المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيمة رمضان والذكر الحكيم 1437


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 [7] 8 9

مها يوسف
07-03-2016, 06:49 AM
ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن (هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) البقرة:185 وكان جبريل يدارس فيه رسول الله القرآن فالحديث عن القرآن في رمضان له مناسبته وله خصوصيته لاسيما مع إقبال الناس عليه* .
من فضائل القــران

مها يوسف
07-03-2016, 06:50 AM
1ـ انه هدى : وصف هذا القرآن بأنه (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) أي يهتدون بآياته ومعانيه حتى يخرجهم من ظلمات الشرك والجهل والذنوب إلى نور التوحيد والعلم والطاعة يهتدون به فيما يعود عليهم بالصلاح في دنياهم وأخراهم كما قال سبحانه (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) الإسراء

مها يوسف
07-03-2016, 06:51 AM
2ـ أن عبره أعظم العبر ومواعظه أبلغ المواعظ وقصصه أحسن القصص كما في قول الله تعالى ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) يوسف
3ـ إنه شفاء كما في قوله سبحانه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
*شفاء للصدور من الشبه والشكوك والريب والأمراض التي تفتك بالقلوب والأبدان ولكن هذا الشفاء لا ينتفع به إلا المؤمنون كما قال تعالى ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراًً ) [الإسراء] وقال سبحانه ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ )

مها يوسف
07-03-2016, 06:52 AM
3 ـ أنه حسم أكثر الخلاف بين اليهود والنصارى في كثير من مسائلهم وتاريخهم وأخبارهم كاختلافهم في عيسى وأمه عليه السلام واختلافهم في كثير من أنبيائهم قال تعالى ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) [النمل] [انظر : تفسير ابن كثير 3/597] .
*فأهل الكتاب لو كانوا يعقلون لأخذوا تاريخهم وأخبار سابقيهم من هذا الكتاب الذي ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) [فصلت]. 
لكن كيف يغفل ذلك أهل الكتاب وكثير من المؤمنين وقد زهدوا في كتابهم وتبعوا اليهود والنصارى حذو القذة بالقذه ؟

مها يوسف
07-03-2016, 06:55 AM
فالمؤمن بهذا الكتاب يمتلك من أخبار الصدق ما لا يمتلك اليهود والنصارى عن دينهم الذي زورت كثير من حقائقه وأخباره على أيدي أحبار السوء ورهبان الكذب*

مها يوسف
07-03-2016, 06:56 AM
5ـ أن القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً او تلميحاً أو إشارة أو إيماءً . ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان أو الحيوان أو النبات والثمار والأرض والبحار والفضاء والأفلاك والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلى معلومات حديثه مهمة ذكرها القرآن قبل قرون طويلة مما جعل كثيراً من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون قال تعالى ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) وقال (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) . فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود في القرآن كما دلت الآيتان السابقتان ولا يعني ذلك الاكتفاء عن السنة النبوية لأن من اتبع القرآن وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة ويعمل بما فيها ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواقع كما في قوله تعالى ( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )* وقوله (مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)* وبين سبحانه انه من أحبه فلابد أن يتبع رسوله صلى الله عليه وسلم كما في قوله ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) واتباع الرسول متمثل في الأخذ بسنته والعمل بما فيها .

مها يوسف
07-03-2016, 06:56 AM
6- يتميز القرآن بميزة تظهر لكل واحد وهي : سهولة لفظه ووضوح معناه كما قال تعالى ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) قال ابن كثير رحمه الله (أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراد ؛ ليتذكر الناس) [تفسير ابن كثير 4/411] قال مجاهد (هونا قراءته) [تفسير الطبري 27/96]وقال السدي ( يسرنا تلاوته على الألسن ) [تفسير ابن كثير 4/411] وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : ( لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع احد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل) [تفسير ابن كثير 4/411] .

مها يوسف
07-03-2016, 06:57 AM

وقال سبحانه ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) 
هذه آية من أعظم الآيات ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن وإعجازه فحفظه وإتقانه أيسر واهون من سائر الكلام وقراءته ميسره حتى إن بعض الأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف العربية سواه وحتى إن كثير من الأميين لا يستطيع أن يقرأ غيره .

مها يوسف
07-03-2016, 07:42 AM

وقال سبحانه ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) 
هذه آية من أعظم الآيات ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن وإعجازه فحفظه وإتقانه أيسر واهون من سائر الكلام وقراءته ميسره حتى إن بعض الأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف العربية سواه وحتى إن كثير من الأميين لا يستطيع أن يقرأ غيره .
وأما المعنى : فنجد أن كلاً من الناس يأخذ منه حسب فهمه وإدراكه ؛ فالعامي يفهمه إجمالاً ، وطالب العلم يأخذ منه على قدر علمه ، والعالم البحر يغوص في معانيه التي لا تنتهي حتى يستخرج منه علوماً وفوائد ربما أمضى عمره في سوره أو آية واحده ولم ينته من فوائدها ومعانيها .
قيل : ( إن شيخ الإسلام أبا إسماعيل الهروي رحمه الله عقد على تفسير قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى) ثلاثمئة وستين مجلساً* [السير للذهبي 18/514]
وتصانيف العلماء في سوره أو آية واحده كثيرة ومشهورة وما ذاك إلا لغزارة المعاني والعلوم التي يحويها هذا الكتاب العظيم

مها يوسف
07-03-2016, 07:43 AM
* .
لماذا أنزل القــــــرآن؟
المقصود الأعظم من إنزاله : فهم معانيه ، وتدبر آياته ، ثم العمل بما فيه كما قال تعالى ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) وقال تعالى ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ) وقال سبحانه ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) وقال تعالى ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) وكلما تدبر العبد لآياته عظم انتفاعه به وزاد خشوعاً وإيماناً .
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أخشع الناس وأخشاهم وأتقاهم ؛ لأنه أكثرهم تدبراً لكلام الله تعالى .

مها يوسف
07-03-2016, 07:43 AM
قال ابن مسعود رضي الله عنه ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال (إني أشتهي أن أسمعه من غيري) قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) رفعت رأسي ، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل ) رواه البخاري
ولاشك في أن تدبر القرآن والانتفاع به يقود إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة ، يقول الحسن رحمه الله ( يا ابن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك)* [نزهة الفضلاء 1/448]
كم اهتدى أناس بهذا القرآن كانوا من الأشقياء ؟ نقلهم القرآن من الشقاء إلى السعادة ومن الضلال إلى الهدى ومن النار إلى الجنة* .

مها يوسف
07-03-2016, 07:45 AM
قوم ناوَؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصبوه العداء وأعلنوا حربه ؛ سمعوا هذا القرآن فما لبثوا إلا يسيراً حتى دخلوا في دين الله أفواجاً ، ثم من أتى بعدهم كان فيهم من كان كذلك ، وأخبارهم في ذلك كثيرة ومشهورة .
ولعل من عجائب ما يذكر في هذا الشأن : قصة توبة الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله إذ كان شاطراً يقطع الطريق وكان سبب توبته أنه عشق جاريه فبينما هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تالياً يتلوا قوله تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ ) فلما سمعها قال : بلى يا رب ! قد آن ، فرجع فآواه الليل إلى خربة ، فإذا فيها سابلة - أي قافلة - فقال بعضهم : نرحل ، وقال بعضهم : حتى نصبح ؛ فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا ، قال ففكرت وقلت : " أنا أسعى بالليل في المعاصي ، وقوم من المسلمين هاهنا* يخافونني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ، اللهم إني تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام "* [نزهة الفضلاء 2/600]

مها يوسف
07-03-2016, 07:45 AM

*فرحم الله الفضيل بن عياض ، قادته آية من كتاب الله إلى طريق الرشاد وجعلته من عباد الله المتألهين ومن العلماء العاملين فهل نتأثر بالقرآن ونحن نقرؤه ونسمعه كثيراً في هذه الأيام ؟!

مها يوسف
07-03-2016, 07:46 AM
هل ينتفع أهل الكفر والعصيان بالقرآن؟
الكفار لا ينتفعون بالقرآن بسبب إعراضهم عنه وتكذيبهم له .
أما أهل المعاصي والفجور فهم أقل انتفاعاً به بسبب هجرانهم له ، وانكبابهم على شهواتهم قال تعالى ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ) . هذا حال الكفار والمنافقين قد حجبوا عن الانتفاع به* .
أما أهل المعاصي فقد اكتفوا بغيره بديلا ًعنه حتى هجروه ؛ لذا عظمت شكاية الرسول إلى الله تعالى منهم كما في قول الله سبحانه ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) ذكر ابن كثير رحمه الله : " أنهم عدلوا عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهوا أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره " [تفسير ابن كثير 3/507]

مها يوسف
07-03-2016, 07:47 AM

وكم من أناس في هذا الزمن ولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم ! وهجروا كلام الله حتى لا يطيقون سماعه ولا تجتمع محبة القرآن ومحبة الغناء في قلب واحد .
بيوت يحي ليلها ويقضى نهارها في سماع الغناء والمعازف ؛ حتى إن أصواتها لتـنبعث من وراء الجدران ؛ مبالغة في الجهر بالعصيان .
بيوت خلت من ذكر الرحمن ، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان ؛ حتى انتشرت الشياطين في أرجائها وأركانها وجالت في قلوب أصحابها ؛ فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشاد إلى سبيل الغي والفساد ، فكثرت فيهم الأمراض النفسية ، والانفعالات العصبية ، والأحلام المزعجة ، فكانوا كمن قال الله فيهم ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ) .

