#1
|
||||||||
|
||||||||
بــــر الام
بر الام
بسم الله الرحمن الرحيم للام مكانتها في المجتمع , ولو اردنا التحدث عنها لاعيتنا الكتابة , وما كفانا المداد . والام في لغة العرب هي الوالدة التي ولت , وهي الاصل والعماد . ومكة هي ام القرى لانها مهبط الوحي . فالام هي الوالدة التي تحمل الجنين في بطنها وهنا على وهن , فالبطن له وعاء , والثدي له سقاء , والحجر له حواء , كما جاء في الاثر . ولقد كرم الله نساء النبي صل الله عليه وسلم فأطلق عليهن لقب امهات وليس الوالدات , فقال عز وجل ( والنبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم ) الاحزاب \ 6 وهناك الام غير الوالدة , وهي الام من الرضاع . وحكمها حكم الام من حيث الاحسان اليها . قال الله تعالى ( وامهاتكم التي ارضعنكم ) النساء\ 23 وقال تعالى ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) الاسراء 23 قرن الله تبارك وتعالى الامر بعبادته ببر الوالدين كما قرن في اية اخرى شكرهما بشكره قال تعالى ( ان اشكر لي ولوالديك الي المصير )لقمان \14 وهذا العظيم شأن بر الوالدين , وليس معناه انه بمرتبة الايمان بالله ورسوله , ولا يعنيايضا ان بر الوالدين اعظم من الصلاة ونحوها . قيل : من لم يشكر الوالدين لم يقبل الله شكره , اي ان من تمام شكر الله شكر الوالدين , ومن برهما عدم ايذائهما ولو بكلمة " اف . وفي هذا يروى عن الامام علي كرم الله وجهه : لو كان هناك شيء ادنى من الالف لنهى عنه . فحق الام وهي احد الاوالدين , عظيم عند الله . قال الشافعي رحمه الله : واخضع لامك وارضها ~~ فعقوقها احدى الكبر فهي مسؤلة عن اطفالها , تغرس فيهم الحب الفضيلة وكراهية الرذيلة , واذا كانت النفوس مجبولة على حب الام والاحسان اليها فان غريزة الامومة تربط الام بطفلها ارتباط الاصل بالفرع , ولهذا كانت اهلا للبر والاحسان . فرحم الام يضم جنينها في جسد واحد , فإذا هذا الجنين جزء منها يرتبط معها حتى يوم الفراق عضويا , ويبقى الارتباط العاطفي , فهي التي تحنو وترفق وترحم وتؤثر وتضحي وتعطي وتحب من دون انتظار مقابل , تضحي براحتها ليسعد اولادها . فلنقبل اليد التي عملت بلا كلال ولا ملل , ومسحت الدمع وواست , وسهرت الليالي لدفع غائلة المرض , ولسانها يلهج بالدعاء الى بارئها . وقد اهتم الاسلام بدور المرأة المسلمة , فأوكل لها دورا في تربية الابناء , ووصى بها اولادها , وجعل برها واكرامها من اصول الفضائل والاحسان , وجعل لها حقا اوكد من حق الاب , وذلك لما تتحمله من متاعب ومشقات في الحمل والاولادة والارضاع والتربية . قال تعالى : ( ووصينا الانسان بوالديه احسنا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) الاحقاف \ 15 وقال تبارك وتعالى ( ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولواديك الي المصير ) لقمان \ 14 ويروى ان محمد بن محمد الحنفية رضي الله عنه كان يمشط رأس امه . ويروى ان احد الصالحين نادته امه , فأجابها , فعلا صوته صوتها , فأعتق رقبتين . امام ما تقدم فإننا ننصح كل غافل عن بر الام ان يعود الى رشده فيسارع الى تقويم اعوجاجه واصلاح امره , بالاقبال على امه وطلب رضاها والاحسان اليها بالقول والفعل , وان يتذكر دوما تضحيات امه وما قدمته له من رعاية بدأت حين كان جنينا واستمرت في مراحل حياته كلها ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
|
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|