أنا واهل زماني
(من ديواني أنين القوافي )
دعِ الناسَ في وادٍ وخُذْ لكَ واديا
..... وزِدْ إن يزيدوا في المَلامِ تماديا
وواقعْ مُناك إن تَمنيتَ مُسرِعاً
.....مُواقعةَ الشَرَّابِ للكأسِ ظاميا
ودعْ عنكَ قولاً فيهِ خَشيةُ لومِهم:
..... أرى الناسَ عن يُمنايَ أو عنْ شِماليا
إذا فضَّلوا نفياَ فكنْ أنت مُثبِتاً
..... وإن أثبتوا أمراً فكنْ أنتَ نافيا
فإمَّا أخوسُمٍّ تخافُ سُمومَه
..... وإمَّا بعوضٌ خفتَ منهُ الملاريا
لهمْ رأيُهم فليحكِروهُ كغيرِهِ
...تَنَحَّ برأيِكَ أن تكونَ مُرائيا
لِنفسي هَوىً إن لمْ تَنلهُ مخافةً
.....لطلقتُها فوقَ الثَّلاثِ ثَمانيا
مُريني مُريني ما اسْتطعتَ فإنَّما
.....أُعظِّمكِ أنتِ وليسَ الأعاديا
لِعِلمِكِ لوضَرَّ المَلامُ مُلَوَّماً
.....لَمَا طلعتْ شمسٌ تُنيرُ الدياجيا
ولا قمرٌ فالشمسُ قالوا مَعيبةٌ
.....فقدْ تُرسِلُ الإشعاعَ للأرضِ حاميا
وللبدرِ قالوا أنتَ شيءٌ مُشوهٌ
.....نرى كَلَفاً في صَفحةِ الوجهِ باديا
لعمرُكَ لو أُعطيتَ حكمةَ أحمدٍ
.....إلى صبرِ أيوبٍ إلى فضْل دانيا
إلى حِلمِ إبراهيمَ كي تُبصرَ الرِّضى
.....لمَا أبصرَتْ عيناكَ في الناسِ راضيا
فما بالُهُم مثلَ الأسودِ عوادياً
.....وما بالُهُم مثلَ الفِعالِ ضواريا
إذا تَسمعوني قلتُ عندي صاحبٌ
.....فذاكَ الذي لم يستطعْ أخذَ داريا
وإن قلتُ خلٌّ طهَّرَ اللهُ قلبَهُ
.....فذاكَ الذي ليسَ عليَّ ولا ليا
وما أنا هاجٍ إذ عرضتُ لوصفِهم
..... كفاهُمْ بأصلِهم عنِ الشِّعر هاجيا
محمد الريشاني |