|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
الشاعرة نازك الملائكة
ولدت الشاعرة الكبيرة في بغداد في الثامن والعشرين من شهر آب عام 1923 في بيت علم وأدب ، أمها كانت الشاعرة سلمى عبد الرزاق وكنيتها( أم نزار ) ووالدها الشاعر العراقي( صادق جعفر الملائكة )الذي جمع قول الشعر والاهتمام بالنحو واللغة كعادة الشعراء آنذاك ،،،، أحبت نازك الشعر منذ الصغر وولعت به وهي ما زالت بعد طفلة ،، ووجدت قي مكتبة أبيها الزاخرة بدواوين الشعر وأمهات كتب الأدب ما يروي ظمأها إلى الإطلاع والمعرفة أكملت دراستها في بغداد ، ثم التحقت بالجامعة واستطاعت أن تتمتع بمنحة دراسية إلى الولايات المتحدة حيث حازت على درجة الماجستير في الآداب وكانت أول تلميذة تحظى بالدراسة هناك ، حيث لم يبح القانون بدراسة المراة بجامعة برنستون آنذاك ، عادت إلى بغداد واتيحت لها فرصة أخرى للسفر الى خارج العراق ، للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن ، عملت سنين طويلة في التدريس في جامعة بغداد ، وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت ، وتقيم الآن في القاهرة أحبت الموسيقى منذ نعومة أظفارها وتعلمت العزف على آلة العود ، واستطاعت بواسطة معرفتها العميقة بالأنغام الموسيقية أن تمتلك حسا مرهفا بإيقاع الكلمة وموسيقاها ، وأثرت تلك المعرفة الكبيرة أيما تأثير في قصائدها سواء تلك التي قالتها في مقتبل العمر أو التي نظمتها في سني عمرها حيث اكتسبت المعرفة وحصدت ثمار التجربة ،، وقد اهتمت الشاعرة بالأدب العالمي وارتادت دور السينما للإطلاع على القصص العالمي ممثلا ، في هذا الجو المتفتح نسبيا إذا ما قورن بالجو العام الذي كان سائدا في ذلك الوقت في عموم العراق عاشت الشاعرة نازك وامتلكت من الاهتمامات ما لم يكن شائعا بين معاصريها ، حرصت على الثقافة والإطلاع من مصادر غير اللغة العربية كانت تمتاز بصفات مثل التحلي بالنظام والترتيب والمحافظة على الهدوء قالت الشعر منذ طفولتها المبكرة وأجادت فيه وكان لها السبق والريادة في حركة التجديد وان ثار جدل طويل حول من كان الأول في نظم القصيدة التي تعتبر الأولى في تلك الحركة التجديدية ، البعض ينسب التجديد للشاعر الشاب بدر شاكر السياب والبعض الآخر يقول إن نازك كانت الأولى ولكن الذي يهمنا أن نذكره هنا ان شاعرتنا كانت مجددة وإنها كانت رائدة في حركة تجديد الشعر العربي وإنقاذه من القواعد والقيود التي جمعها الخليل بن احمد والتي تحاول ان تجعل الشعر يراوح في مكانه ولا يتحرك منذ مائتي سنة قبل مجيء الإسلام كتبت نازك النقد ووضعت الكتب في هذا المجال الحيوي الجميل ، وقد حللت أسباب الحداثة ودافعت عن وجهة نظرها في التجديد في كتابها المشهور ( قضايا الشعر المعاصر ) بدأت نازك حياتها الشعرية بقصيدة طويلة اسمها ( الموت والإنسان ) وكان ديوانها الأول ( عاشقة الليل ) وقد أصدرته عام 1947 وضم قصائد كتبت وفق الشكل الكلاسيكي القديم ، لكنها من حيث البنية الفنية والمناخات الشعرية والصور والاحساسات