مها يوسف
07-03-2016, 07:48 AM
ويخشى على من كان كذلك أن يختم له بالسوء ، وان ينعقد لسانه حال احتضاره عن شهادة الحق ، وقد اشتهرت حوادث كثيرة في ذلك* .
وما راجت سوق الغناء والمعازف ، وكثير المغنون والمغنيات إلا بسبب كثرة السامعين والسامعات فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم* .
أما أهل الإيمان والقران ففرحهم بلقاء الله لا يوصف ،عظموا كتاب الله فرزقهم الله حسن الختام ، وأكثروا قرأته وتدبره والعمل به فاستقبلتهم الملائكة في مواكب مهيبة تبشرهم بالرضى والجنان فشوهدوا حال احتضارهم وهم في أمن وطمأنينة .
*هذا الإمام المقرىء المحدث الفقيه أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى لما حضرته الوفاة بكت أخته ! فقال لها : " ما يبكيك ؟ انظري الى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة " [نزهة الفضلاء 675]

مها يوسف
07-03-2016, 07:48 AM
فهل يستوي هذا مع من سمع آلاف الأغاني وقضى آلاف الساعات في العصيان ؟ كلا والله لا يستويان* .
ومما يؤسف له أن يربى الأولاد الصغار على الأغاني والمعازف ، ويفاخر بهم في هذا الشأن كما يفاخر أهل القرآن بأولادهم في حفظ القران !! وتلك مصيبة أن يربى أهل القران على مزمار الشيطان ، وكان الأولى بل الواجب أن يربوا على كلام الله تعالى .
ورمضان أنزل فيه القران ، وهو فرصة لإحياء مساجدنا وبيوتنا بكلام الله تعالى ، لاسيما مع إقبال الناس على القران* .

مها يوسف
07-03-2016, 07:49 AM

وينبغي للصائمين ألا يذروا في بيوتهم شيئاً يزاحم القران ، لاسيما إذا كان يعارضه ويناقصه ، كما هو الحال في كثير من البرامج الفضائية والتلفازية التي ينشط أهل الشر في عرضها وتزينيها في رمضان ؛ بقصد جذب المشاهدين إلى قنواتهم ، والتي لا تزال تـزاحم القرآن والذكر وسائر العبادات في هذا الشهر العظيم .
أسأل الله الغفور الرحيم أن يتغمدنا برحمته ، وأن يصلح سرنا وعلانيتنا ، وأن ويجعلنا من عباده المقبولين ، إنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين

مها يوسف
07-03-2016, 07:57 AM
الثلاثاء اول ايام عيد الفطر 2016/1437

معهد الفلك يعلن موعد أول أيام عيد الفطر المبارك 1437-2016 ورمضان يكمل عدته ثلاثون يوماً
الخميس 30-06-2016| 23:00

موعد اول ايام عيد الفطر 2016/1437

أعلن المرصد الاسلامي لرصد الأهلة أن شهر رمضان الكريم هذا العام 1437-2016 والذي كانت غرته في الخامس من يونيو الجاري، سيكون 29 يوماً وفقاً لحسابات مختصين في الفلك، وعليه فإن الاول من شهر شوال وغرة أيام عيد الفطر المبارك للعام الهجري 1437 الموافق 2016 سيكون الثلاثاء 5/7/2016، وأوضح المرصد أن مساء الاثنين سيكون بالإمكان رؤية هلال شوال بالعين المجردة من معظم أنحاء الوطن العربي وبعضاً من الدول الغربية في شرق اسيا وأوروبا.
وكان الدكتور حاتم عودة رئيس معهد الفلك للبحوث الفلكية والجيوفيزيفية، قد أعلن أن شهر رمضان الكريم هذا العام 1437-2016 والذي بدأ في السادس من يونيو الجاري سيكمل عدته ثلاثون يوماً وفقاً للحسابات، وبالتالي فإن غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك للعام الهجري الحالي 1437 الموافق 2016 ميلادية سيكون يوم الأربعاء 6/7/2017.
وأضاف عودة أنه لن يثبت رؤية هلال شوال في السماء يوم الرؤية الشرعية وهي اليوم التاسع والعشرون من رمضان، وفقاً للحسابات التي أعدها خبراء معهد الفلك، متابعاً أن هلال شوال سيولد يوم الأثنين 4 يوليو القادم في تمام الساعة الواحدة ودقيقة ظهراً بتوقيت القاهرة، وسيغرب قبل غروب شمس ذلك اليوم بثلاث دقائق في مكة المكرمة وقبل 6 دقائق من غروب الشمس في القاهرة، وفي سائر محافظات الجمهورية بين مدد تتراوح من دقيقتين إلى سبع دقائق.
أما العواصم العربية والمدن الإسلامية، فسيغرب هلال شهر شوال يوم الرؤية قبل غروب الشمس في مدة متراوحة بين دقيقة إلى 12 دقيقة، فيما عدا نيجيريا والسنغال اللاتي سيغرب فيهما الهلال بعد غروب شمس الرؤية بثماني دقائق.
وأشار رئيس معهد الفلك، إلا أن اليوم التالي ليوم الرؤية وهو يوم الثلاثاء 5 يوليو، لن يكون هلال الشهر الجديد قد ولد فيه قبل غروب الشمس، وبالتالي يكوم يوم الثلاثاء 5 يوليو هو المتمم لشهر رمضان، ويوم الأربعاء 6 يوليو هو غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك.

مها يوسف
07-03-2016, 06:51 PM
من قبل شهور ونحن نتمتم بذكر رمضان، نعد الأيام والدقائق، نترقب يوميا دخول الشهر لنبدأ رحلة جديدة، رحلة مع شهر رمضان.
ها هو رمضان الخير والنور، رمضان العطر والطهر، رمضان الصلاة والذكر.
يدخل رمضان فتغرد المآذن بأعذب الألحان، وتشدو البلابل (أئمة التراويح) بأجمل الأصوات، ولئن كنا نعيش في كل الشهور للحياة فإننا نعيش الحياة في رمضان، ولئن كان كل الشهور للجسد فهذا الشهر للروح.
رمضان الذي ينظر من كوته يرى ظلالا وأفنانا وربى وجنانا.

مها يوسف
07-03-2016, 06:52 PM
رمضان؛ أراه في حلقات الذكر، وفي صفوف المصلين، في شال الطفلة وهي تلف على رأسها ويصل إلى رجلها، في كوب القهوة وبين أطباق الفطور، في جموع المصلين وبين غمغمات العابرين، رمضان المدفع وصوت الأطفال من بعييييد وهم يقولون أذذذذذذذن ويطيرون إلى السفرة كما الحمائم تطير إلى أعشاشها

مها يوسف
07-03-2016, 06:54 PM
رمضان يضوع بعبق الحب، ويفيض بريحان الود، وسرعان ماينقضي، لا نجده حتى نفقده، ولا يكاد يبدأ حتى ينتهي.
هذا رمضان شهر الحب، شهرٌ تنضوي فيه كل أسرار الحياة، وكم علمنا هذا الشهر من أسرار وأسرار، شهر علمنا الحب، علمنا الود، علمنا كيف نغسل قلوبنا بماء زمزم، ونجمل أفواهنا بحلا التمر، ولازال هذا الشهر يعلمنا الكثير

مها يوسف
07-03-2016, 06:54 PM
كان يضيع الصلوات ولايلتزم بها وخاصة الفجر، كان يرى أنها ثقيلة كالجبال، وأن لذة نومه ليست إلا في تلك الدقائق فقط، يأتي رمضان ليتغير هذا الإنسان، يتبدد هذا الوهم، يتحول هذا الفتور إلى نشاط؛ فتراه في الصف الأول كل يوم!
إنها مدرسة الصيام وهكذا رمضان يعلمنا.
كان بكت الدخان لايفارق جيبه، يهرب من مشكلات الحياة وضغط الواقع إلى نفثة مسمومة يدخلها في جوفه ويلوث بها جمال الحياة، يأتي رمضان فيتغير كل شيء يمسك عن التدخين أربع عشرة ساعة، والكثير منهم شد عزيمته فترك الدخان، هكذا رمضان يعلمنا.

مها يوسف
07-03-2016, 06:55 PM
كان يجد الوقت لأصحابه، وتصفح مواقع التواصل، والجلوس مع الأولاد، ومتابعات المباريات؛ إلا أنه يتعذر بضيقه عند قراءة القرآن! كان لايعرف طريق المصحف طيلة العام، ويأتي رمضان فيهتدي إليه.. يكتشف أسراره.. ويلتذ بمعانيه.. يلتزم بقراءته كل يوم.. ويتزود منه في كل حين.. وهكذا رمضان يعلمنا.
كان يتمايل يمينا وشمالا بها .. لايستطيع أن ينام دون أن يسد أذنيه بالسماعات ويستمع إلى مغنيه المفضل، لاتفوته أية أغنية جديدة، وينتظر بفارغ الصبر آخر ألبوم.. ولكن ما إن أتى رمضان حتى بدأ يتعرف على القرآن، ووجد فيه ما أبعده عن الغناء وأهله.. كان أعلم الناس بالأغاني وصار أجهل الناس بها وأبعد الناس عنها.. إنه رمضان يعلمنا.

مها يوسف
07-03-2016, 06:59 PM
" الإخلاص "

علمني الإسلام أن أكون مخلصًا في الأعمال التي أؤدها، لله وللناس

مها يوسف
07-03-2016, 06:59 PM
أما له سبحانه، فلا أشرك بعبادته أحدًا، فلا نفاق ولا رياء .

مها يوسف
07-03-2016, 07:00 PM
وأما للناس، فيكون تعاوني معهم بالصدق والسلامة والوفاء، فلا غش ولا مواربة، ولا كذب ولا خيانة .

مها يوسف
07-03-2016, 07:01 PM
وقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله لا ينظر إلى أجسامنا ولا إلى صورنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا، التي هي محل النية والإخلاص .

مها يوسف
07-03-2016, 07:02 PM
" التـوبة "

علمني الإسلام أن أتوب إذا قمت بعملٍ سيء، فإن الله سيمحوه إذا كنت صادقًا في توبتي، بأن أقلع عنه، وأندم على ذلك، وأعزم على ألا أعود إليه، وإن تعلق به حق إنسان أعدته إليه وبرأت ذمتي منه .

