|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
شذرات من سيرة الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز
شذرات من سيرة الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هو عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي إمام عادل وخليفة باذل حكم فعدل وقدر فما جهل؛ جمع الله له بين العلم والعمل والزهد ، ولد في سنة إحدى وستين وأمه هي ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب . دخل وهو غلام صغير اصطبل أبيه فضربه فرس فشج جبهته! فجعل أبوه يمسح عنه الدم ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذن لسعيد! وقد جاء عن عمر بن الخطاب قوله: إن من ولدي رجلا بوجهه شتر يملأ الأرض عدلا! وقال ابن عمر: ليت شعري من هذا الذي من ولد عمر يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا ؟! كانت أول ولاية لعمر بن عبدالعزيز على دير سمعان من أعمال حلب وعمره وقتئذ عشرون ! ثم ولي إمرة المدينة ثم ضم إليه ولاية الطائف ومكة فاصبح أميرا على الحجاز ففرح الناس بولايته فرحا شديدا وكان له عشرة فقهاء من أهل مشورته ! اقدمه عبدالملك بن مروان عليه في دمشق وزوجه بابنته فاطمة ولي الخلافة بعدسليمان بن عبدالملك بمشورة من رجاء بن حيوة في قصة لولا الإطالة لسقتها ، بدأ أمره بحادثة تدل على زهده فبعد وفاة سليمان وقراءة عهده لعمر بن عبدالعزيز قام فصلى عليه فلما فرغ من دفنه أتي بمراكب الخلافة فقال: دابتي أرفق بي؛ فركب بغلته ثم توجهوا به إلى فسطاط الخلافة فقال: هذا فيه عيال سليمان وفي فسطاطي كفاية! قال الليث: بدأ عمر بن عبدالعزيز بأهل بيته فأخذ ما بأيديهم وسمى أموالهم مظالم! وقد كان الظلم والجور قد ضرب بعطن حتى كان عمر يقول: عبدالملك بالشام والحجاج في العراق ومحمد بن يوسف باليمن وعثمان بن حيان بالحجاز ومرة بن شريك بمصر ملئت الأرض ظلما وجورا! وانظر بعد ذلك ماصنع عمر في سنتين وأشهر لتعلم صدق من أراد الإصلاح ! ولذا قال الذهبي عنه: كان ناطقا بالحق مع قلة المعين عليه وكثرة الأمراء الظلمة الذين كرهوا محاققته وأخذه كثيرا ممافي أيديهم مما أخذوه بغير حق! ومع ذلك نحسبه صدق الله في إصلاحه فعلم الله منه صدق النية فأعانه بعونه وتوفيقه وليست الأفعال كالدعاوى! وقد أثمر هذا العمل بركة وسعة للمسلمين وقد كان الرجل يطوف بزكاته مما فرضه الله عليه في سكك الخلافة مترامية الأطراف من سفوح جيان في اسبانيا غربا إلى كاشغر الصين شرقا ومن سيبيريا من أرض الترك شمالا إلى عدن في اليمن جنوبا فمايجد من يقبل الزكاة منه! فزوج من أراد الزواج ذكرانا وإناثا وفك أسرى المسلمين ووضعت المكوس عن الناس وخفف عن أهل الذمة الجزية بل وسدد دينهم بعد سداد ديون المسلمين وأطلق المساجين من السجون بعد أن ضجت بها جنباتها ظلما وعدوانا وكان رحمه الله لايسجن فوق ثلاث فإما أن يقيم عليه الحكم أو يطلقه! قال عمر بن أسيد: والله ما مات عمر بن عبدالعزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول: أجعلوا هذا حيث ترون، فما يبرح حتى يرجع بماله كله؛ قد أغنى عمر الناس! أرسل له بعض عماله: إن أهل الذمة قد أسرعوا في الإسلام خشية الجزية! فرد عليه: إن الله تعالى بعث محمداً داعيا ولم يبعثه جابيا؛ فإذا وصلك كتابي فأقبل ثم عزله! ومع أنه أغنى الناس إلا أنه عاش كفافا قال لأمراته يوما: أعندك درهم أشتري به عنبا؟ قالت: لا. ثم قالت: أنت أمير المؤمنين ولاتقدر على درهم! قال: هذا أهون من معالجة الأغلال في جهنم، ودخلت عليه زوجته فاطمة يوما وهو في مصلاه يبكي فقالت : يا أمير المؤمنين ألشيء حدث ؟ قال : يافاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود والمظلوم المقهور والغريب المأسور وذي العيال في أقطار الأرض فعلمت أن ربي سيسألني عنهم وأن خصمي دونهم محمد فخشيت ألا تثبت لي حجة عند الخصومة فرحمت نفسي فبكيت! هكذا فلتكن المحاسبة لامن تسيد أمر الأمة فتوسد المال والجاه ونام عن شكاتها . قال الذهبي عنه: كان إماما فقيها مجتهدا عارفا بالسنن حافظا قانتا لله أواها منيبا يعد في حسن السيرة والقيام مع جده لأمه عمر بن الخطاب ! مرت أيامه رحمه الله كطيف الوسنان وغفوة النعسان كأنها لم تكن حيث ناشته يدالغدر كحال العظماء الذين لايقدر عليهم إلا الداني من البشر خسة وضعة حيث سقاه أحد غلمانه سما فلما استقر في أحشائه وعلم به وبمن سقاه دعى الغلام فقال له: ويحك ما حملك على هذا ؟ قال: ألف دينا وأن أعتق ! فقال له عمر: هاتها، فجاء بها، فألقاها عمر في بيت المال وقال للغلام: أذهب حيث لايراك أحد! رحمه الله، رحم حتى قاتله أن يقتل به لأجل العتق . ولما غشيه الموت قال: أجلسوني فأجلسوه فقال: رباه أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ولكن لا إله إلا الله ثم أحد النظر فقال: إني أرى حضرة ماهم بإنس ولاجن فأمر من عنده فانصرفوا فسمع وراء الباب يقرأ "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين" ففاضت روحه الطاهرة إلى رب كريم قد أقام العدل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورفع عنهم الظلم والجور وأقام الحجة على من يلي بعده شأن الخلافة فضلا عما دونها. ورحم الله الإمام الذهبي إذ يقول عن عمر بن عبدالعزيز: وأجد قلبي منشرحا للشهادة لعمر بن عبدالعزيز أنه من أهل الجنة . وأنا أقول بقوله ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
|
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|