|
|
|
موضوع مغلق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
الدكتور الشاعر جمال مرسي
د. جمال مرسي أديب مصري عضو اتحاد الكتاب المصريين..صدر له ديوانان:أصداف البحر و لآليء الروح..و ثالث تحت الطبع بعنوان أنهار لا تعرف الخوف و ديوان على شرفة القمر (ديوان مشترك مع عدد من شعراء العرب) . يكتب في العديد من الصحف و المجلات المصرية و العربية. اضافة الى كثير من المواقع و المجلات العربية الموجودة على صفحات الأنترنت ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك |
10-07-2010, 01:03 PM | #2 |
|
يا والدي
حينما أقبلَ الشتاء ببرده الشديد و وحشة ليله الطويل كتبت لوالدي هذه الرسالة يا والدي ، إني هنا يا والدي=لا زلتُ أقبعُ في جوارِ الموقِدِ بردُ الشتاءِ أصابني ، خبَّاْتُهُ=تحتَ الثيابِ ، دفنتُهُ في مرْقدي لا زلتُ أجلسُ و السكونُ يلُفُّني=و الحزنُ يأكلُ في وعائي من يدي لا زال في جيْبي خطابٌ مُفْعَمٌ=بالشوْقِ منكَ ، و لهفةٌ لم تَبْرُدِ لا زالتِ الأوراقُ حيرى تكتوي=و يراعتي في غُربتي لم تصمدِ تشكو إليكَ وحبرها من أدمعي=بطشَ الذئابِ و قَسْوَةَ الزمنِ الرَّدِي الليلُ يزحفُ نحوَ بابيَ شاهراً=سيفَ الظلامِ ، و قد تَرَبَّصَ بالغَدِ و الرِّيحُ تعوي خلفَ شُبّاكِ الأسى=هلْ أدْرَكَتْ أني أعيشُ بمفردي ؟ هل أدرَكَتْ أنَّ الرفاقَ تحمَّلوا=قبلَ المغيبِ ، و ليس لي من مُنْجِدِ ؟ أم خافت الريحُ العقيمُ فأقبَلَتْ=نحوي لتلتمسَ الأمانَ و تهتدي ؟ أَتَضَوَّرَتْ جوعاً كنصفِ الأرضِ،أمْ=خارتْ من الحربِ التي لم تُخمدِ ؟ أم أنها جاءت بأسمالٍ لها=تُبدي الأسى من دونِ سابِقِ موْعِدِ ؟ يا والدي ، جاءَ الشتاءُ فيا تُرى=كم من فقيرٍ في الشقاءِ السرمدي ؟ كم من أسيرٍ خلفَ أسوار الردى=أكلَ الخَشاشَ ، و سفَّ رملَ الفدفَدِ ؟ كم من بتولٍ قد أُبِيحَ وقارُها=من ظالمٍ متجبِّرٍ مُتَمَرِّد ؟ كم من غنيٍّ موسِرٍ و مُرَفَّهٍ=أعطى بإخلاصٍ و لم يتردَّدِ !؟ لمّا رأيتُ الليلَ خارجَ غرفتي=مُتَوَشِّحاً ثوبَ الظلام ِالأسوَدِ و رجعتُ بالعينينِ ألمحُ سِحرَها=و الضوءُ يكسوها، و دفءُ الموقدِ و الخيرُ ، كلُّ الخيرِ في أرجائها=في حُسْنِها المُتَأَلِّقِ المُتجدِّدِ أيقنتُ كم حجم النعيمِ أعيشُهُ=و بأنني في السوءِ إن لم أحمَدِ فَرَفعْتُ كفِّي بالضَّراعَةِ شاكراً=للهِ ، لم أفتُر و لم أتَبَلَّدِ و دعَوتُ ربي أن يعُمَّ رخاؤُهُ=من كان يتَّبِعُ الرسولَ و يقتدي و ذكرتُ نبرةَ صوتِكَ الحُلو الذي=جابَ المكانَ كنسمَةِ الصُّبحِ النَّدِي فرأيتُ كيفَ الصُّبحُ يُسفِرُ ضاحِكاً=من وجهِكَ الغَضِّ الجميلِ الأملَدِ و سمعتُ شدوَ الطيرِ في همساتِهِ=يحنو على القلبِ العليلِ المُسهَدِ ألقيتُ حزني في الفضا،أحرقتُهُ=في النَّارِ ، دونَ تكاسُلٍ و تردُّدِ و حمدتُ ربَّ الكونِ في عليائِهِ=أن كنتَ لي نوراً كنورِ الفرقدِ |
|
10-07-2010, 01:06 PM | #3 |
|
أعرني مِسمعاً أَعِرنِي مِسمَعاً ، و اْسمَع شَكاتِي = و كَفكِف أَدمُعـاً لـي سَائِبـاتِ فَمَـا تَوْدِيـعُ أحبابـي يَسِيـرٌ = و قد أَسكَنْتُهُـم أَعمـاقَ ذاتِـي و رِيمٍ قَد تَرَعرَعَ فـي الحنايـا = عَرَفتُ بِقُربِـهِ صَفوَ الحيـاةِ رأيـتُ بعينِـهِ الدُّنيـا رَبِيعـاً = و كانـت كالقِفـارِ المُوحِشـاتِ بَلَوْتُ مشاعري ، فرأيـتُ أَنِّـي = بلا عينيهِ أدنـو مـن مَمَاتـي كأنِّي غارقٌ فـي لُجِّ بحـرٍ = و في يُمنـاهُ أطـواقُ النجـاةِ سأهـربُ.. رُبَّما..لَكِـنْ إليهِ = و أركِزُ فـي حديقَتِـهِ رُفاتـي أموتُ ، فَيَمَّحِي جِسمِي و رَسمِي = و تَبْقَـى مُشْرِقَـاتٍ ذِكْرياتـي تَـلألأُ فـي نَوَادِيكُـم كَـبَـدْرٍ = و تَلمعُ كالنُّجـومِ السَّاطِعـاتٍِ و تَبقَى بينكُـم رُوحِـي كَطِفـلٍ = تَنَعَّـمَ فـي أريـجِ النَّرجِسـاتِ أنا ما غِبتُ عنكم من قُصُـورٍ = و لَكِنْ عاتَبَـت قَلَمِـي دواتـي أُراجِعُ سِفرَ عُمـري كـلَّ يـومٍ = أُقَلِّبُـهُ علـى كُـلِّ الجِـهـاتِ و أسألُ في الحوادِثِ أينَ سيفـي = تَثَلَّمَ ؟ أَمْ غدا فـي مُهمَلاتـي ؟ و أينَ يراعتي ؟ يا ويحَ نفسـي = أأنسى أُمَّتي فـي الحادِثـاتِ ؟ و هل مِثلُ اليراعةِ مِـن سِـلاحٍ = إذا ما أَغْرَقَت سُفُنِـي عِداتـي ؟ و وَلَّت دُبرَها في الحَرْبِ خَيلـي = و طاشَتْ عن مَرَامِيهَـا قَنَاتِـي لِمَن أُبدِي عنِ التقصيرِ عُـذري = و ذَنبي فَاقَ كُـلَّ تَصَوُّراتـي ؟ لِبَغدادَ التـي سَكَنَـت عُيونـي = فَأَدْمَتْ مُقْلَتِـي جُنـدُ الغُـزاةِ ؟ أَمِ الفلُّوجَـةِ العـذراءِ ، نـادَت = فَما وَجَدَت سِوَى سيفِ الجُناةِ ؟ و هل سَيُسَامِحُ الأقصـى مُحِبَّـاً = أسيـراً للعُيـونِ الناعسـاتِ ؟ غَدَوتُ و قَد لَبِستُ ثيابَ غـربٍ = كقومي ، عارياً ضمـنَ العُـراةِ ظَمِئتُ فَجَرَّعوُنِي كأسَ صَمتِـي = و ثُـرْتُ ، فَغَيَّبـوا بِمُخَـدِّراتِ طَوانِي الجُوعُ ، أُلْقِمتُ المنايـا = فألجأتُ الجُفُونَ إلـى السُّبـاتِ ألا مَن يوقِـظُ الأحـلامَ عِنـدي = و يسعى كـي يُحَقِّـقَ أُمْنياتـي و يُنقِذَنِـي إذا أَحرَقتُ أمسـي = بنارِ الوهمِ فـي بـردِ الشتـاتِ أناْ العَرَبِـيُّ ، كانَ الماءُ عرشي = فغيضَ الماءُ ، ضَاقَت بي فلاتي و مِن سَفَهٍ ،جَذَذتُ جذورَ قومي = و بِعتُ بدرهمٍ مجدَ الأُباةِ و لي لغةٌ ، أضَعتُ سُدىً ، و كانت = هيَ المِشكاةُ في ليلِ السراةِ تأَمرَكَتِ البلادُ ، فهل سأُبقي = على رَمَقِ الكرامةِفي حياتي ؟ و هل سيجيءُ بعد اليومِ يومٌ = لأعلنَ من قيودِهِمُ انفلاتي ؟ |
|
10-07-2010, 01:08 PM | #4 |
|
هو الشعر هوَ الشِّعرُ أُزجيهِ قصيداً مُغَرِّدا=على البُعدِ و الأزمانِ يبقى مُخَلَّدا جَعَلْتُ لهُ اْلجوزاءَ تاجاً يَزِينُهُ=و شمسَ الضُّحى عرشاً و بدرَ الدُّجى رِدا كَسَوتُ القوافي من حريرِ مودَّتي=و جَرَّدتُها إلا من الحقِّ و الهُدى فكانت لظىً في النائباتِ و في الوغى=و كانت حماماتٍ إذا السيفُ أُغمِدا و كانت لأصحابي أزاهيرَ روضةٍ=و جاماً بها جَرَّعتُ أعدائيَ الردى و ما غابت الأوطانُ عن شِعريَ الذي=نَسَجتُ ، و لا الإحساسُ يوماً تَبَلَّدا بلادي لها في كُلِّ حرفٍ كتبتُهُ=نصيبٌ ، و في قلبي مكانٌ تَفَرَّدا إذا ما دَعَتني في عظيمٍ ، وَجَدتُني=لها القلبَ و العينينِ و الروحَ و اليدا هواها مِدادِي ، نيلُها العذبُ في دمِي=و أنسامُها العطرُ الذي فاحَ في المَدى إذا ما طواني جُنحُ ليلٍ و غربةٌ=يَلُح وجهُهَا في وحشةِ الليلِ فرقدا خليليَّ سيرا بي إلى مصرَ ، إنَّها=شفائي من الدَّاءِ الذي فِيَّ عربَدا فلي في رُباها ذكرياتٌ ، عبيرُها=على البُعدِ فَوَّاحٌ ، و إنْ غِبتُ سرمدا و لولا يقولُ الحقُّ " فامشوا "، لما نَبَتْ=خُطىً تقطعُ البطحاءَ سهلاً و فدفدا و لِيْ أصدقاءٌ ما تلاقت جُسومُهُم=و لكِن بأرواحٍ تلاقت على الهُدى إذا ما ادلَهَمَّتْ نائباتٌ ، وَجَدتُهُمْ=هُمُ المنهلُ الدَّفَّاقُ بالخيرِ و النَّدى فَسُبحانَ من آخى قلوباً قصيَّةً=على الحُبِّ من غير ِالتِقاءٍ و وحَّدا *** أنا ما نَظَمتُ الشعرَ أرجو بنظمِهِ=نوالاً ، و لا أُرضي بما قُلتُ سيِّدا و لكنَّني ترجمتُ إحساسَ شاعرٍ=و عطَّرتُ دنيانا بشعرٍ لهُ صَدى جعلتُ رضا الرحمنِ همِّي و غايتي= فحققتُ ما أصبو إليهِ مُؤَيَدا |