مها يوسف
07-03-2016, 07:02 PM
وسبب التوبة هو الذنب، الذي لا بد للإنسان منه، صغيرًا كان أو كبيرًا، وعليه أن يستغفر الله ويتوب ولو تكررت أو تكاثرت ذنوبه، ولا يقنط من رحمه الله، مهما كانت كبيرة أو كثيرةً !

مها يوسف
07-03-2016, 07:03 PM
وسبب التوبة هو الذنب، الذي لا بد للإنسان منه، صغيرًا كان أو كبيرًا، وعليه أن يستغفر الله ويتوب ولو تكررت أو تكاثرت ذنوبه، ولا يقنط من رحمه الله، مهما كانت

مها يوسف
07-03-2016, 07:04 PM
والمهم هو العودة إلى جانب الإسلام، وضياء الإيمان، وتصحيح المسيرة، ليكون المرء عضوًا نافعًا، يبشر ويبني، لا مفسدًا ينفر ويهدم .

مها يوسف
07-03-2016, 07:04 PM
والمهم هو العودة إلى جانب الإسلام، وضياء الإيمان، وتصحيح المسيرة، ليكون المرء عضوًا نافعًا، يبشر ويبني، لا مفسدًا ينفر ويهدم .

وليعلم المرء أن ربه يفرح بتوبته فرحًا شديدًا، لأنه رحيم به، ولا يريد لعبده المؤمن إلا الخير .

فليكن أحدنا كما يحب الله .

مها يوسف
07-03-2016, 07:20 PM
علمني الإسلام أن أكون صبورًا إذا ابتليت، كما أكون شكورًا إذا عوفيت، فإن الصبر ضياء في الطريق، والشكر مكرمة تدل على معدنٍ طيب ووفاء في الإنسان .

مها يوسف
07-03-2016, 07:21 PM
وليتذكر المرء ذلك النبي الصبور، الذي ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون !

مها يوسف
07-03-2016, 07:22 PM
وإن المرء يسأل الله العافية، ولا يسأله الصبر، فإن الصبر لا يأتي إلا بعد البلاء، ولكنه إذا ابتلى دعا الله أن يثبته ويقويه، فإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : «ومن يتصبر يصبره الله» أي : من يتكلف الصبر على ضيقِ العيش ومكاره الدنيا، فإن الله سيؤيده ، قال بعدها صلى الله عليه وسلم : «وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر»[في حديث متفق عليه] ثم إنه يسأل الله الفرج والعافية .

مها يوسف
07-03-2016, 07:23 PM
والصبر يدل على عزيمة، وكلما عظم البلاء عظم عند الله الجزاء، وإذا صبر الإنسان فلم يجزع بما يخرجه من الحد، ولم يتضجر أو يسخط ويتأفف، جازاه الله بأجرٍ كبيرٍ لا يخطر على البال، حيث يقول سبحانه وتعالى : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " [الزمر: 10] .

مها يوسف
07-03-2016, 07:24 PM
علمني الإسلام أن أكون صادقًا، لأنه يسير بي إلى أبواب الخير ويفتحها، وهذه الأبواب تأخذني إلى الجنة .

ثم إني أجد راحةً في الصدق، وطمأنينة وراحة بال، بعكس الكذب والافتراء، الذي يسلك بي طرق الفجور، وهذه الطرق تؤدي إلى النار والعياذ بالله .

مها يوسف
07-03-2016, 07:24 PM
وفي الكذب دائمًا ريبة وتوجس وقلق، وممتهنة محل شك وحذرٍ من قبل المجتمع، فلا يؤمن على شيء، لأنه يؤمن جانبه .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لمح كذبًا من بعضِ أصحابه انقبض عنه، ولا ينفتح قلبه عليه إلا بعد أن يعلم أنه انقلع منه .

مها يوسف
07-03-2016, 07:25 PM
علمني الإسلام أن أعبد ربي كأنني أراه، فله صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي كله، يراني ويراقب خواطري، ويعرف أين توجهي يعلم خالجة نفسي وخائنة عيني وخافية صدري فـــ " لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ " [آل عمران: 5] .

مها يوسف
07-03-2016, 07:26 PM
فعلى أن أتقيه أينما كنت، وأستعين به وحده، وأعرفه في الرخاء كما أعرفه في الشدة، ولا أعمل في الخفاء شيئًا أستحي منه علنًا، وأن أترك ما لا يعنيني .

مها يوسف
07-03-2016, 07:26 PM
اليقين والتوكل "

علمني الإسلام أن أكون مؤمنًا حق الإيمان، وموقنًا يقينًا كاملًا لا يتزعزع، ومسلمًا بما يأمر به ربي ويقضى علي ويقدره

مها يوسف
07-03-2016, 07:27 PM
وأن أتوكل عليه وأفوض إليه أمري، وأسلم إليه نفسي، رغبة ورهبة إليه، فلا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، فهو حسبي ونعم الوكيل

مها يوسف
07-03-2016, 07:28 PM
علمني الإسلام أن أكون مستقيمًا، في نظرتي إلى الحياة، وفي سلوكي ومعتقدي، فإن الاستقامة تعني نظام الأمور، وإن معنى «سددوا وقاربوا» في حديث مسلم الصحيح: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير، والاستقامة والإصابة، ويعني هذا كله لزوم الطاعة، على منهاج الكتاب والسنة

مها يوسف
07-03-2016, 07:29 PM
علمني الإسلام أن أكون مستقيمًا مع نفسي ومع الآخرين، وكيف أخدع نفسي التي بين جنبي ولها أعمل، وكيف أخدع أخي في العقدة وقد وصاني به رب الخلق، وكيف أخدع الآخرين وقد أمرني الله بالعدل ولو مع الكفار الذين أبغضهم ؟ فالاستقامة واجبة في كل حال !

مها يوسف
07-03-2016, 07:29 PM
" التفكر "

علمني الإسلام أن أكون متفكرًا، نبيهًا، عاقلًا، مثقفًا، فطنًا، أتفكر في خلق السماوات والأرض، وما فيها من إنسان، وحيوان، ونبات، وجماد " رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

مها يوسف
07-03-2016, 07:30 PM
أتفكر في الدنيا وأحوالها، وفنائها، والآخرة وأهواها، وفي النفس وتقصيرها، وتهذيبها، وحملها على الاستقامة

مها يوسف
07-03-2016, 07:31 PM
علمني الإسلام أن أكون مبادرًا إلى الخيرات من غير تردد، فإن كسلت أفقرت وضعفت، والإسلام يقدم القوة ويفخر بأولي العزم، وإن لم أبادر فقد يأتيني المرض فلا أقدر على عملٍ ولا عبادة، والعمر قصير، والموت قادم، والحساب بانتظاري !

مها يوسف
07-03-2016, 07:32 PM
وإن خير توجه في المبادرة أن تكون إلى الجهاد، به يعز الإسلام ويقوى المسلمون، وقد استكثر صحابي الوقت في أكل تمرات، فبادر إلى الجهاد، وقاتل حتى قتل...

وإن الذي يملأ الإيمان قلبه لا يتواني عن أي عملٍ مباركٍ ما دام قادرًا عليه، فالإيجابية هي الغالبة على حياة المسلم، وليس السلبية والانهزامية التي تتمثل في الكسل والجبن والأنانية .

مها يوسف
07-03-2016, 07:33 PM
علمني الإسلام أن أتعاهد نفسي وأجاهد باستعمالها فيما ينفعها، بأن أعبد ربي حق العبادة، حتى لا يستعصى عليها طاعة من بعد، فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تشققت قدماه، وينصح أحد أصحابه أن يكثر من السجود، «فإنك لن تسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» كما رواه مسلم

مها يوسف
07-03-2016, 07:33 PM
وسأله أحدهم مرافقته في الجنة فقال : «أعني على نفسك بكثرة السجود» .

إن المجاهدة في حسن العبادة تغسل النفس من عيوبها، وتفتح المجال أمام التذلل والمناجاة لرب العباد، وتصفي النفس من أكدار العجب والتكبر، وتغدو صالحة لحياة الخلافة، من غير ظلمٍ ولا تعسف ولا فساد

مها يوسف
07-03-2016, 07:34 PM
علمني الإسلام أن أزداد من الخير، وخاصةً في أواخر عمري، فإن التوبة تقبل من المخطئ ما لم يكن في سكرات الموت، وإن كنت محسنًا ازددت نورًا ، و " إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " وخيرنا من طال عمره وحسن عمله ، ثم إن كل عبدٍ يبعث على ما مات عليه .

مها يوسف
07-03-2016, 07:35 PM
وإن طرق الخير كثيرة، يستطيع أن يطرق بابها كل مسلم، بحسب طبعه وقدراته وظروفه، من عبادة، وجهاد، وإسداء معروف، وكف أذى، وبشاشة وجه، وكلمةٍ طيبة، وكالرفق بالحيوان ، والمشي إلى المسجد، والوضوء، وغرس الشجر، وذكر الله، وشكره

مها يوسف
07-03-2016, 07:35 PM
وقد ورد في صحيح مسلم : «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخره فشكر الله له فعفر له» .

مها يوسف
07-03-2016, 07:36 PM
علمني الإسلام القصد في العبادة والتوسط فيها، فلا أتكلف ما لا أطيق، أو ما يشق عليّ الذي يؤدي إلى الانكماش أو الملل من بعد، فيكون هذا سببًا في ترك خير أو الفتور عنه أو الخوف منه، وإن الله يريد بنا اليسر، فالمهم أن نبقى على عمل طيب إذا باشرناه، وأن نسدد ونقارب ونبشر، ولا نتشدد في غير موضع التشديد، بل نستعين على طاعة الله في وقت النشاط والفراغ، حتى نستلذ العبادة ولا نسأم، فإذا فترنا جلسنا واسترحنا

مها يوسف
07-03-2016, 07:36 PM
وليست العبادة هي كل شيء في حياة المسلم، فإن للنفسِ حقًا وللأهل حقًا... والمطلوب التوازن والقصد .