جديد تماما ، في عام 1949 أصدرت الديوان الثاني بعنوان ( شظايا ورماد ) تضمن قصائد جديدة على الشكل الجديد والذي أطلق عليه اسم الشعر الحر وهو بالحقيقة شعر لا يخلو من الوزن والقافية وإنما بشكل آخر يختلف عن الطريقة القديمة ، كانت قصيدتها ( الكوليرا ) المؤرخة عام 1947 إحدى القصائد التي اكتسبت شهرة كبيرة ، وقصة تلك القصيدة انه حدث في صيف عام 1947 أن حصد وباء الكوليرا الآلاف من أبناء الشعب المصري الشقيق ، وكانت كارثة فظيعة ردت عليها شاعرتنا نازك بقصيدة رائعة لها عنوان المرض نفسه ، قصيدة ليست كالقصائد التي كانت سائدة ذلك الوقت ، كانت جديدة في كل المقاييس ، مختلفة ، إيقاعها غريب عن الأذن العربية التي اعتادت ومنذ ألفي عام على أوزان الخليل ، وسرعان ما انتشر خبر القصيدة الجديدة كوليرا نازك الملائكة بين الشباب المثقف واستطاعت أن تؤثر على الذائقة الشعرية وتنتج ألاف من القصائد الشعرية ذات الأثواب الجديدة والأشكال الزاهية لنستمع إلى نازك وهي تشدو برائعتها سكن الليل اصغ إلى وقع صدى الأنات في عمق الظلمة ، تحت الصمت ، على الأموات صرخات تعلو ، تضطرب حزن يتدفق ، يلتهب يتعثر فيه صدى الآهات ديوانها الثالث أصدرته عام 1957 وأسمته ( قرارة الموجة) ، ديوانها الرابع عنوانه ( الصلاة والثورة ) أصدرته عام 1978 استمرت نازك في كتاباتها الشعرية وكانت عظيمة في بداياتها حتى مطلع السبعينات ، فلم تواصل الرحلة ، وانقطعت عن الكتابة الشعرية ، وبدأت تكتب في قضايا سياسية واتهمت أنها تراجعت عن آرائها السابقة في ضرورة الحداثة ووجوب التطوير ، وقد نحاول أن نسال : ولماذا حاولت نازك النكوص عن آرائها ولم تستمر في ثورتها على الأساليب الشعرية القديمة في الوقت الذي استمر فيه الشعراء الرجال واستطاعوا ان يواصلوا عطاءهم الشعري ، حاول العديد من الباحثين ومن عشاق الشعر أن يجيبوا عن السؤال المذكور ، بعضهم قال ان نازك لم ترتد ولم تتراجع عن أفكارها وإنما وجدت بعض مدعي الشعر ممن لم يمتلكوا الموهبة يحاول الانفلات من القيود الشعرية التي لولاها لم يكن الكلام شعرا ، وانه لا يجوز برأيها أن يأتي الشعر خاليا من العنصرين الأساسيين واللذين لا يحلو الشعر بدو نهما ،إذ يكون حينئذ خاليا من الإيقاع البعض الآخر قال إن نازك لم تعد تجد من المواضيع ما تعبر عنها فسكتت وأنها شاعرة حقا لكنها لا تمتلك من الشاعرية والإبداع ما امتلكه السياب والبياتي وحتى فدوى طوقان التي لم تسجن نفسها في سجن الذاتية الفردية وإنما عبرت عن قضايا شعبها الفلسطيني ولم تتقوقع في شرنقتها كما فعلت نازك ، وارى ان الرأي الثاني متجن على الشاعرة ، فالمراة في عالمنا العربي الإسلامي لا تمتلك من الحريات ما يمتلكها الرجل وهي بالتالي لا تجد نفسها قادرة على التعبير عن كثير من المواضيع ، كما ان نازك قد أرهقت نفسها في مواضيع جانبية لم تكن تخدم شاعريتها ، ومهما قيل من آراء متناقضة مع بعضها البعض في حق الشاعرة الكبيرة فإنها تبقى بحق نقطة مضيئة في تاريخنا الشعري والنقدي وإنها أضافت الشيء الكثير إلى الحركتين مما لايمكن نكرانه لأي منصف ، وهي موهبة شعرية كبيرة وثقافية عربية وريادة لايمكن نكرانها في مجالات الإبداع والنقد كتبت نازك النقد واثارت في نقدها قضايا كثيرة تستحق الحديث والحوار والتوقف عندها ، كقضية الشاعر واللغة والقافية في الشعر الحديث ، ومؤلفاتها في هذا المجال :قضايا الشعر المعاصر ، سيكولوجية الشعر ، ولها كتاب نقدي في شعر الشاعر الملاح علي محمود طه وحياته اهتمت بالسيرة الذاتية ولها مختارات’ من سيرة حياتي وثقافتي ( تقصد سيرتها الشخصية )، أحبت طفولتها كثيرا وتمنت مرارا لو تمكنت من العودة الى تلك الفترة الذهبية الجميلة : ليتني لم أزل كما كنت طفلا ليس فيه إلا السنا والنقاء كل يوم ابني حياتي أحلاما وأنسى إذا أتاني المساء أحلام جميلة وتمنيات عذبة تعيشها الشخصية المرهفة الحساسة التي لاتملك ان تحقق أحلام حاضرها فتلجأ إلى ان تتمنى ان تعيش في الماضي السعيد حيث كانت محظوظة بين أبوين سعيدين يسرعان دائما إلى تلبية ما تطلبه وتكون هذه الشخصية ذكية فطنة مجتهدة تحظى بحب المدرسات ويقديرهن لما تقوم به من أعمال تكون أحيانا تطوعية فإذا وصلت هذه الشخصية الى الشباب اذ ليس دائما يفوز من كان ذكيا مجتهدا وإنما قد يفوز من كان بعيدا عن كل هذه الأمور ، فيحيا الإنسان في شبابه ويجد انه عاجز عن تحقيق آمال الشباب بسبب أمور كثيرة ليس له دخل بها ، فيحلم انه ما زال طفلا ويتمنى ان يعود الى المرحلة الزاهية البهيجة ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
10-06-2010, 12:52 PM | #2 |
|
أنا الليلُ يسألُ مَن أنا أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ أنا صمتُهُ المتمرِّدُ قنّعتُ كنهي بالسكونْ ولففتُ قلبي بالظنونْ وبقيتُ ساهمةً هنا أرنو وتسألني القرونْ أنا من أكون ؟ الريحُ تسألُ مَنْ أنا أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ أنا مثلها في لا مكان نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ نبقى نمرُّ ولا بقاءْ فإذا بلغنا المُنْحَنَى خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ فإذا فضاءْ ! والدهرُ يسألُ مَنْ أنا أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ وأعودُ أمنحُها النشورْ أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ من فتنةِ الأملِ الرغيدْ وأعودُ أدفنُهُ أنا لأصوغَ لي أمساً جديدْ غَدُهُ جليد والذاتُ تسألُ مَنْ أنا أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام لا شيءَ يمنحُني السلامْ أبقى أسائلُ والجوابْ سيظَلّ يحجُبُه سرابْ وأظلّ أحسبُهُ دَنَا فإذا وصلتُ إليه ذابْ وخبا وغابْ |
|
10-06-2010, 12:54 PM | #3 |
|