|
10-07-2010, 01:10 PM | #5 |
|
الرزق الحلال ألا مهلاً بريدَ الصبحِ مهلاً =فقد أوشكتُ أنْ أُنهي الرسالَهْ تحمَّلْها ، ففيها بعضُ دمعٍ=أَسَلْتُ ، و لا تسلني من أسالَهْ و فيها اللومُ ، علَّ اللومَ يُجدي=فيأتيني الجوابُ على عُجالَهْ و بين سطورها نبضاتُ قلبي=تميدُ كشاربٍ حدَّ الثُمالَهْ و قد زيَّنْتُ بالأشواق طِرسي=و بالتحنانِ توّجتُ المقالَهْ و من عَبَقِ الجراحِ نثرتُ عطراً=و من نورِ الهمومِ قطفتُ هالَهْ و ضمَّنتُ الخطابَ عميقَ شوقي=لمحبوبٍ سقاني ما بدا لَهْ ْ ترفَّقْ يا بريدي بي عساني=أجاوز شامخاً نهرَ الكلالَهْ فأصنعُ من أحاسيسي جناحاً=إلى وطني ، فأسترضي رمالَهْ و أسترضي النخيلَ بكلِّ سهلٍ=بوادي النيلِ ، أستجدي ظِلالَهْ و أطلب صفحَ أهلي أن طواني=بعيداً عنهمُ ليلُ الملالَهْ و شدَّ وَثَاقَهُ فوقَ اْحتمالي=فدكَّ البعدُ قلبي و احتمالهْ ألا خبَّرتَ يا مِرسالُ عنّي=بأني لستُ من أهل النذالَهْ و حفظُ العهدِ بعضٌ من خصالي=و مثلي ليس من ينسى خصالَهْ و إن طال النوى بالرغم مِنِّي=فإنِّي ما أردتُ لهُ اْستطالَهْ سعيْتُ لأجلِ رزقٍ من حلالٍ=و جُبتُ الأرضَ عمراً كي أنالَهْ ركضْتُ وراءهُ برّاً و بحراً=و كدت أطير كي أرقى جبالَهْ فما نالتْ يميني غير قدْرٍ=قضاهُ اللهُ ربِّي ذو الجلالَهْ *** أيا عبداً لجمعِ المالِ عُذراً=أتدري ما السبيلُ إلى الضلاله ْ؟ سبيلُكَ في اْغتصابِ المالِ غدراً=فبئس المالُ ، قد أشقى رِجالَهْ فكُن حَذِراً إذا جَمَّعتَ مالاً=فإن حرامَهُ يُفني حلالَهْ |
|
10-07-2010, 01:12 PM | #6 |
|
صراعات نفس أعاني من عذابات الليالي =إذا ما مرَّ طيفٌ أو بدا لي و كان الطيف يحمل بعض رسمٍ=لماضٍ فيهِ فاتنة الجمالِ تفيضُ عذوبةً كمياهِ نهرٍ=تحلّى بالجواهرِ و اللآلي و شقَّ طريقَهُ في جدبِ قلبي=كسهمٍ صوَّبتْهُ يدُ المحالِ فلم تُخطئْ فؤادي ما رمتهُ=و لم تبرح منامي أو خيالي ألا يا أيها القلبُ المُعنَّى=لقد نفد اصطباري و احتمالي عهدتك في إبائك مثل بحرٍ=و في الإخلاصِ كالشُّمِّ العوالي و لكن هل من الإنصافِ أني=أصون عهودَ من وَأدَتْ وصالي و شادَتْ فوقَ أشلائي قصوراً=من الأوهامِ ، و اغتالت سؤالي فَكُنْ لي يا فؤادي أنت مني=و لستَ لها و إن جالت ببالي كلانا مثل طيرٍ في سماءٍ=تسامى فوق طيفٍ أو خيالِ فَعِشْ للخيرِ إنَّ الخير أبقى=و ذكرُ اللهِ أدعى بانشغالي و حُبٌّ غير حبِّ اللهِ فانٍ=و إن زانتْهُ نجماتُ الليالي |
