فإن من الأخلاق الكاملة والصفات المميزة الحميدة، الشهامة
والمروءة كتمان السر ونسيانه إن أمكن،
وهذا أمرٌ كان يفتخر به كرام العرب وأعلاهم شأناً ومكانه.

يقول أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز
" الصدور خزائن الأسرار، والشفاه أقفالها،
والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئٍ مفتاح سره.
أعجب كثيراً لخمول هذه الصفة بين الكثير من الناس
في هذه الأيام حتى أنك لا تكاد تجد من تستطيع
أن تكاشفه بما يضغط على صدرك ليخفف
عنك ألمك، ويزيل الهم الجاثم على قلبك.

يقول الفرزدق :

ولا يكتم السر إلا من له شرفٌ **** والسرُّ عند كِرام الناس مكتومُ
الســرُّ عنـدي في بيتٍ له غَلَقٌ **** ضلَّت مفاتحه والبابُ مردومُ

وحقاً ما قال؛ فالأمين على السر من الأشراف الأفاضل،
وهو عملةٌ نادرة وثمينة في هذا الزمان.
قرأت مرة أن السر عن المرأة نوعان؛
نوعٌ تافهٌ لا يستحق أن تحتفظ به،
ونوعٌ آخر مهمٌ جداً بحيث لا تستطيع أن تحتفظ به
إن سرَّك دمك، فلا تجرينَّهُ في غير أوداجك،
فإن كان ولا بد أن تستعين بأحدٍ ليخفف عنك
الحِمل فانظر أين تريق دمك،
ومن تأمنه على رقبتك، ومن يستحق منك هذه الثقة ؟
إن الناس يخالط بعضهم بعضًا ويفضي بعضهم
إلى بعض بما قد يكون سرًا،
وإن من الخيانة أن يُستأمن المرء على سر فيذيعه
وينشره، ولو إلى واحد فقط من الناس،
فعن جابر رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة".
ولنا في خُلُق الصحابة أسوةٌ حسنة،
فالكرام يربون أبناءهم على حفظ الأسرار
وعدم إشاعتها،
فهاهي أم أنس بن مالك رضي الله عنها
يتأخر عليها ولدها أنس فتسأله: "ما حَبَسَك؟
قال بعثني رسول الله لحاجة.قالت ما حاجته؟قال: إنها سر. قالت: لا تحدثنَّ بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا".
وقال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله رضي الله عنهما: "يا بُنيّ إن أمير المؤمنين يدنيك ـ
يعني عمر ـ فاحفظ عني ثلاثاً: لا تفشينّ له سراً، ولا تغتابنّ عنده أحداً، ولا يطلعنّ منك على كذبة".
ويجب أن نعلم أن كتمان السر واجب وإفشاؤه حرام،
ويزداد الأمر حرمة والإفشاء خطورة إذا ترتبت عليه أضرار ونتجت منه أشرار،
سواء كانت على صاحب السر أو غيره، ولهذا يتعين ويتحتم كتم السر وعدم إفشائه.

ثقيــلةٌ هــذه الأســـرار أحمـلها ***** وربمـا تقتلُ الإنســـانُ أســــرارُ
قد افتضحت ولم أُفصح فكيف إذا ***** صبابتي أفصحت وانثال إجهارُ
فلا المشــوقُ لـه أمــرٍ على نظـرٍ ***** ولا تُـخبِّئُ ذُل العيــنِ أنظــــارُ

نصائحٌ لمن أثقلتهم الأسرار ...

• أعط حبك لامرأتك، وأعط سرَّك لأمك.
• اجعل سرَّك لواحد، ومشورتك لألف.
• يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من كتم سرَّه كان الخيار بيده.
• لا تلم غيرك على سرٍّ أفشته نفسك.
• صدر العاقل صندوق سرِّه .
• يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
إذا المــرء أفشــى ســــرَّه بلســــانه ***** ولام عليــه غيــره فهـــو أحمــقُ
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ***** فصدر الذي يُستودعُ السر أضيقُ


ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

طرح رائع
جزاك الله الجنه

بارك الله بك و جزاك خيرا

الله يجزاك كل خير

بارك الله فيكِ ، وجزااااكِ خير الجزاااء
على تنوع موضوعكِ وجمال طرحه //

وقد ذكر الله - سبحانه -
من صفات المؤمنين: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (8)} [المؤمنون]·
وقال - سبحانه -: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا (58)} [الأحزاب]·

- إدخال الحزن والألم على صاحب السر، فربما كان السر فعلا قبيحا أو ذنبا فظيعا،
ولم يطلع عليه أحد إلا أنت، وقد تاب منه هو

وندم عليه، فإذا أفشيته آلمته وأحزنت قلبه·

حقيقه يجب علينا ان استئمننا أحد على سره أن لا نفشيه مهما كانت الأموووور ’
بل ان الاحقية لإفشاء السر صاحب السر نفسه

أما أنت يا من استودعك فلان أو فلانه أن لا تفشي سره لأحد بل تنساه ،
لأن هذا خلق إسلامي يرضي الله جل في علاه ’ثم يقوي المحبة والترابط بين المسلمين

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنه فهو معلم البشريه ،
وكذلك الصحابة ، والتابعين ’ والسلف الصالح ،،

فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة".

وقد جاء في الحديث
الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها) رواه مسلم

قال علي - رضي الله عنه -: (سرك أسيرك، فإن تكلمت به صرت أسيره)·

بارك الله فيك
وجزاك جنات الفردوس
وأثابك على طرحك الأجر العظيم

جزاك الله كل خير

جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك بأذن الله ربي لايحرمنا منك