مشاهدة النسخة كاملة : خيمة رمضان والذكر الحكيم 1437
الصفحات :
1
2
[
3]
4
5
6
7
8
9
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:01 AM
فيا إمام المسجد، أنت ربان السفينة التي يفد إليها المصلون، وحادي القافلة الذي قدَّمه المتطهرون، وكبش الكتيبة الذي سوّده المتوضئون، والشامة التي يشرئب إليها الناظرون، وأنت في نعمة عظيمة، ووظيفة شريفة، إذا قمتَ بحقها، وأديت أمانة الله عليك فيها.
قد رشحوك لأمر لو فطنتَ له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل[3].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:02 AM
فإذا جاء رمضان عظم الخَطب، وزادت التكاليف، وكثرت الحاجة إلى جهدك، والتفت الناس إلى بضاعتك، وانتظروا ما تقدمه لهم من عطايا الآخرة، فكنْ في أسنمة الثناء، ولا ترضَ لنفسك معرّةَ الهجاء.
عليك بأرباب الصدور، فمن غدا
مضافاً لأرباب الصدور تصدّراً
وإياك أن ترضى (لنفسك سُبَّة)
فتنحطَ قدراً من عُلاك وتُحقرا[4]
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:03 AM
فقُبيل مجيء رمضان أعدّ البرنامجَ الدعوي النافع المتنوع الذي تسير عليه في زمان الشهر الكريم، وليكن هذا البرنامج مما ترى أن الناس محتاجون إليه-فيمكن أن يكون فيه: مجالس تفسيرية وتدبرية للقرآن الكريم، وأحكام الصيام والزكاة، وشيء من رقائق، وسيرة وتاريخ إسلامي، وغير ذلك مما ينفع الناس.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:04 AM
كما أنها نعمة عظيمة أن يأتي رمضان فيسوق جموعَ الناس إلى سفينتك التي تنجي الغرقى، وتصل بأهلها إلى بر السلامة، فبعض الذين تلاطمت بهم أمواج الغفلة واللهو أحد عشر شهراً لجأوا – راغبين - إلى مركبك، فأحسن استقبالهم، وأكرم قدومهم بحسن تعاملك، وبذوخ أخلاقك، وسعة صدرك، وقوة تحملك جهلَهم وضجيجهم ونقدهم واعتراضهم؛ فهم من مؤلفة رمضان؛ فابذل لهم زكاة رِفْقك، وصدقة صبرك.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:04 AM
وحبّب إليهم المسجد وروَّاده بحسن تعليمك، وطيب تربيتك، ولين جانبك، وصدق نصحك، وحكمة معالجتك للأخطاء، وجمال ما تلقي عليهم من المعلومات والقالب الذي يوصلها إليهم.
وهيّء الجوَّ المريح في أرجاء مسجدك، وأزلْ أسباب النفور عنه بقدر استطاعتك.
وزيّن الصلاة بإتقانك للقرآن، وحسن صوتك، وهدوء قراءتك، وتخفيفك عن الناس إلى حد مقبول.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:05 AM
ونحن نعلم وأنت تعلم أن الحِمل ثقيل، والعبء جليل، وقد تلقى من الناس مَن لا يقدرك حق قدرك، ولا يشكر لك فضلك وبَذْلك، بل قد تجد من يسيء إليك، ويلقي متواترَ اللوم عليك، وأنت سائر على الجادة، قائم بحق المهمة، فدع ذاك الجفاء والإساءة خلف ظهرك، ويمم نحوَ ثناء الله وثوابه، على بساط الإخلاص، غير ملتفت إلى مدح المادحين، وإعجاب المعجبين، ï´؟ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ï´¾ [الشورى: 36]
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:07 AM
تنطلق الرحلة السعيدة بالله مجراها ومرساها تمخر عباب الزمن القصير، وعلى مقود سفينتها ربان القيادة الذي يزجيها إلى شطآن الأمان، ويلقي على رفقاء الركوب تعاليمَ السلامة، ومفرداتِ خطة الاستقامة.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:13 AM
إن على كاهله مهمة عظيمة، وأمانة كبيرة؛ فهو النور الذي يشق سجوف الظلام ليعبِّد طريقًا منيراً للسائرين، وهو القبلة التي يتجه إليها الحيارى؛ ليعرفوا السبيل السالكة، والوجهة الصحيحة.
إذا نحن أدلجنا وأنتَ إمامُنا
كفى بالمطايا طِيبُ ذكراك حاديا
وإن نحن أضللنا الطريقَ ولم نجد
دليلاً كفانا نورُ وجهك هاديا[1].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:13 AM
وهو الذي يرقب أحوال رفقاء الطريق فيكون الطبيبَ لمدنَفهم، والواعظَ لمسيئهم، والمذكِّر لغافلهم، والمعلِّم لجاهلهم، والدليل لضالهم، والقدوة لهم في أقواله وأعماله، وهم يردون نهر أحواله يستعذبون ماء النجاة من قوله ومن فعله، وينظرون إليه نظرة إكبار وإجلال، ويسلمون له أسماعهم وقلوبهم، وينقلون ما رأوه عليه، وما سمعوه منه إلى الواقع العملي. فـ" كُلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرَا"[2].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:14 AM
فيا إمام المسجد، أنت ربان السفينة التي يفد إليها المصلون، وحادي القافلة الذي قدَّمه المتطهرون، وكبش الكتيبة الذي سوّده المتوضئون، والشامة التي يشرئب إليها الناظرون، وأنت في نعمة عظيمة، ووظيفة شريفة، إذا قمتَ بحقها، وأديت أمانة الله عليك فيها.
قد رشحوك لأمر لو فطنتَ له ♦♦♦ فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل[3].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:14 AM
فإذا جاء رمضان عظم الخَطب، وزادت التكاليف، وكثرت الحاجة إلى جهدك، والتفت الناس إلى بضاعتك، وانتظروا ما تقدمه لهم من عطايا الآخرة، فكنْ في أسنمة الثناء، ولا ترضَ لنفسك معرّةَ الهجاء.
عليك بأرباب الصدور، فمن غدا
مضافاً لأرباب الصدور تصدّراً
وإياك أن ترضى (لنفسك سُبَّة)
فتنحطَ قدراً من عُلاك وتُحقرا[4]
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:15 AM
فقُبيل مجيء رمضان أعدّ البرنامجَ الدعوي النافع المتنوع الذي تسير عليه في زمان الشهر الكريم، وليكن هذا البرنامج مما ترى أن الناس محتاجون إليه-فيمكن أن يكون فيه: مجالس تفسيرية وتدبرية للقرآن الكريم، وأحكام الصيام والزكاة، وشيء من رقائق، وسيرة وتاريخ إسلامي، وغير ذلك مما ينفع الناس.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:16 AM
كما أنها نعمة عظيمة أن يأتي رمضان فيسوق جموعَ الناس إلى سفينتك التي تنجي الغرقى، وتصل بأهلها إلى بر السلامة، فبعض الذين تلاطمت بهم أمواج الغفلة واللهو أحد عشر شهراً لجأوا – راغبين - إلى مركبك، فأحسن استقبالهم، وأكرم قدومهم بحسن تعاملك، وبذوخ أخلاقك، وسعة صدرك، وقوة تحملك جهلَهم وضجيجهم ونقدهم واعتراضهم؛ فهم من مؤلفة رمضان؛ فابذل لهم زكاة رِفْقك، وصدقة صبرك.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:17 AM
وحبّب إليهم المسجد وروَّاده بحسن تعليمك، وطيب تربيتك، ولين جانبك، وصدق نصحك، وحكمة معالجتك للأخطاء، وجمال ما تلقي عليهم من المعلومات والقالب الذي يوصلها إليهم.
وهيّء الجوَّ المريح في أرجاء مسجدك، وأزلْ أسباب النفور عنه بقدر استطاعتك.
وزيّن الصلاة بإتقانك للقرآن، وحسن صوتك، وهدوء قراءتك، وتخفيفك عن الناس إلى حد مقبول
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:17 AM
ونحن نعلم وأنت تعلم أن الحِمل ثقيل، والعبء جليل، وقد تلقى من الناس مَن لا يقدرك حق قدرك، ولا يشكر لك فضلك وبَذْلك، بل قد تجد من يسيء إليك، ويلقي متواترَ اللوم عليك، وأنت سائر على الجادة، قائم بحق المهمة، فدع ذاك الجفاء والإساءة خلف ظهرك، ويمم نحوَ ثناء الله وثوابه، على بساط الإخلاص، غير ملتفت إلى مدح المادحين، وإعجاب المعجبين، ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الشورى: 36].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:18 AM
من دوحة رمضان الندية يمتد غصن مياد من أغصانها الناعمة ليصافح أهلَ المبادرة الذين يتتبعون شعف الأعمال، ومواقع قطر القربات؛ ليرووا روضة الإيمان؛ ليقوى عودها، وتورق فروعها، وتضحك أزاهيرها، ويفوح عبيرها.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:19 AM
فتحتَ هذا الغصنِ الذي يتفيأ ظلاله وجماله عن اليمين والشمائل يلفي السبّاقون جنةً من جنات الدنيا يستحم فيها الفؤاد المفؤود، ويستجم فيها الصدر الجريح، وتغتسل العيون من قتام القسوة، ويلبس الوجه حلة نورانية مشعة، ويطلق الحِجا ليسبح في ملكوت الآيات، فيكسر مغالقَ الغفلة، ويفك قيود الفهم، وتنال الآذان نصيبها من سماع الجُمل العذبة التي تترقرق فيها ترقرق الجداول في الخمائل، وتأخذ الأقدام جظها من القيام الخاشع الذي تدخره ليوم قيامها لرب العالمين.
تلك صلاة التراويح التي منَّ الله تعالى بها على أهل رمضان.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:21 AM
تلك العبادة التي تعد من محرِقات الأوزار، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)[1] ومن صفات الأخيار الأبرار، الذين ï´؟ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ï´¾ [النور:37].