|
10-07-2010, 01:14 PM | #7 |
|
أنهار لا تعرف الخوف ( 1 ) للنوارسِ أجنحةٌ من عقيقٍ و ماءِ و لي دهشةُ الأقحوانِ لكَ المجدُ تسقيهِ مَن شئتَ في قُلّةٍ من فَخارٍ و طينٍ لَهُم أعينٌ من زجاجٍ و أقدامُ فيلٍ تدوس على حُلمِ عُصفورةٍ فَتُطِلُّ بعينِ الشموخِ عليهمْ و تضحكُ تُشبعهمْ من أوانٍ من النورِ يكسِرها من يشاءُ و يشربُ من أَرْيِهَا من يشاءُ إلى سدرةِ المنتهى . فضةٌ تترقرقُ أم صوتُ عبدِ الحليمِ يسافرُ كالضوءِ في عتمةِِ الأمكنةْ . و الصبيُّ يراود قُبَّرةً حَلَّقَت في المدى وَقَفَت فوقَ بَسمَتِكَ المُزمنةْ . تنفضُ الماءَ عن ريشِها الـ .. بللتهُ أفاويقُ وجدِكَ حين أتت تشتكي ظلمَه. بُرتُقالتُكَ انشَطَرَت . نِصفُهَا القَلبُ ماج بهِ العشقُ ، أرَّقَهُ فارتمى مثلَ عصفورةٍ في حنايا الخِضَمِّ المسافرِ و النِّصفُ ما قد تبقَّى من الليلةِ المُحزنةْ . ( 2 ) حالماً كان يغفو على شاطئ النخلِ يغسلُ أحلامَهُ بالضياءِ يُسَبِّحُ باسمِ الذي منحَ الماءَ سطوتَهُ و الضياءَ عروبَتَهُ و النخيلَ رجولَتَه يا صديقيَ منذ عرفتَ حميميةَ العشقِ هل كنتَ تعلمُ أنَّ وراءَ البحارِ سفائنَ تحملُ صوبكَ سربَ الأواكسِ و ساعةَ نحسِ و لحظَةَ بؤسِ فنمتَ ، تماديتَ في الحُلمِ هل كنتَ تعلمُ أنَّ الشياطينَ جاءت لكي تَسكُنَ الرملَ و القيظَ ليس لعينيكَ لكن لتلتهمَ الحوتْ . يا صديقيَ منذ قديمِ الزمانِ سأكتب في دفتري جملةً واحدةْ : " لن تموت " ( 3 ) " ميج انا " تتغلغلُ أغنيةُ النهرِ في أُذُنُ الطينِ توقظُ كلَّ الدلافينِ من غفوةِ النومِ تحتَ رمادِ المتاهةِ و الصمتِ تقرعُ أجراسَ مدْنِ الغوايةِ و الكبتِ تُرهق سمْعَ وزيرِ الدفاعِ هناكْ . طفلةٌ كالحمامةِ تهدلُ فوق الرُّبا " أعطني النايَ " كي أُسمِعَ الذئبَ أغنيتي " غردي يا طيورَ السلامِ أنا طفلةٌ ...... " علَّهُ ينتهي من طقوسِ العواءْ . علَّهُ يتوضَّأ في النورِ ثُمَّ يُجفِّفُ ما عَلِقَت في مخالبهِ من بقايا الدماءْ . ( 4 ) غائرٌ أنت مثلُ جراحيَ ممتشقٌ سيفَ مائِكَ مرتكبٌ مِن ضروبِ الشجاعةِ ما ليسَ فِيّْ . بيد أني أراك حزيناً تداري دموعكَ بين صخورٍ و فَيّْ . إي و ربِّكَ ، فَكُّ إسارِكَ أصعبُ أصعبُ من ذا الزمان العصيّْ . سوف يأتيك ـ من بعدنا ـ من يفك قيودَكَ تصهل في الأرض أفراسُهُ فتهيم كما أنت في لجةٍ من عقيقٍ و ضيّْ ثم تُطوى السماءٌ كطي ..... |
|
10-07-2010, 01:15 PM | #8 |
|
مدينة الأشواق من أي بابٍ في مدينتكِ الرحيبةْ تَلِجُ الخيولُ إلى مروجكِ يا حبيبةْ يا قصةَ الظلِّ الوريفِ و يا صدى فصل الخريفِ و نسمة الصبحِ الرطيبةْ . من أيِّ بابٍ و المدينة أغلقت أبوابها في وجه من أوحت لهُ أوهامُهُ يوماً بأن يجتاحَها أو يستبيحَ سهولَها الخضرَ الخصيبهْ *** من أي بابٍ أستطيعْ ؟ و على شواطئِ بحرِكِ اندحر الجميعْ و تبددت كلُّ الأساطيلُ التي حملت شذا الأزهار مهراً للربيعْ و تراجعت مهزومةً و الموجُ يكتبُ فوقَ وجهِ الرملِ نصّاً من حكايتها العجيبْةْ . و النورسُ البحريُّ ينقل للضُّحى قصصاً رواها البحرُ عنكِ و لم تزلْ نقشاً بذاكرةِ المحارْ وشماً على صدرِ النهارْ لم تمْحُهُ الشمس اللهيبةْ *** من أي بابٍ يا حبيبةْ ؟ من بابِكِ البحريِّ أدخلُ للعيونْ فأنا خبيرٌ بالبحارِ و بالعيون و لسوف ترسو في مياهِكِ مركبي فإذا أمرتُكِ فاركبي فلقد أتيتُكِ بالهوى الجيّاشِ بين جوانحي لن تستطيعي درءَهُ ـ أبداً ـ فلا تتعجبي إن قلتُ أنَّ مدائنَ العينينِ قد صارت سليبةْ . و غدت حدائقُ وجنتيكِ و شهدُ ثغرِكِ والفؤادُ و كلُّ ما ملكت يمينُكِ لي ضريبةْ . *** هذا صباح الإنتشاءْ هذا صباحُ الفتحِ أثرتهُ العصافيرُ الطليقةُ بالغناءْ هذا صباحٌ للأهازيجِ التي قد أطلقتها الطيرُ لحناً في الفضاءْ . لمّا فتحتُ مدينتيكِ رأيتُ ما لم يستطعْ أحدٌ قبيلي أن يراهْ فوددتُ لو أني بقيتُ العمرَ في هذا المتاهْ هيّا بنا كي نرسمَ الأحلامَ يا عمري سويّا فهنا سنبني عُشَّنا و هنا سنعلنُ حبنا فلتعلني لمدائن الأشواقِ موْلدَ نجمنا إني أحبكِ فانثريها في الفضاءات الرحيبةْ . عطراً و لحناً صافيا جابَ البلادَ و جاءَ نحوكِ معلنا أن المسافة قد تلاشت بيننا و سكنتُ قلبَكِ يا حبيبةْْ |
|
10-07-2010, 01:17 PM | #9 |
|
يا طائرَ الصبحِ الجميلْ هذا نداء التمرِ في صبحٍ عليل هذا دعاء الفجرِ للطيرِ المهاجرِ كي يعودْ .ْ كي يرتمي بعد الغيابِ و وحشة المنفي البعيدِ بحضنِ غابات النخيلْ . هذا صدى طمي الفراتْ و حنينُ دجلَةَ للعصافيرِالتي ذاقت مرارات الشتات . يا طائرَ الصبحِ الجميلْ : لبِّ النداءَ وعُد فقد سقط الظلام . جمِّعْ قواكَ و ردد اللحنَ الذي كانت تغنيه الفصولْ . قل : لن تهونَ كرامتي قل مثلما كانت تقولْ . واضرب بأجنحةِ التحدِّي كي تُذيبَ المِلحَ في جوفِ الغمامْ . عُد وانتصر للجُرحِ في وطنٍ جَفَتْ آفاقَهُ شمسُ النهارْ . ارجع لعُشِّكَ واسترِح من بعد أن اضناكَ طولُ الإنتظارْ جمِّع قواكَ وقمْ إلي الشمسِ الطليقةْ . فاعقد قِرانَكَ و اكتُبا بدمِ التوحُّدِ سِِفرَ ميلادٍ جديدْ. افرد جناحَكَ حولها و ارسم على ريش الجناحِ شعاعها. لا تنتظرنا إننا تُهنا بغاباتِ الكلامْ . غرقت سفينتنا ببحرٍ من خنوعٍ وانهزامْ ضلّت قوافلنا التي حَمَلَتْ لنا الأمجادَ من زمنٍ بعيدْ . عثَرَت خيولُ العزِّ فانثَلًمً الحسامْ . ضلَّت قوافلنا فما وجَدَت سوى الحجاجِِ يرفعُ سوْطَه و جيوشُ " هولاكو " تُثيرُ النقعَ في زمنِ الخنوعْ . "جنكيزُ " لم يشبعْ و لم يُطفئْ لظى عطشٍ قديمْ . و جنودُهُ شربت دماءَ النهرِ لوَّثَتِ الضفافْ . الناس يا طيرَ الصباحِ تُساقُ سَكْرَى كالخرافْ . لا تنتطرْنا واستمع لصدى السديمْ . أنقذ بساتين الكرومِ من التصحِّرِ والجفاف و امسح بكلِّ إبائِكَ المعهودِ دمعَكَ و انتفِضْ . رَبِّت على كتفِ العراقْ خفِّف معاناةَ الملايينِ التي ذاقت مرار الأسرِ جُرِّعَت الهوانِ بكأسِ محتلٍ لئيمْ . يا طائرَ الصبحِ الجميل : هذا صباحٌ ليس في أصباغِهِ لونُ الجراحْ أنسامُهُ.. حَمَلَت شذا زهرِ البنفسجِ و النخيل لكنَّ خلفكَ جاء صيّادٌ يُهرولُ بالشِّباكْ . يُغريكَ بالقمحِ الذي سَرَقَتْهُ من غيطانِكَ الخضراءِ أجنادُ الظلامْ من بعدِ أن رَسَمَتْ ملامِحَ وجهِهِ كَفُّ الربيعْ احذرْهُ لا تكنِ الضحيةَ من جديد قاومْهُ لا تركن ليأسٍ أو خضوع . هذا نصيبُكَ أن تذوقَ المُرَّ في خبز الرجوع ْ لكنَّهُ الوطنُ الجميلْ أَوَلا تهونُ لإجلِهِ الأرواحُ في الزمنِ البخيلْ ؟ |
|
10-07-2010, 01:19 PM | #10 |
|
