|
|
|
رد علي الموضوع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
التحدى القرآني - موضوع موسوعي
لماذا القرآن معجزة , ولماذا لا يأتون بمثله ؟
استدلت الأمم السابقة على صدق الأنبياء بالمعجزات التي أعطاهم إياها الله تعالى, وبإخبارهم عن الغيب مما علمهم الله تعالى، وانتقلت إلينا آثار نبوتهم وشواهدها عبر الروايات المتواترة. والقرآن الكريم معجزة عظيمة تحدى الله بها الأولين والآخرين، ودعاهم للإتيان بمثله حين زعموا أن القرآن من كلامه, فعجز المشركون أن يأتوا بمثله، وتحداهم القرآن أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات من عندِهم, فلما عجزوا عن الإتيان بعشر سور تحداهم القرآن أن يأتوا بسورة واحدة من مثله. وقد بلغ التحدي القرآني غايته حين يخبر القرآن أن عجز المشركين عن محاكاته والإتيان بمثله عجز دائم لا انقطاع له، فيقول: فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ [البقرة:24]. قال القرطبي: قوله: وَلَن تَفْعَلُواْ إثارةٌ لهِمَمِهم، وتحريكٌ لنفوسهم؛ ليكونَ عجزُهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغيوب التي أخبر بها القرآنُ قبل وقوعهًا..( ) وحين أراد مسيلمة معارضة القرآن فضحه الله وأخزاه، فكان قوله محلًا لسخرية العقلاء ، فقد قال: «يا ضِفدع، نُقي كما تنُقين، لا الماء تدركين، ولا الشراب تمنعين». وعندما أراد الأديب ابن المقفع معارضة القرآن عجِز، وقال: أشهد أن هذا لا يُعارَض، وما هو من كلام البشر.ومثله صنع يحيى الغزال بليغُ الأندلس وفصيحُها. وصدق الله العظيم: قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [الإسراء: 88]. لقد اعترف أعداء القرآن بعظمة القرآن، وذلّتْ رقابهم لِما سمعوه من محكم آياته، فها هو الوليدُ بنُ المغيرةِ سيدُ قريش، يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ قوله تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بالْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]. فيقول قولته المشهورة: «والله إنَّ لقولِه الذي يقولُ لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مغدِقٌ أسفلُه، وإنه ليعلو وما يُعلى، وإنه ليَحطِم ما تحته». ولكي يأتي شخص بمثل القرآن عليه أن يحقق الصفات الموجودة في القرآن الكريم وهي كونه : 1- نص أدبي معجز بشهادة كل المنصفين. 2- به تشريعات وأحكام. 3- يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. 4- صادق وخال من الكذب . 5- به إخبار بالغيب , أو بأمور لم تكن حدثت وقت نزوله , أو حدثت في أماكن آخرى وقت نزوله , فكانت إخبار بالغيب بالنسبة للصحابة الذين شهدوا التنزيل. 6- به إعجاز علمي , أي أنه أخبر بأمور علمية لم تكن معروفة وقتها . 7- يؤمن المليارات أنه من عند الله تعالى . لذلك نكرر , عندما يقول شخص ما : سآتي بمثله , يجب أن يحقق الشروط بالأعلى . الأمور الدالة على أن القرآن كلام اللّه: 1- كونه عند العرب في الدرجة العالية من البلاغة التي لم يعهد مثلها وذلك للأسباب الآتية: أ- أنه لا يحوي إلا الصدق ومنزه عن الكذب في جميعه، وكل كاتب أو شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزلت كتابته، ولذلك قيل أعذب الشعر أكذبه. والقرآن جاء فصيحًا مع التنزه عن الكذب. ب - أنه اقتصر على توجيب العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الأخلاق وترك الدنيا واختيار الآخرة، وأمثال هذه الأمور توجب تقليل الفصاحة. ج- القرآن جاء فصيحًا على غاية الفصاحة في كل فن ترغيبًا كان أو ترهيبًا أو وعظًا أو غيرهما. وكمثال جاء في الترغيب قوله: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة: 17], وفي الترهيب قوله: وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ «15» مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ «16» يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم: 17:15], وفي الزجر والتوبيخ قوله: فَكُلًا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت: 40]، وفي الوعظ قوله: أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ , ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:206،207]. د- أن القرآن في أغلب المواضع يأتي بلفظ يسير متضمنًا لمعنى كبير ويكون اللفظ أعذب ما يكون، مثل قوله تعالى: وَلَكُمْ في القِصَاصِ حَيَاةٌ فإن هذا القول لفظه يسير ومعناه كثير. ومع كونه بليغًا مشتملًا على المطابقة بين المعنيين المتقابلين وهما القصاص والحياة. وعلى الغرابة، بجعل القتل الذي هو ضد للحياة ومناقضها؛ ظرفًا لها وسببًا، وهو أولى من جميع الأقوال المشهورة عند العرب في هذا الباب. 2- تكوينه وأسلوبه المخالف لفنون الشعر والنثر, مما جعل الشعراء المشهورين وأشراف العرب مع كمال حذاقتهم في أسرار الكلام وشدة عداوتهم للإسلام؛ لم يجدوا في بلاغة القرآن وحسن نظمه وأسلوبه مجالًا للنقد، بل اعترفوا أنه ليس من جنس خطب الخطباء وشعر الشعراء، ونسبوه تارةً إلى السحر تعجبًا من فصاحته وحسن نظمه، وقالوا تارةً: إنه إفك افتراه وأساطير الأولين، وقالوا تارةً لأصحابهم وأحبابهم: لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ . وهذا أسلوب الضعيف الواهي الحجة. فثبت أن القرآن معجز ببلاغته وفصاحته وحسن نظمه. وكيف يتصور أن يكون الفصحاء والبلغاء من العرب بهذه الكثرة والشهرة بغاية العصبية والحمية الجاهلية، وما عرف عنهم من حب المباراة والتباهي، والدفاع عن الأحساب, فيتركون الأمر الأسهل الذي هو الإتيان بمقدار أقصر سورة، ويختارون الأشد الأصعب مثل بذل المال والأرواح لمحاربة أتباعه. ولو كانوا يظنون أن محمدًا صلى الله عليه وسلم استعان بغيره، لأمكنهم أن يستعينوا بغيرهم، فلماذا لم يفعلوا ذلك وآثروا التسليم بالهزيمة على محاولة المعارضة، والحرب والقتال على محاولة الإتيان بمثله ؟ . 3- إخبار القرآن بحوادث آتية وجدت بعد ذلك على الوجه الذي أخبر بها مثل: أ – قول الله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء الله آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح: 27]. فوقع كما أخبر، ودخل الصحابة المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين غير خائفين. ب - قول الله تعالى: وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور: 55]. فحدث ما وعد اللّه به المؤمنين بأن تسلطوا في جانب الغرب إلى أقصى الأندلس والمغرب، وفي جانب الشرق إلى حد الصين، ففي مدة ثلاثين سنة تسلط أهل الإسلام على هذه الممالك تسلطًا تامًا، وغلب دين اللّه المرضي على سائر الأديان في هذه المماليك فكانوا يعبدون اللّه آمنين غير خائفين. ج - قول الله تعالى: إِذَا جَاء نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجًا [النصر:1- 2]. والمراد بالفتح فتح مكة، فهذه السورة نزلت قبل فتح مكة، فحصل فتح مكة ودخل الناس في الإسلام فوجًا بعد فوج من أهل مكة والطائف وغيرها في حياته 0. هـ - قول الله تعالى: قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ [آل عمران: 12]. وقد وقع كما أخبر فصاروا مغلوبين. و - قول الله تعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْض [الروم: 2] أي أقرب الأرض وَهُم أي الروم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ أي الفرس فِي بِضْعِ سِنِينَ أي ما بين الثلاث والعشر لله الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ وحدث ما أخبر به القرآن الكريم. ز - قول الله تعالى: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [القمر: 45], وحدث كما قال الله تعالى , فتمت هزيمة كفار قريش في غزوة بدر. 4- إخبار القرآن بأحوال القرون السالفة والأمم الهالكة، وقد علم أن الرسول عليه الصلاة والسلام, كان أميًا ما قرأ ولا كتب. 5- ما فيه من كشف أسرار المنافقين حيث كانوا يتواطؤون في السر على أنواع كثيرة من المكر والكيد، وكان الله يُطْلع رسوله على تلك الأحوال حالًا فحالًا، ويخبره عنها على سبيل التفصيل، فما كانوا يجدون في كل ذلك إلا الصدق. 6- جمع القرآن لمعارف وعلوم لم تعهدها العرب مثل علم الشرائع وطرق إقامة الحجة والتنبيه على الدلالات العقلية كمثال قوله تعالى: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ [يس: 81] وكقوله تعالى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس: 79] وكقوله تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [الأنبياء:22]. 7- كون القرآن الكريم بريئًا عن الاختلاف والتفاوت مع أنه كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم، فلو كان ذلك من عند غير الله لوقعت فيه أنواع من الكلمات المتناقضة. 