تلك القربة التي يشتاق إليها المحسنون، وكلما اقترب نزول رمضان برّح بهم الحنين، وعظمت اللوعة:
وأعظم ما يكون الشوق يوماً ♦♦♦ إذ أدّنت الخيام من الخيام[2].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:22 AM
فما أحسنَ تلك الجموع التي ظلت واقفة بين يدي ربها تسمع آيات كتابه تتلى عليها زمرة بعد زمرة، وهي لا تبرح مصلاها حتى يفرغ الإمام، طالبةً بصبرها ورباطها هذا ثوابَ الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة)[3].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:22 AM
لقد ترك هؤلاء القائمون أهلَ الغفلة وراءهم يحتسون كؤوس الخسارة، مثقلين بثقل بطونهم، أو مسلوبي النهى والعيون من وسائل إعلامهم، أو منصرفين إلى أعمال دنياهم، أو لاهين في أودية عبثهم، ومجالس قالهم وقيلهم، فالصالحون في شأن وسواهم في شؤون أخرى، فطوبى لأولئك القائمين، وحسرة على من لم يكن معهم.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:23 AM
فيا من وفِّق لصيام رمضان لا تحرم نفسك من قيامه، ولا تنظر كثرة المعرضين عنه؛ فيصدك ذلك عن جنة التراويح؛ فإن أولئك اللاهين لن يحمدوا لهوهم، ولن يسلموا من توجع الندم حينما لا ينفع.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:24 AM
فإذا رزقت ولوج نعيم هذه الجنة فتهيأ لها تهيؤاً صالحًا: فخفف حمولة الطعام والشراب؛ فالسباق إنما هو للخيل المضمرة، واهجر الروائح الكريهة؛ فإنها تنفر عنك صالحي السماء وصالحي الأرض؛ وسارع إلى الصفوف الأُول؛ فإنها تستحق المسابقة، وأرعِ للقراءة سمعك وقلبك؛ لتسمع فتتدبر فتعمل، فمتى وقعَ ذلك القول في القلبِ فرسخَ فيه نفعَ، فهذه طريق من طرق الفوز في رمضان:
ومن طلب الوصولَ لدار ليلى ♦♦♦ بغير طريقها وقعَ الضلالُ[4].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:24 AM
في حياتنا هذه يتباهى الناس بجمال الظاهر- الخَلْقي والمكتسب -، ويتفاخرون بحسن الشارات، وإشراق الهيئات، وانبلاج الصور، ولطافة البِزّة، وترقرق ماء الجمال في الوجوه. وينفقون على ظهور الكمال المستطاع في ذلك كثيراً من الحرص والنظر، والمال والوقت.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:26 AM
ويأتي هذا الاعتناء بالتأنّق؛ لكون أكثر الناس المشاهدين يعنون[1] لدولة الحُسْن الذي تراه الأبصار، ولا يستهويهم الحسنُ الذي تراه البصائر والعقول.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:26 AM
أما العقلاء والمؤمنون فيحبون الجمال الظاهر؛ لأن الله" جميل يحب الجمال"[2]، ولكون النفس مجبولة على الميل إليه، ولكنهم لا يقدمونه على الجمال الباطن، بل يرونه أدنى الجمالين لا أعلاهما.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:27 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)[3].
لَيسَ الجَمالُ بمئزرٍ
فاعلمْ وإِنْ رُدّيتَ بُرْدا
إِنّ الجمالَ مآثرٌ
وَمَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدا[4]
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:28 AM
وينسب لعلي رضي الله عنه:
ليس الجمالُ بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدبِ[5].
كمْ من جمال ظاهر يسبي العيون والأسماع، وفي داخله قبح فسيح يضيق القلوب والصدور، ï´؟ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ï´¾ [المنافقون: 4].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:28 AM
وكم من قبح ظاهر تقتحم صاحبَه الأنظار، ولكنْ في قاعه الدر كامن، وفي باطنه آفاق واسعة من الحسن البديع، الذي إذا ظهر عظمّت النفوس صاحبه، وتاهَ ذلك القبح البادي في متاهات ذلك الجمال المعنوي الرحب. فكم من جميل الصورة، قبيح السريرة، وكم من مبغوض المنظر، محبوب الجوهر.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:32 AM
إن الجمال المعنوي للذوات هو نصيب القلوب الصافية، والعقول الواعية؛ لإدراكها أثرَ ذلك على الأفكار والسلوك، وأما الجمال الحسي فهو حظ العيون التي لا ترى إلا قشور الذوات، ولا تتجاوز ذلك إلى ألبابها التي قد تكون الدود عبثت بها نخراً وتفتيتًا حتى رمتْ وبليت، فما أكمل أن يجمع المرء بين جمال الباطن وجمال الظاهر، ويرضي القلوب والعيون معًا!
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:33 AM
وما أجمل قول حسان رضي الله عنه في رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خُلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ
كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ[6].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:34 AM
إن الأخلاق الحميدة جمال معنوي يزين الإنسان ويطريه، ويحبّبه إلى الخلق ويُعليه؛ فهو حلية برّاقة، وكساء ساتر مشرق، ودوحة وارفة الظلال يجد الخلق تحت أوراقها الغضة، وأفنانها الميّادة طيبَ العيش، وحسن الجوار الذي يقيهم وهجَ كدر الأخلاق، وسوءَ لقاء أهلها.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:34 AM
فالمتزين بهذه الحلية ينعم باله، ويحسن حاله، ويكثر خلاّنه، ويحتفّ به أخدانه، وتحلّ في داره السعادة، وإذا ابتغى بذلك وجه الله كان في عبادة.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: (تقوى الله، وحسن الخلق)[7].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:35 AM
إن الأخلاق الحسنة سرحةٌ عظيمة كثيرة الفروع تمتد إلى جميع الجهات، وليست فرعًا واحداً إلى جهة واحدة، فهي أخلاق مع الله تعالى: من الإخلاص له في عبادته، ومراقبته، وتقواه، وشكره وذكره وحسن عبادته، وغير ذلك.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:36 AM
وهي أخلاق مع النفس: من صبر، وحلم، وقناعة، ومحاسبة، ومجاهدة، وغير ذلك.
وهي أخلاق مع الخلق: من رحمة، وتعاون، ونصيحة، وحب، وسخاء، وحسن عشرة، وعفة، وحفظ للسان، والسمع، والعين، واليدين، والرجلين عن السوء، وغير ذلك.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:37 AM
يأتي رمضان الإيمان ليسدل على المجتمع المسلم بساطَ الخلق الكريم بمعناه العام، فيعيش الرمضانيون في ظله حياة يعمرها الصيام والقيام، وصفاء الأحلام، وامتداد المحبة والوئام، وطهارة القلوب، وبشاشة الوجوه، وسلامة الجوارح من الإيذاء.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:47 AM
ويأتي رمضان ليزداد خلق التقوى والمراقبة والخشية، ï´؟ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 183].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:48 AM
ويأتي رمضان ليساعد المسلم الصائم على تربية نفسه على الأخلاق الكريمة، فيصبر على ما تكره النفس، ويلجمها عن أهوائها، وانحرافِ ميولها.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:49 AM
ويأتي رمضان ليعطي المسلم دروسًا في كسب القلوب، وجذب النفوس، فيحلم الصائم عند الاستغضاب، ويسخو ببشاته وابتسامته، كما يسخو بماله وعطفه.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:50 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)[8].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:50 AM
فما أجمل أن ترى الصائمين وهم يسعون صاعدين على مراقي حسن العبادة الخالصة، حتى يؤدوا حق الخُلق الحسن مع الله!
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:51 AM
وما أحسن أن ترى الصائمين وهم كالأزهار في روض الصفاء، كلهم ينشرون عبير الإخاء في الأرجاء، وتشرق البسمات الصادقة على قسمات وجوههم كما تشرق الشمس عند ميلادها على تلك الزهور المتعانقة، فيزدادون بريقًا وألقًا.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:52 AM
وما أكمل أن تنبت هذه الأخلاق السامية في جنة الصوم، ثم تنمو وتشتد سوقها، وتصبح أشجاراً مثمرة بعد رمضان، فينال جناها الداني صاحبُها وغيره.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:52 AM
إن الأخلاق ميزان الصيام، فمن حسن خلقه حسن صيامه، ومن ساء خلقه ساء صيامه.
وما سوء الأخلاق التي قد تبدو على بعض الصائمين إلا برهان على وجود خلل في صيامهم فليراجعوا صومهم قبل أن تطوى الصحيفة، ويرتحل الضيف، ويذهب الشاهد، وتُقوّض السوق المعمورة بالخيرات.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:54 AM
في ليلة مباركة من رمضان سطع نورٌ عظيم في السماء، وهبطَ في سكون الليل البهيم إلى مكان ناءٍ ضمَّ بين جوانحه حاملَ هذا النور الموعود، الذي فرَّ من الدياجي القاتمة التي تحاصر بلدته "مكة"؛ ليجد في هذه البقعة القصية نورَ الأُنس بنور السماوات والأرض، وليرقب هذا اليومَ الأغرَّ الذي يعانق فيه نورَ الوحي، ويمضي به إلى الوجود؛ ليهديه من حيرته، وينجده من أمواج ظلمه وظلامه إلى ضفاف العدل والهدى.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:55 AM
قال تعالى: ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [البقرة: 185]،
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:55 AM
وقال: ï´؟ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ï´¾ [الدخان: 1 - 6].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:56 AM
ففي غار حراء ائتلف نور القول، ونور الزمان، ونور المكان، فانسكب النور في أذن الهادي البشير صلى الله عليه وسلم فحمله فجراً إلى أهل الأرض الداجية؛ ليطوي به دهوراً حالكة جثمت على صدور الخلق، وليرسله إلى القلوب فيغسل عنها أدران الشرك والانحراف، فتشرق بالتوحيد والصفاء، وتبرق بالحياة والبهاء.
بشرى من الغيب ألقتْ في فم الغارِ
وحياً وأفضتْ إلى الدنيا بأسرارِ
بشرى النبوة طافت كالشذا سحراً
وأعلنت في الرُبى ميلادَ أنوار
وشقّت الصمتَ والأنسامُ تحملُها
تحت السكينة من دار إلى دار
وهدهدتْ مكةُ الوسنى أناملَها
وهزّت الفجرَ إيذانًا بإسفار
فأقبل الفجرُ من خلف التِّلال وفي
عينيه أسرارُ عُشّاق وسمّار
كأن فيضَ السنا في كل رابية
موجٌ وفي كل سفحٍ جدولٌ جاري
تدافع الفجرُ في الدنيا يزفّ إلى
تاريخها فجرَ أجيال وأدهار[1]
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:56 AM
هذا الكلام العظيم الذي أنزله الله تعالى على النبي الكريم نبعٌ عذب يتدفق على النفوس بالحياة الحقيقية التي تنتشلها من جفاف الموت، وعبوس الضلالة، وأغلال الأحزان؛ فتدب فيها الحياة كلّ الحياة، وتتشح بأثواب الهدى الضافية، وترسم على محياها مخايلَ السعادة الممتدة التي تحطّم قساوةَ الهموم والغموم.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:57 AM
إن للقرآن في رمضان خصوصية وعلاقة متصلة؛ فرمضان شهر القرآن الذي أُنزل فيه، فالإكثار من قراءته في شهر بواكير نزوله تذكرٌّ لهذه النعمة التي لا تنقطع، وشكرٌ لمن أنزلها، واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يدارس جبريل القرآن كلّ عام في رمضان، وفي رمضان تتضاعف الأجور، وقراءة القرآن من أعظم ما تُجتلب به الحسنات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)[2].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:57 AM
وفي رمضان تخف البطن، وتضيق مجاري الشهوات، فيصفو العقل، ويرق القلب، وتقبل النفس، وتشرق الروح، فيعظم ميل المسلم إلى القراءة، وفي هذه الأحوال تؤتي تلك القراءة مع التدبر أكلَها كل حين بإذن ربها على الجوارح استقامةً وهداية.
