أّيَا حَبِيْبِيْ
كُلِّي يَهْجُرُنِيْ وَيَرْتَحِلُ إِلَيْكَ
فِي غَفْوَتِيْ يَتَوَهَّجُ بِأَعْمَاقِيْ الشَّوْق
نَبْضٌ يَلْثِمُ أَدِيمَ الأَرْضِ رُغْمَ الْبُعْدِ
تَمْضِيْ بِيْ غَيْبُوبَةٌ ثَمِلَةَ الْأَحْلَامِ
تَمْنَحُ الْقَلْبَ أَجْنِحَةَ فَرَحٍ
يَزْدَادُ مَعَهَا ضَجِيْجُ الْعِشْقِ
تَتَسَلَّلُ إِلَيَّ عَاشِقٌ وَلِهٌ
تُرَاقِصُنِيْ عَلَى هَمْسِ الْمَشــَاعِرِ
نَثْمَلُ سَوِياً عَلَى نَبِيْذِ الْأُمْنِيَاتِ
تُشْعِرَنِيْ أَنَّنَا حِكَايَاتُ عِشْقِ لاَ تَنْتَهِيْ
نُقِشَتْ عَلَى جِدَارِ الْعُمْرِ ..

أَيَا حَبِيْبِيْ ..
لاَ تَزَالُ تَسْكُنَنَيْ رُغْمَ أَثِيمِ النَّوَاياَ الَّتِيْ خَيَّبَتَهَا الْأَقْدَارُ
أَرْسُمُكَ حُرُوفاً مُضِيئَةً عَلَى عُذْرِيَّةِ الْوَرَقِ
أَوَّااهُ .. بِتُّ لاَ أَعْلَمُ حَقِيقَتَكَ ..
هَلْ أَنْتَ خَيَالٌ وَوَهْمٌ ؟
أَمْ قَدَرٌ مَوْشُومٌ بِذَنْبٍ ؟
يـَا إِلَهِيْ ..
تَتَشَتَّتُ بِكَ أَفْكَارِيْ
تَضِيعُ فِيْ طَلاَسِمِ حُلْمٍ لاَ يَفْقَهَهُ
إِلاَّ نَبْضُ قَلْبَيْناَ
آآهٍ..
كَمْ رَاوَدَتْـِنيْ فِيكَ الأَمَانِي
فَنَقَشْتُ اِسْمَكَ عَلَى جِذْعِ شَجَرَةٍ
زَرَعَتَهَا يَدَيَّ
وَقَرَأْتُــكَ هَمْسَ عَشْقٍ فِي حَنَايَا الْكَلِمَاتِ
فَعَلَّمْتَنِيْ كَيْفَ يَكُونُ الْهَوَى
وَكَيْفَ تَكُونُ أَبْجَدِيَّةُ الْحُبِّ
تَنَفَّسْتُكَ عُمْراً فِي شَدْوِ الأَلْحَــانِ
فَرَحَلَتْ بِكَ فَيْرُوزُ بِأَعْمَاقِيْ
إِحَسَاساً أَبَدِيٍّ ..

أَياَ حَبِيْبِيْ ..
أَنَا وَأَنْتَ
نَمْضِي عَلَى عَاتِقِ الزَّمَنِ
أَرْوَاحٌ تَحْتَضِرُ
أَحْلَامٌ تُدَاعِبُ خَيَالَاتِ النَّفْسِ
تَتَنَاقَلُهَا الْأَقْدَارُ عَلَى رُقْعَةِ شطَرَنْجِ
تَضِيقُ الأَرْضَ عَنْ وَقْعِ خُطُوَاتِنَا
نَلْتَقِي فِي قَعْرِ فُنْجَانِ قَهْوَةٍ
عَلَى لِسَانِ قَارِئَةٍ كَاذِبَةٍ
تَزْفُرَنَا الْأَيَّامُ لَوْعَةَ فَقْدٍ وَآهَ فِرَاقٍ
نَنْتَهِي مُسْتَغْفِرِينَ
مِنْ خَطِيئَةِ حُبْ ..

أَياَ حَبِيْبِيْ ..
أُحِبُّكَ رَجُلاً ..
يَخْتَصِرُ لِيَ الدُّنْيَا
يَقْتُلُنِي عِشْقاً
أُمَارِسُ مَعَهُ لَذَّةَ الْغِوَايَةِ
وَتَبْقَى صَرْخَتِي : أَياَ حَبِيْبِيْ
كُلِّي يَهْجُرُنِيْ وَيَرْتَحِلُ إِلَيْكَ


الفتـــون
3/5/1432هـ
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

متنفس آخر للحرف
دُّيِوَآنِيَة facebook
ساحة في السماء twitter

اقتباس