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أمر القصد في العبادة لصحابي جلل، ورأى آثار عمله من بعد فقال : «فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم» .

مها يوسف
07-03-2016, 07:37 PM
علمني الإسلام أن أداوم على عمل صالح كنت آتيه ولا أتهاون في ذلك ولا أتكاسل حتى لا أتركه، ولا أكون كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكان كثير منهم فاسقين، وإن المطلوب مني عبادة ربي حتى يأتيني اليقين، وهو الموت

مها يوسف
07-03-2016, 07:38 PM
وكان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كما تقول أمنا عائشة رضي الله عنها : «أحب الدين إليه ما دوام صاحبه عليه» .

مها يوسف
07-03-2016, 07:38 PM
ولحرصه صلوات الله وسلامه عليه على المداومة على الأعمال الصالحة وعدم التساهل فيها، كان إذا فاتته الصلاة من الليل، من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، كما رواه مسلم

مها يوسف
07-03-2016, 07:39 PM
علمني الإسلام أن أكون مطيعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحافظًا على سنته وآدابها، فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ال لَّهَ" [النساء: 80]،ويقول عليه الصلاة والسلام كما رواه البخاري : «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» يعني أنه ليس من أهل الجنة

مها يوسف
07-03-2016, 07:40 PM
فإذا أمرني نبيي بشيءٍ أتيت منه ما استطعت، وإذا نهاني عنه اجتنبته .

وأبتعد عن كل بدعةٍ في الدين، وأحافظ على السنن والمندوبات في الأدب والدين، فإنها تربية النبوة، ومدرسة تبرز من خلالها شخصية المسلم المتميزة، ونور على الطريق، تصلح به العلاقات الاجتماعية وتنمو، ويزداد به المجتمع الإسلامي تكافلًا وتماسكًا

مها يوسف
07-03-2016, 07:41 PM
علمني الإسلام الانقياد للحكم الشرعي بدون تلكؤ ور ترددٍ ولا حرج، وأسلم بذلك تسليمًا فإن شأن " الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [النور: 51] وليعلم أن الله لم يأمرنا بما لا نطيق، وأن ما أمرنا به هو لصالحنا ولفلاحنا

مها يوسف
07-03-2016, 07:42 PM
علمني الإسلام تجنب البدع فهي مردودة وفيها ضلال والخير في كتاب الله، وهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم .

مها يوسف
07-03-2016, 07:42 PM
وإن البدع سببٌ في الاختلاف بين الأمة، واجتنابها يسد هذا الباب، ولذلك يقول سبحانه وتعالى : " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ " [الأنعام: 153] .

مها يوسف
07-03-2016, 07:43 PM
علمني الإسلام أن أبادر إلى الأعمال الحسنة والمشاريع الخيرة، التي تبعث بدورها النور في نفوس الخيرين فيشاركون في تنمية هذه الأعمال والمشاريع، فيعم الخير والتعاون والإصلاح في المجتمع الإسلامي، ويكون للفاعل الأول أجر من وافقه وتابع عمله

مها يوسف
07-03-2016, 07:44 PM
وعلمني في مقابلة أن أتجنب الشر وتبعاته، فإن فتح باب للشر يفتح عيون ذوي النيات السيئة فيقتحمونه ويزيدون منه، ويكون وزر هذه الأعمال كلها على الفاعل الأول، حتى يوم القيامة، فتتشكل عليه جبال من الأوزار

مها يوسف
07-03-2016, 07:45 PM
وانظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه : «ليس من نفسٍ تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها، لأنه كان أول من سن القتل»

مها يوسف
07-03-2016, 07:45 PM
علمني الإسلام أن أكون داعيًا إلى الخير، ومتعاونًا مع المجتمع على البر والصلاح والتقوى، بالأسلوب الحسن والمعاملة الطيبة

مها يوسف
07-03-2016, 07:46 PM
وإن جمع الناس على الخير وتذكيرهم به، وترسيخ قيمة بينهم، يكون في امتثالهم له وانضباطهم بالتربية الحسنة ثواب كبير للقائم به .

ولنذكر أن هداية امريء على يديك خبر لك من مشاريعك الدنيوية كلها، بل من الدنيا وما فيها .

مها يوسف
07-03-2016, 07:47 PM
وأن العكس هو عكس النتيجة، فإن بث الضلال، ونفث السموم، ونشر الفساد، وإشاعة الفاحشة، والدعوة إلى التفرقة والأفكار الهدامة، نتيجتها الهلاك والخسران

مها يوسف
07-03-2016, 07:49 PM
علمني الإسلام أن أكون آمرًا بالمعروف، وهو كا ما عرف بالشرع والعقل حسنه، من أحكام وآدابٍ ومحاسن أخلاق، وأن أكون ناهيًا عن المنكر، وهو نقيض المعروف ، وقد ذم الله الذين كفروا من بني إسرائيل أنهم " كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " [المائدة: 79] .

مها يوسف
07-03-2016, 07:49 PM
ومجال هذا الأمرو اسع، يحوي جميع فئات المجتمع، فإن من المنكر ما يمكن إزالته باليد، وإلا فباللسان، وإلا فبالقلب، وهو أضعف الإيمان

مها يوسف
07-03-2016, 07:50 PM
وعدم العمل به يعني تفشي المنكرات، واتساع رقعة الظلم والفساد في المجتمع والوطن، وهذا كله يؤدي إلى الانتقام الرباني

مها يوسف
07-03-2016, 07:51 PM
وهذه المسؤولية منوطة بكثير من الناس، ولكنهم لا يأبهون بها، وخاصةً في الأسواق، والمستشفيات، والملاهي، والجامعات... وغيرها. فليحذر المسلم، وليفعل ما قدر عليه، أو ليتجنب مواقع المنكرات، ولا يجالس أصحابها

مها يوسف
07-03-2016, 07:51 PM
ومن المنكرات الأحكام الدستورية المخالفة للشرع، والقوانين الوضعية المناهضة للدين، والممارسات القمعية والاستبدادية التي تمارس ضد الناس بدون خوفٍ ولا ردع، وإن الإعلان في التصدي لهذه الأمور وبيان فسادها من أفضل الجهاد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه : «أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر».

مها يوسف
07-03-2016, 07:52 PM
.


وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم فيما روي بأسانيد صحيحة : «الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه» .

مها يوسف
07-03-2016, 07:52 PM
وقد علمني الإسلام التوازن والمصداقية، فلا أكون متكلمًا بلا عمل، ولا آمرًا الناس بالبر وأنا مخالفه، فإن هذا إثم ومقت، وعليه عقوبة، ولن يأخذ الناس كلامي بجد إذا عرفوا أنني صاحب أقوال دون أفعال .

مها يوسف
07-03-2016, 07:53 PM
علمني الإسلام أن أكون أمينًا، فإن الخيانة من صفات المنافقين، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمين حتى بين كفار الجاهلية، وهذه الصفة كان لها أثر جميل في تقبل دعوة الإسلام وانتشارها، وكذلك اليوم، فإن هذه الصفة وغيرها من الأخلاق والآداب الحميدة تؤثر في جذب الناس إلى الإسلام، وتعطي مدلولًا واقعيًا لمبادئ الإسلام السمحة والعظيمة .

مها يوسف
07-03-2016, 07:54 PM
" الإنفاق المبارك "

علمني الإسلام الإنفاق من أحب أموالي إلي، ومن جيده، فإن هذا يؤكد حب الإسلام وأهله، والتجاوب الكبير مع أفراد المجتمع الإسلامي والاهتمام بشؤونهم، وينزع حب المال والأنانية البغيضة من القلب ، يقول الله تعالى : " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " ويقول سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ " [البقرة: 267] .

مها يوسف
07-03-2016, 07:55 PM
علمني الإسلام أن الظلم حرام، وأنه لا يجوز الاعتداء على أي شخص بغير حق، سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم، سواء في نفسه أو في ماله، وأن المسلم الحق هو «من سلم المسلمون من لسانه ويده» ما في الحديث الصحيح

مها يوسف
07-03-2016, 07:55 PM
وإن الإسلام نفر من الظلم، وعده ذنبًا كبيرًا يحاسب عليه، حتى لو كان شيئًا قليلًا، وقد ورد في صحيح مسلم، أن صحابيًا استشهد، فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنه رأه في النار لأنه أخذ عباءة من الغنيمة قبل أن تقسم !

مها يوسف
07-03-2016, 07:56 PM
هذا في شهيد قدم روحه فداء للإسلام.. فكيف بموظفٍ يأخذ رشوة، وكيف بمن يضرب آخر أو يشتمه أو يرميه بجرم، أو يسفك دمع... وكيف بمن لا يعدل بين الناس ويخون الأمانة... وصور الظلم كثيرة ومنتشرة في هذا العصر خاصة، وفي بلاد المسلمين عامة...؟

مها يوسف
07-03-2016, 07:57 PM
وإن من أراد السلامة فليرد المظالم إلى أهلها، ولا يبقي شيئًا عنده لم يقتنه من حلال، أو ليتحلل من أصحابها قبل أن يختطفه الموت، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. وإن الحساب عسير يوم الحساب، إلا من سلم الله

مها يوسف
07-03-2016, 07:57 PM
علمني الإسلام أن أكون معظمًا لحرمات المسلمين، مقدرًا لحقوقهم، شفيقًا عليهم، رحيمًا بهم، مكرمًا لهم ، وقد وصف الله نبيه في القرآن الكريم بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين ، وكان كذلك صلى الله عليه وسلم، فكان يخفف من الصلاة إذا سمع بكاء صبي، وأمر الأئمة أن يخففوا من صلاتهم كذلك، رحمةً بالضعيف والسقيم والكبير وذي الحاجة .

هيام
07-04-2016, 02:00 AM
‏ اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها.. وخير أيامنا يوم نلقاك، ولا تجعل هذا اخر عهدنا برمضان

هيام
07-04-2016, 02:02 AM
‏اللهم اجعلنا مقبولين بكرمك، مكفولين بذكرك مشمولين بعفوك
‏الفائزين برضاك ، العتقاء من نارك ، الناظرين لوجهك .

