سألتني ذات يوم عن عنواني . . عنواني عاشق يرحل إلى مدى عينيك حينما يلـامس الليل الـأفق عنواني حيث تسكن العصافير الجميلة في التلـال الباردة عنواني حقول فاتنة يفوح منها رائحة التوت الـأحمر عنواني قرية تتكئ فوق الجبال يغازلها القمر بين الضباب كل صباح عنواني حيث الهدوء في الغاب بين الخمائل العطرة و من عنواني تصلك قصائدي المحترقة بلهيب الـأشواق التي أضناها السفر ! سيدتي أنت من وهبتيني " الـ عنوان " لـِ أنّي كنت قبلك بـِ لـا عنوان . . أهوى السفر في رحلة ممتدة للبحث عن عنوان . . أتنقل بين المدن التائهة حتى عفت وجوه البشر التي ترمقني بنظرات خبيثة أرصفتها أصبحت تعرف مقاس حذائي أعمدة الـإنارة ملّت اْنتظاري الطويل أمامها لكن ما فائدة العناوين حينما يكون الوصول إليها صعب و السفر إليها محال . . لـِ أننا بلينا بعالم لـا يسمع تغريد البلـابل و لـا ينشد الـأغاني الرقيقة و لـا يرى الـأمواج العائدة و لـا يبصر فتنة السماء و لـا يصيغ لـ خرير الماء العذب في الجبال سيدتي بيننا عالم ما زال يقبع في صندوق عتيق تحكمه عادات قديمة بيننا قبيلة أبت أن تنفك من براثين الجاهلية الـأولى بيننا عالم محنط لـا يريد الحياة بيننا آثام البشر التي لـا ذنب لنا فيها . . لـا فائدة من عنواني !!

	~ْ~ عبدالله ~ْ~

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

شيء منّي ، تفضل بزيارتي

أوراق من ندى

اقتباس