8- كونه معجزة باقية متلوّة في كل مكان مع تكفل الله بحفظه، و أن قارئه لا يسأمه وسامعه لا يمجه، وتيسير حفظه لمتعلمه فتجد من اليسير على طفل في الخامسة حفظ القرآن كاملًا. 9- أسلوب القرآن الكريم يخالف مخالفة تامة أسلوب كلام محمد عليه الصلاة والسلام ، فالقارئ يشعر عند قراءته لأحاديث الرسول أنه أمام شخصية بشرية وذاتية تعتريها الخشية والمهابة والضعف أمام الله تعالى, بخلاف القرآن الكريم الذي يتراءى للقارئ من خلال آياته ذاتية قوية مسيطرة رحيمة عادلة خالقة حكيمة. لو كان القرآن من كلام محمد عليه الصلاة والسلام لكان أسلوبه وأسلوب الأحاديث سواء. ومن المسلم به أن من المتعذر على الشخص الواحد أن يكون له في بيانه أسلوبان يختلف أحدهما عن الآخر اختلافًا جذريًا. 10- لو كان القرآن الكريم من إنتاج عقل بشري، فإنه يتوقع أن يَذْكُرَ فيه شيئًا عن عقلية مؤلفه ومما يتعرض له من مواقف وأزمات, فلا يمكن أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام هو مؤلف القرآن ولا نجد بالقرآن أي شيء عن أم المؤمنين خديجة أو عائشة أو جده أو عمه أو أمه أو بناته أو ابنه إبراهيم الذي توفي وبكى عليه حزنًا قائلًا: «وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون». فالقارئ للقرآن يجد أن هناك انفصالًا كاملًا بين حياة الرسول f الشخصية وبين ما جاء في القرآن الكريم, إلا فيما يتعلق بالجوانب التي نزلت فيها تشريعات للأمة في خطاب موجه للرسول عليه الصلاة والسلام. 11- يحتوي القرآن على كثير من الإشارات العلمية مثل: أ- ضيق الصدر كلما صعدنا لأعلى وذلك لقلة نسبة الأوكسجين, في قول الله تعالى: فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ الله الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 125]. ب- دور الرياح في عملية تكوين السحاب أو نقل حبوب اللقاح, في قول الله تعالى: وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ [الحجر:22]. ج- اختلاف الشمس عن القمر بأن الشمس هي مصدر للضوء, في قول الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس: 5]. د- كروية الأرض , في قول الله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا [النازعات:30]. وقول الله تعالى: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر: 5]. 12- إخبار القرآن الكريم بواقعة نجاة جسد فرعون و وتم اكتشاف نجاة الجسد بعد أكثر من 1300 عام , ومن المعروف أن نشأة الإسلام كانت بعيدة كل البعد عن الثقافة والحضارة الفرعونية التي كانت قد اضمحلت وقت ظهور الإسلام. فقد ذكر الله تعالى عن فرعون موسى بعد أن غرق في البحر فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وعندما تمت دراسة مومياء منفتاح التي يظن أنها لفرعون موسى في فرنسا بواسطة فريق من علماء التشريح توصلوا إلى أن سبب وفاته هو الغرق فعلًا، و نلاحظ أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي ذكر بقاء جثة فرعون محفوظة بعد غرقه فهل كان محمد عليه الصلاة والسلام, على علم ببراعة المصريين في التحنيط , وان الجسد باق وسيتم اكتشافه بعد أكثر من ألف عام من إخباره بذلك .؟ وقد أسلم رئيس الفريق الفرنسي و هو الدكتور (موريس بوكاي) وعكف على دراسة القرآن والإنجيل والتوراة لمدة عشر سنين ثم ألف كتاب ( التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث) الذي أصبح من أكثر الكتب انتشارا وترجم لعدة لغات عالمية. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس: 92]. , وقد صدق الله تعالى ونجي البدن وأصبح آية، فأسلم بعض الناس، ولا يزال الكثير يغمض عينيه عن الحقائق الواضحة. مثال من أصغر سورة في القرآن الكريم , وهي سورة الكوثر : عدد آياتها 3 آيات , بذلك لا يمكن القول أنها شعر , لأنها أصغر من البيتين . وفي كل آية من آياتها , عشرة حروف غير المكرر .!. ومجموع الحروف غير المكررة في الثلاث آيات 10 حروف . والسورة تتحدث عن النحر الذي يأتي في اليوم العاشر من ذي الحجة. ونبأت بالغيب فقالت أن الرسول عليه الصلاة والسلام سيمتد ذكره وأن عدوه سينقطع نسله . بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) حروف الآيات بدون تكرار : الآية الأولى : إ ن ع ط ي ل ك و ث ر . العدد 10 . الثانية : ف ص ل ر ب ك و ا ن ح . العدد 10 . الثالثة : إ ن ش ئ ك هـ و ب ت ر . العدد 10 . الحروف التي لم تكرر في الآيات الثلاث : ع ط ي ث ف ص ح ش ه ت . العدد 10 . فهل هذه مصادفة ؟ , أم على قلوب أقفالها ؟ بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين من قال ان معجزة القرآن في فصاحته وبلاغته فقط؟ يتساءل الشيخ الشعراوى : "من قال إن المعجزة في القرآن في فصاحته وبلاغته فقط؟ فالاعجاز والتحدى لم يقتصر على البيان و الاسلوب والسور والايات والكلمات والحروف , والحلاوة التى تأخذ بالالباب , وتستهوى الافئدة فقط المقصود به العرب لتكون المعجزة من جنس ما برعوا فيه بل انه امتد ليشمل الكثير من الجوانب كالغيبيات والاسرار الكونية . فالغيبيات التي يخبرنا بها، والكونيات التي يحدثنا عنها، والتي لم تكن معلومة لأحد نجدها موافقة تماماً لما جاء به القرآن، وهو منزل على نبي أمي، وفي أمة أمية غير مثقفة، فهذه كلها نواحي إعجاز للعرب ولغيرهم، ومازلنا حتى الآن نقف أمام آيات، وننتظر من العلم أن يكشف لنا عن معناها". ووجود هذا النوع من الاعجاز ينفى القدرة على الاتيان بمثل القرآن ويحسم الامر فى الجدال و المطال فيه , فخرق القرآن لحاجز النفس والزمان والمكان اعجاز لا جدال فيه او مراء . فلا يعلم الغيب الا الله , وهو من المعجزات الاساسية التى ايد الله بها الانبياء والرسل , وهذا الخرق ينفى كون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم ويقرر مصدره الربانى وسوف نتعرض لبعض جوانب هذا الاعجاز من خلال خواطر للشيخ الشعراوى فى كتابة معجزة القرآن وبالنسبة للاعجاز العلمى فانه يحسم الامر من ناحيتين : من ناحية الاعجاز ومن ناحية التطرق للاسرار العلمية والانسانية والعلمية وما يتعلق بها من الفاظ ومعانى واساليب غير مسبوقة بصرف النظر عن الاعجاز ذاته , فمعارض القرآن لن يدور فى خلده الحديث عن مراحل نمو الجنين او كروية الارض او وجود كائنات اخرى لا نعلمها ويمكن ان نتصور لو لم يقل القرآن : "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" فهل كان يمكن لاى انسان ان يأتى ويتكلم عن هذه النقطة او تصل افكارة لهذه الالفاظ او اجتهاده لهذا الاسلوب او خلفيته لهذا العلم , و اذا لم يتكلم القرآن عن المستقبل بصيغة الماضى كما ورد فى العديد من الايات الكريمة كقوله تعالى فى سورة النحل : " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " وقوله تعالى فى سورة ق : " ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد " , اشارة الى نسبية الزمن وعدم جريانه على رب العالمين لترفعه عليه وتنزهه عنه , فهل يمكن ان يأتى انسان ويخوض فى هذه النقطة فالمستقبل بالنسبة لله كالماضي بالنسبة لنا (ولله المثل الأعلى)، فالله تعالى ليس مثلنا ينتظر يوم القيامة، بل كل شىء حدث بالنسبة اليه وانتهى لكونه سبحانه وتعالى، فوق الزمان , فهو يراه ويرى كامل محتواه من احداث وتغيرات فى نفس اللحظة لا فرق عنده بين ماضى او حاضر او مستقبل , لذلك أراد ملك الملوك أن يؤكد هذه الحقيقة فجاء الحديث عن يوم القيامة بصيغة الماضي بأسلوب فريد متفرد يتميز به القرآن وفيه يتفرد، لا يمكن ان يصل اليه تفكير الانسان او الجان قبل نزول القرآن , وهذا اكبر دليل على كون القرآن منزل من عند الله، وليس كلام بشر، لأنه لو كان كلام بشر لكان العرب أول من يستغرب وينفر ويبتعد عن هذا الأسلوب (وبالتالى لن يخطر لهم على بال او تشمله معارضة محتملة باى حال من الاحوال) ، وبالرغم من كونه أسلوب غير مألوف لديهم إلا أنهم استجابوا له وعجزوا عن الإتيان بمثله وهذا من إعجاز القرآن. وبعد نزول آية التحدى كان هناك فضاء ومجال واسع للاتيان بآية (حتى ولو من ناحية مماثلة الالفاظ والاساليب بصرف النظر عن الاعجاز العلمى ذاته) مثل القرآن لو كان الانسان لديه قدرة او خلفية للخوض في مثل هذه الاسرار فان لم يتكلم عن مراحل نمو الجنين او كروية الارض او وجود كائنات اخرى لا نعلمها كالفيروسات والكائنات الدقيقة , فيمكن له ان يتكلم عن حركة الجبال اومواقع النجوم وجريان الشمس ونشوء الكون ونسبية الزمن , حتى ولو كانت هذه الاسرار محاطة بكثير من الاخطاء فيكفى كونها تشتمل على نفس الالفاظ والاساليب ومتماشية مع النسق والنهج الذى من المفروض انهم قد الموا ببعضه من سماعهم للقرآن واصبح لديهم فكره عنه . ولكن ما حدث مع وجود كل هذه الافضية ؟ , حدث ان استمر القرآن فى الاخبار عن الاسرار , آية تتبعها آية , واستمر فى خرق الحواجز والغيبيات وما تخفيه القلوب فى ما وراء الحجب للزمان والمكان والنفس , واستمر على اسلوبه بسلاسة تامة دون ان يشذ او ينحرف او يحيد , وجميع البشر ينظرون ويشهدون على صدق القرآن دون ان يضيف احد منهم اضافة او يمسك عليه خطأ او يكذب له اخبار , مع عدم وجود مانع من ذلك او ذلك او ذلك , فكل الاسباب مواتية ومتاحة كما حدث مع الوليد ابن المغيرة وابو لهب من الاخبار بموتهما على الشرك , وسوف تتضح لنا هذه الجزئية اكثر من كلام الشيخ الشعراوى . يقول الشيخ الشعراوى فى معجزة القرآن : "عندما ياتى الرسول عليه الصلاة والسلام فيقرأ.. ( تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب..سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد).. هذا قرآن..وفي من..في عم الرسول..وفي من..في عدو الاسلام..ألم يكن أبو لهب يستطيع أن يحارب الاسلام بهذه الاية..ألم يكن يستطيع أن يستخدمها كسلاح ضد القرآن..ضد هذا الدين..قالت له الاية يا أبا لهب أنت ستموت كافرا..ستموت مشركا..وستعذب في ا لنار..وكان يكفى أن يذهب أؤ لهب الى أي جماعة من المسلمين..ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله..يقولها نفاقا..يقولها رياءا..يقولها ثم يقف وسط القوم يقوم: أن محمدا قد أنبأكم انني سأموت كافرا..