هيام
07-04-2016, 02:02 AM
‏الحمدلله الذي بلّغنا الأيام الأخيرة من رمضان، اللهم كما بلّغتنا اياها فتقبّل منا واقبلنا عندك من السّعداء، واعفُ عنا وجنّبنا نار جنّهم يارب.

هيام
07-04-2016, 02:03 AM
‏اللهُـم لا تختم رمضان إلا وقد رفعت أسمائنا في صحائف العتقـاء وأصلحت حالنا وأجبت دعائنا وغفرت لنا ذنوبنا إنك على كل شيء قديـر.

هيام
07-04-2016, 02:04 AM
‏ربنا أستودعناك رمضان فلا تجعلهُ آخِر عهدنا
‏ولا تُخرجنـا منهُ إلّا مقبولين مرحومين معتوقين .

هيام
07-04-2016, 02:05 AM
اللهم أعد علينا رمضان أعواماً عديدة وإجعلنا فيه من المرحومين ولا تجعلنا فيه من المحرومين؛ واعتق رقابنا من النار .

هيام
07-04-2016, 02:06 AM
‏*وداع رمضان*
‏اللهم لا تجعله آخر العهد لصيامنا رمضان
‏فإن جعلته آخر رمضان لنا ؛ فاجعلنا من المرحومين ولا تجعلنا من المحرومين يارب العالمين

هيام
07-04-2016, 02:07 AM
اللهُـم لا تختم رمضان إلا وقد رفعت أسمائنا في صحائف العتقـاء وأصلحت حالنا وأجبت دعائنا وغفرت لنا ذنوبنا إنك على كل شيء قديـر.

مها يوسف
07-04-2016, 02:15 AM
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أسوة، فعلينا أن نكون كذلك، لا نظلم مسلمًا ولا نخونه، ولا نؤذيه في عرضه أو ماله، ولا نبغضه، ولا نحسده، ولا نترك نصرته

مها يوسف
07-04-2016, 02:15 AM
ولا ننسى حقوقه، فنرد سلامه، ونزوره إذا مرض، ونتبع جنازته إذا مات، ونجيب دعوته، ونشمته إذا عطس، فنقول له : يرحمك الله... ويرد هو : يهديكم الله .

مها يوسف
07-04-2016, 02:16 AM
والذي ينبغي أن يحذر منه المسلم أشد الحذر، هو أن لا يحقر أخاه المسلم، فإن هذا صفة ذميمة، وخصلة معيبة في المجتمع المسلم، ومما يؤسف له أن تجد مثل هذا في الطبقات الدنيا من المجتمع، وبين الجاليات والأقليات المسلمة، ويكفي أن يوصف مثل هذا الشخص بأنه شرير، فقد قال رسول الله في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه : «بحسب امريءٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم»

مها يوسف
07-04-2016, 02:17 AM
علمني الإسلام أن أكون عنصر خير في المجتمع الإسلامي، يحافظ على سريان الأمن والسلامة فيه، وينبذ الشائعات المغرضة التي تفكك المجتمع، وتبث فيه روح التفرقة والتخاذل وتمكن الغزو الفكري الخبيث منه، ولا أعطي مجالًا لأهل الأهواء والفساد والفواحش، بأن يتمكنوا من نشر الفاحشة، فإن لها عواقب سيئة على المجتمع السليم، وإن الله سبحانه يقول : " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " [النور: 19] .

مها يوسف
07-04-2016, 02:17 AM
" العفو عن الناس "

علمني الإسلام أن أتحمل أذى الناس، وأعفو عنهم، فإن العفو خلق جميل، وإن الله سبحانه وتعالى يقول : " وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " [الشورى: 43]، وقد عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن حاربه وقتل أهله وأصحابه يوم فتح مكة، وهو قدوتنا، نقتدي به ونتعلم منه ديننا وآدابنا، ونطبقه في حياتنا، فنتجاوز عن أخطاء أفرادٍ من أمة نبينا صلى الله عليه وسلم، لننشر السلام، ونعطر أرجاء المجتمع بالأمن والأمان، ونري صفحة قلوبنا لأهلنا وذوينا، وأن ظاهرها وباطنها سواء

مها يوسف
07-04-2016, 02:18 AM
علمني الإسلام أن أكون متعاونًا وعنصرًا إيجابيًا في مجتمعي الإسلامي، فأساهم في قضاء حوائج المحتاجين ما قدرت عليه، وأخفف عنهم أحزانهم، وأبث فيهم روح الأمل، وأبين لهم فضيلة الصبر حى يكشف الله عنهم

مها يوسف
07-04-2016, 02:18 AM
وفي حديث حسنٍ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إلى الله أنفعهم لهم، «وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ يُدخلُه على مسلمٍ أو يكشفُ عنه كُربةً أو يقضي عنه دَينًا أو يطردُ عنه جوعًا»

مها يوسف
07-04-2016, 02:19 AM
وإن قضاء الحوائج أفضل من العبادة، وقد ورد في الحديث نفسه : «ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف شهرين في مسجد» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:19 AM
وإذا لم أقدر، أو ما كان الأمر بيدي، شفعت لأخي المسلم، فإن في ذلك أجرًا، وسعيًا إلى الخير، وإشاعةً للتعاون على البر والتقوى

مها يوسف
07-04-2016, 02:20 AM
علمني الإسلام أن أكون مصلحًا عادلًا بين الناس، فإن الله سبحانه وتعالى يقول : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ " وإن النية الحسنة، والعقل السليم، والتخطيط المحكم، والشفقة على المسلمين، يبث فيهم روح التكافل والتضامن، وينبذ أسباب الخلاف والنزاع، فيعيش المجتمع في رباطٍ أخوي، بدل مخاصمات وأحقاد تسري بين أفراده وجماعاته .

مها يوسف
07-04-2016, 02:20 AM
وكم من صلحٍ أعاد أسرًا إلى عش الزوجية فعاش الأطفال في حنان الأم ورعاية الأب؟ وكم خلص عشائر وبلداناً من براثن النزاع والحروب فأمنت نفوسًا، وأطفأت شرًا كبيرًا ؟ وكم أراح ضمائر كان قد تسلل إليها اليأس، وتمكنت منها الأمراض النفسية، فعاد إليها التوافق وعاشت هنية قادرة على العمل والعطاء بقوةٍ وصفاء ؟

مها يوسف
07-04-2016, 02:21 AM
ولنتصور بعد ذلك أجر القائم بالصلح، الذي حقن دماءً، وصفى قلوبًا، وفجر ينابيع جديدة في المجتمع المسلم، من أجرٍ كبير، وثواب عظيم، ومكانةٍ عند الله ! .

مها يوسف
07-04-2016, 02:21 AM
علمني الإسلام ألا أهمش الضعفاء في المجتمع، فإن لهم شأنًا عند الله، وهم محتاجون إلى ملاحظةٍ ورعايةٍ دائمةٍ من قبل المسؤولين والجمعيات الخيرية وأهل الغنى واليسار، ليكون هناك توازن اجتماعي حقيقي في ساحة الأخوة الإسلامية، وليرحم الله الناس بهذا التواصل والتكاتف الاجتماعي .

مها يوسف
07-04-2016, 02:22 AM
وليعلم أن عامة أهل الجنة من المساكين، وأن الرجل العظيم السمين – يعني الشخصيات والوجوة الدنيوية – يأتي يوم القيامة «لا يزن عند الله جناح بعوضة» كما في الحديث المتفق عليه

مها يوسف
07-04-2016, 02:22 AM
وإن إيذاء الضعفاء يسخط الرب ويجلب العقوبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وكان قد قال كلامًا لبعض الصحابة الضعفاء رضى الله عنهم : «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك»

مها يوسف
07-04-2016, 02:23 AM
وقد قال أفضل الصلاة وأزكى السلام فيما رواه أبو داود بإسناد جيد : «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم»

مها يوسف
07-04-2016, 02:24 AM
وندب الإسلام إلى معاملة اليتيم معاملة خاصة، فيها أروع صور الرحمة وأجمل صور الشفقة، وأن كافله وممولة يكون قريبًا من منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، في حديث صحيح يعرفه أهل الخير خاصة، حتى قال أحد شراح الحديث رحمه الله : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك

مها يوسف
07-04-2016, 02:24 AM
وإذا كان أعلى وأسمى أعمال المسلم التي يبتغي بها الأجر الكبير عند ربه هو الجهاد في سبيله، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بين في الحديث المتفق عليه أن «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:25 AM
إن أجل وأروع وأهم التوصيات النبوية لأمته، فهل تنبهت لهذا وعملت به ليستقيم أمرها ويصلح شأنها، ويعيش أفرادها في محبةٍ ووئام، وحتى يرحمها الله، فإن رَحم رُحم ؟ .

مها يوسف
07-04-2016, 02:26 AM
علمني الإسلام أن أحسن إلى النساء في كسوتهن وطعامهن، وأعاشرهن بالمعروف، والمرأة الصالحة كنز لا مثيل له في الدنيا، فهي عون للرجل، ومستشارة أمينة له، وأمان واطمئنان في البيت، ولبنة مباركة في المجتمع، وسند للوطن في إخراج تربويين وأبطالٍ مجاهدين...

مها يوسف
07-04-2016, 02:26 AM
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الناس وأكرمهم هو أحسنهم وألطفهم مع النساء، حيث قال : «خياركم خياركم لنسائهم» في سنن الترمذي، وصححه

مها يوسف
07-04-2016, 02:26 AM
وللزوجين حقوق يجب مراعاتها بين بعضهم البعض، وأمير الأسرة هو الرجل، لكنها مثله مسؤولة عما تحت يدها، وحذرها الإسلام من الغواية والضلال، وأنها فتنة وبلاء إذا خرجت عن حدود الإسلام، يكون لها آثار سلبية على الرجال والمجتمع عامة

مها يوسف
07-04-2016, 02:27 AM
علمني الإسلام أن أتدبر شؤون أسرتي، فأنا مسؤول عنها، فإذا تركتها غير مبال بها، فقد أخطأت وأثمت، حيث يقول صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم : «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:28 AM
وقد ندبني الإسلام إلى العمل والنفقة على العيال خاصة، حيث الأجر الكبير، فإن الإنفاق على الأهل هو أعظم أجرًا من غيره، إنه بموازاة الإنفاق على الغزو في سبيل الله .