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:58 AM
ولهذا كان الصالحون - وما زالوا - يُعنَون بالقرآن في شهر الصيام عناية خاصة، ويولونه اهتمامًا منقطع النظير، وكان العلماء منهم خاصة يدَعون كل شيء حتى مجالس الحديث والعلم؛ لينصرفوا عاكفين على قراءة كتاب الله تعالى،"؛ فلقد كان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام. وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفَرَ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة، وأقبل على تلاوة القرآن. وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت. وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه"[3].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:58 AM
فيا أيها المسلم، الباغي الخيرَ، الحريص على الأجر، دونك هذه الغنيمةَ الباردة، والنعمة المهداة، عبَّ من منهلها الثرِّ علالاً بعد نهل، والزمْ باب التلاوة ملازمة الدائن البخيل، وليكن القرآن في رمضان هِجِّيرك ليلك ونهارك؛ فالربح وفير، والعمر قصير، والأعمار تتصرم ببغتة الحِمام، والنجاة حاجتك، والثواب طِلبتك:
وليس أخو الحَاجات مَنْ باتَ نَائماً ••• ولكنْ أَخُوها مَنْ يَبيتُ على وَجل[4].
عبدالله احمد
06-20-2016, 10:59 AM
ولكن لا تنسَ أن القراءة النافعة هي التي لازمها التدبرُ والحضور والتأمل، وباعدها الهذَّ والشرود والهذرمة،
عبدالله احمد
06-20-2016, 11:00 AM
وأورثت رُقيَّ الروح، ونقاء القلب، وعملَ الجوارح، فمن نال ذلك فقد صار من أصحاب القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)[5].
عبدالله احمد
06-20-2016, 11:00 AM
هناك كنز ثمين يمتلكه كل إنسان، ولكنه لا يبقى عند كل أحد مصونًا من اللصوص الذين ينتهبونه، أو ينتهبون منه، فبعض الناس لا يشعرون أن لديهم هذا الكنز، وبعضهم يشعرون بذلك، غير أنه ليس ثمينًا عندهم؛ فلهذا لا يحرصون على حراسته، ولا يحزنون على سرقته منهم. أما العقلاء من الناس فيعدّون هذا الكنز من أثمن الكنوز، بل يعتقدون أن هذا الكنز لا يقوّم بثمن؛ لهذا فهم لا يهدرون منه شيئًا، ولا يدعون أحداً يستلب منه جزء، بل يقفون على خزائنه حراسًا يقظين، لا يصرفون من ذلك الكنز العظيم إلا فيما ينفع في العاجل والآجل.
عبدالله احمد
06-20-2016, 11:01 AM
هذا الكنز الثمين هو الوقت، الذي يُعدّ راحلةَ الإنسان في سفر الحياة، وطريقه إلى التمتع بمتع الدنيا، ومجالَه الذي يصل به إلى الآخرة، وهو النعمة التي تجاهل قدرها كثير من الناس، فضيعوها، فضاع منهم خير كثير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)[1].
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:10 PM
أما الذين عرفوا عظمة الوقت فإنهم أكرموه بالحفظ والرعاية، فأكرمهم بثمر شهي من الأعمال الجبارة التي نتجت عن ذلك الاعتناء - كلٌّ على قدر ما اعتنى -، ونظرة متتبعة لعظماء الإنتاج الديني والدنيوي - في الماضي والحاضر - تدل على ما نقول.
عرف الزمانَ ذوو العقول فأسرجوا
هِممًا تتوق إلى العُلوِّ فطاروا
فبدا الصباحُ على نواصي عزمهم
بغنيمةٍ نِيلتْ بها الأوطارُ
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:12 PM
إن الوقت ليل ونهار يتسابقان دون توقف، ويسرعان من غير تريث، من استمهلهما لم يمهلاه، ومن استنظرهما لم يُنظِراه، والوقت للإنسان عمر واحد لا يقبل التثنية والجمع، فإذا ذهب واحده أتى الإنسانَ ما يوعَدُه، ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ï´¾ [المؤمنون: 99، 100]. والوقت حق شخصي صِرفٌ، لا يقبل البيع والشراء، ولا الهبة ولا العطية، ولا يستدينه أحد من أحد حقيقةً، والوقت غير مؤمن بالعودة، والرجوع إلى الوراء، فما ذهب منه فلن يعود.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:13 PM
لقد أعطى الله تعالى الإنسان نعمةَ الزمن أرضًا خصبة يزرع فيها الشجر النافع الذي يطعم من ثمراته اليانعة - إذا زرع وتعهد زرعه بالري - راحةً في الدنيا، وفلاحًا في الآخرة.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:14 PM
لهذا جاءت الشريعة الإسلامية بالحث على استثمار الوقت فيما يفيد الإنسان قبل فجأة الموانع من ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال؛ فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا) [2]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [3].
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:14 PM
إن الله تعالى قد كتب على المسلمين صيام رمضان لحكم عظيمة، لعل منها: تعليمهم المحافظة على الوقت، ونبذ ثقافة الفراغ من أذهانهم، ونزع لباس العبث والكسل والفوضى من أعمالهم.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:15 PM
فرمضان دورة تدريبية تربي المسلم على معرفة شرف الزمان، وكيفية استثماره، فزمن صيام رمضان محدد في ابتدائه وانتهائه، والإفطار كذلك، فتناول الطعام والشراب وسائر المفطرات له وقت معلوم، والكف عنها له أيضًا زمن معين، والفراغ في رمضان - بعد أداء الواجبات - رُغِّب المسلم في ملئه بالنافع من القول والعمل ليلاً ونهاراً من صلاة نافلة، وتلاوة، وذكر، ودعاء، وجهاد، وإحسان، وغير ذلك من الأعمال الصالحة والنافعة، إضافة إلى الأعمال الدنيوية.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:15 PM
كما أن الصيام المشروع يُبنى على التقليل من الفضول من طعام وشراب ونوم وكلام غير نافع وخلطة؛ لأن هذه الفضول تقتل جزء كبيراً من الوقت انشغالاً بها، وقطعًا عن غيرها من الأعمال المثمرة، وتركُها يعين على التوجه للأعمال المرغَّب فيها بقوة ونشاط.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:16 PM
لهذا كله ينبغي للمسلم أن يدرك شرف زمان رمضان، فيملأ فراغه بالعمل المفيد الكثير، ويزيح عن باله وعن واقعه العملي وجودَ فَضلة وقت، فالوقت في حياة المسلم كلها - وخاصة في رمضان - كله عمدة.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:17 PM
وما أجملَ أن يكون لدى المسلم في رمضان جدولٌ دقيق يسير عليه، فيجعل لعمل الدنيا وقتًا، ولقراءة القرآن وقتًا، وللأذكار والدعاء والتعلم والتعليم وبذل المعروف، وغير ذلك من الأعمال الصالحة أوقاتًا أخرى.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:18 PM
وهذا التنوع المنظم الشامل لزمان رمضان يخفف على الصائم مشقة الصوم، بل ويجعل لشهر الصيام لذة وراحة، حتى تقضي الروح فيه وطرها في سعادة غامرة.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:32 PM
وحينما لا يعرف المسلم شرف زمان رمضان، ونفاسة وقته تزداد مساحة الفراغ لديه فتحدث عنده مشكلات ومفاسد، وإن ملأ جزء من فراغه فقد يملأه بما لا يفيد، وأعداء الزمن الشريف قد أعدّوا للصائمين عبر وسائل الإعلام ما يشغلهم عن بركة رمضان، والمسابقة إلى خيراته.
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:33 PM
قيل لأبي العتاهية إسماعيل بن القاسم: " أي شيء قلته أحكم عندك وأعجب إليك؟ قال: قولي:
علمتَ يا مجاشعُ بنَ مَسْعَدَهْ
أنَّ الشبابَ والفراغَ والجِدَهْ
مَفْسَدةٌ للمَرْءِ أيُّ مَفْسَدَهْ [4]
عبدالله احمد
06-20-2016, 01:34 PM
فإذا انحدر المسلم إلى هذه الهوة السحيقة من معاناته مشكلةَ الفراغ، والانصراف إلى بذل الوقت النفيس في المحرمات أو التفاهات؛ فإنه تعظم خسارته البدنية والروحية، فالصيام سيثقل عليه حتى تطول عليه الأيام، ويجثم عليه ملال الطاعة، ويغدو يشكو من تخمة الفراغ المضني، ليستغيث من ذلك بالتخبط في الشوارع وأماكن اللهو خصوصًا بعد الظهر وبعد العصر، ملقيًا عن كاهله عبء الوقت وضيقه، فإذا جاء الليل نبض فيه عرق الحياة الغافلة، وانقدح في ذهنه زند اللهو المتقد، فصار عاكفًا في محاريب الغفلة، أمام قناة أو جوال، أو في مجلس للسمّار في غير طاعة، وهذا دأبه حتى يخرج رمضان فيكون في قائمة الخاسرين.
ومن ترك الزمانَ بغير بذرٍ
سيحصد عند يقظته الندامه
وغرسُ السوء يثمر كلَّ سوء
وغرس الخير يَبسُم بالسلامه
يارب بلل صدورنا بفيض من السعادة والعافيه نرتوي به ، واكتبنا ممن تشملهم بالرحمه والمغفرة و العتق في رمضان .
قال ﷺ :
ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ :
« دعـوةُ الصائِمِ ، ودعـوةُ المظلُـومِ ،
ودعــوةُ المسافِـرِ .