مرثية يوم تافه لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ وانتهى اليومُ الغريبُ ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ وغدًا تمضي كما كانت حياتي شفةٌ ظمأى وكوبُ عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ وإِذا ما لمستْهُ شفتايا لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا لم تجد حتى بقايا انتهى اليومُ الغريبُ انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ وبكتْ حتى حماقاتي التي سمّيتُها ذكرياتي انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه غيرُ ذكرى نَغَم يصرُخُ في أعماق ذاتي راثيًا كفّي التي أفرغتُها من حياتي, وادّكاراتي, ويومٍ من شبابي ضاعَ في وادي السرابِ في الضباب كان يومًا من حياتي ضائعًا ألقيتُهُ دون اضطرابِ فوق أشلاء شبابي عند تلِّ الذكرياتِ فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ كان يومًا تافهًا. كان غريبًا أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي إنه لم يكُ يومًا من حياتي إنه قد كان تحقيقًا رهيبا لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها هي والكأسُ التي حطّمتها عند قبرِ الأمل الميِّتِ, خلفَ السنواتِ, خلف ذاتي كان يومًا تافهًا.. حتى المساءِ مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ كلُّها حتى المساءِ عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ وامّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي وامّحى صوتُ حبيبي حملت أصداءه كفُّ الغروبِ لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي وصدى يومٍ غريبِ كشحوبي عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي |
|
10-06-2010, 12:54 PM | #4 |
|
أغنية حب للكلمات فيمَ نخشَى الكلماتْ وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ? فيم نخشى الكلماتْ? إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ? نحنُ لُذْنا بالسكونِ وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى وكؤوسًا دافئهْ فيم نخشى الكلماتْ? إنها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها إنها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا مِن أمانينا ومن أشواقنا فمتى يكتشفُ الصمتُ المملُّ أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ? ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ الصديقاتِ التي تأتي إلينا من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ? إنها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ وغدًا تُلْقي بها بين يدينا الصديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ فلماذا لا نحبّ الكلماتْ? فيمَ نخشى الكلماتْ? إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ فيمَ نخشى الكلماتْ? إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ سامقًا يعترش اللبلابُ في أحرُفِهِ سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ ولها أعمدةٌ من كلماتْ وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ حَرَسَتْهُ الكلماتْ عُمْرُنا نحنُ نذرناهُ صلاةْ |
|
10-06-2010, 12:55 PM | #5 |
|
