوبة والحسنات لا يمكن تحقيقه بأي عبادةٍ أخرى، فقد نسب الله تعالى الصيام إلى نفسه وقيد نسبة الأجور في الصيام عليه سبحانه، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بيان ذلك: (( قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِِ المسكِ ،للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ )) (صحيح البخاري 1904 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه). فهل هناك تكريمٌ للعابدين في أمر الصوم أكثر من ذلك ؟. وقد ذكر الإمام القرطبي في الجامع: [ وإنما خص الصوم بأنه له " أي للهِ تعالى " وإن كانت العبادات كلها له لأمريْن بايَنَ الصومُ بهما سائر العبادات ؛ أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذِّ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات. الثاني: أن الصوم سرٌ بين العبد وربه لا يظهر إلا له ؛ فلذلك صار مختصاً به. وما سواها من العبادات ظاهرٌ ربما فعله تصنعاً ورياءً، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره ] (الإمام القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 759 ط2 دار الغد العربي – القاهرة 1996م). [ وزاد العلماء في ذلك بأنه لم يعبد غير الله تعالى بالصوم، فقد كان الكفار عبر الأزمنة المختلفة يتوهمون التعبير عن عبادتهم بأشباه الصلاة والصدقة والحج. وأن الصيام قد نسب إلى الله تعالى لأنه بعيدٌ عن الرياء لخفائه بخلاف الصلاة وغيرها من العبادات الظاهرة. وأن الصائم يظل يعاني طيلة صيامه مقاساة الجوع والعطش والضعف فليس فيه حظ للصائم بخلاف الحج ففيه السياحة وفي الغسل التبرد والتنظف فلذا نسب الصيام إلى الله تعالى. وفيه التقرب إلى الله تعالى بما يوافق صفاته سبحانه فهو سبحانه غني عن العلل وكذلك الملائكة لا يأكلون ولا يشربون](فضيلة الشيخ عطية صقر / أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام ج4 ص 598-600 بانتقاء وتصرف – مكتبة وهبة ط1 /2011م - القاهرة). ومن أعظم المشاعر الإيمانية ما يشعر به الصائمون ساعة إفطارهم من فرحٍ وسرورٍ إذ وفقهم الله تعالى لإتمام الشعيرة على وجهها الصحيح، وإذ أمكنهم من تخطى العوائق الرابضةِ من شهوات النفوس وكيد الشيطان ووسوسته إضافةً إلى بقية المشاعر الحية التي تُنبأ عن الحبور والرضا. ومن فضل الصيام أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جعله دواءً ناجعاً لمن يروم الزواج ولا يقدر على تبعاته المادية، فعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله تعالى عنها أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: ((النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، و تزوجوا ؛ فإني مكاثرٌ بكم الأمم، و من كان ذا طوْلٍ فلينكح، و من لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء)) ( الألباني في السلسلة الصحيحة 2383 بسندٍ صحيح)، وعلى ذلك فمن أسباب الوقاية من الزنا وفضول النظر عند فقد الزواج أن يتفيأ الصائم ظلالَ صيامه فيمده بجرعاتٍ مستفيضةٍ من حسن اليقين وضبط النفس وقمعها عن هواها. ومن بركات الصيام أن أهله سيدخلون الجنة إن شاء الله من بابٍ خاصٍّ لا يدخل فيه غيرهم، وفي هذا رفعةُ قدرٍ وزيادةُ أجرٍ، إذ كيف نساوي بين صيام الدنيا الموقوت وبين جنةٍ تخلب اللبَّ وتثير في النفس فضول الرجاء، فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قَلْبِ بشر ؟!. فعن سهل بن سعد الساعديِّ رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( للصائمين باب في الجنة ؟ يقال له الريان، لا يدخل فيه أحد غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق، من دخل فيه شرب، و من شرب لم يظمأ أبداً )) ( الألباني في صحيح الجامع 5184 بسندٍ صحيحٍ )، وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنة ثمانيةُ أبوابٍ، فيها بابٌ يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون)) ( صحيح البخاري 3257 بسندٍ صحيحٍ )، وفي معرض التحفيز والحث على طلب الدخول من باب الصيام مع بيان طائفةٍ من جلائل الأعمال الصالحة فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب - يعني: الجنة - يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، وباب الريان. فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر)) ( صحيح البخاري 3666 بسندٍ صحيحٍ ). ومن فضل الصيام أنه ينجي من عذاب النار بإذن ربنا الكريم الغفار ويباعد بين عذابها وبين الصائمين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من صام يوما في سبيل الله، باعد الله بذلك اليوم النار من وجهه سبعين خريفا )) ( سنن ابن ماجة 1717 ). ومن ثواب الله تعالى في رمضان أن صيامه في الأجر كعشرة أشهر، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (( صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، و صيام ستة أيام بعده بشهرين، فذلك صيام السنة )) (السيوطي في الجامع الصغير 5117بسندٍ صحيحٍ عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم). الأثر الإجتماعي للصيام ومن عطاءات الصيام الإجتماعية أنه يجمع المسلمين ويوحد شملهم ويلفهم جميعاً في ثوب الوحدة المنشودة التي أمر الله بها في كتابه الكريم حين قال: ï´؟وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ï´¾ [ آل عمران جزء الآية 103]، ويظهر ذلك من خلال مظاهر الوحدة والتجمع على الصلوات والطاعات والقرآن والموائد ومجالس العلم، وملء القلب شعوراً بحاجة الفقير، فيسعى المسلم إلى بذل الصدقات وإطعام الجياع بعدما لقنه الصيامدروس الإحساس بمشاعر المحتاجين، وما أحكم قول أمير الشعراء أحمد شوقي نثراً في "سوق الذهب": " الصوم حرمانٌ مشروعٌ، وتأديبٌ بالجوعِ، وخشوعٌ لله وخضوعٌ، ولكلِّ فريضةٍ حكمةٌ، وهذا الحكم ظاهره العذابُ وباطنُهُ الرحمة، يستثيرُ الشفقةَ ويحضُّ على الصدقةِ، ويكْسَرُ الكبرَ، ويعَلِّمُ الصبر، ويَسُنُّ خِلال البر، حتى إذا جاع من ألِفَ الشِّبَعَ، وحُرِمَ المُتْرف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوعَ كيف ألَمُهُ إذا لَذَعَ "، فلا ريب أن الصيام يهدينا إلى اكتسابِ خُلُقِ الوحدةِ من خلال هديه الذي ينزع دائماً إلى رأب الصدع والالتقاء بعد الفراق. ومن صام لله على الحقيقة نالته بركات المنح الإلهية في اكتسابِ رِقَّةِ القلبِ والحنو على الفقراء والمحتاجين ولا سبيل في ذلك أقوى من الإحساس بسعير الجوع، فقد كان نبي الله يوسف عليه السلام أميناً على خزائن مصر وكان لا يأكل في اليوم إلا مرةً واحدةً ولا يستغرق في أمر الشبع، فقيل له في ذلك: تجوع وأنت على خزائن مصر ؟ قال: نعم ؛ أخاف أن أشبع فأنسى الجائع. وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قرين الجوع والصبر على مسغبته لأن ذلك يقوي القلب على الطاعة ويعين النفوس على اكتناز تقواها. ومن فوائد الصيام ما يتعلق بالصحة العامة للصائمين حيث إنهم يصححون حالتهم الصحية بالصوم الذي يخلصهم من الشحوم الزائدة ويخفف حِدَّةِ الأمراض كضغط الدم ويقي من الجلطات ويفك عسر الهضم ويحرك الدورة الدموية وغيرها من الفوائد الصحية الكثيرة الكامنة في الصيام، ولهذا جاء قوله صلى الله عليه وسلم: (( اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا)) (المنذري في الترغيب والترهيب 2 /106 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وقال: رواته ثقات، والهيثمي في مجمع الزوائد 3 /182 وقال: رجاله ثقات)، فسبحان العالم بما يفيد خلقه: ï´؟ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ï´¾ [الملك:14]. من فضائل الشهر الكريم ولا شك أن شهر رمضان الكريم هو تاج الشهور وبركة الأيام، أنزل الله تعالى فيه كلاماً درج كتابه الكريم يحفُّ الشهر العظيم بأوسمة التميز والتفرد عن بقية الشهور في العام كله، ويكفينا قول ربنا سبحانه:ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [ البقرة جزء الآية 185]، ففيه الهداية بالقرآن من شتى صور الضلال، وهداية النفس بسعادتها بصنوف العبادات، وهداية الفوز بالغفران من الذنوب، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين )) (صحيح مسلم 1079عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه )، وعلى ذات المعنى وزيادة خيرات ومكرمات يأتينا حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن مطلع الشهر المبارك: (( أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم )) (الألباني في صحيح النسائي 2105عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بسندٍ صحيحٍ)، وليقين المغفرة في رمضان فإن الأمين جبريل عليه السلام يدعو على الذي أهمل نفسه في رمضان بترك الهداية ويطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمن، والحديث رواه الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: آمين، آمين، آمين. قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين ؟ فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان، فلم يغفر له، فدخل النار ؛ فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات، فدخل النار ؛ فأبعده الله، قل: آمين فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده، فلم يصل عليك فمات فدخل النار ؛ فأبعده الله، قل: آمين فقلت: آمين )) (الألباني في صحيح الترغيب 1679وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). وفي الحقيقة إن رمضان الكريم فرصةٌ عظيمةٌ للفرد والمجتمع في طلب صياغة إيمانيةٍ جديدةٍ لقمع الهوى واكتساب الهدى والتزود من الحسنات وتكفير السيئات وبناء جسور الحب والرحمة والثقة بين أفراد المجتمع لتلاقيهم الدائم على ساحات العبادة وإطعام الطعام والقيام والذكر ومدارسة العلم وتلاوة القرآن والتصافي بعد التجافي مع صلة الأرحام وطيب الكلام والمزاحمة على الفضائل، ولا شك أن هذا الموسم الحاشد لكل هذه الفضائل العامة والشخصية لا تجتمع بهذا الشكل إلا في رمضان، فأكرم به من مرسم إيمانيٍ صاف من كدر الشياطين ووسوسة المردة، وأنعم به من بابٍ يدخله المؤمنون ليزادوا إيماناً ويحققوا لله تعالى مراد الصيام برجاء التزود بالتقوى والفوز بالمغفرة. اللهم تقبل من عبادك الصائمين الصيام وأعنهم على القيام واجعلهم من العتقاء من النار ومن المقبولين. والحمد لله في بدءٍ وفي ختم. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|