قال صَلَّ الله عليه وسلم
« رُبَّ صائِمٍ حظُّهُ من صيامه الجوع والعطشُ
ورُبَّ قائِمٍ حظُّهُ من قِيامِه السَّهَرُ »
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
اللهم ارحم نفوساً كانت تشتاق لصوم شهرك الكريم، اللهم اغفر لهم واعف عنهم وأسكنهم فسيح جناتك يارب العالمين
اكتمَل القمر وانتَصف الشهر؛ فَـ يارب بارك لنا في ما بقيَّ منه و اعفُ عنا وإغفر لنا وإرحمنا .
اللهم ماقسمت في شهر رمضان من
مغفرة
وصحة
وعافية
وسعة رزق
وعتق من النار
وإجابة للدعاء
فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب
أنتصف الشهر فيارب لاتدع في قلوبنا امنية الا وأحييتها لنا جميعا واشرح صدورنا واجعلنا من المقبولين ومن عتقائك من النار ياكريم
يارب بشرى على مسامع كل يائس
تنشر الأمل في ثنايا مواجعه
فيحلّق الفرح في محياه .
اللهم أكرمنا بعظيم غفرانك و يسر طريقنا وسخر لنا الطيبين من خلقك و أشرح صدورنا بذكرك ولا تجعل لنا هم الا فرجته ولاعسيراً إلا يسرته
اللهم إني أسالك حُسن الصيام وحُسن الختام، ولا تجعلنا من الخاسرين في رَمَضَان
اللهم إجعلنا ممن تدركهم الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار.
اللهم تقبل منَّا ما مضى ، وبارك لنا فيما بقى
و وفقنَّا للصيام و القيام فيما بقي على الوجه الذي يُرضيك عنَّا ..
ما مضى من رمضان فتقبله منا
، وما بقى فيسره لنا وبارك لنا فيه وتقبله منا
وبلّغنا ليلة القدر واكتب لنا ولوالدينا عتقآً من النار.
اللهم انك عفو كريم ف اعفُ عنّا
يا رب أجعلنا من أهل النفوس الطاهره ،
و القلوب الشاكره .
و الوجوه المستبشره الباسمه .
و أرزقنا طيب المقام و حسن الختام .
ماأسرع خطاك يا رمضان
تأتي على شوق
وتمضي على عجل
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا
وجميع المسلمين من النار
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنَّا الى الله راغبون
يارب قرّب الاقدار السعيدة والأيام الجُميلة
وأبعد عنّا همّ الدنيا وضيِق الحياة
انتصف شهر رمضان وأمامك النّصف*؛
اقتصدفي راحتك، قلّل نومك، اتعب في الطاعة، تزوّد لآخرتك،كلّ هذه الدنيا ملحوقة!
و أمّا رمضان:أيّاما معدودات.
ما من ليلة ترحل من ليالي رمضان ؛
إلا وقد سطرت قائمة تحمل أسماء
عتقاء من النار .
اللهم اجعلنا ووالدينا من عتقائك من النار
يا خير الغافرين يا خير الفاتحين يا خير الرازقين يا خير المحسنين اجعل امري كله خيرا
عليكم بالإستغفار في لحظات الأسحار
اللهم إني أسالك حُسن الصيام وحُسن الختام، ولا تجعلنا من الخاسرين في رمضان*
اللهم إجعلنا ممن تدركهم الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار
لآ سعآده إلآ في آلعآفيه ولآ عآفيه إلآ في آلحمد ، فَ آلحمدلله كثيرا .
يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء
ثم استغفرتني لغفرت لك ولا أبالي ..
استغفرالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
وأتوب إليه .
عبدالله احمد
06-22-2016, 02:29 PM
الحمد لله الذي شرع لنا شرائع الدين القويم، وأيدنا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخصها بالتعظيم،
عبدالله احمد
06-22-2016, 02:30 PM
وجعل الصيام من أجلِّ القُرَبِ وأكرمِ الأعمالِ، وفيه صياغةٌ جديدةٌ للمؤمنِ على أوْفى مثال، فلله الحمد من فيض القلوب الشاكرة، والأبدان الصابرة مؤيداً بالمنِّ لربنا ذي الجلال
عبدالله احمد
06-22-2016, 02:31 PM
يا إله العالمين ويا رجاء السائلين ويا سامعاً لدعاءِ المضطرين
عبدالله احمد
06-22-2016, 02:31 PM
كُلَّمَا آنَسْتُ نُوراً منكَ في قلْبي تَجَلَّى
عانقَتْ روحي على بابكَ رِضْوَاناً وَظِلاً
وَهَفَا قَلْبِي إلى السَّاحِ المُرَجَّى يَتَمَلَّى
شهرُ قرآنِكَ يَا أَللهُ بالبُشْرَى تَجَلَّى
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:10 PM
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، سبحانه.. اتخذَ من خلقه صفايا ومن الناس، فكانت مكة خير البلاد وخير الأرض المساجد وخير الأيام يوم الجمعة وخير الليالي ليلة القدر ودُرَّةُ الشهور رمضان، واصطفى من الملائكة رُسُلاً ومن الناس واصطفى منهم سيدَنَا مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وجعلَ أمَّتَهُ خيرَ الأُمَمِ.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:11 PM
وأشهد أن سيدنا مُحَمَّداً عبدُ الله ورسولُه وصفيُّهُ من خلقه وحبيبه، الداعي إلى الجنة بنور القرآن والسنة، وهادي النفوس إلى ربها بفيض الحكمة، وقد رفع الله به القدْرَ وزاد به في العطاء وأتم به النعمة.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:12 PM
فالصيام في الإسلام ركنٌ عظـيمٌ يبني شخصية المسلم من جديدٍ على المعالي ويرفعها عن سفاسفها ويقيم لها جسورَ الوقاية من الآفاتِ حتى تستقيمَ على عافيتها وهُداها، ويعيدُ ضبطَ المجتمعِ على الإيثار والفضيلة والوحدة والترابط في حصادٍ كريمٍ لسلسلةٍ من أجلِّ المعاني والقِيَمِ، فأَكْرِمْ بها من عبادةٍ لو يعلم العباد فضلها ما تركوها على مدى الأيام.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:12 PM
وأَعْظِمْ بها من شعيرةٍ جعلها الله تعالى على لسان رسوله الهادي صلى الله عليه وسلم فيصلاً فارقاً بين الكفر والإسلام فقال: ((عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا اله إلا الله، و الصلاة المكتوبة، و صوم رمضان )) (السيوطي في الجامع الصغير 5414 بسند حسنٍ عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:13 PM
وقد أمرنا الله تعالى بالصيام كما أمر غيرنا في سالف الأزمان،
قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [ البقرة: 183
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:14 PM
]، لأنه يربي النفس ويحميها من نوازعِ الهوى ويقمعها عن موارد التهلكة ويزينها بلقاح العواصم من الفتنِ والتفلتِ في الأزمات، فلهذا كان الصوم مفروضاً على الأمم السابقة، لكنهم غيروا وبدلوا فيه وساقهم الهوى ((قال الشعبي وقتادة وغيرهما: إن الله تعالى كتب على موسى وعيسى صوم رمضان فغيروا - "يقصد الأتباع" - وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام، ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل، فصار صوم النصارى خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع، واختار هذا القول النحاس وقال: وهو أشبه بما في الآية
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:14 PM
، وفيه حديث يدل على صحته أسنده عن دعفل بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن عشرة، ثم كان ملك آخر فأكل لحماً فأوجع فاه فقالوا: لئن شفاه الله لنزيدن سبعةً، ثم كان ملك آخر فقالوا: لنتمن هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع، قال: فصار خمسين، وقال مجاهد: كتب الله جل وعز صوم شهر رمضان على أمة، وقيل: أخذوا بالوثيقة فصاموا قبل الثلاثين يوماً وبعدها يوماً قرناً بعد قرنٍ حتى بلغ صومهم خمسين يوماً فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الفصل الشمسي ] (الإمام القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 760 ط2 / دار الغد العربي - القاهرة 1996م
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:15 PM
ولفضل الصيام فقد كان من عبادة البتول مريم عليها السلام التي صامت بأمر الله تعالى حين قال: ï´؟ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً ï´¾ [مريم: من الآية26]، وأخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن نبي الله داوود عليه السلام كان من المكثرين للصيام حين قال للصحابي الذي كان يسائله عن الصوم: (( فصم صيام داود عليه السلام قال: وكيف كان داود يصوم يا نبي الله ؟! قال: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً )) (صحيح مسلم 1159عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما).
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:15 PM
ومن الصيام يربح المؤمنون زاداً من المنح والمثوبة والحسنات لا يمكن تحقيقه بأي عبادةٍ أخرى، فقد نسب الله تعالى الصيام إلى نفسه وقيد نسبة الأجور في الصيام عليه سبحانه، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بيان ذلك: (( قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ، والصيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ: إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِِ المسكِ ،للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ )) (صحيح البخاري 1904 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:16 PM
فهل هناك تكريمٌ للعابدين في أمر الصوم أكثر من ذلك ؟.
وقد ذكر الإمام القرطبي في الجامع: [ وإنما خص الصوم بأنه له " أي للهِ تعالى " وإن كانت العبادات كلها له لأمريْن بايَنَ الصومُ بهما سائر العبادات ؛ أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذِّ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات. الثاني: أن الصوم سرٌ بين العبد وربه لا يظهر إلا له ؛ فلذلك صار مختصاً به. وما سواها من العبادات ظاهرٌ ربما فعله تصنعاً ورياءً، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره ] (الإمام القرطبي / الجامع لأحكام القرآن ج1 ص 759 ط2 دار الغد العربي – القاهرة 1996م).
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:17 PM
وزاد العلماء في ذلك بأنه لم يعبد غير الله تعالى بالصوم، فقد كان الكفار عبر الأزمنة المختلفة يتوهمون التعبير عن عبادتهم بأشباه الصلاة والصدقة والحج.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:18 PM
وأن الصيام قد نسب إلى الله تعالى لأنه بعيدٌ عن الرياء لخفائه بخلاف الصلاة وغيرها من العبادات الظاهرة.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:19 PM
وأن الصائم يظل يعاني طيلة صيامه مقاساة الجوع والعطش والضعف فليس فيه حظ للصائم بخلاف الحج ففيه السياحة وفي الغسل التبرد والتنظف فلذا نسب الصيام إلى الله تعالى.