مها يوسف
07-04-2016, 02:28 AM
وليس الاهتمام بها من ناحية ماديةٍ فقط، بل من الجوانب الإيمانية والتربوية أيضا، فيجب على الأب والأم أمر الأولاد بطاعة الله تعالى، وإقامة الصلاة خاصة، ونهيهم عن الخروج عن نظام الإسلام، ومنعهم من ارتكاب المحرمات، وتأديبهم، ومتابعة سلوكهم خارج الدار، ليكونوا مسلمين عقلاء أسوياء، تتبين ملامح شخصيتهم الإسلامية من خلال أحاديثهم، وأصدقائهم، وتوجهاتهم

مها يوسف
07-04-2016, 02:29 AM
ويأتي هذا الاهتمام والتأكيد لبناء أسرةٍ سليمة، تعتمد على نفسها، وتتعاون فيما بينها، ولا يكون أفرادها عالةً على المجتمع ، فإذا استغنت وكفيت تفرغت للعلم والبناء، والتخطيط للمستقبل، وشاركت في نشاطات تربوية واجتماعية وماليةٍ يكون بها عمران البلاد... إنها الأساس الذي يشع منه أنوار المستقبل، وملامح القوة والتماسك، وبصلاحها ونظامها يكون الأمر كذلك .

مها يوسف
07-04-2016, 02:29 AM
علمني الإسلام أن ألبي حقوق جيراني، وأوصاني بذلك، وأكد عليه مرارًا، فإن العلاقات الاجتماعية تبدأ معهم، فإذا صلحت كانت انطلاقةً مباركةً إلى بقية أفراد المجتمع ، أسلم عليهم كلما رأيتهم، وأتبشش في وجوههم، وأتعاون معهم في تفقد أهل الحاجة منهم، وأندب معهم الصغار لتعلم القرآن الكريم والتربية الإسلامية في المساجد، وأشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الترمذي وهو صحيح : «خير الجيران عند الله خيرهم لجاره» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:30 AM
وبالمقابل حذر الإسلام من الجار غير الملتزم، الذي قد يتلبس بالشر فيؤذي أقرب الناس إليه وأكثرهم حقوقًا عليه فيخون ويغدر، وإن مثل هذا لا يدخل الجنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم : «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه» [رواه مسلم] .

والبوائق : الغوائل والشرور

مها يوسف
07-04-2016, 02:31 AM
علمني الإسلام أن أكون بارًا بوالدي، واصلًا لأهلي وأقربائي، فإن والدي ربياني صغيرًا، وتابعا مسيرة حياتي وأنا لا أقدر على الكلام، ولا أقدر أن أحفظ نفسي من أي مكروه وشملاني بعطفهما وحنانهما، وأنفقا علي، وعلماني، ونصحاني ووجهاني، حتى قدرت على خوض متطلبات الحياة، فلهما علي، وخاصة والدتي، حقوق يجب أن ألبيها، برًا بهما، وردًا لجميلهما، ووفاءً بعهد الله " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا " [العنكبوت: 8] فهما أحق الناس بصحبتي واهتمامي، وأرجو من وراء ذلك بركة وتوفيقًا في الدنيا وأجرًا وثوابًا في الآخرة .

مها يوسف
07-04-2016, 02:31 AM
والدائرة الثانية في اهتمامي هي رحمي، أهلي وأقربائي، الذين يعدون أولى درجات المجتمع، وبتآلفهم وتماسكهم تكون لبنات البنيان محكمة، قوية وصلبة، وإن التقرب منهم والتعاون معهم والسؤال عنهم باستمرار يعد أحد المنافذ التي تؤدي إلى الجنة، وإن الإنفاق عليهم فيه أجر الصدقة وأجر صلة الرحم، وإن من وصل أقرباءه وذويه من رحمه وصله الله، ومن قطعهم قطعه الله، يعني من رحمته ومن الجنة .

مها يوسف
07-04-2016, 02:32 AM
وهذا جانب الترغيب في أدب الإسلام. أما الترهيب، فقد عد الإسلام عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما في الحديث المتفق عليه : «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟... الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...» فانظر كيف قورن العقوق بالشرك الأكبرّ لأنه دليل على فساد الإنسان من الداخل، وبذلك يتوقع انفجار الشر منه، وتأذي من حوله به، فإن الذي يعق والديه خائن وغادر شرير، لا يؤمن جانبه من أذية آخرين، من الأهل والأصدقاء والمجتمع. وقد منع المرء من إلحاق أقل الأذى بالوالدين، حتى لو كانت كلمة فيها تضجر وتأفف، بل حتى نظرة حادة أو شزرة إلهما، والمطلوب هو القول الجميل والتقرب منهما والتذلل لهما، كما قال سبحانه وتعالى : " فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " [الإسراء: 23 -24] .

مها يوسف
07-04-2016, 02:33 AM
وفي جانب الترهيب من قطع صلة الرحم تهديد ووعيد شديد لا يأبه به كثير من المسلمين، على الرغم من خطورته، والسبب هو غلبة جانب العاطفة السلبية على المرء، أعني الحقد والضغينة والكراهية التي تملأ جوانب نفسه ضد أهل له وأقرباء، بحيث تطغى على جانب الطاعة والعبودية لرب العالمين، وهذا أمر لا يليق بالمؤمن الصحيح الإيمان، فإنه بادر إلى الطاعة والامتثال، ولا يجد في نفسه حرجًا من تطبيق أمر الله، لأنه فوق كل شيء، حتى فوق نفسه التي بين جنبيه

مها يوسف
07-04-2016, 02:34 AM
إن الوعيد الشديد هو ما ورد في الحديث المتفق عليه من أن «الرحم معلقة بالعرش، تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:34 AM
وقبل ذلك آية كريمة شديدة الوعيد، يمر عليها المسلم وقد لا يتنبه لمعناها، هي قوله سبحانه وتعالى : " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ " [محمد: 22-23] وعقب هذه الآية التي وردت في حديثٍ بصحيح البخاري : «فقال الله تعالى : من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعه» .

وهذا تفسير لكلمات الآية، فإن اللعنة تعني الطرد من رحمه الله ، نعوذ بالله من ذلك .

مها يوسف
07-04-2016, 02:35 AM
علمني الإسلام أن أزيد من رقعة البر والإكرام، فضلًا عن الوالدين والأهل، كأصدقاء الأب، وصديقات الزوجة، وخدمة الأصحاب والأحباب، فإن هذا من البر والوفاء، وأجمل به أن يكون خلقًا يتحلى به أفراد خير أمة أخرجت للناس .

مها يوسف
07-04-2016, 02:35 AM
وانظر إلى بر هذا الصحابي الجليل ووفائه النادر، جرير بن عبد الله البجلي رضى الله عنه ، الذي لاحظ خدمة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفانيهم في إكرامه، ومسارعتهم إلى ذلك، وإيثاره على أنفسهم وأولادهم، فتأثر بهذا الموقف كثيرًا ، وانغرس في نفسه خدمة الأصحاب إلى أعمق الأعماق، وخرج مرة في سفرٍ مع أنس بن مالك، فكان يخدمه، فقال له أنس لا تفعل، فقال : إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، آليت على نفسي أن لا أصحب أحدًا منهم إلا خدمته ! وقد روى هذا الخبر البخاري ومسلم .

مها يوسف
07-04-2016, 02:36 AM
فأحرى بنا أن نكون أوفياء مكرمين لمن له فضل علينا، أو على والدينا، ولا ننسى ودهم وفضلهم، ليبقى هذا الخلق الرفيع فينا، ونكون جديرين بحياة الخلافة الحميدة .

مها يوسف
07-04-2016, 02:36 AM
علمني الإسلام أن أوقر الكبار، وأحترم العلماء وأهل الفضل، وأقدمهم على غيرهم، وأرفع مجالسهم، وأظهر مرتبتهم، وإن الله يقول : " هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " [الزمر: 9]، وصحح النووي قول عائشة رضي الله عنها : «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزل الناس منازلهم» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:37 AM
إنه أمر واقعي، وتوازن عقلي، ومطلب اجتماعي لا ينكر .

فاحترام العالم تبجيل للعلم، ورفع لمكانة أهله، وإشادة بالرأي والدليل، ورد لجميل أعلام نذروا أنفسهم للتربية والتعليم، وأناروا لنا دروب الحياة حتى لا نتخبط فيها...

مها يوسف
07-04-2016, 02:37 AM
وتوقير الكبير تكريس لأدب الإسلام في الأخذ بيد الضعيف، ومساعدة أهل الحاجة، وتقدير أهل الخبرة والوجاهة في المجتمع، والاعتراف بفضلهم في تزويدنا بالوصايا والحكم، وتربيتنا على التفكر والتريث، وهكذا بقية أفراد المجتمع الإسلامي، ممن يطلب منا رفع مكانتهم وتعظيم شأنهم .

