لو تأملنا هذه الحياة من حولنا لادركنا ان كل شي فيها مصيره الفناء والزوال فلو نظرنا الى القمر ينموا ويزداد جمالا حتى يكتمل في ابهى حلته ثم يبدأ بالتراجع والظمور حتى يموت وتستمر دورته حياة وموت كذلك الشمس فهي تبدوا رائعة في خروجها وتبدأ بالنضوج حتى تكتمل في توهجها وتشتد في حدتها ثم تبدأ بالتراجع وتعلن عن ضعفها تدريجيا حتى تغوص في اعماق الغروب لترحل كما يرحل غيرها وايضا تستمر في مسلسل الحياة والموت كذلك الزهرة تبدوا كفص من الزمرد جميلة المنظر والمظهر وتستمر في لبس حلة الجمال فتتفتح كعقد من الجواهر يكسوها جمالا ما حباها الله به من روائح والوان فترها متباهية بجمالها فرحة بروائحها مغترة بالوانها وهي تتمايل مع الرياح وتنثر عبيرها مع النسمات لكنها سرعان مايطعنها شبح الضمور ويهددها مرض الذبول فتراها وهي قد خلعت ثوب البهاء وداهمها لبس الضمور والسقوط فترها جثة هامدة على الارض تركلها الرياح كيفما شاءت ثم تنموا غيرها وهكذا تتواصل قصة البدأ والفناء والحياة والموت واليك البشر وما ادراك مالبشر فهم اغرب المخلوقات فهو العاقل الجاهل فهو العالم بحقيقة الفناء ورغم ذلك يعيش في غفلة عظيمة فلو نظرنا الى من هم من حولنا وكيف يولد فيكون كالشمعة تنير الظلام وكالفرحة تملأ البيت سعادة ينموا كالبرعم الغض الطري ثم ينموا وينموا ويزداد الفرح كلما كان ناجحا نافعا لاهله وبلده ثم يتزوج ويملأ البيت براعما واطفالا يعيش حياته حتى يصير كهلا يتمنى الكل هلاكه وفناءه وهو قادم لامحالة وهناك من يخطف من حياته وهو كالوردة الفتية فيأتي حتفه في غمضة العين وكانه حلم ومنا من يأتيه اجله وهو ما يزال في المهد طفلا صغيرا ومنا من لا يأخذه الموت حتى يغدوا جثة هامدة فهو ميت حي هذه هي الحياة بأكملها من بدايتها الى نهايتها حياة فموت لنتظر في قبورنا حياة اخرى بخلاف غيرنا من المخلوقات فلا تعيش الا حياة واحدة كذلك كل شيئ في هذه الحياة فانظر الى الامم والحظارات والشعوب فكم من حضارات قد وجدت فمنها ما وءد قبل قوتها ومنها ماستمرت حتى ظنوا الخلود وملك الارض سرعان ما جعلت في طي النسيان لم نعلمها الا عن طريق السير والاخبار والتاريخ وصدق قول الحق عزوجل { كل من عليها فان } وقال تعالى { كل شيئ هالك الا وجهه } الأصيلة

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

ربــــــــي ♥
ارزقني مٌستقبلآ آجمل مما تمنيت
وهب لي فهذه الدٌنيا أناسآ يدعون لي بعد أن آغيب.

اقتباس