وفيه التقرب إلى الله تعالى بما يوافق صفاته سبحانه فهو سبحانه غني عن العلل وكذلك الملائكة لا يأكلون ولا يشربون](
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:22 PM
ومن أعظم المشاعر الإيمانية ما يشعر به الصائمون ساعة إفطارهم من فرحٍ وسرورٍ إذ وفقهم الله تعالى لإتمام الشعيرة على وجهها الصحيح، وإذ أمكنهم من تخطى العوائق الرابضةِ من شهوات النفوس وكيد الشيطان ووسوسته إضافةً إلى بقية المشاعر الحية التي تُنبأ عن الحبور والرضا.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:23 PM
ن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جعله دواءً ناجعاً لمن يروم الزواج ولا يقدر على تبعاته المادية، فعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله تعالى عنها أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: ((النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، و تزوجوا ؛ فإني مكاثرٌ بكم الأمم، و من كان ذا طوْلٍ فلينكح، و من لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء)) ( الألباني في السلسلة الصحيحة 2383 بسندٍ صحيح)، وعلى ذلك فمن أسباب الوقاية من الزنا وفضول النظر عند فقد الزواج أن يتفيأ الصائم ظلالَ صيامه فيمده بجرعاتٍ مستفيضةٍ من حسن اليقين وضبط النفس وقمعها عن هواها
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:25 PM
ومن بركات الصيام أن أهله سيدخلون الجنة إن شاء الله من بابٍ خاصٍّ لا يدخل فيه غيرهم، وفي هذا رفعةُ قدرٍ وزيادةُ أجرٍ، إذ كيف نساوي بين صيام الدنيا الموقوت وبين جنةٍ تخلب اللبَّ وتثير في النفس فضول الرجاء، فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعتْ ولا خطرَ على قَلْبِ بشر ؟!. فعن سهل بن سعد الساعديِّ رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( للصائمين باب في الجنة ؟ يقال له الريان، لا يدخل فيه أحد غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق، من دخل فيه شرب، و من شرب لم يظمأ أبداً )) ( الألباني في صحيح الجامع 5184 بسندٍ صحيحٍ )،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:25 PM
، وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنة ثمانيةُ أبوابٍ، فيها بابٌ يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون)) ( صحيح البخاري 3257 بسندٍ صحيحٍ )، وفي معرض التحفيز والحث على طلب الدخول من باب الصيام مع بيان طائفةٍ من جلائل الأعمال الصالحة فقد روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب - يعني: الجنة - يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:26 PM
وباب الريان. فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر)) ( صحيح البخاري 3666 بسندٍ صحيحٍ
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:27 PM
أنه ينجي من عذاب النار بإذن ربنا الكريم الغفار ويباعد بين عذابها وبين الصائمين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من صام يوما في سبيل الله، باعد الله بذلك اليوم النار من وجهه سبعين خريفا )) ( سنن ابن ماجة
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:28 PM
ومن ثواب الله تعالى في رمضان أن صيامه في الأجر كعشرة أشهر، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (( صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، و صيام ستة أيام بعده بشهرين، فذلك صيام السنة )) (السيوطي في الجامع الصغير 5117بسندٍ صحيحٍ عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم).
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:28 PM
ومن عطاءات الصيام الإجتماعية أنه يجمع المسلمين ويوحد شملهم ويلفهم جميعاً في ثوب الوحدة المنشودة التي أمر الله بها في كتابه الكريم حين قال: ï´؟وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ï´¾ [ آل عمران جزء الآية 103]، ويظهر ذلك من خلال مظاهر الوحدة والتجمع على الصلوات والطاعات والقرآن والموائد ومجالس العلم، وملء القلب شعوراً بحاجة الفقير، فيسعى المسلم إلى بذل الصدقات وإطعام الجياع بعدما لقنه الصيامدروس الإحساس بمشاعر المحتاجين،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:29 PM
ومن صام لله على الحقيقة نالته بركات المنح الإلهية في اكتسابِ رِقَّةِ القلبِ والحنو على الفقراء والمحتاجين ولا سبيل في ذلك أقوى من الإحساس بسعير الجوع، فقد كان نبي الله يوسف عليه السلام أميناً على خزائن مصر وكان لا يأكل في اليوم إلا مرةً واحدةً ولا يستغرق في أمر الشبع، فقيل له في ذلك: تجوع وأنت على خزائن مصر ؟ قال: نعم ؛ أخاف أن أشبع فأنسى الجائع
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:30 PM
وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قرين الجوع والصبر على مسغبته لأن ذلك يقوي القلب على الطاعة ويعين النفوس على اكتناز تقواها
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:30 PM
ما يتعلق بالصحة العامة للصائمين حيث إنهم يصححون حالتهم الصحية بالصوم الذي يخلصهم من الشحوم الزائدة ويخفف حِدَّةِ الأمراض كضغط الدم ويقي من الجلطات ويفك عسر الهضم ويحرك الدورة الدموية وغيرها من الفوائد الصحية الكثيرة الكامنة في الصيام، ولهذا جاء قوله صلى الله عليه وسلم: (( اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا)) (المنذري في الترغيب والترهيب 2 /106 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وقال: رواته ثقات، والهيثمي في مجمع الزوائد 3 /182 وقال: رجاله ثقات)، فسبحان العالم بما يفيد خلقه
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:31 PM
ولا شك أن شهر رمضان الكريم هو تاج الشهور وبركة الأيام، أنزل الله تعالى فيه كلاماً درج كتابه الكريم يحفُّ الشهر العظيم بأوسمة التميز والتفرد عن بقية الشهور في العام كله، ويكفينا قول ربنا سبحانه:ï´؟ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ï´¾ [ البقرة جزء الآية 185]، ففيه الهداية بالقرآن من شتى صور الضلال، وهداية النفس بسعادتها بصنوف العبادات، وهداية الفوز بالغفران من الذنوب، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:37 PM
(( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين )) (صحيح مسلم 1079عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه )، وعلى ذات المعنى وزيادة خيرات ومكرمات يأتينا حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن مطلع الشهر المبارك: (( أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم )) (الألباني في صحيح النسائي 2105عن
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:37 PM
2105عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بسندٍ صحيحٍ)، وليقين المغفرة في رمضان فإن الأمين جبريل عليه السلام يدعو على الذي أهمل نفسه في رمضان بترك الهداية ويطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤمن، والحديث رواه الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: آمين، آمين، آمين. قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين ؟ فقال: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان، فلم يغفر له، فدخل النار ؛ فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات، فدخل النار ؛ فأبعده الله، قل: آمين فقلت: آمين، ومن ذكرت عنده، فلم يصل عليك فمات فدخل النار ؛ فأبعده الله، قل: آمين فقلت: آمين )) (الألباني في صحيح الترغيب 1679وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:39 PM
وفي الحقيقة إن رمضان الكريم فرصةٌ عظيمةٌ للفرد والمجتمع في طلب صياغة إيمانيةٍ جديدةٍ لقمع الهوى واكتساب الهدى والتزود من الحسنات وتكفير السيئات وبناء جسور الحب والرحمة والثقة بين أفراد المجتمع لتلاقيهم الدائم على ساحات العبادة وإطعام الطعام والقيام والذكر ومدارسة العلم وتلاوة القرآن والتصافي بعد التجافي مع صلة الأرحام وطيب الكلام والمزاحمة على الفضائل، ولا شك أن هذا الموسم الحاشد لكل هذه الفضائل العامة والشخصية لا تجتمع بهذا الشكل إلا في رمضان، فأكرم به من مرسم إيمانيٍ صاف من كدر الشياطين ووسوسة المردة، وأنعم به من بابٍ يدخله المؤمنون ليزادوا إيماناً ويحققوا لله تعالى مراد الصيام برجاء التزود بالتقوى والفوز بالمغفرة.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:39 PM
اللهم تقبل من عبادك الصائمين الصيام وأعنهم على القيام واجعلهم من العتقاء من النار ومن المقبولين.
