#1
|
|||||||
|
|||||||
يا وكيلنا لا تحزن
في صباح يوم من الأيام أرسلت عامل المدرسة إلى الوكيل فتحي بأن يأتيني به ، لأناقشه ما استجدَّ من خطط لتطوير المدرسة ، فذهب عامل المدرسة إلى مكتب الوكيل وجاءني ليخبرني بأن الوكيل غير موجود في مكتبه وأن باب مكتبه مقفل ، فأمرته بأن يكرر البحث مرةً أخرى ويوسع دائرة البحث عنه في أرجاء المدرسة ، فكرر عامل المدرسة البحث عنه مرةً أخرى وجاءني بعد انتظار امتد لساعتين بأنه غير موجود ، فاستغربت لهذا الاختفاء الطارئ وأمرت عامل المدرسة بأن يحضر لي معلم وطالب قريبين من قلب الوكيل لمساعدتي في البحث عنه ، وانطلقنا نبحث عنه نسأل عنه ، فدلّنا عليه رجلاً بيته قريبا من المدرسة ، بأنه ذهب إلى المسجد الذي بجوار المدرسة ، ودخلنا المسجد و وجدنا الوكيل في زاوية من زواياه ، وهو يبكي ، فسألته يا فتحي لماذا تبكي؟ فقال: يا مديرنا أنت تعلم بأني أحب التدريس ومع ذلك كلفتني بمهام الوكالة ، ولم أعترض وتوكلت على الله ، وسارعت في تنفيذ الأمر وأمضيت سنينا في خدمة المدرسة ، وأنا وكيلا لها ، وليست هنا المشكلة ولكن يا مديري قلبي لم يطاوعني بأن أترك التدريس ، وانخرط في سلك الوكالة طيلة حياتي فقلت له : يا وكيلي أعلم مدى حبك للتدريس ، ولكن من سيساعدني إن تركتَ الوكالة وأنت أبليت بلاءا حسنا ، و جزآك الله خيرا عما تقوم به اتجاه خدمة المدرسة ، فقال فتحي : هناك من هو أحسن مني من المعلمين خبرةً وأجدرُ بالقيام بمهام الوكالة ، فرد زميلهُ المعلم وهو يقول: أنت دائما فكرك وقلبك معنا ، فلو غاب معلم أو حصل له ظرف طارئ تقوم أنت بتأمين حصته ، وتدخل الفصل حتى لا يحدث أي خلل في اليوم الدراسي ، يا وكيلنا أنت عيننا في المدرسة تبصر ما يقوم به الطلاب من ممارسات وتصرفات خاطئة ، وتعالجها بطرق علمية مواكبة لعصرنا الحديث فقال فتحي : يا زميلي إن ما قلته لن يثنيني قيد أنمله عن ما عزمت عليه فقال الطالب للوكيل: يا مجدا تسامى في عيوننا يا رمزا تناسى كل عيوبنا أنت من جعلت لمن تغني لشام واليمن كأسطورة خلدها الزمن وعبقريا تجاوز المحن ومحترفا لألوان المهن يا وكيلنا يا لسان قولنا ومنارة فكرنا ونور دربنا عد إلينا فلقد لقينا من بعدك المرارة والعذاب عد إلينا فلقد تبخرت أحلامنا وما تبقى لنا إلا السراب عد إلينا فلقد كثر اللوم على مديرنا وتعددت الأسباب فلما سمع الوكيل ما قاله الطالب هدأت نفسه ، وعاد من قراره ورجع معنا والبسمة ترسم جمالها على شفتيه ، وعادت المياه إلى مجاريها . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
11-28-2012, 08:06 PM | #3 |
|
الكاتب الفاضل / حسين راجحي
قصة ممتعة وتلامس شيء من الواقع جميل ان يكون الكاتب لسان مجتمعة وفي نظري ان قصتك ليست عكس الواقع بل هي الواقع ذاته وفعلاً هذا مايحدث سيدي فالكل يلهث خلف الإدارة هروباً من التدريس ومجرد ان يتحقق مرادة تجده يلوّح بالندم ويتمنى العودة الى التدريس مجدداّ ولكن في نظري لكل منهما دور يجب تحقيقة بورك قلمك سيدي |
التعديل الأخير تم بواسطة ظلال ; 11-28-2012 الساعة 08:09 PM
اقتباس |
11-28-2012, 08:11 PM | #4 | |
|
اقتباس:
الكاتبة الرائعة ظلال ياهلا فيكم الله يحييكم بالحب والمودة حنا نحييكم لك أرق تحية و أنداها في عالم الخلود الروحي حضور وارف الظلال ومشرق بالجمال قراءة جميلة وتحليل أروع للقصة فلك كل الشكر ودمت بود |
|
اقتباس |
11-28-2012, 08:24 PM | #6 |
( قلمي مُلْكِي )
|
القدير الراقي / حسين راجحي
قصه قصيره ذات مغزى رائع اجدت حبكها في سلك التعليم كل له دوره وليت من يسعى للوكاله او للعمل الاداري مثل فتحي مانجده الآن تنصل من كافة المسؤوليات غير المحاباه والنفاق الذي نعاني منه ثبتنا الله على مهنتنا وابعد عنا مراتع النفاق سلم نبض قلبك ومداد قلمك لروحك عبير اللوتس ... ... ايمااان حمد |
اقتباس |
11-28-2012, 10:42 PM | #9 |
عضو فخري
|
الكاتب القدير حسين راجحي
لكم مني كل التحية والتقدير على هذه القصة التي اسعدتنا بها حتى ولو كانت خيال فخيالك راقي ويهدف الى رفعة وقدسية المعلم بارك الله فيك |
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
اقتباس |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|