وقال ان هذا كلام مبلغ له من الله..وأنا أعلن اسلامي لاثبت لكم أن محمدا كاذب.. (لو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا..ولكن حتى هذا التفكير لم يجرؤ عقل أبي لهب على الوصول إليه..بل بقى كافرا مشركا..ومات وهو كافر..ولم يكن التنبؤ بأن أبا لهب سيموت كافرا..أمرا ممكنا.. لان كثيرا من المشركين اهتدوا الى الاسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب..وغيرهم..كانوا مشركين وأسلموا فكيف أمكن التنبؤ بأن أبا لهب بالذات لن يسلم ولو نفاقا..وسيموت وهو كافر.. المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سيقع من عدو..وتحداه في أمر اختياري..كان من الممكن أن يقوله ومع ذلك هناك يقين أن ذلك لن يحدث..لماذا..لان الذي قال هذا القرآن..يعلم أنه لن يأتي الى عقل أبي لهب تفكير يكذب به القرآن وايضا كان هناك امام من ائمة الكفر وهو.الوليد بن المغيرة العدو الالد للاسلام..والمشهور بكبربائه ومكابرته وعناده..يأتي القرآن ويقول عن هذا الانسان المكابر العنيد..(سنسمه على الخرطوم)..أي أنه سيقتل بضربة على أنفه..ويحدد موقع الضربة..وبعد ذلك يأتي في بدر..فتراه قد وسم على خرطومه..أي ضرب على أنفه..من الذي يستطيع أن يحدد موقع الضربة ومكانها..من الذي يستطيع أن يجزم..ماذا سيحدث ولو بعد ساعة واحدة. هل هناك اعجاز أكثر من هذا.. " فكل الاسرار والخروقات التى ذكرها القرآن وحواها بين طياته فوق طاقة البشر وبعيدة تماما عن خلفياتهم العلمية والانسانية بل المقصود بها زمن اخر واناس اخرون حتى يتأتى الاعجاز فى ابهى صوره وان شئت فقرأ معى " وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء " فكيف يصلون الى اساليبها او الالفاظ المعبرة عنها وهى تحمل رسالة الى عالم اخر وزمن اخر ومن الغريب ان هذه الاية يستدل بها على الكثير من الاشياء المتعلقة بالقرآن الكريم مثل الحفظ وعدم القدرة على الاتيان او كسر التحدى وايضا اقرار مصدر القرآن الالهى فعندما نظر علماء التفسير لها وجدوا انفسهم امام امرين , حركة للجبال تخبر به الاية الكريمة وعدم حركة يقر بها البصر , اذن هناك تعارض بين الاخبار وبين الرؤية وما ترتب عليها من اقرار ولابد من التوفيق بين الاثنين لذلك فسرو الحركة بانها سوف تكون يوم القيامة بينما حال الجبال يوم القيامة تخبر به آية اخرى وردت فى سورة طه وهى قوله تعالى : (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا)) فاذا كان القرآن غير محفوظ بقدرة الله تعالى لتم تحريف هذه الاية او ازالتها وفى اسرع وقت ممكن فهل هناك دليل ادق واوضح من ذلك على حفظ القرآن بقدرة الله تعالى اذن التفسير كان منفث طبيعى لسلامة القلب وحماية للقرآن من العبث وتوفيق بين البصر والبصيرة هذا من ناحية الحفظ , اما من ناحية التحدى فى القدرة على الاتيان نجد ان الاخبار بشىء مخالف لما تراه العين مستبعد تماما عن تفكير اى انسان بل العكس هو الصحيح ببحث الانسان عن الاشياء التى تقرها كل الحواس وبالتالى لا يمكن ان ياتى انسان ويعارض القرآن من هذه الناحية وبالنسبة للمصدر لا يمكن ان يأتى بشر بشىء لا تقره الحواس لتدعيم موقفه الا اذا كان مؤيد من رب العالمين وان لم يكن ذلك , لكانت هذه الآية من افضل الادوات التى يمكن ان تستخدم للقضاء على الاسلام , فمن السهل على اى انسان ان يكذبها استنادا الى الرؤية البصرية ونتائج الرصد والكل يعلم ما سوف يترتب على هذا التكذيب . يقول الدكتور مصطفى محمود فى كتابه حوار مع صديقى الملحد : "القرآن نزل قبل أكثر من 1400 سنة, ومع هذا فقد تعرض لجميع العلوم ولكن عن طريق اللمحات والإشارات التي تنير العقل, فلو توقف عندها بالشرح لصدم تلك العقول التي عاصرت نزوله ولما أدرك العرب أي شيء منه, كما أنه ليس بكتاب علوم فقط , بل هو كتاب عقيدة وتشريع ومنهج, فهو يظهر من آياته لكل جيل وعصر ما يناسبهم وقد قال الحق سبحانه ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق, أوَلم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ؟ ) 53 فصلت. خذ عندك مثلا ً تكوير الكوكب , أوَلم يقل الله ( يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل ) 5 الزمر . وقال سبحانه ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا ً أو نهارا ً فجعلناها حصيدا ً كأن لم تغن بالأمس ) 24 يونس. وقوله (ليلا ً أو نهارا ً) يعني أنه إن كان ليل في أحد نصفي الكوكب فهو نهار في النصف الآخر. وأيضا ً يقول الحق ( رب المشارق والمغارب ) 40 المعارج . ويقول ( رب المشرقين ورب المغربين ) 17 الرحمن. ولو كانت الأرض مسطحة لكان هناك مشرق واحد ومغرب واحد. وأيضا ً في القرآن يصف الله حديث العبد مع شيطانه يوم القيامة قائلا ً ( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ) 38 الأعراف. وأبعد ما تكون المسافة بالأرض هي بين المشرقين نتيجة لكرويتها. ثم تعال لأحدثك قليلا ً عن الجبال , ألم يقل الحق عنها بالقرآن ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء ) 88 النمل. وهي إشارة صريحة أن الجبال تسبح بالفضاء وبالتالي فالأرض كلها بجبالها تسبح بالفضاء. ولكن لو قلت هذا للبشر قبل 500 سنة لفزعوا منك فما بالك بالبشر قبل 1400 سنة. ماذا عن السماء ؟ ألم يقل الحق عنها ( والسماء ذات الحبك ) 7 الذاريات . فالحبك تعني الطرائق, والآن علماء الفلك يعلمون أن السماء أشبه بطريق سريع والأقمار والكواكب والنجوم والمجرات . والحبك تعني أيضا ً النسيج المحكم, وهذا ما عرفه الإنسان بعد اختراعه للتلسكوبات العملاقة التي تكبر الصور لملايين المرات. وأيضا ً فيما يتعلق بالسماء فقد قال الحق ( والسماء ذات الرجع ) 11 الطارق. أي أنها ترجع كل ما يرتفع إليها, فبخار الماء ترجعه مطرا ً, وترجع الأجسام بالجاذبية الأرضية, وترجع الأمواج اللاسلكية بانعكاسها من طبقة الايونوسفير, كما ترجع الأشعة الحرارية تحت الحمراء إلى الأرض فتدفئها بالليل. وهي كما تعيد ما يرتفع من الأرض لها في أيضا ً ترجع ما يأتي من الإشعاعات من الفضاء الخارجي فلا يدخل الأرض مسببا ً الكوارث فهي تتصرف وكأنها سقف. ألم يقل الحق ( وجعلنا السماء سقفا ً محفوظا ) 32 الأنبياء. وأيضا ً قال سبحانه (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) 47 الذاريات. وهو ما يعرف الآن باسم تمدد الكون المضطرد. ماذا عن الذرة يا صديقي, ألم يكن الاعتقاد البشري بأنها أصغر مثقال, وأنها جوهر الفرد فلا ينقسم ؟ . ولكن بالقرآن قال الحق ( لا يغرب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) 3 سبأ. فمن كان يعلم ذاك الوقت أن الذرة قابلة للكسر والقسمة ؟" ويقول الشيخ الشعراوى : "في الماضي القريب توصل العلم إلى أن الذرة أصغر شيء في الوجود، وقد ذكر القرآن الذرة في مثل قوله: {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره "7" ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره "8"} (سورة الزلزلة) وبتقدم وسائل البحث توصلوا إلى تفتيت الذرة أو شطرها، ووجدنا في الكون ما هو أقل من الذرة، فظن البعض أن هذه لا ذكر لها في القرآن، وظنوا أنهم تصيدوا على القرآن مأخذاً، ولو أمعنوا النظر في كتاب الله لوجدوا لهذا التطور العلمي رصيداً في كتاب الله حيث قال تعالى: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين "61" } (سورة يونس) والقرآن يقول (أصغر) لا صغير، فلو فتتنا أجزاء الذرة لوجدنا لها رصيداً واحتياطاً في كتاب الله، ألا ترى في ذلك إعجازاً؟ فالتحدي أن يأتوا (بمثله) لأنه لا يمكن أن يأتوا به نفسه مرة أخرى؛ لأن الواقع لا يقع مرتين. إذن: المتصور في مجال التحدي أن يأتوا بمثله، فلو قلت: هذا الشيء مثل هذا الشيء، فلاشك أن المشبه به أقوى وأصدق من المشبه، ولا يرتقي المشبه ليكون هو المشبه به بل مثله، فإذا انتفى المثل فقد انتفى الأصل من باب أولى فالحق سبحانه في قوله: {لا يأتون بمثله .. "88"} (سورة الإسراء) لا ينفي عنهم أن يأتوا بقرآن، بل بمثل القرآن، فإذا كانوا لا يأتون بالصورة، فهل يقدرون على الأصل؟! فالمتتبع لهذا الموضوع في القرآن الكريم يجد الحق تبارك وتعالى يتنزل معهم في القدر المطلوب للتحدي، وهذا التنزل يدل على ارتقاء التحدي، فبعد أن تحداهم بأن يأتوا بمثل القرآن، تحداهم بعشر سور، ثم تحداهم بسورة واحدة، وكلما تنزل معهم درجة ارتقى بالتحدي، فلاشك أن تحديهم بسورة واحدة أبلغ من تحديهم بمثل هذا القرآن. وهذا التنزيل الذي يفيد الارتقاء كما نجمع مثلاً بين المتناقضات، فنقول: صعد إلى الهاوية، وانحدر إلى القمة. ومع هذا التنزل لم يستطيعوا الإتيان بمثل آية واحدة من كتاب الله. ويجب أن نلتفت إلى مغزى آخر من وراء هذا التحدي، فليس الهدف منه تعجيز القوم، بل أن نثبت لهم السواسية بين الخلق، فالجميع أمام الإله الواحد سواء، وهذه هي القضية التي تزعجهم وتقض مضاجعهم، والقرآن سيثبت لهم صدق محمد، وسيرفع من مكانته بين القوم . فنكرر قول : إذن: المتصور في مجال التحدي أن يأتوا بمثله، فلو قلت: هذا الشيء مثل هذا الشيء، فلاشك أن المشبه به أقوى وأصدق من المشبه، ولا يرتقي المشبه ليكون هو المشبه به بل مثله، فإذا انتفى المثل فقد انتفى الأصل من باب أولى . ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
|
04-12-2015, 10:00 PM | #2 |
عضو فخري
|
دقة الكلمة في القران دليل على كونه كلام الله .