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:41 PM
إن خير دينكم أَيْسره ، إن خير دينكم أَيْسره ، إن خير دينكم أَيْسره)وفي لفظٍ (إنكم أمة أُريد بكم اليُسْر) أخرجه الإمام أحمد،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:42 PM
الصوم تدريب للنفس على قوة الإرادة ومضاء العزيمة،وتغيير السلوك،وعدم الخضوع للمطالب الدنيوية،أو الغرائز الجسدية،ولو كانت حلالاً صرفاً،فما بالك بالابتعاد عن الحرام أو المكروه،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:43 PM
هي فريضة يريد الله منها أن يتحول في حياته كلها من المعصية إلى الطاعة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:44 PM
وأن يهجر ما ألفه إلى غير المألوفات، وأن يزداد من الطاعات، وألا يقف في سيره إلى الله،تعالى،عند حد،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:45 PM
وقد ربط الله،تعالى،شعائر الإسلام بمولد القمر وتدرجه،وهو من المشاهد التي يرتبط بها الإنسان في يومه وأسبوعه وشهره وسنته، ليعلم المسلم أن خالق هذا الكون ومدبره والقيوم على كل ما فيه الذي يدير الفلك ويدبر أمر السماوات والأرض هو الذي يأمره فيطيعه،وهو صاحب الأمر والنهى(أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)الأعراف،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:46 PM
ولذلك كان حديث النبي،صلى الله عليه وسلم(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)رواه مسلم،والنسائي،
أما اليُسر في شريعة الصوم،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:47 PM
أولاً،أخبر الله المسلمين عندما فرض عليهم الصيام أنَّ كل الأمم من قبلهم صامت لله رب العالمين، وبذلك فهم يسيرون على طريق ودرب المتقين(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:47 PM
فلم يكلفهم الله ما لا طاقة لهم به، ولم يفرض عليهم إصراً، ولم يكلفهم عنتاً،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:48 PM
ولكنَّ صيام المسلمين أكثر يُسراً،وأقوى تأثيراً،لأنه خاتم الشرائع السماوية، وبه اكتملت كلمة الله للخلق أجمعين، فهو فريضة محكمة، وركن من أركان الدين، يصومه كل المسلمين، مجتمعين في شهر واحد،ليكون أقوى تأثيراً في النفوس وأدعى للاجتماع على الطاعة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:49 PM
ثانياً،بيَّن الله تعالى،أن الصوم لأيام معدودات،سرعان ما تنقضي، شهر واحد من اثني عشر شهراً في العام، قد يكون مرهقاً في أيامه الأولى فقط، وبعد انقضاء ثلاث أو خمسة أيام يصبح معتاداً للنفس
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:50 PM
ثالثاً،فرض الله الصوم على البالغ العاقل الصحيح المقيم، ورخَّص الله بالفطر للمسافر والمريض الذي يُرجى شفاؤه والحائض والحامل والنفساء،التي ولدت حديثاً،لى أن يقضوا أيام فطرهم بعد رمضان؛ تيسيراً لهم،ورفعاً للحرج والمشقة عنهم
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:50 PM
(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر)البقرة،
أما المريض الذي لا يُرجى شفاؤه،وكذلك الشيخ المسن والعجوز، والذين لا يطيقون الصوم لأعمالهم الشاقة جداً فهؤلاء أباح الله لهم الفطر على أن يقدموا فدية مكان أيام صومهم(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)البقرة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:51 PM
رابعاً،جاءت ساعات الصيام في اليوم والليلة معتدلة،فنهار الصائم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:52 PM
ساعات محددة بدقة لا يخطئها إنسان لتحقيق حكمة الصوم ويسره، فلا تمتد إلى منتصف الليل كبعض الملل الأخرى،ولا تقصر ليضعف تأثيرها في النفس،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:53 PM
ورفع الله الحرج عن أمة الإسلام عندما يسَّر لهم الأمور بقوله،تعالى(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)البقرة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:53 PM
بعد أن كان أحدهم إذا نام دون طعام يكمل صومه إلى اليوم التالي، تيسيراً لهم ورحمة بهم،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:54 PM
خامساً،قرن الله شهر الصيام بمنح ربَّانية، وهدايا إلهية مما يجعل القلوب متعلقة بهذا الشهر الفضيل، تنتظر هلاله من العام إلى العام وتختص به الأمة كلها في مشارق الأرض ومغاربها،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:55 PM
فرمضان شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر الدعاء، وشهر القيام لله رب العالمين،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:55 PM
وفى رمضان ليلة القدر التي هي خيرُ من ألف شهر، يضاعف الله فيها الثواب ويغمر العباد بفضله وإحسانه،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:56 PM
لكل ذلك ولغيره من الأٍسباب والحكم تجد اليُسر واضحاً في شريعة الصيام كما تجده في الأحكام الفقهية المتعلقة بالصوم، وذلك يتكرر في كل شرائع الإسلام، فهي الحنيفية السمحة وهى تصديق لحديث رسولنا،صلى الله عليه وسلم(إنَّ هذا الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحدٌ إلا غلبه)صحيح البخاري،
معنى الحديث، النهي عن التشديد في الدين ، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة ،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:57 PM
وأما الصيام ،شهر واحد من كل عام ، يجتمع فيه المسلمون كلهم ، فيتركون فيه شهواتهم الأصلية،من طعام وشراب في النهار , ويعوضهم الله على ذلك من فضله وإحسانه تتميم دينهم وإيمانهم ، وزيادة كمالهم ، وأجره العظيم ، وبره العميم ، وغير ذلك مما رتبه على الصيام من الخير الكثير ، ويكون سبباً لحصول التقوى التي ترجع إلى فعل الخيرات كلها ، وترك المنكرات،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:58 PM
بل يتمكن معه من أداء الحقوق كلها ،حقّ الله ، وحقّ النفس ، وحقّ الأهل والأصحاب ، وحقّ كلّ من له حقّ على الإنسان برفق وسهولة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:58 PM
وأما من شدد على نفسه فلم يكتف بما اكتفى به النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا بما علَّمه للأمة وأرشدهم إليه ، بل غلا وأوغل في العبادات : فإن الدين يغلبه ، وآخر أمره العجز والانقطاع ، ولهذا قا( ولن يَشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه
عبدالله احمد
06-22-2016, 03:59 PM
فمن قاوم هذا الدين بشدة وغلو ولم يقتصد،غلبه الدين ، واستحسر ،ولهذا أمر صلّى الله عليه وسلم بالقصد ، وحثّ عليه فقال( والقصد القصد تبلغوا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:01 PM
وهذا من أكبر الأدلة على رحمة الله بعباده بهذا الدين الذي هو به السعادة الأبدية،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:01 PM
وها نحن نرى المسلمين يصومون رمضان كل عام، منذ فرض الله صيام رمضان،وإلى يومنا هذا، وإلى أن تقوم الساعة،من البشر صاموا لله، ويصومون الآن في يسر وسهولة، بعضهم يصوم تحت وهج الشمس الحارقة دون إرهاق أو تعب، بل يتلذذون بطاعة الله،تعالى،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:02 PM
وها نحن نرى صبياناً وصبايا في عمر العاشرة يتعودون على الصوم من صغرهم حتى يصبح الصوم لهم سهلاً ميسوراً،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:03 PM
فيا أيها المسلمون أقبلوا على رمضان بقلوب توّاقة، وعقول مشرقة وتأملوا في حكمة الصوم وفي سماحة الإسلام وفى تيسير الله للصائمين القائمين،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:03 PM
واحذروا أيها الصائمون،صوموا صومُ ربَّاني فرضه الله،تعالى، لحكمة بالغة وأحاطه بتيسيرات كثيرة؛
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:04 PM
ليقبل المؤمنون على تلك الفريضة عارفين بحكمته، تشرق أرواحهم وتؤمن قلوبهم وترتفع أكفهم بالدعاء إلى الله،تعالى،متضرعين خاشعين ليقبل صومهم ويزكِّى نفوسهم ويطهِّر أرواحهم،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:05 PM
كل عام وأتنم جميعاً بخير،تقبل الله منكم الصوم والدعاء والقيام، إنها خلوة مع الله فاغتنموها ولا تضيعوا منها أي لحظة،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:05 PM
من قبل شهور ونحن نتمتم بذكر رمضان، نعد الأيام والدقائق، نترقب يوميا دخول الشهر لنبدأ رحلة جديدة، رحلة مع شهر رمضان
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:07 PM
ها هو رمضان الخير والنور، رمضان العطر والطهر، رمضان الصلاة والذكر.
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:07 PM
يدخل رمضان فتغرد المآذن بأعذب الألحان، وتشدو البلابل (أئمة التراويح) بأجمل الأصوات،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:08 PM
ولئن كنا نعيش في كل الشهور للحياة فإننا نعيش الحياة في رمضان، ولئن كان كل الشهور للجسد فهذا الشهر للروح
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:09 PM
رمضان الذي ينظر من كوته يرى ظلالا وأفنانا وربى وجنانا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:09 PM
رمضان؛ أراه في حلقات الذكر، وفي صفوف المصلين، في شال الطفلة وهي تلف على رأسها ويصل إلى رجلها، في كوب القهوة وبين أطباق الفطور، في جموع المصلين وبين غمغمات العابرين
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:10 PM
، رمضان المدفع وصوت الأطفال من بعييييد وهم يقولون أذذذذذذذن ويطيرون إلى السفرة كما الحمائم تطير إلى أعشاشها
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:11 PM
رمضان يضوع بعبق الحب، ويفيض بريحان الود، وسرعان ماينقضي، لا نجده حتى نفقده، ولا يكاد يبدأ حتى ينتهي
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:12 PM
هذا رمضان شهر الحب، شهرٌ تنضوي فيه كل أسرار الحياة، وكم علمنا هذا الشهر من أسرار وأسرار، شهر علمنا الحب، علمنا الود، علمنا كيف نغسل قلوبنا بماء زمزم، ونجمل أفواهنا بحلا التمر، ولازال هذا الشهر يعلمنا الكثير
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:13 PM
كان يضيع الصلوات ولايلتزم بها وخاصة الفجر، كان يرى أنها ثقيلة كالجبال، وأن لذة نومه ليست إلا في تلك الدقائق فقط، يأتي رمضان ليتغير هذا الإنسان، يتبدد هذا الوهم، يتحول هذا الفتور إلى نشاط؛ فتراه في الصف الأول كل يوم
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:14 PM
إنها مدرسة الصيام وهكذا رمضان يعلمنا.
