|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون
تفسير قوله تعالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ
تفسير قوله تعا لى : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) سورة المؤمنون 115-116 آية عظيــمة .. ولكن لا سبيل للمؤمن إلا بالتذكرة ومن التذكرة التدبر في آيات القرآن الكريم ومعرفة تفسير معانيه: قال تعا لى : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) قوله تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا" أي مهملين كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب عليها؛ مثل قوله تعالى: "أيحسب الإنسان أن يترك سدى") سورة القيامة يريد كالبهائم مهملا لغير فائدة. قال الترمذي الحكيم أبو عبدالله محمد بن علي: إن الله تعالى خلق الخلق عبيدا ليعبدوه، فيثيبهم على العبادة ويعاقبهم على تركها. "وأنكم إلينا لا ترجعون" فتجازون بأعمالكم. قرأ حمزة والكسائي "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم من الرجوع. ومما جاء في الآية من تفسير الطبري: قوله: {أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا} يقول تعالى ذكره: أفحسبتم أيها الأشقياء أنا إنما خلقناكم إذ خلقناكم لعبا وباطلا، وأنكم إلى ربكم بعد مماتكم لا تصيرون أحياء فتجزون بما كنتم في الدنيا تعملون؟. وقد اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأه بعض قراء المدينة والبصرة والكوفة: {لا ترجعون} بضم التاء: لا تردون، وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: {أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا} ومما جاء في كتاب تيسرالكريم الرحمان في تفسير كلام المنان( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) سورة المؤمنون 115ــــ 116) موضوع الآية: هذا توبيخ على من أنكر البعث فأنكر تعالى عليهم حسبانهم وظنهم أنهم لم يخلقوا للعبادة وإنما خلقوا للأكل والشرب والنكاح كما هو ظن كل الكافرين وأنهم لا يبعثون ولا يحاسبون ولا يجزون بأعمالهم 0فقوله تعالى : (أفحسبتم) الهمزة للتوبيخ والتقرير والإنكار والحسبان 0 والضمير في الآية عائد على الخلق أي: {أَفَحَسِبْتُمْ أنما خلقناكم عبثاً } أيها الخلق أي أ ظننتم أنا خلقناكم عبثاً لا لحكمة ، والعبث في اللغة هو اللعب يقال عبث يعبث عبثاً فهو عابث أي لاعب والمعنى :أفحسبتم أن خلقناكم للإهمال كما خلقت البهائم لا ثواب ولا عقاب أو لعباً وباطلاً من غير حكمة أي: سدى وباطلا، تأكلون وتشربون وتمرحون، وتتمتعون بلذات الدنيا، ونترككم لا نأمركم ومثلها الآية (أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) قا ل الشافعي رحمه الله تعالى : أي مهملاً لا يؤمر ولا ينهى ومثلها (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار)وقوله (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق) ولا ننهاكم ولا نثيبكم، ولا نعاقبكم؟ إنما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله عزوجل ولهذا قال: )وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ( بالبعث والنشور ولا تعودون في الدار الآخرة أو تجازون على أعمالكم فلا يخطر هذا ببالكم ، ثم نزه سبحانه نفسه فقال :{فَتَعَالَى اللَّهُ} أي: تعاظم وارتفع عن هذا الظن الباطل الذي يرجع إلى القدح في حكمته فباعدها عن هذا الحسبان وأنه يتعالى عنه لحكمته وملكه وإلهيته وأنه تعالى تقدس وتنزه عن الأولاد والشركاء أو عن أن يخلق شيئاً عبثاً فهو(الحق)في جميع أفعاله وأقواله )الْمَلِكُ الْحَقُّ) قال بعضهم : الحق الثابت الذي لا يزول ملكه وملك غيره يزول ( لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) فكونه ملكا للخلق كلهم حقا، في صدقه، ووعده، ووعيده، مألوها معبودا، لما له من الكمال (رَبُّ الْعَرْشِ الكريم) فما دونه من باب أولى، يمنع أن يخلقكم عبثا وذكر العرش لأنه سقف جميع المخلوقات ووصفه بأنه الكريم لعظمته وكبر شأنه وأنه حسن المنظر بهي الشكل كما قال تعالى (وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) وقيل وصف العرش بالكريم لنزول الرحمة والخير منه أو باعتبار من استوى عليه كما يقال بيت كريم : إذا كان ساكنوه كراماً . قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا علي بن محمد الطَّنَافِسيّ، حدثنا إسحاق بن سليمان -شيخ من أهل العراق-أنبأنا شعيب بن صفوان، عن رجل من آل سعيد بن العاص قال: كان آخر خطبة خطب عمر بن عبد العزيز أن حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنكم لم تخلقوا عبثا، ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادا ينـزل الله فيه للحكم بينكم والفصل بينكم، فخاب وخسر مَن خرج من رحمة الله، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألم تعلموا أنه لا يأمن غدا إلا من حذر هذا اليوم وخافه، وباع نافدا بباق، وقليلا بكثير، وخوفا بأمان، ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين، وسيكون من بعدكم الباقين، حتى تردون إلى خير الوارثين؟ ثم إنكم في كل يوم تُشَيّعون غاديا ورائحا إلى الله عز وجل، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، حتى تغيبوه في صَدْع من الأرض، في بطن صدع غير ممهد ولا موسد، قد فارق الأحباب وباشر التراب، وواجه الحساب، مُرْتَهَن بعمله، غني عما ترك، فقير إلى ما قدم. فاتقوا الله عباد الله قبل انقضاء مواثيقه، ونـزول الموت بكم ثم جعل طرف ردائه على وجهه، فبكى وأبكى من حوله. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
|
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|