صورة من زقاق بغدادي ذهبت ولم يشحب لها خد ولم ترجف شفاه لم تسمع الابواب قصة موتها تُروى وتروى لم ترتفع أستار نافذةٍ تسيلُ أسىً وشجواً لتتابع التابوت بالتحديقِ حتى لا تراه الا بقية هيكلٍ في الدربِ تُرعشه الذكر نبأ تعثر في الدروب فلم يجد مأوى صداه فأوى الى النسيانِ في بعض الحُفر يرثي كآبته القمر والليلُ أسلم نفسهُ دون أهتمامٍ، للصباح واتى الضياءُ بصوت بائعةِ الحليبِ وبالصيام بمُواء قط جائعٍ لم تبق منه سوى عظام، بمُشاجرات البائعين، وبالمرارة والكفاحُ، بتراشق الصبيان بالاحجار في عُرض الطريقُ بمسارب الماء الملوثٍ في الازقةِ، بالرياح، تلهو بابواب السطوح بلا رفيق في شبه نسيانٍ عميق |
|
10-06-2010, 12:58 PM | #6 |
|
دعوة إلى الحياة أغضب، أحبك غاضباً متمردا في ثورة مشبوبةٍ وتمزقِ أبغضت نوم النار فيك فكن لظى كن عرق شوقٍ صارخٍ متحرقِ * * * أغضب، تكاد تموت روحك، لا تكن صمتاً ، اضيعُ عندهُ اعصاري حسبي رماد الناس، كن انت اللظى كن حرقة الابداع في اشعاري * * * أغضب، كفاك وداعة، انا لا احب الوادعين النار شرعي لا الجمود ولا مهادنة السنين اني ضجرت من الوقار ووجهه الجهم الرصين وصرخت لا كان الرماد وعاش عاش لظى الحنين اغضب على الصمت المهين انا لا احب الساكنين * * * اني احبك نابضاً ، متحركاً كالطفل، كالريح العنيفةِ كالقدر عطشان للمجد العظيم فلا شذى يروى رؤاك الظامئات ولا زهر * * * الصبرُ؟ تلك فضيلة الاموات، في برد المقابر تحت حكم الدود رقدوا واعطينا الحياة حرارةً نشوى وحُرقة أعينٍ وخدود * * * انا لا احبك واعظاً بل شاعراً قلق النشيد تشدو ولو عطشان دامي الحلق محترق الوريد اني احبك صرخة الاعصار في الافق المديد وفماً تصباه اللهيب فبات يحتقر الجليد اني التحرق والحنين انا لا اطيق الراكدين * * * قطب، سئمتك ضاحكاً، ان الربى بردٌ ودفء لا ربيعٌ خالدُ العبقرية، يا فتاي، كئيبةُ والضاحكون رواسبٌ وزوائدُ * * * أني أحبك غصةً لا ترتوي يفنى الوجود وانت روحٌ عاصفُ ضحكٌ جنوني ودمعٌ محرِق وهدوء قديسٍ وحسٌ جارف اني احبُ تعطش البركان فيك الى انفجار وتشوق الليل العميق الى ملاقاة النهار وتحرق النبع السخي الى معانقة الجرار اني اريدك نهر نارٍ ما للجته قرار * * * فاغضب على الموت اللعين اني مللت الميتين |
|
10-06-2010, 12:59 PM | #7 |
|
أغنية الهاوية مججتُ الزوايا التي تلتوي وراءَ النفوسْ وراءَ بريقِ العُيُونْ وأبغضتُ حتى السُّكونْ وتلكَ المعاني التي تنطوي عليها الكؤوسْ معاني الصَّدَى والجُنونْ معاني الخطايا التي تُبرقُ بريقَ النجومْ وفي لمسها اللهبُ المُحرقُ ولونُ الهمومْ كرهتُ الجفونَ التي تأسرُ وخلفَ سماء ابتساماتها لهيب الحقود كرهتُ الأكفَّ التي تعصرُ وخلفَ حرارة رَعْشاتها جمودٌ كذُلِّ الحياهْ على جُثةٍ تحت بعض اللحودْ تعيثُ بها دودةٌ في برودْ كرهتُ ارتعاشَ الشفاهْ برَجعِ الصلاهْ ففي كلِّ لفظٍ خطيئهْ تجيشُ بها رَغباتٌ دنيئهْ وعفتُ طُموحي وبحثي الطويلْ عن الخيرِ, والحبِّ, والمُثلِ العاليهْ وحقّرتُ سعيي إلى عالمٍ مستحيلْ فخلفَ انخداعيَ تنتظرُ الهاويهْ وعفتُ جنوني القديمَ وعفتُ الجديدْ وأودعتهُ في مكانٍ بعيدْ دفنتُ به رَغَباتِ البشرْ وسمّيتهُ جنة الواهمين ستمضي السنينْ لماذا أُحسُّ الأسى والضَّجَرْ, وكفُّ المطَرْ تلفُّ على عنقي المختنقْ حبالَ الفِكرْ? وأينَ أسيرُ وقلبي النزقْ هنالكَ ما زالَ, لا يبرُدُ ولا يحترقْ كقلبِ أبي الهولِ. أين الغدُ? أُحسُّ حياتي تذوبْ قفي لحظةً واحدهْ ولا تَسحبي يَدكِ الباردهْ فأغنيةُ الهاويهْ تُهِيبُ بأقداميَ الشاردهْ وتَلوي الدروبْ قفي لحظةً يا حبالَ الحياهْ ولا تتركيني هنا معلقةً بالفراغِ الرهيبْ فأمسي القريبْ تلاشى على آخرِ المنحنى وظلُّ غدي تَلثَّمَ, أُوّاهُ لو أهتدي قفي لحظةً واحدهْ ولا تَسحبي يَدَكِ الباردهْ فأغنيةُ الهاويهْ تردّدها الأنفسُ الجانيهْ تكرّرُها في جُنونْ على سمعيَ المُجهَدِ تكرّرُها لم يَعُدْ لي سكونْ أكادُ أسيرُ إلى الهاويهْ مع السائرينْ وأدفِنُ آخرَ أحلاميهْ وأنسى غدي |
|
10-06-2010, 01:04 PM | #8 |
|
دكان القرائين الصغيرة في ضباب الحُلْم طوّفتُ مع السارين في سوق عتيقِ غارق في عطر ماء الورد, وامتدّ طريقي وسّع الحُلْم عيوني, رش سُكْرًا في عروقي ثملت روحي بأشذاء التوابلْ وصناديق العقيقِ وبألوان السجاجيد, بعطر الهيل والحنّاء, بالآنية الغَرْقى الغلائلْ سرقت روحي المرايا, واستداراتْ المكاحلْ كنتُ نَشْوى, في ازرقاق الحُلْم أمشي وأسائلْ أين دكّان القرائين الصغيرهْ أشتري من عنده في الحلم قرآنًا جميلاً لحبيبي يقتنيه لحن حبٍّ, قَمرًا في ليلةٍ ظلماء, خبزًا وخميرهْ عندما في الغد يَرْحَلْ من مطار الأمس والذكرى حبيبي يتوارى وجهه خلف التواءات الدروبِ ** سرتُ في السوق, إذا مرّ بقربي عابرٌ ما, أتمهّل ثم أسألْ: سيّدي في أي دكّان ترى ألقى القرائين الصغيرهْ أيّ قرآن, سواءٌ أحواشيه حروف ذهبيّهْ أم نقوش فارسيّهْ أي قرآن?..... وفي حلمي يقول العابرُ لحظة يا أختُ, قرآنكِ في آخر هذا المنحنى, في (مندلي) اسألي عن (مندلي) فهو دكان القرائين الصغيرهْ ويغيب العابرُ... وجهه في الحُلْم لونٌ فاترُ... ثم أمضى في الكرى باحثةً عن (مندلي) حيث أبتاعُ بما أملك قرآنًا وأهديه حبيبي حينما يرحلُ عني في غدٍ وجه حبيبي وتغطيه المسافاتُ وأبعاد الدروبِ حيث أبتاع من الدكان قرآنًا صغيرًا لحبيبي ثم أهديه له عند الوداعْ ليخبّي ضوءه في صدره بُرْعَم طيبِ وليؤويه إليه حرز حبي وعصافيري المشوقاتِ, وتلويح ذراعي واختلاجاتِ شراعي ** سرتُ في حلميَ في السوق قريرهْ أسرتْ روحي السجاجيدُ الوثيرهْ وأواني عطرِ ماء الورد, والكعبةُ صورهْ نعستْ ألوانها في حضن حانوتٍ, وفي حلمي مضيتُ في دمي شوقٌ لدكان القرائين الصغيرهْ وحلمتُ وحلمتُ بقرائينَ كثيراتٍ, وأختارُ أنا منها, وأهدي لحبيبي في صباح الغد قرآنًا, ويؤويه حبيبي صدرَهُ تعويذةً تدرأ عنه الليلَ والسَّعْلاة في أسْفَارِهِ تزرع اسم الله في رحلته, تسقيه من أسرارِه ** كان كلّ الناس لي يبتسمون وعلى لهفة أشواق سؤالي ينحنونْ زرعوا حلمي ورودا وسّعوا السوقَ زوايا وحدودا كلهم كانوا يشيرون إلى بعض مكانٍ غامض إذ يعبرونْ يهمسون: اسألي عن (مندلي) ابحثي عن (مندلي) دكّة في آخر السوق وتُلْفين القرائين الصغيرهْ أطعموا قلبيَ من نكهة كُتْبٍ عنبريّاتِ كثيرهْ بينها ألقى عصافيري القرائين الصغيرهْ حيث أختارُ وأهدي لحبيبي واحدًا يحميه من ليل الدروبِ ووشايات المغيبِ واحدًا يحمله في الطائرهْ باقةً من زنبق الله, وسُحْبًا ماطرهْ ** سرتُ طول الليل في حلمي, ولكن أين ألقى (مندلي)? شَعَّب السوق حناياه, ترامَى, وتَمدّدْ صار عشرين, دوربًا وزوايا وفروعًا وخبايا وتعدّدْ وتعدّدْ حيرتي أبصرتها طالعة من قعر آلاف المرايا قذفتني الامتداداتُ ومصتني الحنايا وأنا أشرب كوبًا فارغًا, والسوق مُجْهَدْ تحت خطوي, ودمي يلهث شوقًا وأنا أعطش في أرض الرؤى, أذرعها غربًا وشرقًا لستُ أُسْقى, لست أُسْقَى ضاع مني (مندلي) ضاعَ, لا القرآنُ, لا الأشذاء لي ما الذي بعد عطوري, وقرائيني تَبَقَّى ** مرَّ بي في سوق حلمي ألفُ عابرْ كلهم قالوا: - وراء المنحنى التاسع يحيا (مندلي) حيث قرآني وعطري المتناثر حيث أَلْقَى (مندلي) (مندلي) يا أنهرا من عَسَلِ يا ندًى منتثرًا فوق بيادرْ يا شظايا قمر مغتسلِ في دموعي, يا أزاهيرُ من الياقوت نامت في غدائرْ يا هتافاتِ أذان الفجر من فوق منائر (مندلي) يا (مندلي) اسمه فوق الشفاهْ فلّة غامضة اللون, وشمعٌ, وتراتيلُ صلاهْ وزروع ومياهْ وأنا مأخوذة الأشواق أدعوه ولكن لا أراهْ وأنا من دون قرآن حبيبي ومع الفجر سيرحَلْ في انبلاج الغَسَق القاني حبيبي وشفاهي صلواتٌ تترسَّل وعناقيد دموع تتهدّلْ انبثق يا عطش السوق انبثق يا (مندلي) يا قرائين حبيبي يا ارتعاش السنبلِ في حقول الحلم من ليلى العصيبِ ** أين مني (مندلي)? والبائع المصروع من عطر القرائينْ? ذاهلاً مستغرقًا في حُلُمِ? ضائعًا هيمان مأخوذًا بأفق مبهمِ يتشاجى, وجدُهُ سُكْرٌ وتلوينْ صاعدًا من ولهٍ في عالم من عنبر مضطرمِ تائهًا من شوقه عَبْرَ بساتينْ عطشات النخل, والقرآن في تمُّوزها أمطار تشرينْ (مندلي) يا ظمأى يا جرح سكّينْ في خدود وشرايينْ ** وطريقي نحو دكان القرائين الصغيرهْ فيه أوراد لها عطر عجيبُ كل من ذاق شذاها تائهٌ, منسرق الروح, شريدٌ لا يؤوبُ مندلي يا حقل نسرينْ ذقتُ أسرارَكَ واستبعدتُ كوبي لم أعد أعرف فجري من غروبي وتواجدْتُ وضيّعتُ دروبي وتشوقت لقرآنٍ, على رفّكَ غافٍ, أشتريه لحبيبي ** وسمعتُ العابرينْ يصفون المخزن المنشود: تسري فيه أصداءْ وتلاوين, وموسيقى وأضواءْ تصرع السامع صرعًا باختلاجاتِ حنينْ وشموعٍ ودوالي ياسمينْ آه لو أني وصلتُ آه حتى لو تمزقْتُ, تبعثرتُ, اكتويتْ لو تذوقتُ العطورَ السارباتِ حول دكان القرائين الصغيرهْ آه لو أمسكتُ في كفّي قرآنًا, كدوريّ حنون القَسَماتِ واحد من ألف قرآن حواليه ضبابٌ, وشذى وردٍ, وموسيقى مثيرهْ ليس يقوَى قَطُّ إنسانٌ بأن يصغي إليها يسقط الصاحي صريعًا, غير واعٍ, ضائعًا في شاطئيها آه لو أني أطبقتُ عليه شفتَيّا هو قرآنُ حبيبي آه لو لامستُ رياهُ بأطراف يديّا هو وِرْدى, وامتلائي, ونضوبي والنشيد المحرق المخبوء في قعر دمي, في مقلتيّا *** وانتهى السوقُ وفي حلمي يَئستُ وعلى دكّة آمالي الطعينات جلستُ وانتحبتُ لم يَعُدْ في السوق من ركن قصيِّ لم أقلّبْهُ... وتاهتْ (مندلي)... غرقَتْ في عمق بحر من ضبابٍ سندسيِّ واختفت في ظل غابات سكونٍ أبديِّ لم يدع يأسيَ حتى سحبة القوس على الأوتار لي ضاع حتى الظلّ مني, وتبقّتْ لي روًى من طَللِ أين أبوابكِ يا ترتيلتي, يا (مندلي) يا عطور الهَيْل والقرآنِ يا وجه نبيِّ يا شراعًا أبيضًا تحت مساء عنبيِّ ** وإذن ماذا سأهدي لحبيبي في غد حينَ يسافر? فرغتْ كفّي من القرآنِ غاضتْ في صَحَارايَ المعاصِر وخوى خدّايَ إلاّ من غلالات شحوبي وحبيبي سيغادرْ دون قرآنٍ, هديّه... غضة تلمس خدّيهِ كما يلمس عصفورٌ مُهَاجرْ جبهة الأفق برشّات غناءٍ عسليّهْ وحبيبي سيسافر خاوى الكف من القرآن, من عطر البيادرْ وحكايات المنائر وأنا أبقى شجيه كظهيرات من الحزن عرايا غيهبيّهْ ضاع قرآني, وضاعت (مندلي) واختفى وجهُ حبيبي خلف غيم مُسْدَلِ وامتدادات سهوبٍ وسهوبِ فوداعًا يا قرائيني, وداعًا (مندلي) وإلى أن نتلاقى يا حبيبي وإلى أن نتلاقى يا حبيبي |
|
10-06-2010, 01:06 PM | #9 |
|
انشري يا سفين أشرعة السي =ر وشّقـي عبـاب هـذي الحـيـاة ثم ارسي بنا على شاطىء الفنّ =وبـيــن الأشـعــار والأغـنـيـات علّنـا واجـدون فـي ذلـك الـشـا = طـيء ظــلّ السـعـادة المتمّـنـى علهم قد ترّشفوا شهدهـا الـس = حر حتـى صاغـوه شعـرا وفّنـا طالـمـا صــوّروا لألحانـهـم مــا = قـــد دعـــوه بـنـشـوة الـفـنّـان طالمـا حدّثـوا عـن الأمـل الحـل = و وغّـنـوا بـالـنـور والألـــوان فلنقـف عنـدهـم إذن ولنـراقـب = ركــب أيّـامـهـم وكـيــف تـمــرّ أتـراهـا لـيــل ودمـــع حـــزن؟ = أم تراها فجـر وضحـك وبشـر؟ |
|
10-06-2010, 01:13 PM | #10 |
|
ثلج ونار تسأل ماذا أقصد ؟ لا , دعني , لا تسأل لا تطرق بوّابة هذا الركن المقفل اتركني يحجب أسراري ستر مسدل إنّ وراء الستار ورودا قد تذبل إن أنا كاشفتك , إن عرّيت رؤى حبّي وزوايا حافلة باللهفة في قلبي فستغضب مني , سوف تثور على ذنبي وسينبت تأنيبك أشواكا في دربي *** هل يقبل ثلج عتابك قلبي الملتهب ؟ أترى أتقبّل ؟ لا أغضب ؟ لا اضطراب ؟ لا ! بل سأثور عليك..سيأكلني الغضب *** وإذا أنا ثرت عليك وعكّرت الأجواء فستغضب أنت وتنهض في صمت وجفاء وستذهب يا آدم لا تسأل عن حوّاء *** وإذا ما أنت ذهبت وأبقيت الشوقا عصفورا عطشانا لا يحلم أن يسقى وإذا ما أنت ذهبت..فماذا يتبقّى ؟ *** لا , لا تسأل..دعني صامتة منطويه أترك أخباري وأناشيدي حيث هي اتركني أسئلة وردودا منزويه *** يا آدم لا تسأل.. حوّاؤك مطويّه في زاوية من قلبك حيرى منسّيه ذلك ما شاءته أقدار مقضيّه آدم مثل الثلج , وحوّاء ناريّه *** يا آدم لا تسأل.. حوّاؤك مطويّه في زاوية من قلبك حيرى منسّيه ذلك ما شاءته أقدار مقضيّه آدم مثل الثلج , وحوّاء ناريّه |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
نازك, الملائكة, الشاعرة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|