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:14 PM
كان بكت الدخان لايفارق جيبه، يهرب من مشكلات الحياة وضغط الواقع إلى نفثة مسمومة يدخلها في جوفه ويلوث بها جمال الحياة، يأتي رمضان فيتغير كل شيء يمسك عن التدخين أربع عشرة ساعة، والكثير منهم شد عزيمته فترك الدخان، هكذا رمضان يعلمنا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:15 PM
كان يجد الوقت لأصحابه، وتصفح مواقع التواصل، والجلوس مع الأولاد، ومتابعات المباريات؛ إلا أنه يتعذر بضيقه عند قراءة القرآن! كان لايعرف طريق المصحف طيلة العام
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:16 PM
، ويأتي رمضان فيهتدي إليه.. يكتشف أسراره.. ويلتذ بمعانيه.. يلتزم بقراءته كل يوم.. ويتزود منه في كل حين.. وهكذا رمضان يعلمنا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:16 PM
كان يتمايل يمينا وشمالا بها .. لايستطيع أن ينام دون أن يسد أذنيه بالسماعات ويستمع إلى مغنيه المفضل، لاتفوته أية أغنية جديدة، وينتظر بفارغ الصبر آخر ألبوم.. ولكن ما إن أتى رمضانحتى بدأ يتعرف على القرآن، ووجد فيه ما أبعده عن الغناء وأهله.. كان أعلم الناس بالأغاني وصار أجهل الناس بها وأبعد الناس عنها.. إنه رمضان يعلمنا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:17 PM
يجلس لينهش لحوم إخوانه لايكاد يسلم منه أحد، وحتى أصدقاؤه يتهربون منه فقد عرف بالطعن في الظهر، لايجلس مجلسًا ويقوم منه إلا وقد نال من الكثير، ولكن جاء رمضان فغيره! أمسك لسانه وحفظ إخوانه، كلما هم بالغيبة تذكر (ربّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع) ولايزال رمضان يعلمنا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:18 PM
كان ضعيف الإنتاجية، يرى نفسه صفرا على الشمال دائما! في رمضان صام ثلاثين يوما .. صلى كل الصلوات.. ماتخلف عن التراويح.. تصدق.. إنجازات يصفق لها الكون.. ويهتف لها المجد.. وهكذا يعلمنا رمضان
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:18 PM
ويرحل رمضان.. رمضان الذي يعبق بريّا الأزاهير، رمضان الذي يتوب فيه كل عاص، وتسطع فيه أنوار كل القلوب، وتمتلئ الصدور محبة ورضا
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:20 PM
يرحل رمضان ولكن يبقى ذلك الرصيد الذي اكتسبناه منه يمدنا بالقوة كلما فترنا أو ضعفنا أو حاول الشيطان أن يقطع علينا الطريق
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:20 PM
رمضان.. استراحة نفسية نتخفف فيها من أعبائنا وهمومنا وأحزاننا، ومنحة سماوية نفارق فيها صنوف الرتابة والملل التي غشت أيامنا، وتنطلق فيها الروح في أجواء إيمانية، وثورة نورانية نتعايش فيها أكثر مع القرآن والقيام والبر والإحسان
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:21 PM
رمضان.. ساحة السكينة، ومأوى الفضيلة، وطارد الرذيلة، ومحضن كل الأشياء الجميلة، حتى أن خلوف فم الصائم يستحيل جمالًا وروعة وبهاء، قال صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» (متفق عليه
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:22 PM
رمضان.. كم من جوائز تُذكر، ومنح ربانية لا تُنكر، ونفحات لا تُجحد .. على عملنا اليسير، وجهدنا القليل، وجسدنا النحيل .. فتبارك العلي القدير الذي وعد ووفى، وأعطى فأجزل، وغفر ورحم، ووهب في هذا الشهر الجليل رحماته للمؤمنين، وأعتقهم من مهاوي الجحيم
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:23 PM
قال ابن القيم: "الطاعة حصن الرب تبارك وتعالى الذي من دخله كان من الآمنين، فإذا فارق الحصن اجترئ عليه قطاع الطريق وغيرهم، وعلى حسب اجترائه على معاصي الله يكون اجتراء هذه الآفات والنفوس عليه، وليس شيء يرد عنه، فإن ذكر الله وطاعته والصدقة وإرشاد الجاهل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقاية ترد عن العبد، بمنزلة القوة التي ترد المرض وتقاومه، فإذا سقطت القوة غلب وارد المرض وكان الهلاك، ولا بد للعبد من شيء يرد عنه فإن موجب السيئات والحسنات يتدافع ويكون الحكم للغالب كما تقدم، وكلما قوى جانب الحسنات كان الرد أقوي" (الجواب الكافي
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:24 PM
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأَذِن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال: «مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟» فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟» قالوا: بلى، قال: «وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟» قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (سنن ابن ماجه [
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:24 PM
والصوم تجتمع فيه معاني الصبر الثلاثة: الصبر على ألم الجوع والعطش، والصبر على المعاصي، والصبر على الطاعات
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:25 PM
والصبر كله خير وكله ضياء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا رُزِقَ عَبْدٌ خَيْرًا لَهُ وَلَا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» (رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين [3573])، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أفضل عيش أدركناه بالصبر
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:26 PM
والصدقة في شهر رمضان شأنها أعظم وآكد ولها مزية على غيرها، وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم، ولذلك استحق المعين لهم مثل أجرهم، فمن فطر صائماً كان له مثل أجره، ولأن الله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل، والصوم لابد أن يقع فيه خلل أو نقص، والصدقة تجبر النقص والخلل،
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:27 PM
ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من موجبات الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَلَانَ الْكَلَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى وَالنَّاسُ نِيَامٌ» (مسند أحمد
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:28 PM
وقد تقرر بالاستقراء عند العلماء أن الأوقات الفاضـلة والأزمان المباركة أواخرها أفضل من أوائلها، فيوم الجمعة أعظم أيام الأسبوع، لكن أبرك ساعاته وأرجاه قبولاً للدعاء فيه آخر ساعة منه، وأفضل الليل ثلثه الآخر، والسحر وهو السدس الآخر من الليل منَّوهٌ بشأنه، وهكذا فليس رمضان ببدع في ذلك، فرمضان موسم إلا أن عشره الأخيرة هي صفوة الشهر، والعبرة بالخواتيم
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:28 PM
.
وهذه العشر خاتمة الشهر ودرَّته، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها، فكان يشوب العشرين بمنام وقيام، وأما هذه الليالي فيحييها كلها صلاة وتلاوة وذكراً، وفي الحديث: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره" (صحيح مسلم
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:29 PM
وتصف أم المؤمنين عائشة حاله صلى الله عليه وسلم فتقول: "كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" (صحيح البخاري [2024]). ومن دقيق عنايته بها انقطاعه فيها عن دنيا الناس للاعتكاف، فمذ هاجر إلى المدينة إلى أن توفاه الله سبحانه ما ترك الاعتكاف، بل لتأكد هذه السنة قضاها في شوال لما لم يعتكف سنة في رمضان
عبدالله احمد
06-22-2016, 04:30 PM
أكرم برمضان ربيع الطائعين وموئل المخبتين وجنة العابدين.. محط الرحمات، ومظنة العتق من الأصفاد، والتطهر من الأدران، فاللهم تقبل منا رمضان، واكتب لنا فيه مغفرة لا نشقى بعدها أبدا
رمضان هو التوبة عن العمر اللي فات، والبداية الجديدة لعمر آت، رمضان هو هبة من الخالق لكي تتدارك الأخطاء السابقة وتعيد حساباتك من أول وجديد
اجعلني ممّن نظرت إليه فرحمته ، وسمعت دُعاءهُ فأجبته ، اللهم ارزُقني نعمة يعجز عنها شكري ولا تبليني بلاء يعجز عنه صبري
علي علي
06-23-2016, 02:05 AM
ليس للطاعات موسمٌ معين، ثم إذا انقضى هذا الموسم عاد الإنسان إلى المعاصي!
بل إن موسم الطاعات مستمر مع العبد إلى أن يلقى ربه سبحانه وتعالى ...
قيل لبشر الحافي رحمه الله : إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال : ”بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها“
قال الحسن البصري - رحمه الله - : (إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت) ثم قرأ قول الله تعالى : {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} -الحجر:99-
فيجب أن تستمر أخي الكريم على الطاعات إلى أن يأتي الأجل وأنت على طاعة الله.
علي علي
06-23-2016, 02:05 AM
لقد تراصَّت الصفوف في رمضان كالجسد الواحد، فلا ينبغي أن تتناثر بعد رمضان، لقد سكبت العيون الدموع في رمضان، فالحذر أن يصيبها القحط والجفاف بعد رمضان، لقد اهتزت جنبات المساجد، ولهجت الألسن بالتهليل والتحميد والدعاء، فليدم هذا الجلال والجمال بعد رمضان، لقد علا محيا الناس في رمضان سمت الصالحين، ذلٌّ وخضوع، وإخباتٌ وسكينة، ووقارٌ وخشية، فلا نمحه بعد رمضان بأخلاق الزهو والكبر، والبطر والسفه، لقد امتدت الأيدي في رمضان بالعطاء، وأنفقت بسخاء، فلا نقبضها بعد رمضان.
يا رب إن كنآ مقصرين فيما مضى ،
فأحسن لنآ فيمآ تبقى .
علي علي
06-23-2016, 02:06 AM
ما يعطيه الصيام من دروس في الصبر والتضحية، والوحدة والمواساة، والتضامن والإخاء، والألفة والمودة، والعطف وغيرها؛ يجب أن يستمر عليها المسلمون، وأن تُرى متمثلةً في حياة الأمة الإسلامية، وما تدنَّى واقعُ الأمة إلا عندما جعلت للطاعة وقتاً، وللمعصية أوقاتاً، وللخير والفضيلة زمناً، وللشر والرذيلة أزماناً، عند ذاك لم تعمل مناسبات الخير ومواسم الرحمة والبر عملها في قلوب الناس، ولم تُجْدِ في حل مشكلات الأمة، والإصلاح من حالها، والرفع من مستواها.
علي علي
06-23-2016, 02:07 AM
" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " المائدة:27
رسائل ما بعد رمضان ...
" وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ" المائدة:21
قال الله تعالى :
" وَلا تكُونُوا كالتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِن بَعدِ قُوة أنْكاثا " النحل:92
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : [ أحَبُّ الأعمالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ ] رواه مسلم
علي علي
06-23-2016, 02:08 AM
استأنف عملك أيها الصائم، فقد وُفقت للطاعة وزالت عنك عقدة عدم القدرة عليها، كم تعذر متعذر عن العمل الصالح، وزين له شيطانه أنه غير قادر عليه، ولا يمكن له أن يكون من أهله، فجاء رمضان ليُزيل عنه هذا اللبس، ويرفع عنه تلك الغشاوة، ليُصبح في رمضان عبداً صالحاً، يتقرب إلى الله بالطاعات، يصوم مع الصائمين، ويقوم مع القائمين، بل ويعتكف وينصرف للطاعة انصرافاً تاماً ...
أيها الصا
علي علي
06-23-2016, 02:09 AM
- اجعل صيامك بعد رمضان تطوعا ونافلة ...
- حافظ على الصلوات في وقتها مع الجماعة ...
- لا تنس قيام الليل ولو بركعات في آخر الليل ... ”شرف المؤمن قيامه بالليل“
- واصل قراءة القرآن واختمه على الأقل مرة في الشهر ...
- واصل صوم الجوارح {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا} الإسراء:36
- ” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ” رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني
- واصل أرحامك ...
- واصل كرمك وعطائك في كل الميادين ...
علي علي
06-23-2016, 02:10 AM
- عاهد الله بالمحافظة على الطاعات بأشكالها المتنوعة ...
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعاءه :
اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل مكان ، وارفع راية الحق والدين ، وأرنا الاسلام عزيزاً ياقوي ياعزيز •
اللهم لا تجعل رمضان يمرّ كلمح البصر
طهّرنا ، غيّرنا للأفضل ، وقرّبنا للجنة أكثر .
قال لُقمان لابنه: "يا بني عود لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يُرد فيها سائلاً"
﴿ إنَّ قُرآن الفَجرِ كانَ مَشْهُوداً ﴾
اللهُم اجعلنا من الذين شفعت لهُم
وغفرت لهُم وَ كتبت لهُم الجنّة,
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:30 AM
الحمد لله العزيز الوهاب ، الغفور التواب ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:30 AM
ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:31 AM
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، إمام الأنبياء وسيد الحنفاء
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:32 AM
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، الذين آمنوا وهُدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى صراط الحميد.