مها يوسف
07-04-2016, 02:38 AM
علمني الإسلام أن أصحاب أهل الخير، وأزورهم، وأجالسهم، وأحبهم، وأطلب الدعاء منهم، وأزور المواضع الفاضلة ، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء راكبًا وماشيًا فيصلي فيه ركعتين، فكان ابن عمر يفعله

مها يوسف
07-04-2016, 02:38 AM
والصداقة أمرها خطير، فإن المرء يقارن بصديقه، فإن لم تعرف حاله عرف به، وإن «المرء مع من أحب» كما في الحديث المتفق عليه، فإن كان رفقاؤه سيئين أشرارًا فهو سيء شرير، وإن كانوا طيبين خيرين فهو طيب خير، فلينظر الإنسان من يختار لصحبته، فإنه مثلهم، ومصيره مصيرهم، في الجنة أو في النار

مها يوسف
07-04-2016, 02:39 AM
والمؤمن يختار الصحبة الطيبة، ويحرص على أن يكون صديقه مؤمنًا تقيًا، وقد روى الترمذي بإسناد حسنٍ قوله صلى الله عليه وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:39 AM
وعند الصديق الطيب تجد الراحة والأمان، والمحبة الحقيقة، لأنها في الله، وعند الأشرار لا يكون إلا التنغيص والمشكلات، والغواية والخيانة، لأنها في الهوى والمصالح النفعية، فيكون الاجتماع والاصطحاب في الإثم والعدوان .

مها يوسف
07-04-2016, 02:40 AM
فاحرص على الأخ الطيب، وانهل معه من معين الأخوة الصافية في الله، واطلب منه الدعاء إذا فارقته، ففي حديث صحيحٍ رواه أبو داود والترمذي، أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة، فإذن له وقال : «لا تنسنا يا أخي من دعائك» ! قال عمر : فقال كلمةً ما يسرني أن لي بها الدنيا !

مها يوسف
07-04-2016, 02:41 AM
وافتخر بإخوانك الضعفاء من أهل الذكر والدعاء، واصبر على صحبتهم دون الكبراء الذين لا يتخذون دين الله منهجًا في الحياة، فإنك مأمور بذلك، وإنهم أفضل عند الله من هؤلاء، فليكن عندك كذلك .

مها يوسف
07-04-2016, 02:41 AM
أما زيارة العلماء وأهل الفضل والوجاهة في الإسلام، فلا أجمل منها ولا أروع، فعندهم كنوز العلم والمعرفة والتربية، فاحرص عليها، وتجمل بها، فإنها ذخر لك في الحياة، وأجر لك بعد الممات

مها يوسف
07-04-2016, 02:42 AM
.

وإذا رأيت تفاوتًا في درجات الرجال واهتماماتهم بأنواع العلوم، فلتكن في صف من يذكرك بالله، ويمهد لك طريق الجنة، ويريد العزة للإسلام وأهله

مها يوسف
07-04-2016, 02:42 AM
واعتبر بزيارات الآخرين وتنوعها، ولا تقتصر على شيخٍ واحدٍ أو صنفٍ من الناس، لتنوع من معارفك، وتطلع على تجارب الحياة، وتكون على بينةٍ مما يجري في الحياة، ويكون موقفك من الأمور في موالاةٍ ومعاداة صحيحتين، فهما من صميم العقيدة الإسلامية، ولا تنس أهل الفضل من ذلك، فإن زيارتك لهم من باب الإيناس والوفاء

مها يوسف
07-04-2016, 02:43 AM
وفي خبر جميل رواه مسلم، أنا أبا بكر قال لعمر رضي الله عنهما : «انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها» وكانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت الهجرتين ، فلما انتهيا إليها بكت... فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها...

مها يوسف
07-04-2016, 02:43 AM
علمني الإسلام أن الحب الأجدي والأنفع هو ما يكون لله، فلا أحب المرء إلا لله، فإذا كنت كذلك وداومت عليه كنت أحد الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد روى مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» أي تحابوا لجلاله وعظمته، لا لغرض سوى ذلك من دنيا أو نحوها .

مها يوسف
07-04-2016, 02:44 AM
وقد ورد في حديثٍ صحيح آخر أن هؤلاء المتحابين في الله، لهم منابر من نورٍ يتمناها النبيون والشهداء !

مها يوسف
07-04-2016, 02:45 AM
وحتى تكمل دائرة المحبة وتزيد بين المؤمنين، فإن عليهم أن يخبر بعضهم بعضًا بذلك، فيقول أحدهم : إني أحبك في الله، ويرد الآخر : أحبك الذي أحببتني له .

وبازدياد هذا الحب الصافي بلا كدر، يزداد الوئام والتكافل في المجتمع، وينعم بالأمن والأمان .

مها يوسف
07-04-2016, 02:45 AM
علمني الإسلام أن الحب الأساس هو حب الله سبحانه وتعالى، وتظهر علامات هذا الحب من خلال اتباع المرء أوامر الله وأحكام دينه : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ " [آل عمران: 31] .

مها يوسف
07-04-2016, 02:46 AM
ومن علامات هذا الحب أن يكون المؤمن ذليلًا على أخيه المؤمن، رحيمًا معه، لا جبارًا متكبرًا عليه، ولا مزدرئًا ومحتقرًا له، ويكون عزيزًا وقويًا لا تلين له قناة مع الكافرين، لا يخاف لومًا منهم ولا تهديدًا، يجاهد في سبيل الله حق الجهاد .

مها يوسف
07-04-2016, 02:46 AM
ومن وسائل حب الله والتقرب إليه كثرة عبادته، فما يزال المسلم يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه، فإذا أحبه أصلح شأنه ووجهه إلى الحلال الطيب والتوفيق في دنياه، وأمر أهل السماء أن يحبوه، ووضع له القبول في الأرض، ويكون نعم العبد هو، ينفع ولا يضر، يسالم ولا يؤذي، ينتج ولا يتواكل، يرحم ولا يظلم...

مها يوسف
07-04-2016, 02:47 AM
علمني الإسلام وأكد علي أن لا أؤذي الصالحين والضعفة والمساكين، فهؤلاء هم أكثر من يتعرض للظلم والإهمال والنسيان في المجتمع، وإن إيذاءهم جريمة كبيرة لا يعرف جرمها إلا مؤمن خائف، يقول الله سبحانه وتعالى : " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " [الأحزاب: 58] .

مها يوسف
07-04-2016, 02:47 AM
وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري : «من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب» .

بل يكون المرء بالمقابل إيجابيًا، يحاول أن يمد لهم يد العون، ويتابع أحوالهم، فيتقرب إلى الله بهذه الأعمال الحسنة .

مها يوسف
07-04-2016, 02:48 AM
علمني الإسلام أن أحافظ على أمن المجتمع ووحدة الكلمة بين المسلمين، وعدم إثارة الفتن والخلافات بينهم، فإن في الاتحاد قوة، وفي الخلاف والتراجع الضعف والفشل، وأن أجري أحكام الناس على ظاهرها، وأكل سرائرهم إلى الله تعالى .

مها يوسف
07-04-2016, 02:48 AM
وما أجمل كلام عمر رضى الله عنه في ذلك إذ يقول : «إن ناسًا كانوا يؤاخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءًا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة» [رواه البخاري] .

مها يوسف
07-04-2016, 02:49 AM
علمني الإسلام أن أخاف من الله رب العالمين، فإنه سبحانه يقول : " وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " [البقرة: 40] ويقول سبحانه وتعالى : " وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ " [آل عمران: 28]

مها يوسف
07-04-2016, 02:49 AM
وأن أخاف العقوبة التي أعدها لمن خالف أوامره وآثر طريق الشيطان على نهج الرحمن، فغن عذابه شديد فظيع لا يتصور، والحساب دقيق، فلن يدخل أحد الجنة أو النار «حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن عمله فيم فعل فيه، وعن ماله من أن اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» [رواه الترمذي وهو صحيح]

مها يوسف
07-04-2016, 02:50 AM
والعاقل يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، ولا يتكل على ظنونٍ وحساباتٍ وهميةٍ وغير مقبولة، فيترك الصلاة ويشرب الخمر ويشتم الناس ويقول : إن الله رحيم فسيرحمني وأدخل الجنة، فهؤلاء توعدهم الله بالنيران المحرقة، وليس بجناتٍ عدن، وأمثال هؤلاء الجهلة قد يكونون قائمين على أعمالٍ محبطةٍ وأحوالٍ كفرية وهم لا يدرون فيكونون مع الكفار في النار .

مها يوسف
07-04-2016, 02:50 AM
فالأصل هو الخوف والوجل من الله حتى تصلح أعماله في الدنيا، وإن من خاف الله في الدنيا أمنه في الآخرة، ومن أمنه في الدنيا خافه في الآخرة، فكن حذرًا لتأمن، والله يقيك سوء العذاب .

مها يوسف
07-04-2016, 02:51 AM
علمني الإسلام أن أرجو رحمة ربي وغفرانه مهما كثرت ذنوبي، فإن رحمته وسعت كل شيء، وهو أرحم الراحمين، وألا أقنط أبدًا من هذا ولا أيأس، فهو سبحانه يقول : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر: 53] .

مها يوسف
07-04-2016, 02:51 AM
إنه سبحانه سبقت رحمته غضبه، هو أرحم بعباده من المرأة بوليدها، إنه يريد من عباده أن يعزموا ويقوموا بأقل الأعمال وأسهلها لغفر لهم، لا حجاب بين عبوديتهم وعظمته، إنه تعالى «يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» كما رواه مسلم .

مها يوسف
07-04-2016, 02:52 AM
إنه اللطيف الرحيم، إذا تقرب منه العبد قليلًا – وهو عبد – تقرب إليه الرب أكثر – وهو رب - يفرح بتوبته لأنه رحيم يريد أن يتوب ويغفر ، يدعوه إلى الجنة بأعمال صالحة، ويمهد له طريقها ليسلكها بأمانٍ مع عزيمة وصبر، فكن مع الله يكن معك، وكن جامعًا بين فضيلتي الخوف والرجاء، ترجو رحمته، وتخشى عقابه، وأحسن به الظن عند الموت، فهو الذي يتولاك برحمته .