إن دقة الكلمة في القران لهو دليل كبير على كون هذا الكلام كلام الله فالكلمة في القران جاءت مناسبة جدا للجملة بالإضافة لموافقتها إلى اللغة سواء من ناحية النحو أو الأساليب اللغوية عند العرب وهو ما أذهل صنديد قريش وأهل البلاغة والفصاحة أدله على ما أقول: 1. مناسبة الكلمة للموقف في القران المثال الأول : (القرآن الكريم)(السجدة)( 26)(أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) لاحظ مدى الدقة في اللفظ القران فقد ختمت الايه الأولى بـــ أفلا يسمعونأما ألثانيه فقد ختمت بــــ أفلا يبصرون والسر في ذلك والله اعلم هو أن الايه الأولى تتحدث عن القرون ألسابقه المهلكة من قبل فهو حديث عن التاريخ وأمر التاريخ يلزم استخدام السماع أما الايه ألثانيه تحدثت عن ما يشاهد في الأرض من إنبات الزرع وهو أمر يرى بالعين ويشاهدونه كل وقت وكل حين فستخدم يبصرون . المثال الثانى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ البقرة(172) فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل: 114] السؤال لماذا قال في الايه الأولى (وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) وفى الثانية (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) ؟ الجواب هو أن السياق الذي وردت فيه آية البقرة(وَاشْكُرُواْ لِلّهِ) إنما هو في الكلام على الله عز وجل, أما في سورة النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) كان الكلام مباشرة عن النعم. فقد قال الله في سياق سورة البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة : 165] لاحظ كل الكلام عن الله ذاته فناسب الكلام بشكر الله ذاته . أما آية النحل (وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ) فالكلام فيهاكله عن نعم الله وذكر القرية التي كفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ النحل : 112فناسب الموقف بكلمة (نعمت الله. هذا بالاضافه إلى أن كلمة النعم , وردت في سورة النحل (تسع مرات) أكثر مما وردت في سورة البقرة (ست مرات) فناسب كل تعبير في مكانة . 2. تناسق الآيات بالآيات وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (الزمر : 71) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر : 73] لقد بحث العلماء عن سر وجود حرف (الواو ) في الايه الثانية الخاصة بالجنة , وعدم وجود حرف (الواو) في الايه الأولى الخاصة بالنار فوجدوا شئ غريب جدا ويوضح مدى توافق كلام الله عز وجل وان عدم وجود حرف قد يضيع المعنى ويضيع مراد الله ويوجد تناقض بين الآيات ووجود هذا الأحرف لسبب في إظهار إعجاز كون انه كلام الله. سرّ وجود واو العطف في الآية الثانية وعدم وجودها في الأولى وجدوا أن النار تكون مغلقة الأبواب، وكلما جاء فوج من أهل النار تفتح النار أبوابها ثم تغلقها، وهذا يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، أي كانت مغلقة ثم فتحت , وهذا موافق لقول الله ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [البلد: 20]. أي ذات أبواب مغلقة عليهم. بينما نجد أن الجنة مفتوحة الأبواب دائماً، وهذا يناسبه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، (فالواو )هنا تدلّ على أن الأبواب كانت مفتوحة لهم من قبل أن يدخلوها. يقول تعالى عن أهل الجنة ونعيمهم فيها: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [ص: 50]. فتأمل معي لو أن أحداً أضاف على هذه الآية حرف الواو أو حذفه من تلك الآية، فهل يبقى من هذا الإعجاز شيء؟ ودل ذلك على أنه لا يفتح إلا إذا جاءت؛ كسائر أبواب السجون، فإنها لا تزال مغلقة حتى يأتي أصحاب الجرائم الذين يسجنون فيها فيفتح ثم يغلق عليهم. تفسير البحر المحيط/ أبو حيان (ت 754 هـ) 3. تناسق كلمات القرءان مع جلال وعظمة الله . (القرآن الكريم)(الكهف)( 79)(أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (القرآن الكريم)(الكهف)( 80)(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) (القرآن الكريم)(الكهف)( 82)(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) شاهد جيدا لما حكي عن السفينة قال (فأردت)نسبه لنفسه فقط. ولما حكي عن الغلام قال (فأردنا ) فأسند الإرادة إلى الاثنين الله ثم هو ولما حكي عن الكنز قال عن الجدار (فأراد) أسند الإرادة إلى الله و حده السر في ذلك والله اعلم الاتى : في الأولى لما قال (فأردت أن أعيبها ) نسب إلى نفسه العيب تأدبا مع الله عز وجل وهذا معروف جدا في القرءان مثله : (القرآن الكريم)(الجن)( 10)(وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)فنسب الخير لله وعند الشر تأدبا مع الله جعل الفعل مبنى للمجهول في الثانية قال (فأردنا) جاء بالضمير المشترك وذلك لان الأمر فيه شر في ظاهرة وهو قتل الطفل, وخير وهو إبدالهم خير منه ونسب الإبدال لله لأنه خير محض فقال (فأردنا أن يبدلهما ربهما) ونسب الإبدال وهو الخير إلى الله. وفى الثالثة قال (فأراد) لان بناء الجدار كله خير فنسبه إلى الله وحدة. 4. مناسبة الكلمة للسورة ككل . المثال الأول : قال الله تعالى يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً [مريم : 45] لماذا جاء (بالرحمن) مع أن الأمر فيه عذاب الم يكن من الأفضل يأتي بالجبار أو المنتقم ؟ · لقد قال قبل هذه الايه يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [مريم : 44] فذكر اسم الرحمن فكانت الايه موافقة لما قبلها وحتى لا تتنافر الكلمات . · لقد تكرر اسم الرحمن في هذه السورة (16) مرة وهى أكثر سور القرءان تكرارا في سورة فكان الاسم موافقا له من هذه الجهة أيضا. · إن جو السورة ككل يشيع فيه الرحمة من أولها إلى أخرها فهي تبدأ بالرحمة ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا [مريم : 2 ) . وتتوسط بالرحمة وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً [مريم : 50] , وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً [مريم : 53] , قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً [مريم : 21] . وتختم أيضا بالرحمة إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً [مريم : 96] فكانت كلمة للرحمن انسب من هذه الجهة أيضا . · أخيرا إن إبراهيم قال بعد الايه محل الكلام قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً [مريم : 47] فلا يحسن أن يقول استغفر لك الجبار أو المنتقم فالاستغفار لا تطلب من المنتقم أو الجبار ولكن تطلب من الرحمن فنسب الأمر من هذه الجهة أيضا. خطابه العامة وخطابه الخاصة وهاتان غايتان متباعدتان عند الناس فإن الكاتب إذا أراد مخاطبة العامة لابد أن يخاطبهم على قدر عقولهم ومقتضيات حالهم فيوضح ويبين, ولو خاطب الخاصة بهذا الأسلوب لعٌد كلاما معيبا لان الخاصة تكفيهم الاشاره أو اللمحة وهكذا تجد أن هناك أسلوب للعامة وأسلوب للخاصة ولا يمكن أن تخاطب الاثنين معا في جملة واحده إلا القران فإنك تقرأ الايه وتلقى إلى العالم والجاهل والذكي والغبي كل وفق فهمه وذكائه وهو تصديق لقول الله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) إقناعه العقل وإمتاعه العاطفة معلوم إن في النفس البشرية قوتان قوة العقل وقوة العاطفة أو الوجدان وكل منهما تحتاج إلى ما تحتاج إليه الأخرى فالحكماء والعقلاء لا يخاطبون إلا قوة العقل والفكر والشعراء والأدباء لا يخاطبون إلا الوجدان والعاطفة فغالبا لا تجد فيلسوف يخاطب عاطفتك ولا تجد شاعرا يخاطب عقلا فالحكماء هم الذين يقنعون العقل ويشبعونه والشعراء هم الذين يمتعون العاطفة ولا تجد من يجمع بينهما في وقت وموضع واحد بل وفى أيه واحده إلا القران إلا الله , فعندما تقرأ الايه تجد من يستخرج منها إعجاز لغوى ومنهم من يستخرج إعجاز علمي وأخر إعجاز بلاغي وحتى الجاهل يتأثر عاطفيا بهذه الايه . المثال الأول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة : 178] بدأ الآية باستدراج إلى الطاعة فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ) . ثم رقق العاطفة في قوله (أَخِيهِ ) و (بِالْمَعْرُوفِ ) و (بِإِحْسَانٍ ) . ثم أتى بالامتنان في قولة (تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ) . ثم أتى بالتهديد الوعيد الشديد في قوله (فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ). ثم ركز الله على الترتيب (فَمَنْ) التي تفيد الترتيب مع التعقيب . ثم بعد ذلك اظهر الحكم الشرعي في قوله (فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) لاحظ كل هذه المعاني والمفردات في أيه تتحدث عن حكم القتل وهو الأمر المدهش. البيان والإجمال وهذه من أكثر العجائب في القران ولا نجدها عند الكتٌاب فمن أراد أن يجمل لابد أن يذهب إلى الإبهام والإلباس ومن أراد توضيح فكرته لا يحتاج ذلك لتأويل وهذان الطرفان لا يجتمعان والعجيب أن إذا قرات الايه من القران يخيل إليك انك أحطت بها وبمعانيها ولكن إن رجعت إليها مره أخرى تفأجا انك تستخرج الكثير من المعاني التي غفلت عنها المرة السابقة . مثال على ذلك قول الله عز وجل(القرآن الكريم)(البقرة)( 212)( والله يرزق من يشاء بغير حساب)ومع وضوح الايه إلا أن الفهم حولها يختلف الفهم الأول سبحانه يرزق من يشاء بغير محاسب ولا سائل يسأله (وهو صحيح ) الفهم الثاني يرزق من يشاء من حيث لا ينتظر ولا يحتسب (وهو صحيح ) الفهم الثالث يرزق بغير معاتبة ولا مناقشه له (وهو صحيح ) الفهم الرابع يرزق رزقا كثيرا بدون حصر أو حساب (وهو صحيح ) مع ملاحظة أن كل هذا الفهم لا يوجد تناقض بينه . الالتزام بأسلوب ثابت لا يتغير المثال الأول: عند مخاطبة الله لأهل الكتاب فإنه حين يقول ( أتيناهم الكتاب ) بإسناده إليه مباشرة يكون ذلك في معرض المدح, فإذا أراد ذمهم قال (أوتوا الكتاب) ببناء الفعل للمجهول شاهد عند المدح اسند إليه : (القرآن الكريم)(البقرة)( 121)(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون) القرآن الكريم)(البقرة)( 146)(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) (القرآن الكريم)(الجاثية)( 16)(ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين) (القرآن الكريم)(فاطر)( 32)(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) وعند الذم جعل الفعل مبنى للمجهول : (القرآن الكريم)(الشورى)( 14)( وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب) (القرآن الكريم)(الجمعة)( 5)(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) (القرآن الكريم)(النساء)( 44)(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل) (القرآن الكريم)(النساء)( 51)(ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) تخيل الأمر هلا يمكن أن تكون الدقة المتناهية هذه والأسلوب الثابت الفريد كلام بشر اى بشر يقدر أن يضبط هذا الأمر بهذه الكيفية . قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [العنكبوت : 20] هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [الملك : 15] لماذا قال الله في آية العنكبوت (سِيرُوا), وقال في سورة الملك (فَامْشُوا) وما الفرق بين المشي والسير كان العرب يطلقون السير على السفر والتجارة والضرب في الأرض للعظة والاعتبار وغير ذلك على أن يكون السفر ممتد ولا يستلزم السير بالأقدام. أما المشي فيكون لمسافات قليله ويستلزم الأقدام . والغريب أن القرءان التزم وثبت على هذا الأمر بطريقه غريبة لاحظ معي السير ( مسافات بعيدة, لا يستلزم السير بالأقدام, للتجارة والعظة والضرب في الأرض والسفر ) 1. فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ القصص 29 سير ممتد للعودة في مصر 2. وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ [سبأ: 18] سير ممتد طويل 3. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج: 46] سير للعظة وممتد 4. قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ [آل عمران : 137] سير ممتد وطويل للعظة والعبرة االمشي (مسافات قليلة, يستلزم الأقدام ) 1. إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى [طه : 40] 2. وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً [الفرقان: 7] 3. فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا [القصص: 25] 4. وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان : 19] 5. أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كيدوهن فَلاَ تُنظِرُونِ الأعراف االتنكير والتعريف ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ , مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ [المؤمنون: 41]بتعريف القوم ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ [المؤمنون : 44]تنكير القوم وقد جاء التعريف في ذكر قوم معلومين وهو قوم صالح, وخص وصفهم بالظلم. أما التنكير فجاء بعد قوله جلال وعلا (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ ) ولم يبين من هؤلاء الأقوام فهم غير معروفين لنا فلما أمرنا بالدعاء عليهم وهم مجهولين نكر الكلمة . أ- الإيقاع يتمثل الإيقاع في انسياب الآيات انسيابا متناسقا على نظم اختص به القرءان الكريم فقط . أ- الإيقاع السريع : وهو يقع في القرءان في الأمور المهم من العقيدة الاسلاميه كقول الله( وَٱلطُّورِ ﴿1﴾ وَكِتَـابٍ مَّسْطُورٍ ﴿2﴾ في رَقٍّ مَّنشُورٍ ﴿3﴾ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ ﴿4﴾ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ ﴿5﴾ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ ﴿6﴾ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿7﴾ مَّا لَهُۥ مِن دَافِعٍ﴿8﴾ وكقول الله وَٱلذَّارِيَـاتِ ذَرْوًا ﴿1﴾ فَٱلْحَـامِلَـاتِ وِقْرًا ﴿2﴾ فَٱلْجَـارِيَـاتِ يُسْرًا ﴿3﴾ فَٱلْمُقَسِّمَـاتِ أَمْرًا ﴿4﴾ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿5﴾ وَإِنَّ ٱلدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴿6﴾ الاحظ سرعة الإيقاع بين الايات . ب- الإيقاع الهادئ: وهو لا يقع إلا في آيات الدعاء حيث يلوذ العبد بخالقه كقول الله : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿191﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴿192﴾ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿193﴾ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿194﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ . رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ . رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ . وكقول الله على لسان زكريا (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴿4﴾ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴿5﴾ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَوَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴿6﴾ ) فقد ناسب جو الدعاء حيث تخشع القلوب المؤمنة وتطمئن وتهدأ في حضرة ذكر الله عز وجل , وان في تكرار (ربنا) و (رب) ما يلين القلب . ت- الإيقاع البطئ : وهو يأتي في آيات الأحكام من حلال وحرام ومعاملات وعبادات: كقول الله : يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِفَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُوَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌفَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِإِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿11﴾ الملاحظ هنا في هذا النوع من الآيات الرزانة والتمهل في إيقاع الأسلوب حيث المراد منها تعليم الناس وإفهامهم والتفصيل ولا يكون ذلك إلا بالتمهل فجاء الإيقاع بطئ مناسب لذلك . ث- الإيقاع الشديد: وهو ما جاءت عليه الآيات التي تصف يوم القيامة والأهوال وعذاب القبر ( قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ . ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ . لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ . فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ . فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ . فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ . فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ . نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ . أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ) وتظهر عناصر الشدة في الأمر في قوله (قُلْ) ثم النداء في (أَيُّهَا الضَّالُّونَ) والالتفات من المخاطبة إلى الغيبة ثم الرجوع للمخاطبة مره أخرى في (ثُمَّ إِنَّكُمْ) (هَـذَا نُزُلُهُمْ) و(نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ) والتخويف في (فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ) ثم الاستفهام في أخر الايه (أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ) . أسالك بالله اى بشر يستطيع ضبط هذا الأمر بهذه الطريقة وبهذه الكيفية وعلى مدار نزول القرءان 23 سنه فيا قيوم مالكم كيف تحكمون ؟ إخفاق الإتيان بمثله دليل على كونه كلام الله لو كان القران تأليف النبي صلى الله عليه وسلم محمد فلماذا لم يستطيع العرب الإتيان بمثله وهم أساطين اللغة ومنهم من يجيد القرءاه والكتابة عكس النبي ومعروف أن ألجماعه تبدع وتبتكر أكثر من الفرد فلو اجتمع مائة شاعر لكتابة قصيده ستكون أفضل واقل خطأ من ألقصيده الفردية , وهل كان هناك احرص من على التشكيك في القرءان أكثر منهم ومعادتهم للنبي وحرصهم على قتله ومع كل هذا أخفقوا في أن يأتوا بمثله . القران تحدى العرب بفصاحتهم أن يأتوا بمثله ومثل هذا التحدي لا يمكن أن يصدر من بشر: فلقد تحد القرءان العرب جميعا أولا أن يأتوا بعشر سور مثل القرءان أن كانوا يرونه كلام بشر وليس كلام الله (هود 13)(أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) فلما عجزوا عن هذا الأمر وأقيمت عليهم الحجة خفف الله عليهم التحدي فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثل القرءان وحكم عليهم بعد التحدي مباشرة وقال أنهم سوف يعجزون على ذلك الأمر : قلإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ’ وبالفعل أقيمت عليهم الحجة . فأكمل الله كمال التحدي فقال لهم (الإسراء 88)(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) وكأنه يقولوا لهم أما وانتم قد عجزتم فأتوا بمن استطعتم (انس.جن )ولن تستطيعوا حتى وان كنتم على قلب رجل واحد. |
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
اقتباس |
04-12-2015, 10:02 PM | #3 |
عضو فخري
|
معلومة مهمة:
معلوم يقينا أن العرب لم تحاول أن يفعلوا هذا الأمر فقد كانوا يعلمون عجزهم عنه , فطلبوا إطفاء نور الله عز وجل بغير هذا السبيل فرأوا أن سبيل الحرب والدماء وتقليب العرب على النبي وإتباعه أيسر عليهم من مقابلة هذا التحدي . مع أنهم أرباب ألبلاغه والفصاحة والمفردات وهم من يقيمون المحاكمات للتحديات الأدبية فما الذي صرفهم جميعا عن هذا التحدي لو أنهم يقدرون عليه . يقول الرافعي : (( فمن ثم لم يقم للعرب قائمة بعد أن أعجزهم القرءان من جهة الفصاحة التي هي اكبر أمرهم ومن جهة الكلام الذي هو سيد عملهم ... وحكمة هذا التحدي وذكره في القرءان إنما هي أن يشهد التاريخ في كل عصر بعجز العرب عنه وهم الخطباء اللدٌ والفصحاء اللسنُ ... حتى لا يجئ بعد ذلك فيما يجئ من الزمن مولد أو اعجمى كاذب أو منافق أو ذو غفلة فيزعم أن العرب كانوا قادرين على مثله أو انه غير معجز )) إعجاز القرءان للرافعي صــ218 هناك ملاحظات مهمة حول آيات التحدي ألسابقه تبين الإعجاز أيضا فى التحدي : vشملت آيات التحدي ألخمسه ألسابقه على القران المدني والمكي فالقران تحداهم في كل وقت وكل حين والى ألان قائم التحدي . vكان التحدي في الآيات للكفار لإثبات عجز الكفار عن الإتيان بالمطلوب واثبات العجز ليس هدفا في ذاته ولكن هو وسيله لإثبات أن القران هو كلام الله. vتقرر آيات التحدي عجزهم عن المعارضة وتقر لهم هذه النتيجة قبل البدء في ألمحاوله وهى من باب الحرب ألنفسيه التي تشنها عليهم الآيات ألقرانيه لزعزعة ثقتهم بقدرتهم البيانية وتقرير الهز يمه في هذا التحدي وبعد ذلك إما أن يصدقوا أو أن يحاولوا وسوف يعجزون ( فإن لم تفعلوا . ولن تفعلوا . فاتقوا النار ) . vالتحدِّي معناه الإتيان بآية معجزة يعجز عنها المعارض، لكن من جنس ما نبغ فيه المعارض، فلا يتحدّاهم بشيء لا عِلْم لهم به، ولا خبرة لهم فيه؛ لأنه لا معنى للتحدي في هذه الحالة ولا جدوى منه ’ فالقرءان تحداهم وهم أرباب ألبلاغه والفصاحة والبيان والمفردات ( تحدى من جنس ما نبغوا فيه ) . vتقرر آيات التحدي عجزهم عن المعارضة وتقر لهم هذه النتيجة قبل البدء في ألمحاوله وهى من باب الحرب ألنفسيه التي تشنها عليهم الآيات ألقرانيه لزعزعة ثقتهم بقدرتهم البيانية وتقرير الهز يمه في هذا التحدي وبعد ذلك إما أن يصدقوا أو أن يحاولوا وسوف يعجزون ( فإن لم تفعلوا . ولن تفعلوا . فاتقوا النار ) . vالتحدِّي معناه الإتيان بآية معجزة يعجز عنها المعارض، لكن من جنس ما نبغ فيه المعارض، فلا يتحدّاهم بشيء لا عِلْم لهم به، ولا خبرة لهم فيه؛ لأنه لا معنى للتحدي في هذه الحالة ولا جدوى منه ’ فالقرءان تحداهم وهم أرباب ألبلاغه والفصاحة والبيان والمفردات ( تحدى من جنس ما نبغوا فيه ) . vالتحدِّي أنْ يأتوا (بمثله) لأنه لا يمكن أنْ يأتوا به نفسه؛ لأنه نزل من عند الله وانتهى الأمر، فمستحيل أنْ يأتُوا به نفسه مرة أخرى؛ لأنْ الواقع لا يقع مرتين فالله لا ينفي عنهم أن يأتُوا بقرآن، بل بمثل القرآن، فإذا كانوا لا يأتون بالصورة، فهل يقدرون على الأصل؟! vتحدى الله عز وجل أرباب الفصاحة والبيان وظل النبي بينهم فتره زمنيه كبيره 23 سنه ومع طول المدة وبقاء التحدي عجزوا عن الإتيان بمثله . أخيرا : إن التحدي قد من عصروا النبي فإن كان أساطين ورجال الأمس من العرب من أهل اللغة العربية أعجزهم فيستلزم أن يعجز أهل العصر الحديث عن إثبات كونه ليس من عند الله أو حتى استخراج خطأ لغوى فيه. معجزة القرآن وكيف تختلف 1- نلاحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين .. معجزات الرسل خرقت النواميس (القوانين).. وتحدت أثبتت أن الذي جاءت على يده رسولا صادقا من الله ، ولكنَّ معجزة النبي صلى الله عليه وسلم عقلية باقية خالدة .. يستطيع كل واحد أن يقول : محمد رسول الله … وهذه معجزته وهى القرآن.. 2- شئ آخر .. إذا نظرنا إلي المعجزات السابقة .. وجدنا هذه المعجزات فعلاً من أفعال الله .. وفعل الله من الممكن أن ينتهي بعد أن يفعله الله ؛ البحر انشق لموسى عليه السلام ثم عاد إلى طبيعته .. النار لم تحرق إبراهيم ولكنها عادت إلي خاصيتها بعد ذلك .. ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله .. وهى كلامه .. والصفة باقية ببقاء الموصوف.. |
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
اقتباس |
04-12-2015, 10:04 PM | #4 |
عضو فخري
|
اختلاف معجزة القرآن عن معجزات الرسل :
3- ويلاحظ أيضاً في معجزة القرآن .. أنها اختلفت عن معجزات الرسل اختلافاً آخر .. كل رسول كانت له معجزة .. وله كتاب منهج .. معجزة موسى العصا .. ومنهجه التوراة .. ومعجزة عيسى الطب .. ومنهجه الإنجيل .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزته هي عين منهجه .. ليظل المنهج محروساً بالمعجزة .. وتظل المعجزة في المنهج .. ومن هنا فقد كانت الكتب السابقة للقرآن داخلة في نطاق التكليف .. بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى .. كان يُكلف عباده بالمحافظة على الكتاب .. أما القرآن .. فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه : الحجر 9 قال الله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ اأولاً : لأن القرآن معجزة .. وكونه معجزة لابد أن يبقى بهذا النص وإلا ضاع الإعجاز .. ثانياً : لأن الله اختبر عباده في الحفاظ على الكتب السابقة .. فنسوا حظا مما ذكروا به .. والذين لم ينسوه كتموا بعضه .. والذين لم يكتموه يلوون ألسنتهم به ويحرِّفونه عن موضعه . وهكذا نرى أنَّه كان هناك أكثر من نوع : المسخ والنسيان والتحريف { المسخ هو تغيير الشيء إلي ما هو أقبح } .. ثم جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا إنها من عند الله ليشتروا بها ثمنا قليلاً. قال تعالى قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ… [المائدة13] التطبيق والحفظ ومن هنا فإن الله سبحانه وتعالى قرر أن يحافظ على القرآن .. ولو أخذنا خطين . ، خط تطبيق القرآن والعمل بتعاليمه .. وخط المحافظة على القرآن .. نرى أن خط تطبيق القرآن كلما مر الزمن ضعف .. وخط المحافظة على القرآن كلما مر الزمن ازداد .. لو كنا نطبق المنهج تطبيقاً سليماً لكان هذا أمر طبيعياً .. ولكن غفلتنا عن تعاليم القرآن كسلوك في الحياة لا تتمشى مع ازدياد الحفاظ على القرآن .. نجد القرآن في كل مكان .. في كل منزل ومكتب وسيارة .. حتى غير المسلم يحافظ علي القرآن ويحمله .. فنجد شخصاً ألمانياً مثلاً يفكر في أن يكتب القرآن في صفحة واحدة .. بشكل جميل .. فلماذا يفعل ذلك بالقرآن .. قبل أن يفعله مع الكتب السماوية الأخرى ..؟ وما الذي يجعل دولة كاليابان وإيطاليا تتفننان في طباعة المصحف بشكل جميل أنيق ؟! .. إن ذلك يحدث لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يدلل لنا على أنه يحفظ القرآن .. وكلما ابتعدنا عن المنهج .. ازددنا في حفظ القرآن والعناية به .. ليدلل على أن الذي يحفظه هو الله .. وليس القائمون على المنهج. معجزة القرآن للعالم كله والكفار يناقضون أنفسهمٍ القرآن يتحدى العرب فإذاً حددنا هذه العناصر الثلاثة التي تمتاز بها معجزة القرآن { القرآن معجزة عقلية ، وهو كلام الله صفته باقية ببقائه ، ومعجزة القرآن هي نفس المنهج ليظل المنهج محروساً بالمعجزة وتظل المعجزة في المنهج } .. ننتقل بعد ذلك إلي نقطة أخرى .. القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته … جاء من جنس ما نبغ فيه العرب .. القوم الذين نزل فيهم .. قوم محمد صلى الله عليه وسلم ، عُرفوا بالبلاغة والفصاحة وحسن الأداء وجمال المنطق ، وسلاسة التعبير … فيتحداهم القرآن في هذا .. ( كيف فرق رسولنا الكريم بين آلم (و) ألم .. إذن هناك علم أعلى ) فلما سمعوه انبهروا .. ولكن العناد أوقفهم … قالوا ساحر … والرد هنا بسيط جداً .. هل يملك المسحور اختياراً مع الساحر ؟ (لا) .. فإذا كان محمد ساحراً .. فقد سحر الناس .. فلماذا لم يسحركم أنتم حتى تتبعوه ؟ .. إنما المسحور لا يخضع للساحر بإرادته .. ولا يأتي ليقول له سأصدق هذا السحر وأكذب بهذا السحر .. إنما المسحور مسلوب الإرادة أمام الساحر … فكونكم تقولوا إنه ساحر وأنتم لا تؤمنوا به دليل على أنكم كاذبون … وتارة أخرى يقولوا مسحور … فهل يمكن أن يكون المسحور ساحرا أو أن يكون الساحر مسحورا ؟!!!! ثم قالوا : شاعر .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يقل الشعر في حياته .. وأنتم تعرفون ذلك .. فلماذا فجأة تتهمونه بالشعر ثم قالوا : مجنون … هل المجنون يكون على خـُلق ؟ إنك لا تعرف إذا كان المجنون سيشتمك .. أو يقذفك بحجر لا تعرف ماذا سيفعل معك في الدقيقة التالية ، فهل المجنون يكون على خـُلق عظيم كالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ الذي يعرفون خلقه جيداً .. والذي كانوا يلقبونه قبل الإسلام بالصادق الأمين ويستأمنونه على ودائعهم حتى بعد أن بعثه الله عز وجل برسالة الإسلام الذي حدث أنهم انبهروا .. ذُهلوا .. هم ملوك البلاغة والفصاحة وأساطينها (أربابها العالمون بها والنابغون فيها ) .. فجاءهم كلام أعجزهم .. وجدوا أنفسهم عاجزين .. فتخبطوا .. قالوا ( ساحر .. مسحور .. شاعر .. مجنون ) ، قالوا أشياء لا تخضع لأي منطق .. لأنهم في قوة المفاجأة فقدوا الحًجَّة والمنطق .. فمن جمال لغة القرآن قال فيه ألد أعدائه – الوليد بن المغيرة – عندما أرد هو ونفر من قريش أن يطيحوا بالرسول بأن يقولوا أنه مجنون أو شاعر: ((والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغذق، وإنه ليعلوا وما يعلى عليه)). ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل اتهم أعداء الدين الى يومنا هذا أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – بهتانا – بأنه افترى القرآن ، ولكنهم تغاضوا عن تحدي القرآن لهم بمنتهى البساطة . فأنتم أيها المضللون والمشككون إذا كنتم أهل فصاحة وبلاغة بما توصلتم إليه بالعلم القديم والحديث ، وأنتم تمتلكون جنس ونوع نبوغ ما جاء به القرآن ، وما دمتم قد قلتم : إنَّ محمداً قد افترى القرآن ، وإنَّ آيات القرآن ليست من عند الله ، فلقد تحداكم القرآن بأن تفتروا مثله ؟ وطالما توصلتم بعلمكم بأن القرآن أفتراه سيدنا محمد فإذن الأمر سهل بالنسبة لكم ، فلماذا لا تأتون بمثل القرآن ولو بعشر سور منه ؟ فمن المعروف أن محمداً منذ صغره لم يكن له شعر ولا نثر ولا خطابة ولا علاقة له بعلوم الرياضة ، ولم يزاول الشعر والخطابة ، ولم يشترك في مسابقات البلاغة والشعر ، وغير معروف عنه إنه عالم رياضيات أو فلك أو طب أو هندسة أو خبير في علم البحار والأرض والكواكب ، وأنتم الآن توصلتم بالعلم الحديث للصعود الى القمر والمريخ وبحثتم في باطن الأرض واستخرجتم المعادن منها ، وتوصلتم بالعلم الى أستنساخ البشر والحيوان ، وأنتجتم أدق الحاسبات الآلية … ألم يكن لديكم بعد كل هذا التطور العلمي أن تأتوا بمثل هذا القرآن ، فأين أنتم ؟ قال تعالى قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وتحداكم ولو بعشر سورة مفتراه كما زعمتم ، أين أنتم ؟ قال تعالى أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين تحداكم بحديث مثله ، أين أنتم ؟ قال تعالى فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ فما دام لديكم القدرة لأثبات أنه افتراه إذن لديكم القدرة بأن تفتروا مثله . إذن فقد سهل عليكم القرآن ليكون التحدي على قدر عقولكم وعلمكم القديم والحديث ، فتحداكم القرآن بسورة واحدة … فأين أنتم ؟ قال تعالى وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين فإن لم تفتروا مثله كما زعمتم على القرآن ، فالقرآن ليس افتراء فهل ثبت بعد ذلك التحدي من القرآن لهؤلاء المضللين أنهم قبلوا التحدي ؟ لا … فشلوا وهربوا منكسين رؤوسهم … لأنهم لم يستطيعوا بأن يأتوا بآية واحدة مثل آيات القرآن في البيان الآسر وقوة الفصاحة وأسرار المعاني ؟ وأنظروا على قدرة التحدي … كتاب يحتوي على كلمات وحروف ، فكلماته تتحدى كل كائن خلقه الله ما بين السماوات والأرض ، فمن يحاول أن يتحداه يجده هو المتحدي… بل وقوة التحدي تتمثل في الآتي : أولاً : أن يأتوا بمثل هذا القرآن ……. فشلوا ثانياً : أن يأتوا بعشر صور ……. فشلوا ثالثاً : أن يأتوا بسورة ……. فشلوا رابعاً: أن يأتوا بحديث مثله …فشلوا أنظروا : كلمات تحتوي على حروف تتحدى كل العلوم الحديثة .. ألا يكفي هذا للخضوع والإمان بالله عز وجل ، ألا يكفي هذا للصلاة والعبادة في أوقاتها حمداً وشكراً لعظمة هذا الدين ، ألا يكفي هذا لكي نشكر الله عز وجل على نعمة الإسلام . اللهم صل وسلم وبارك عليك يا رسول الله أنظروا قمة التحدى … حروف تتحدى الدنيا كلها بمن عليها لن يقف التحدي عند هذا الحد : فقال لمن يحاول أن يتحدى القرآن : فليدعوا مجمعاً من البـُلغَاء ، نعم : هاتوا كل شركائكم وكل نبغائكم من دون الله تعالى إن كنتم صادقين .. بل زاد التحدي الى أن يأتوا بعالم الجن أجمع … وإن لم تفعلوا … فتحداهم القرآن بأن يجتمع أهل الجن والإنس معاً …. وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا… إذن قال الله تعالى له : قال تعالى فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلكَافِرِين لماذا ؟ .. لأنه الحقُّ من الله جل وعلا …بشهادة الخصوم … ومادام فوق كل ذي علم عليم ، وما دام القرآن قد جاء من عند الله سبحانه وتعالى ، فلا علم لبشر أو أي مخلوق أخر يمكن أن يأتي بمثل هذا القرآن . والتحدي قائم إلى يوم الدين فأعلم أيها القارئ أن القرآن إنَّما نزل من عند الله الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد وأعلم يا من تحاول أن تتحدى القرآن … ها هو القرآن يتحداك قبل أن تتحداه أنت ، إن قبلت التحدي أثبت صدق كلامك .. فلديك أربع تحديات من القرآن .. أختار المناسب لقدراتك وأستعن بمن أردت وبعد ذلك أفعل ما شئت .. وإن فشلت فأتقي الله وآمن به … فأسلم تسلم … لا معنى ذلك أن تسلم من محاربتك أو قتلك .. لا فهذا مفهوم خطأ .. لأنك لو اسلمت فستسلم لله ، وإن وأشركت وبقيت على شركك فإنك لن تسلم من غضب الله وعذابه … فالمعنى من كلمة ( أسلم تسلم ) الغرض منها النصيحة قال تعالى الحِجْر نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ – وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العَذَابُ الأَلِيمُ القرآن يتحدى العالم حينما جاء القرآن تحدى في أشياء كثيرة .. أولها أنه مزق حواجز الغيب .. مزق حواجز الزمان والمكان .. كيف ذلك ؟ إن حواجز الغيب ثلاثة : 1) حاجز المكان : أي أن أشياء تحدث في نفس اللحظة .. ولكن لا أعرف عنها شيء .. لأنها تحدث في مكان آخر . 2) حاجز الزمن الماضي : وهو شيء حجبه عني زمن مضى .. فأنا لم أشهده . 3) حاجز المستقبل : وهو ما سيحدث غداً لأن حاجز الزمن المستقبل قد حـُجب عني فلم أشهده فإذا قرأنا القرآن وجدنا أنه مزق حاجز الزمن الماضي .. فيخبرنا بما حدث للأمم السابقة .. ويروي لنا قصص الرسل السابقين .. ويحكي لنا أشياء لم يكن أحد يعرفها … وكل هذا يأتي على لسان مَنْ ؟ .. أنه على لسان النبي الأمي .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم… لا يقرأ ولا يكتب ، يحكي إذن أسرار الماضي ، ويتحدى الذين يكذبون .. لقد مزق الله .. سبحانه وتعالى .. له حجاب وحاجز الزمن الماضي .. ويكفي أن نقرأ في القرآن … {{{ وما كنت ، وما كنت ، وما كنت }}} لنعرف كم أخبر الله .. سبحانه وتعالى .. رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأنباء من غيب الماضي .. سنتناول بعضاً منها : 1) يقول الحق سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين آلِ عِمْرَان آية رقم : 44 قرآن كريم قال الله تعالى {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أي أنك لم تكن هناك يامحمد في بيت المقدس عندما اقترع كهان بيت المقدس أيهم يكفل ويرعى الطفلة المباركة مريم ابنة عمران ، وكان والدها إمامهم وصاحب قربانهم وكلهم يتمنى كفالتها ورعايتها ، وكان نبي الله زكريا عليه السلام حاضرا معهم ، وزوجته خالة تلك المولودة التي نذرتها أمها وهي في بطنها أن تكون خالصة لخدمة بيت المقدس ، ولما أقترعوا على من يكون كفيلها ومربيها كانت القرعة من نصيب نبي الله زكريا عليه السلام ، ولكن الله هو الذي أخبرك ومزق لك حجاب الزمن الماضي . 2) يقول الله سبحانه وتعالى … في سورة يوسف يُوسُف آية رقم : 102 قرآن كريم قال الله تعالى {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} أي : وما كنت حاضرا يا محمد عندما حقد إخوة يوسف عليه وألقوه في الجب ، ثم كذبوا على أبيهم حينما رجعوا عشاءا فادعوا أنَّ الذئب قد أكله ، وأكدوا ادعاءهم بتلويث قميصه بدم كذب قدموه لأبيهم ، ولكن الله سبحانه وتعالى أنجاه من مكرهم ورفعه فوقهم ، حيث جعله على خزائن الأرض ، ولما أصابهم القحط جاءوا يطلبون منه المدد والعون ، وهم لا يعرفونه ، فما كنت تعرف ذلك ولكن الذي أخبرك بذلك هو الله سبحانه وتعالى ، في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . 3) ونأتي إلى سورة القصص لتحكي لنا الآيات جانباً من اختراق القرآن الكريم لحجاب الزمن الماضي فيما حدث لنبي الله موسى عليه السلام سورة القَصَص قال تعالى {وَمَا كُنْتَ بجَانِبِ الغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوْسَى الأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ، وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ العُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ، وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} وهكذا نرى أن القرآن مزق حجاب الزمن الماضي في أكثر من مناسبة ليخبر محمداً { بالأخبار الصحيحة عمن سبقوه من الرسل } لقد ضربنا نماذج لما جاء في القرآن الكريم من أخبار الأمم السابقة والرسل السابقين ، ومن أراد الاستزادة فليفتح كتاب الله ليتزود بما أخبر به عن : خلق سماوات وأرض وبحار وأنهار وجبال وشمسي وقمر ونجوم وحيوانات وطيور … الخ . ويقرأ فيه قصة خلق آدم عليه السلام أبو البشرية وأول إنسان خلقه الله وقصة أبنيه قابيل *****ل وقصص الأنبياء من بعد آدم وحتى محمد صلى الله عليه وسلم ولم يكتف القرآن بذكر الرسل السابقين بل وصحح ما حُرِّف من الكتب السماوية التي أنزلها الله وحرَّفها الرهبان والأحبار. قال الله تعالى الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيّ َالَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ [الأعراف157] قال الله تعالى وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ [الصف 6] بل إن الإعجاز هنا جاء في تصحيح ما حدث من تحريف الكتب السماوية التى سبقت القرآن .. ولكن محمد صلى الله عليه وسلم يتحدى بالقرآن أحبار اليهود ورهبان النصارى .. ويقول لهم هذا من عند الله .. في التوراة أو الإنجيل … وهذا حرفتموه في التوراة والإنجيل .. ولم يكونوا يستطيعون أن يواجهوا هذا التحدي أو يردوا عليه .. ذلك أن التحدي للقرآن في تمزيق حجاب الزمن الماضي .. وصل إلى أدق أسرار الرسالات السماوية الماضية فصححها لهم … وبين ما حرفوه منها وما أخفوه … وتحداهم أن يكذبوا ما جاء في القرآن فلم يستطيعوا … ومن ذلك قول الله تعالى بسورة مريم آية 34 قال تعالى ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ثم جاء الأمر الثاني .. فمزق الله حجاب المكان لمحمد صلى الله عليه وسلم ثم جاء الأمر الثاني .. فمزق الله حجاب المكان لمحمد صلى الله عليه وسلم .. وجاء في أمر من أدق الأمور وهو حديث النفس وهنا وقبل البدأ .. أحب أن نضع في أذهاننا جيداً أن القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته .. وأنه يبقى بلا تعديل ولا تغيير ولا يجرؤ أحد على أن يمسه أو يحرفه ، ومن هنا فإن هذا الكلام حجة على محمد صلى الله عليه وسلم مأخوذة عليه .. فإذا أخبر القرآن بشيء ,, واتضح أنه غير صحيح .. كان ذلك هدماً للدين كله .. يأتي القرآن متحدثاً عن المنافقين في سورة المجادلة آية 8 قال تعالى وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُُ ما معنى هذا الكلام؟ معناه إمعان التحدي .. فالقرآن هنا لا يقول لهم لقد هتكت حاجز الماضي .. وأخبرتكم بأنباء الأولين .. ولا يقول لهم سأهتك حاجز الماضي وأخبركم بما يدور في بقعة قريبة لا ترونها بل يقول : سأهتك حاجز النفس .. وأخبركم بما في أنفسكم .. بما في داخل صدوركم .. بل بما تهمس به سفاهكم .. وقال في كلام متعبد بتلاوته لن يتغير ولا يتبدل .. قال : المجادلة آية 8 المجَادَلَة آية رقم : قال تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَونَ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ المَصِيرُ وقد نزلت الآية في فريقين من اليهود الفريق الأول : كانوا كلما مر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، تهامسوا وتناجوا ليغيظوا الرسول والمسلمين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن ذلك فيعودون إلى ما نهوا عنه ، وهو التهامس والنجوى بالإثم والعدوان ومعصية الرسول . الفريق الثاني : كانوا إذا مروا بالرسول قالوا : السام عليكم بدلاً من السلام عليكم ، ينطقونها بسرعة حتى لا يفهمها السامعون ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفهم ما يقولون فبين لأصحابه مكرهم ، وعلمهم أن يردوا عليهم ما قالوا ، فيقولون لهم : وعليكم قال : ما يدور في أنفس غير المؤمنين .. فهل هناك أكثر من هذا تحدياً .. لحجاب المكان .. إنه تحد فوق قدرة كل الاختراعات البشرية التي وصل إليها العلم الآن لاختراق حجب المكان بل إن التحدي ظهر فيما يحرص غير المؤمنين على إخفائه … فالإنسان حين يحرص على إخفاء شيء .. ويكون غير مؤمن يأتي إليك فيحلف لك بأن هذا صحيح وهو غير صحيح في نفسه فقط .. ولكن حرصه في أن يخفيه على الناس يجعله يؤكد أنه صحيح بالحلف . ويأتي الله سبحانه وتعالى فيجعل القرآن يمزق نفوس هؤلاء الناس .. ويُظهر ما فيها إمعاناً في التحدي … ويقول الله سبحانه وتعال التَّوْبَة آية رقم 42: قال تعالى لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ويقول الله سبحانه وتعالى التَّوْبَة آية رقم : 96 قال تعالى يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ويقول الله سبحانه وتعالى المجَادَلَة آية رقم : 14 قال تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُمْ مِّنْكُم وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ثلاث آيات نزلت في منافقي المدينة الذين كانوا يظهرون الإيمان ويخفون في صدورهم الكفر والحقد على الإسلام والمسلمين . الآية الأولى : كشفت عما سيقوله المنافقون للرسول والمسلمين عند رجوعهم إلى المدينة من غزوة تبوك بعد أن تخلفوا عنها ، وسوف يحلفون لهم معتذرين ، حتى لا يؤنبهم على تخاذلهم وتخلفهم . والآيتان الثانية والثالثة : تكشفان أن هؤلاء المنافقين يوالون المسلمين في الظاهر ، ويوالون الكفار في الباطن ، ويحلفون لكل فريق أنهم معهم ، والحقيقة أنهم ليسوا مع الكفار ولا مع المسلمين إنما هم منافقون إذن فالقرآن هنا جاء لأناس غير مؤمنين .. وهتك حاجز النفس بالنسبة لهم فأخرج ما في صدورهم وعراهم أمام الناس جميعاً … وفضح كذبهم .. ونشر على الدنيا كلها ما في صدورهم من كذب ورياء ونفاق .. أي أنه أهانهم أمام المجتمع كله .. ولو كان هذا غير صحيح لقال هؤلاء القوم إننا لم نكذب .. إننا صادقون .. والكلام الذي يدعيه محمد بأنه يأتي من عند الله كلام غير صحيح … ولكن هؤلاء بُهتوا من أن القرآن مزق حجاب نفوسهم فلم يستطيعوا رداً … وبُهتوا لأن الله أخرج ما في صدورهم .. وعراهم أمام الناس جميعاً فهل نريد إعجازاً أكثر من ذلك ؟ ثم بعد ذلك مزق القرآن حجاب المستقبل حجاب المستقبل كان لا بد أن يكون الحديث عن المستقبل على عدة مراحل .. المرحلة المعاصرة .. لكي يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون أنه الحق مرحلة المستقبل البعيد .. لكي يعرف كل عصر من العصور التي ستأتي بعد نزول القرآن أن هذا هو كتاب الله الحق .. ومن هنا كان التحدي .. بالنسبة للمعاصرين عن أحداث قريبة .. وبالنسبة للعالم عن حقائق الكون كله .. وهنا أحب أن أنبه إلى شيء هام جداً هو استخدام حرف السين في القرآن فحرف السين كما نعرف في اللغة العربية لا يستخدم إلا بالنسبة لأحداث مستقبلة … والقرآن محفوظ ومتعبد به وبتلاوته .. وسيظل محفوظاً حتى يوم الساعة … ومعنى ذلك أنه لا يمكن تبديله أو تغييره أو إنكاره من أحد من المتعبدين به … بل إنه سيظل يُتلى هكذا كما أنزل .. إذن فإنباء القرآن بأحداث مستقبلة يسجل هذه الأحداث على قضية الإيمان نفسها .. ويطعن الدين في صميمه .. خصوصاً إذا تبين أن ما تنبأ به القرآن غير صحيح .. ومن هنا فلا بد أن يكون قائل القرآن متأكدا من أن هذا سيحدث في المستقبل .. مَنْ مِنْ البشر يستطيع أن يتأكد ماذا سيحدث له بعد ساعة واحدة ؟ فما بالك بعد أيام … وسنوات ؟! … الجواب … لا أحد … ذلك أن قدرة البشر في صنع الأحداث محدودة .. فقد حُجب عنهم الزمن … وحجب عنهم المكان … فلو قلت مثلاً إنني سأبني عمارة في هذه البقعة بعد عام .. أنا لا أضمن أنني سأعيش حتى الساعة القادمة .. وبذلك لا أستطيع أن أحكم إذا كنت سأكون موجوداً هناك أم لا … هذه واحدة .. حجاب المستقبل كان لا بد أن يكون الحديث عن المستقبل على عدة مراحل .. المرحلة المعاصرة .. لكي يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون أنه الحق مرحلة المستقبل البعيد .. لكي يعرف كل عصر من العصور التي ستأتي بعد نزول القرآن أن هذا هو كتاب الله الحق .. ومن هنا كان التحدي .. بالنسبة للمعاصرين عن أحداث قريبة .. وبالنسبة للعالم عن حقائق الكون كله .. وهنا أحب أن أنبه إلى شيء هام جداً هو استخدام حرف السين في القرآن فحرف السين كما نعرف في اللغة العربية لا يستخدم إلا بالنسبة لأحداث مستقبلة … والقرآن محفوظ ومتعبد به وبتلاوته .. وسيظل محفوظاً حتى يوم الساعة … ومعنى ذلك أنه لا يمكن تبديله أو تغييره أو إنكاره من أحد من المتعبدين به … بل إنه سيظل يُتلى هكذا كما أنزل .. إذن فإنباء القرآن بأحداث مستقبلة يسجل هذه الأحداث على قضية الإيمان نفسها .. ويطعن الدين في صميمه .. خصوصاً إذا تبين أن ما تنبأ به القرآن غير صحيح .. ومن هنا فلا بد أن يكون قائل القرآن متأكدا من أن هذا سيحدث في المستقبل .. مَنْ مِنْ البشر يستطيع أن يتأكد ماذا سيحدث له بعد ساعة واحدة ؟ فما بالك بعد أيام … وسنوات ؟! … الجواب … لا أحد … ذلك أن قدرة البشر في صنع الأحداث محدودة .. فقد حُجب عنهم الزمن … وحجب عنهم المكان … فلو قلت مثلاً إنني سأبني عمارة في هذه البقعة بعد عام .. أنا لا أضمن أنني سأعيش حتى الساعة القادمة .. وبذلك لا أستطيع أن أحكم إذا كنت سأكون موجوداً هناك أم لا … هذه واحدة .. ثانياً : قد تأتي الحكومة مثلاً وتبني مستشفى في هذا المكان .. أو قد يقام في هذا المكان سوق أو شارع فأنا لا أستطيع أن أجزم في شيء مادي سيحدث بعد فترة زمنية محدودة .. ولكن الذي يستطيع أن يقول هذا يقيناً هو الذي يملك القدرة .. ومن هنا فإنه يستطيع أن يقول يقيناً : إن هذا سيحدث بعد فترة من الزمن .. والذي يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالى فإذا كان الحديث عما سيحدث بعد آلاف السنين فإن ذلك فوق طاقة البشر جميعاً … لقد أنبأ القرآن بما سيحدث بعد أعوام قليلة … وبما سيحدث بعد آلاف السنين .. فالذي قال هذا هو القادر العالم بأن ذلك سيحدث يقيناً وهو الله سبحانه وتعالى … أنظر قول الله القَمَر آية رقم : 45 قرآن كريم قال الله تعالى سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ لقد نزلت سورة القمر هذه في مكة والمسلمون قلة .. وأذلة … حتى أن عمر بن الخطاب قال : أي جمع هذا الذي سيهزم ونحن لا نستطيع أن نحمي أنفسنا ؟ وهكذا يتنبأ القرآن بأن الإسلام سينتصر في مكة .. وأن هؤلاء الجمع الذين تجمعوا لمحاربة الإسلام في مكة سيهزمون ويولون الأدبار … ويتنبأ بها متى ؟ والمسلمون قلة …. وأذلة … لا يستطيعون حماية أنفسهم … ويطلقها قضية .. وهو على يقين من أن الله الذي قالها سيحققها … وبعد ذلك نجد عجباً … الوليد بن المغيرة العدو الألد للإسلام .. والمشهور بكبريائه ومكابرته وعناده .. يأتي القرآن ويقول هذا الإنسان المكابر العنيد …. القَلَمُ آية رقم : 16 قرآن كريم قال الله تعالى سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ (( نسمه : نعلمه .. الخرطوم : الأنف )) أي أنه سيقتل بضربة على أنفه .. ويحدد موقع الضربة … وبعد ذلك يأتي في بدر … فتراه قد وسم موقع الضربة ومكانها .. من الذي يستطيع أن يجزم .. ماذا سيحدث بعد ساعة واحدة ؟ ونأتي بعد ذلك إلى آية أخرى … الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي فيقرأ قول الله سبحانه وتعالى المَسَدُ آية رقم : 1 قرآن كريم قال الله تعالى تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ، وَامْرَأَتُهُ حمَّالَةَ الحَطَبِ ، في جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدِ هذا قرآن .. وفيمن .. ؟ في عم رسول الله .. وفيمن؟ . في عدو الإسلام .. م يكن أبو لهب يستطيع أن يحارب الإسلام بهذه السورة ؟ ألم يكن يستطيع أن يستخدمها كسلاح ضد القرآن ؟ ضد هذا الدين .. قالت له الآية : يا أبا لهب أنت ستموت كافراً ، ستموت مشركاً ، وستعذب في النار .. وكان يكفي أن يذهب أبو لهب إلى أي جماعة من المسلمين .. ويقول : أشهد أن لا إله إلا الله .. وأن محمداً رسول الله .. يقولها نفاقاً .. يقولها رياءً .. يقولها ليهدم بها الإسلام .. لا ليدخل في الإسلام .. يقولها ثم يقف وسط القوم يقول : إنَّ محمداً قد أنبأكم أنني سأموت كافراً .. وقال إنَّ هذا كلام مبلغ له من الله .. وأنا أعلن إسلامي لأثبت لكم أن محمداً كاذب .. لو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا .. ولكن حتى هذا التفكير لم يجرؤ عقل أبي لهب على الوصول إليه … بل بقى كافرا مشركاً ، ومات وهو كافر .. ولم يكن التنبؤ بأن أبا لهب سيموت كافراً أمراً ممكناً … لأن كثيراً من المشركين اهتدوا إلى الإسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب .. وغيرهم … كانوا مشركين وأسلموا … فكيف أمكن التنبؤ بأن أبا لهب بالذات لن يسلم ولو نفاقاً .. وسيموت وهو كافر ؟! … المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سيقع من عدو …. وتحداه في أمر اختياري .. كان من الممكن أن يقوله ومع ذلك هناك يقين أن ذلك لن يحدث .. لماذا ؟ لأن الذي قال هذا القرآن .. يعلم أنه لن يأتي إلى عقل أبي لهب تفكير يكذَّب به القرآن … فهل هناك إعجاز أكثر من هذا ؟ ونأتي للنقطة الثانية وهي إعجاز قرآني عجيب … فقد كان هناك أمتان كبيرتان إمبراطوريتان بجانب الجزيرة العربية .. هما الروم والفرس … والمعروف أن الروم كانوا أهل كتاب …علماً بأنهم لا يصدقون برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. والفرس كانوا أهل كفر وإلحاد في ذلك الوقت .. إذن فأيهما أقرب إلى قلب المؤمنين ؟ بالطبع الروم .. وأيهما أقرب لقلب الكفار والمشركين ؟ بالطبع الفرس وقد قامت الحرب بين الدولتين .. فأنتصر الفرس وهزمت الروم .. وهنا فرح المشركون ، لأن الكفر قد أنتصر .. وحزن وقتها المؤمنون … وهنا تدخل الله سبحانه وتعالى وأنزل من الآيات ما يزيل حزن المؤمنين .. فيقول الروم بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّه يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيم ثم مضى القرآن ليمعن في التحدي .. الروم آية رقم : 6 قرآن كريم قال الله تعالى وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون ما هذا ؟ أيستطيع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يتنبأ بنتيجة معركة بين الفرس والروم بعد بضع سنين ؟ هل يستطيع قائد عسكري مهماً بلغت قوته وعبقريته ونبوغه أن يتنبأ بمصير معركة عسكرية بعد ساعة واحدة من قيامها ؟ فما بالك أن ذلك يأتي ويقول إنه بعد بضع سنين ستحدث معركة بين الفرس والروم وينتصر فيها الروم .. هل أمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على نفسه أن يعيش بضع سنين ليشهد هذه المعركة .. لقد وصل الأمر بأبي بكر رضى الله عنه .. أنه راهن على صحة ما جاء به القرآن .. إذن فقد أصبحت قضية إيمانية كبرى .. هذا هو القرآن .. كلام الله ,,, وأساس الإيمان كله .. يأتي ويخبر بحقيقة أرضية قريبة ستحدث لغير العرب . ويقول الكفار : إن القرآن كاذب .. فيقول المؤمنون : إن هذا صدق .. ويحدث رهان بين الاثنين .. ماذا كان يمكن أن يحدث لو أنه لم تحدث معركة بين الروم والفرس ؟ أو لو أنه حدثت معركة وهُزم فيها الروم ؟ أكان بعد ذلك يصدق أي إنسان القرآن ؟ أو يؤمن بالدين الجديد ؟ ثم إذا كان القرآن من عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما الذي يجعله يدخل في قضية غيبية كهذه لم يطلب منه الدخول فيها ؟ أيضيع الدين من أجل مخاطرة لم يطلبها أحد ؟ ولم يتحداه فيها إنسان ؟ ولكن القائل هو الله .. والفاعل هو الله .. ومن هنا كان هذا الأمر الذي نزل في القرآن يقيناً سيحدث .. لأن قائله ليس عنده حجاب الزمان .. وحجاب المكان .. ولا أي حجاب وهو الذي يقول ما يفعل … ومن هنا حدثت الحرب … وأنتصر الروم على الفرس فعلاً .. كما تنبأ القرآن .. وهكذا تحدى القرآن الكفار وغير المسلمين في وقت نزوله .. أي أنه لم يتحدى العرب وحدهم .. بل تحدى المؤمنين والكفار من غير العرب .. بأن أنبأهم بما سيحدث لهم قبل أن يحدث بسبع أو ثماني سنوات .. وتحداهم بهذا علَّهم يؤمنون . ولكن التحدي سيستمر إلى يوم القيامة وقد تحدى القرآن العالم بالإعجاز في اللغة .. وطلب أن يأتوا بمثله أو بعشر سور أو بسورة أو بحدث من مثله ، ولكن القرآن لم يقف عن هذه النقطة فقط … |
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
اقتباس |
رد علي الموضوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|