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:33 AM
معاشر الصائمين .. هاو هو شهركم ، قد قرب رحيله ، وأزف تحويله ، فمع نهاية هذا الأسبوع يودعنا هذا الضيفُ الكريم .. شهر كثيرٌ خيره ، عظيم بره، جزيلة ُ بركته . فنسأل الله الذي يسر صيامه وقيامه لنا ، أن يتقبله منا ، وأن يجعله شاهداً لنا لا علينا .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:33 AM
معاشر الصائمين .. ونحن نودع شهرنا الكريم ، هذه همسات الوداع تقول : أحسنوا وداع شهركم .. ضاعفوا الإجتهاد في هذه الليالي ، أكثروا من الذكر ... أكثروا من تلاوة القرآن ... أكثروا من الصلاة ، أكثروا من الصدقات ، أكثروا من تفطير الصائمين ... ففي صحيح مسلم أن رسول الله كان يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيرها0
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:34 AM
هذه بساتين الجنان قد تزينت .. هذه نفحات الرحمن قد تنزّلت .. فحري بالغافل أن يعاجل ، وجدير بالمقصر أن يشمر . وإن الجياد الأصيلة إذا قاربت الوصول جدت المسير .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:35 AM
همسات الوداع تقول: اطلبوا الليلةَ العظيمة ، ليلةَ العتق والمباهاة ، ليلةَ القرب والمناجاة ... ليلةَ القدر ، ليلةَ نزول القرآن ، ليلةَ الرحمة والغفران ، ليلةٌ خير من ألف شهر ، ليلةٌ من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما في البخاري من حديث أبي هريرة ... فيا حسرة من فاتته هذه الليلة في سنواته الماضية ، ويا أسفى على من لم يجتهد فيها في الليالي القادمة .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:35 AM
مسات الوداع تقول ... لا تتركوني من دون القيام ... اتركوا لذيذ النوم ، وجحيم الكسل ، وانصبوا أقدامكم ، وارفعوا هممكم ، وادفِنوا فتوركم . وكونوا ممن قال الله فيهم: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا).
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:39 AM
يا أيها الراقـد كـم ترقـد *** قم يا حبيبي قد دنا الموعدُ
وخذ من الليل وساعاته *** حظاً إذا ما هـجع الـرُّقَـُد
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:40 AM
همسات الوداع تقول : ارفعوا عنكم التنازع والخصام فإنه سببٌ في منع الخير وخفائه ففي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى " أي تخاصم وتنازع " رجلان من المسلمين، فقال: " خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت ) رواه البخاري 0
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:40 AM
همسات الوداع تقول: أحيوا سنة الإعتكاف ، فإن هذه السُنَّة بلسمٌ للقلوب ، ودواءٌ لآفاته .
وقد كان صلى الله عليه وسلم يعتكف هذه العشر ، طلباً لليلة القدر .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:41 AM
همسات الوداع تقول: استغلوا ما بقي من شهركم ... فقد ذهب معظمه .. ولا يعلم أحدكم هل سيصوم هذا الشهر في أعوامه القادمة أم سيكون في حفرة مظلمة من فوقه تراب ومن تحته تراب وعن يمينه تراب وعن شماله تراب ، ليس له أنيس ولا جليس إلا عمله الصالح
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:41 AM
همسات الوداع تقول : لا تفسدوا صفو الليالي ببعض المعكرات التي تفسد الجنان ... وتجلبُ الأحزان ... وتؤنبُ الضمائر ... وتقلقُ الخواطر ... فلقد اعتكف بعض الناس في هذه الليالي في الأسواق ومحلاتها ، وتهافتوا على المراكزِ التجارية ومسابقاتِها ، وتسمروا أمام القنوات وشاشاتها .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:42 AM
فيا لله .. ماذا قدموا للآخرة؟ ماذا قدموا للقبور وظلماتها ، والقيامة وعرصاتها ، والنار ودركاتها ، والجنة ودرجاتها .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:43 AM
همسات الوداع تقول: القبول القبول ، فقد كان السلف رحمهم الله يجتهدون في إتمام العمل وإكماله ، فإذا عملوا كانت قلوبهم وجلة خائفة من أن يرد عليهم عملهم ، كانوا ما قال الله (يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون) .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:43 AM
ومن هم أهل القبول؟ إنهم الذين وصفهم الله (إنما يتقبل الله من المتقين) جعلنا الله وإياكم منهم .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:44 AM
ويا ليت شعري من المقبول منا فنهنيه ، ومن المطرود منا فنعزيه
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:45 AM
فيا أيها المقبول هنيئاً لك بقبول الله وإحسانه ، ورحمته وغفرانه ، وثوابه ورضوانه .. ويا أيها المطرود بعصيانه ، وغفلته وخسرانه، لقد عظمت مصيبتك بغضب الله وهوانه.
يا هذا .. متى يُغفَر لمن لا يُغفَر له في هذا الشهر؟ ومتى يقبل من رُد في ليلة القدر؟
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:45 AM
متى يتوب من لم يتب في رمضان؟ ومتى يصلح من فيه من الجهل والغفلة مرضان؟ فتب إلى ربك ، واستدرك ما بقي من شهرك ، وابك على خطيئتك ، لعلك تلحق بركب المقبولين
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:46 AM
همسات الوداع تقول: إذا مد الله في أعماركم ، وأدركتم يوم عيدكم ، فاشكروا الله بإكمال عدة شهركم .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:47 AM
كبروا ربكم ، وأدوا زكاة فطركم ، واخرجوا يوم عيدكم فرحين بفضل الله ورحمته ، شاكرين لنعمته ، ومجتنبين ما يسخطه . واعلموا أن للعيد سنناً وآداباً يحسن ذكرها والعمل بها . فمن سنن العيد:
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:48 AM
1- التكبير ، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد . قال الله تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " .
وصيغة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد .
يجهر به الرجال في المجامع والأسواق والبيوت ، وتسر به النساء لأنهن مأمورات بالستر والحشمة . ومن سنن العيد:
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:48 AM
2- الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:49 AM
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد ، ويسن أن يأكلهن وتراً .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:50 AM
4- الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:50 AM
5- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:52 AM
6- صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصلاة في المسجد جائزة .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:52 AM
7- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء كما كانت سنته صلى الله عليه وسلم .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:53 AM
8- الاستماع إلى خطبة العيد .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:54 AM
9- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن .
فاتقوا الله ربكم .. وسلوه من فضله في ختام شهركم ، و(سابقوا إلى مغفرة من ربكم ، وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
أقول ما سمعوت وأستغفر الله العظيم .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:54 AM
الخطبة الثانية
الحمد لله
إياكم أن تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ..
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:55 AM
بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان .. فإذا انسلخ رمضان كان عيدهم إضاعة للواجبات ، ونوم عن الصلوات ، ومقارفة للمعاصي والمنكرات .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:55 AM
يا هؤلاء .. إن كان الله تقبل منكم فليس هذا بفعل الشاكرين !! وإن كان الله لم يتقبل منكم فليس هذا بفعل الخائفين .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:56 AM
يا هؤلاء .. ليس العيد لمن لبس الجديد ، إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:57 AM
عباد الله .. كم هي المعاصي والمنكرات التي يقع فيها المسلمون في العيد ، فمنها : إضاعة الصلوات ، وشرب المسكرات والمخدرات ، والعكوف على القنوات الفضائحيات ، ومنها : تزين بعض الرجال بحلق اللحى إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت . ومنها: الإسراف في بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون جدوى ، وحري أن تصرف هذه المبالغ على الفقراء والمساكين والمحتاجين ، وما أكثرهم ، وما أحوجهم .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:57 AM
ومنها : خروج بعض النساء متبرجات بزينة ، متنقبات أو سافرات ، ومن المعلوم أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج إلى الرجال متبرجة متزينة متعطرة ، حتى لا تحصل الفتنة منها وبها , قال صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة استعطرت ، فمرت على القوم ، ليجدوا ريحها فهي زانية " [ أخرجه أحمد والثلاثة وقال الترمذي حسن صحيح ] . وعلى الرجل المسلم أن يحذر من الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء ، ومصافحة المرأة الأجنبية ، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " [ أخرجه الطبراني والبيهقي وصححه الألباني ] .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:58 AM
عباد الله .. هذه همسة الوداع الأخيرة تقول: جبر الله قلوبكم بفراق رمضان .. وتجاوز عن ما سلف وكان ، من الذنوب والعصيان .
عبدالله احمد
06-23-2016, 04:59 AM
ترحلت يا شهر الصيام بصومنا#وقد كنت أنواراً بكل مكان
لئن فنيت أيامك الزهر بغتة#فما الحزن من قلبي عليك بفان
عليك سلام الله كن شاهداً لنا#بخير رعاك الله من رمضان
عبدالله احمد
06-23-2016, 05:00 AM
إن القلب ليحزن ، والعين لتدمع ، ونحن نودع هذا الشهر الكريم ، الذي فيه المساجد تعمر ، والآيات تذكر ، والقلوب تجبر ، والذنوب تغفر .
عبدالله احمد
06-23-2016, 05:00 AM
فيا شهرنا .. أتراك تعود بعدها إلينا؟ أو يدركنا الموت فلا تؤول إلينا؟
عبدالله احمد
06-23-2016, 05:01 AM
مساجدنا فيك معمورة ، ومصابحنا فيك مشهورة، فالآن تنطفيء المصابيح ، وتنقطع التراويح ، ونرجع إلى العادة ، ونفارق شهر العبادة .
عبدالله احمد
06-23-2016, 05:01 AM
شهرَ رمضان ترفق ، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق ، عسى وقفةٌ للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعةُ توبة وإقلاع ترفو من الصيام ما تخرق ، عسى منقطعٌ عن ركب المقبولين يَلحق ، عسى أسيرُ الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق .
عسى وعسى من قبل يوم التفرق#إلى كل مانرجو من الخيرنلتقي
فيُجبَر مكسور ويُقبَل تائب# ويُعتَق خطاء ويُسعَد من شقي
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ...
عبدالله احمد
06-23-2016, 05:02 AM
اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً لنا ، وحجة لنا لا حجة علينا ، اللهم إن كان في سابق علمك أن تجمعنا في مثله فأحسن عملنا فيه ، وإن قضيت بقطع آجالنا فأحسن الخلافة على باقينا ، وأوسع الرحمة على ماضينا ، وعمنا برحمتك وغفرانك ، واجعل الموعد بحبوح جنتك ورضوانك .
عبدالله احمد
06-23-2016, 05:03 AM
الناس في رمضان على ثلاثة أقسام : قسم ظالم لنفسه ؛ لم يصم شهر رمضان صوماً حقيقياً فلم يحفظ حدوده ولم يتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ , فلم يصم لسانه عن اللغو والبهتان , ولم يصم سمعه عن سماع الباطل والخنا وكل ما يغضب الرحمن , ولم تصم عيناه عن النظر المحرم الغفلان , ولم تصم بطنه عن أكل الحرام , ولا يداه وقدماه عن الفحش والبهتان , فهذا كان حظه من صومه العطش والجوع وتحصيل الذل والخنوع , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ. أخرجه أحمد 2/373(8843) و\"النسائي\" في \"الكبرى\" 3236 و\"ابن خزيمة\" 1997الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3488 في صحيح الجامع
vBulletin® v3.8.9, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd by