|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الإعاقة الناتجة عن ضعف البصر والحد منها ؟؟؟
يعتبر ضعف البصر من أهم أسباب الإعاقة ، وتقدر الإحصاءات الدولية أن عدد العميان في العالم يربو على 24 مليون من البشر ( 1 ) وتفيد تقارير هيئة الصحة العالمية أن من بين سكان منطقة الشرق الأوسط البالغ عددهم حوالي 520 مليون نسمة هناك ما لا يقل عن 7.5 مليون يعانون من ضعف شديد في البصر بعضهم في صفوف المعوقين ( 2 ) .
ومن الواضح أن حجم مشكلة العمى في جمهـورية مصر العربية كبير . فقد قدر الباحثون أن نسـبة العميان في مصـر في حدود 50 فردا لكل 10 آلاف أي حوالي 0.5% ( 3 ) ، ( 4 ) . انظر الجـدول ( 1 ) . وفي تقرير أعده الدكتور محي الدين سعيد ومجموعة من الباحثين ضمن مشروع مشترك بين جامعة الأسكندرية وهيئة أمريكية معينة بشئون العمى ، قدر الباحثون بعد فحص 125 ألف مواطن من محافظة البحيرة أن نسبة العمى في القرى 162 من 10 آلاف ، وفي الحضر 73 لكل 10 آلاف ( 5 ) ، وهي نسبة تدعو إلى الإنزعاج . ولعل الموقف في مصر أسعد حالا من مثيله بأقطار أخرى مثل السودان الشقيق ، حيث قدرت بعض تقارير هيئة الصحة العالمية ( 2 ) نسبة العميان في بعض قرى الجنوب بـ 4% نتيجة إرتفاع الإصابة بطفيل الأنكوسركا . من هو الأعمى يختلف الناس في تعريف الأعمى ، حيث يعتبر بعض الناس أنه هو الشخص الذي لا يمكنه أن يميز الضوء من الظلام ، ولكن هذا التعريف لا يمكن الأخذ به عندما يكون الغرض هو تحديد درجة الإعاقة . والحقيقة أن الإعاقة أمر نسبي ويتوقف على نوع النشاط المطلـوب ممارسته – فكلنا نعلم أن الشخص الذي يبصـر بعين واحدة هو شخص منتج قادر على الدراسة والعمل والإنتاج ، ولكن لو نظرنا إليه من ناحية قدرته على أداء أعمال معينة مثل قيـادة أتوبيس مثلا نجد أنه بالنسبة لهذا العمل بالذات فهو معوق . وقد لاحظ الكثيرون أن الإنسان لا يمكن أن يؤدي الأعمال العادية في أبسط صورها إلا إذا زادت قوة إبصاره عن 6 / 60 ، وإتسع مجال النظر عن عشرين درجة في أحسن العينين ، ومن قل نظره عن هذا المستوى يمكن إعتباره من الناحية العملية عاجزا أو معوقا . لذلك فعندما نتكلم عن العميان أو المعوقين بصريا فيجب أن يكون بيننا إتفاق واضح عما نقصد بالأعمى أو المعوق بصريا . ويرى الكثير من الباحثين في هذا المجال أن الأعمى هو من تنطبق عليه إحدى الصفتين الآتيتين ( 6 ) ، ( 7 ) . 1- أن تكون قوة الإبصار الصحيحة 6 / 60 ، أو أقل في أحسن العينين . 2- أن يكون مجال بصره 20 درجة ، أو أقل في أحسن العينين . • درجات الإعاقة تتفاوت درجة الإعاقة كما أسلفنا بين إعاقة كلية عندما يكون النظر منعدما تماما وإعاقة نسبية تجعل الشخص صالحا لأداء بعض الأعمال دون البعض الآخر . وقد سبق أن أوضحنا أن الأعمال اليومية في أبسط صورها تسلتزم أن تزيد قوة الإبصار عن 6 / 60 ، وأن يتسع مجال النظر أكثر من عشرين درجة في أحسن العينين . ومن ناحية مستقبل الإعاقة فيمكن تصنيف ذلك إلى نوعين : النوع الأول : هي إعاقة دائمة وهي التي لا مجال لعلاجها على الإطلاق مثل الإعاقة التي يعاني منها طفل ولد وعيناه ضامرتان . النوع الثاني : هي الإعاقة المؤقتة التي يمكن علاجها ، مثل الإعاقة التي تسببها المياه البيضاء ، مثل التي يتم علاجها في هذه الأيام بنجاح كبير . • أسباب الإعاقة وأسباب كف البصر كثيرة ، وهي بطبيعة الحال تختلف من قطر لآخر ، حسب حالته الإقتصادية ومستوى الرعاية الصحية وغير ذلك ، وعلى سبيل المثال فإننا نجد أن السبب الأول لكف البصر في أوربا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية هو مرض السكر ، في حين أننا نجد أن السبب الأول في بعض بلاد آسيا هو سوء التغذية ، وفي وسط أفريقيا هو الطفيليات ، وفي مصر هو عتامات القرنية الناتجة عن الرمد الصديدي ... إلخ . ويمكن تبويب أهم أسباب كف البصر على النحو التالي : 1- التشوهات الخلفية . 2- الإصابات والحوادث . 3- عتامات القرنية الناتجة عن الأرماد . 4- عتامات القرنية الناتجة عن سوء التغذية . 5- الطفيليات وأهمها الأنلكوسركا . 6- الماء الأزرق " الجلوكوما " . 7- الماء الأبيض " الكتاركتا " . 8- الإعتلال الشبكي السكري . 9- الأسباب الأخرى . وفي مصر تشكل عتامات القرنية السبب الأول للإعاقـة بنسبة 50% تقريبا ، وتأتي المياه البيضاء في الدرجة الثانية من المسـببات ، حيث تسبب حوالي 25% من الحالات . والسبب الثالث هو مرض المياه الزرقاء " الجلوكوما " ، ثم يلي ذلك الإعتلال الشبكي الناتج عن مرض السكر ، ثم الحوادث والإصابات ... إلخ . " أنظر جول رقم ( 2 ) " ويجب أن نتوقف هنا عند السبب الأول للعمى في مصر ، وهو عتامات القرنية ، وهذه تنتج عن الأرماد هي مشكلة المشاكل في عيون المصريين . هناك عدد من الأرماد الصديدي والحبيبي وهذه الأرماد وخاصة الرمد الصديدي تصيب عيون الأطفال على وجه الخصوص ، وتكمن خطورتها في أن الميكروبات المسببة كثيرا ما تمتد إلى قرنية العين فتسبب القرحة التي قد تزداد عمقا حتى تحدث ثقبا في العين ، وهو أمر جد خطير وكثيرا ما يصيب العينين معا فيؤدي بالبصر . والسبب الثاني لكف البصر : وهو مرض يصيب المسنين عادة وهو المياه البيضاء . حيث تتعتم عدسة العين الداخلية وهو يحدث إعاقة مؤقتة ، حيث يمكن الآن علاج هذا المرض بكفاءة عالية وتأهيل المريض لعمله الأصلي أيا كان نوعه على مجه السرعة . والسبب الثالث للإعاقة : وهو الماء الأزرق ، وهو مرض خطير أيضا ، وقد لقبه بعض الناس بلص النظر ، حيث أن النوع المزن منه يصيب مجال النظر بالإختناق التدريجي عبر الشهور والسنين دون أن يلاحظ المريض إلا عندما يصل المريض إلى درجاته الخطيرة . والماء الأزرق أو " الجلوكوما " عبارة عن ارتفاع في ضغط العين ، يضغط على عصب البصر ، ويسبب ضمور هذا العصب ، وفقد البصر . والبلاد العربية الأخرى تشترك معنا في هذه الأسباب ، ولكن السودان الشقيق يعاني أكثر من ضراوة مرضين آخرين أولهما مرض طفيلي يسببه طفيل الإنكوسركا ، ويسبب ما يسمى بالعمى السوداني هذا علاوة على أمراض سوء التغذية ، وهي تسبب عتامات بالقرنية . الوقاية من أسباب الإعاقة يجدر بالذكر أن معظم أسباب الإعاقة يمكن الوقاية منها ، وهذا يفسر إنخفاض نسبة العمى في البلاد الغنية بالمقارنة بالبلاد الفقيرة . وقد علمنا أن أهم أسباب كف البصر في مصر وأغلب الدول العربية هي عتامات القرنية الناتجة عن الرمد الصديدي ، ذلك فإن الوقاية يجب أن تبدأ بمكافحة الرمد الصديدي والأرماد الأخرى ، وهذا أمر لا يتحقق إلا برفع المستوى الصحي في القرى عن طريق دخول مياه الشرب وتحسين وسائل الصرف والقضاء على الذباب . أما العمى الناتج عن الإصابات ، فيمكن إقـلال حدوثه بالوسائل التي تقلل من حدوث الإصابات نفسها ، مثل إجراءات الأمن الصناعي المختلفة . كما يدخل ضمن مجال الوقاية علاج أمراض سوء التغذية والجفاف عند الأطفال وعلاج الطفيليات في البلاد التي تكثر فيها الإصابة بالأنكوسركا ... إلخ . ويبقى هناك سببان من أسـباب الإعاقة تكمن الوقاية من شرورهما في إكتشاف المرض في طور مبكر ، حيث يكون العلاج سهلا . هذان المرضان هما الماء الأزرق " الجلوكوما المزمنة والإعتلال الشبكي السكري " . ومرض الماء الأزرق المزمن واسع الإنتشار ، وفي مراحله الأولى لا يلاحظ شيئا في نظره ، ويظل كذلك حتى يتقدم المرض ، حيث يكون المريض قد فقد جزءا كبيرا من مجال النظر ، وعند إكتشاف المرض فإن العلاج لا يعيد للمريض ما ضاع منه ، لذلك تكون الوسيلة المثلى لإكتشاف هذا المرض هو الفحص الدوري لكل الناس فوق سن الأربعين ، وذلك بعمل مسـح شامل لسكان الجمهورية كل عامين مثـلا . والرمض الثاني الذي يفيد فيه الإكتشاف المبكر هو الإعتلال الشبكي السكري وهو مرض يصيب الأفراد الذين يعانون من مرض البول السكري المزمن الذي مر عليه أكثر من عشر سنوات . وللأسف فإن المريض لا يلاحظ أي تغير في النظر إلا عندما يتقـدم المرض ، ويصبح العلاج عسيرا ، ويتم إكتشاف المرض بفحص عيون مرضى السكر دوريا كل عام . علاج بعض أسباب الإعاقة رغم أن أغلب أسباب العمى يمكن الوقاية منها ، فهناك أيضا دور الطب العلاجي لكثير من أسباب الإعاقة ، وأهم وسائل الطب العلاجي في هذا المجال نوردها فيما يلي : 1- إنشاء بنوك العيون وتطوير الخدمة : لما كان السبب الأول للعمى في مصر والدول العربية هو تعتم القرنية " 50% من أسباب الإعاقة " كان من أهم وسائل علاج المعوقين هو إجراء عمليات ترقيع القرنية ، وهي جراحة تتم بها إستبدال الجزء المعتم من القرنية بجزء شفاف يؤخذ من شخص متوفي حديثا . ودور بنك العيون هو توفير القرنية المأخوذة من عين شخص متوفي حديثا وتطهيرها والمحافظة على حيويتها لتكون جاهزة للإستخدام في عمليات ترقيع القرنية بواسطة أطباء العيون . وللأسف الشديد لا توجد في مصر أو أي بلد عربي بنوك للعيون على مستوى يتناسب مع حجم مشكلة الإعاقة البصرية التي تعاني منها . ويجرى الآن في كلية طب القاهرة إنشاء بنك العيون تعقد عليه الآمال في سد هذا النقص في مصر وربما منطقة الشرق الأوسط وإنشاء هذا البنك يحتاج إلى المآزرة من كل المعنيين وذلك بتوفير المال اللازم لإدارته وتسهيل التشريعات الخاصة بعمله وإستصدار الفتاوى الدينية الضرورية والقيام بحملات لدعوى الناس إلى التبرع بالعيون بعد وفاتهم ، كما يحدث في معظم بلاد العالم . 2- تيسير علاج المياه البيضاء ، ويكون ذلك بتدعيم الوسائل الجراحية اللازمة لإجراء هذه العمليات ، وأهمها الأدوات الجراحية والدورات التدريبية وتوفير العدسات التعويضية اللازمة للزرع داخل العيون بسعر مناسب . 3- تيسير علاج آثار مرض السكر في العين بتوفير أجهزة أشعة الليزر المستخدمة في العلاج وتدريب الأطباء على إستخدامها وحل مشاكل صيانتها ، إذ أن نسبة الأعطال الناتجة عن سوء الصيانة تصل إلى أكثر من 50% من طاقة هذه الأجهزة على العمل . 4- توفير العقاقير اللازمة لعلاج مرض الجلوكوما المزمنة على مدار السنة والعمل على خفض أسعارها عن طريق الإتفاق مع الشركات المنتجة أو إنتاج هذه الأدوية بمصر بسعر مناسب ، ذلك لأن المريض يستعمل هذه الأدوية طوال حياته ، وقد يتطلف العلاج أكثر من 20 جنيها في الشهر الواحد وهو أمر يصعب على كثير من الناس تحمله . المصدر: دراسة مقدمة من الأستاذ الدكتور / محمد أيوب أستاذ طب وجراجة العين – طب القاهرة ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|