في خيمة الليل أَرَقٌ ، أَرَقْ . الليلُ يَسكُنُ خَيمَةً شِتوِيَّةً نَسَجَتْ خُيُوطَتَها الكَوَاكِبُ و النُّجُومُ.. و ثَبَّتَت أَوتَادَهَا فَي الأَرضِ أَرسَانُ الأَرَقْ . مُتَأَهِّبٌ لِلنَّومِ، أَرخَى فَوقَ عَينِ الكَونِ سِتراً أَسوَدا . و على بِسَاطِ الأرضِ نَامَ مُمَدَّدا . نَظَرَت إلى الأُفْقِ البعيدِ عُيُونُهُ . هُوَ لا يَكادُ يرى يَدَيهِ و لَيسَ يَسمَعُ في الفَضَا إلاَّ الصَّدَى أَحلامُهُ مَاتَت عَلَى شَفَةِ السؤالِ تَنَازَعَتهَا وَحشَةٌ، و نُيُوبُ ذئبٍ بَربَرِيٍّ .. لَم يَزَل يَطَأُ الجِراحَ ، النَّهرَ ، ضِحْكاتِ الصِّغَارِ ، الوَردَ ، آياتِ الكِتَابِ ، منازِلَ الشُّرَفَاءِ ، مَكتَبَةً .. بِكُلِّ صَغِيرةٍ و كَبِيرَةٍ زَخَرَت ، و حِبراً داعَبَت قطراتُهُ وَجهَ الوَرَقْ . أَرَقٌ ، أَرَقْ . الليلُ يَسكُنُهُ الأَرَقْ . و أنا سَأَسكُنُ خَيمَةَ اللَّيلِ الذي أَبصَرتُهُ يَبكِي لأَوَّلِ مَرَّةٍ و لَطَالَمَا صَدَرَت عَلَى سَاعَاتِهِ أَحكَامُهُمْ . هُوَ ظَالِمٌ ، هُوَ مُظلِمٌ ، هُوَ بَاعِثٌ لِلحُزنِ فَليُشنَقْ عَلَى بَابِ الفلقْ . أَو تُحبَس الأَنسَامُ عَنهُ يَنُوءُ بِالنَّجْمَاتِ ، بِالقَمَرِ المُنِيرِ بِأفْقِهِ ، بِسكُونِهِ ، بِجَلالِهِ ، بِجَمَالِهِ ، بِسَوَادِهِ ، يَهوِي إِلَى أَرضِ النِّفَاقِ فَيَحتَرِقْ. يَا أَنتِ هَيَّا نُوقِدُ النِّيرَانَ ، أَضيَافُ الدُّجَى قَد أَقبَلوا.. مِنْ كُلِّ فَجٍّ حَامِلِينَ جِراحَهُمْ ، و وُرُوُدَهُم ، و كُؤُوسَ لَهفَتِهِم إِلَى شَهدِ اللِّقَاءِ فَهَيِّئِي مِن خَيمَةِ اللَّيلِ الوِسَادَ و عَطِّرِيني مِن أَرِيجٍ لَيسَ يَعرِفُهُ سِوَانَا رُبَّما لَو تُهتُ عَنكِ يَدلُّنِي سِحرُ العَبَقْ . أَرَقٌ أَرَقْ الليلُ يُوشِكُ أَنْ يَنامَ على ذِرَاعِ الفَجرِ قد ثَقُلَت عليهِ همومُهُ . أَتُراهُ يتركني وحيداً .. لا نديمَ سوى التذكِّرِ .. حين يقطعُ طيفُكِ القَمَرِيُّ آفاقَ اْغترابي تاركاً لي قصةَ الحُبِّ الطفوليِّ ، ابتسامَتَكِ البريئةَ ، لونَ عينيكِ ، الرؤى ، قاموسَ أيامِ الرعونةِ و النَّزَقْ . أرَقٌ أرَقْ . الليلُ يَضحَكُ لِي ، يُوَدِّعُنِي ، و يَمضِي حَيثُ يَأْخُذُهُ الصَّباحُ إِلى البَعِيدِ و لَم أَزَل أَقتَاتُ عُشبَ الحُزنِ أَلتَحِفُ الأَسى ، و النومُ يأبى أَن يُصَالِحَ مقلتي . |
|
موضوع مغلق |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرسى, الدكتور, جمال |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|