مها يوسف
07-04-2016, 02:52 AM
علمني الإسلام أن أكون خاشعًا لله، متذللًا لعظمته وجبروته وكبريائه، باكيًا من خوفه، متشوقًا إلى لقائه، فإن ما عنده سبحانه من عظمةٍ وترهيب لا نعرفه، ولو عرفناه لضحكنا قليلًا ولبكينا كثيرًا، وقد أمرنا جل جلاله أن نتدبر الأمر بجد وعمق، وألا نجعله يخترف آذاننا دون مسمع منا : " أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ، وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ " [النجم: 59 - 60]

مها يوسف
07-04-2016, 02:53 AM
والبكاء من خشية الله له أجر كبير، فيحول بين المرء وبين النار، وله فائدة تعود على المرء نفسه، فيلين إن قطرة الدمع التي تذرفها من خشية الله، لا تقل قيمة عن الدم الذي يسيل من جسدك في سبيل الله، وقد روى الترمذي وحسنه، قوله صلى الله عليه وسلم : «ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دمٍ تهراق في سبيل الله.....» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:54 AM
علمني الإسلام أن أزهد في الحياة وأتقلل من الدنيا، فإنها إلى زوال " وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى " [القصص: 60] ويقول سبحانه وتعالى : " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا " [الكهف: 46] ويقول سبحانه وتعالى : " هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " [العنكبوت: 64] أي أن الآخرة هي دارا لحياة الحقيقية، حيث لا موت هناك .

مها يوسف
07-04-2016, 02:54 AM
والمرء في هذه الدنيا في امتحان، كلما ازداد منها حوسب أكثر، وإذا تقلل منها قل الحساب ، والخوف على الملتهي فيها والمغرور بها وارد .

مها يوسف
07-04-2016, 02:55 AM
وليعلم هذا الذي يمضي وقته في جمع المال، ويفخر بالمنصب الكبير، والمسكن الفاخر، والولد الكثر، أنه سيموت قريبًا، ولن يصطحب شيئًا من هذا معه، بل سيرافقه في القبر عمله وحده .

مها يوسف
07-04-2016, 02:55 AM
ومع هذا يأبى بعضهم إلى أن يجعل من الدنيا جنة له، ورسول اللهسبحانه وتعالى يقول في حديث رواه مسلم : «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:56 AM
يقول الإمام النووي في شرحه : «معناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم، والراحة الخالصة من النقصان ، وأما الكافر، فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا، مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم، وشقاء الأبد»

مها يوسف
07-04-2016, 02:56 AM
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمر كما في البخاري : «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل»

مها يوسف
07-04-2016, 02:56 AM
وإن الزهد يجلب محبة الله للعبد، لأن أكثر اهتمامه يكون في إرضاء الله سبحانه لا إرضاء نفسه، بينما الالتهاء بالدنيا يدخل فيه التنافس والتحاسد والتباغض، فينجرف المرء مع هذه الأهواء والمنغصات، فيقع في الحرام، وينسى أو يتناسى ما هو مطلوب منه حكمًا .

مها يوسف
07-04-2016, 02:57 AM
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلمفيما روي بأسانيد حسنة : «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:58 AM
وللزهد علاقة بالجهاد والنصر، فإن المال فتنة معوقة للمرء، حيث النعيم والفراش الوثير، والمتزهد لا يتعلق قلبه بمثل هذا، وقارن أيها المسلم بين حال الصحابة والتابعين وغزواتهم وفتوحاتهم وبين حالنا اليوم...

مها يوسف
07-04-2016, 02:58 AM
والزهد غالبًا طريقة الجنة حيث يشاء الله، وفي الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء» .

مها يوسف
07-04-2016, 02:59 AM
وهذا نبينا العظيم صلوات الله وسلامه عليه، روت أمنا عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري أنه «خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير» !

مها يوسف
07-04-2016, 02:59 AM
وإذا كان الناس يفرحون بزيادة المال وكثرة الرصيد، فإنه ليس بالعمل الأولى ولا بالنهج السديد، بل الأولى هو البذل والعطاء، فيقول رسول الله سبحانه وتعالى في حديثٍ حسن صحيح رواه الترمذي : «يا ابنَ آدمَ إنَّكَ إن تبذلِ الفضلَ خيرٌ لَك وإن تُمسِكهُ شرٌّ لَك ولا تلامُ علَى كفافٍ وابدأ بمن تعولُ » .

مها يوسف
07-04-2016, 03:00 AM
إن المسلم الحقيقي يعتبر نفسه صاحب رسالةٍ قبل كل شيء، فهمه الأول دينه وليس كثرة ماله، ولهذا كان الفضل في خشونة العيش والاقتصاد على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

والله يوفق من يشاء من عباده إلى هذا، وخاصة من رأى في قلبه صدق التوجه إليه .

مها يوسف
07-04-2016, 03:01 AM
علمني الإسلام أن أكون قانعًا، عفيفًا، مقتصدًا في المعيشة والإنفاق، لا أسأل من غير ضرورة، فإن «اليد العليا خير من اليد السفلى» و «من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله» كما في الحديث المتفق عليه .

هيام
07-04-2016, 03:11 AM
‏رمضان نور على المآذن و نور في القلوب وإن كان العمر كله للجسم فهذا الشهر للروح.

‏-علي الطنطاوي
‏.

هيام
07-04-2016, 04:03 AM
"قبل أيامٍ معدودة دخل رمضان
‏وبعد أيامٍ معدودة سيقال خرج رمضان
‏وما بين الدخول والخروج
‏" فائزون وخاسرون " !
‏اللهم اكتبنا فيہ من الفائزين ."

مها يوسف
07-04-2016, 06:00 PM
علمني الإسلام أن أكون قانعًا، عفيفًا، مقتصدًا في المعيشة والإنفاق، لا أسأل من غير ضرورة، فإن «اليد العليا خير من اليد السفلى» و «من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله» كما في الحديث المتفق عليه .

مها يوسف
07-04-2016, 06:01 PM
وإن القناعة والعفاف تدلان على نفسٍ طيبةٍ كريمة، وعدمهما يدل على طمعٍ وجشع... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى مثل هذا عندما يعطي أو يمنع، فهو يقول كما في البخاري : «والله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكني إنما أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغني والخير» .

مها يوسف
07-04-2016, 06:01 PM
والقانع العفيف من الصنف الذي يحب العمل والإنتاج، والمشاركة في أعمال الخير، ويتوكل على الله، فيبارك له فيه، فتطيب نفسه، ويتفاءل ويهنأ، بعكس السائل الذي لا ينتهي طعمه إلى حد، فيكون جزعًا، منقبضًا، بخيلًا، ترى الفقر بين عينيه

مها يوسف
07-04-2016, 06:02 PM
والسؤال صفة ذميمة لا يلجأ إليها سوى ضعاف النفوس، إلا عند الحاجة والضرورة القصوى، وما عدا ذلك فهو سحت، أي حرام، وإن الذي يسأل الناس وهو مكتفٍ فإنما يتاجر بالنار، كما في حديث مسلم : «من سأل الناس تكثرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقل أو فليستكثر» معناه أنه يعاقب بالنار، ويحتمل أن يكون على ظاهره، وأن الذي يأخذه يصبر جمرًا يكوى به، كما ثبت في مانع الزكاة، أفاده النووي في شرحٍ مسلم .

مها يوسف
07-04-2016, 06:11 PM
علمني الإسلام الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير، ولو كان شيئًا قليلًا، وما أنفقته ابتغاء وجه الله يعوضني خيرًا منه، إن في الدنيا أو في الآخرة، فالفائدة تعود علي " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ " [البقرة: 272] وهو تأس برسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي وصفه أحد صحابته رضوان الله عليهم بأنه «ما سئل شيئًا قط فقال لا» كما رواه الشيخان، وإنها الصفة الجميلة المحببة إلى الناس جميعًا، هذا الكرم الذي تجود به النفوس، فتندمل به جراحات كثير من الناس، والتاريخ حفظ لنا كثيرًا من الأسماء، والعديد من المواقف والقصص، التي ما تزال تحكي في المجالس، وتدار في محاضر العلم، فتملأ النفوس بهجة وافتخارًا بها، وحبًا وإعجابًا بأصحابها .

مها يوسف
07-04-2016, 06:11 PM
إنه الدين القويم، الذي يصنع الرجال العقلاء الأسوياء، حتى يفضلون الناس على أنفسهم، ولو كانت بهم فاقة وحاجة، فأنعم به وبرجاله.

مها يوسف
07-04-2016, 06:13 PM
علمني الإسلام أن أذكر الموت وأقصر من الأمل، فالموت يذكرني باليوم الآخر وما فيه من حساب، ويبعدني من الالتهاء بالدنيا والغرور بنعيمها، ويقربني من العبادة وطلب العفو من الله، ويحد من طغيان النفس وظلم الإنسان

مها يوسف
07-04-2016, 06:14 PM
إن حفرة عميقة مظلمة تنتظره، ستكون حديثة خضراء إن حسب حسابها، وستكون بؤرة من نارً إن سها عنها، والعاقل يوازن ويختار .

مها يوسف
07-04-2016, 06:14 PM
يقول الحق سبحانه : " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ " [آل عمران: 185] .

مها يوسف
07-04-2016, 06:15 PM
ومن السبل التي تذكرني بالموت زيارة القبور، فلا دور هناك ولا أسواق، ولا أشجار ولا أنهار، إنما هي بقايا أعظم وأشعار، وشواهد أحجارٍ وآثار، تذكر بأسماء كانت لها حياة على الأرض فصارت تحت التراب، وكأنها تقول لي : سيأتي دورك، وستنتهي أنفاسك أيها الإنسان

مها يوسف
07-04-2016, 06:20 PM
وإذا لم يتهيأ لي زيارة القبور حللت ضيفًا على علماء عارفين، يذكرون بالموت، فيرققون القلب، ويرطبون العين، فيخشع الجسد ويقشعر البدن، وتطهر النفس، وتسمو الروح، حتى يغدو المرء كالملك، لا غرض له في هذه الحياة ولا أرب !

مها يوسف
07-04-2016, 06:20 PM
وإذا قصر في هذا أيضًا، فلا أقل من أن ينقلب إلى كتب الزهد والرقائق، فيداوي نفسه الأمارة بها، ويتنقل بين أخبار المؤثرين الدين على الدنيا، والمفضلين التعب على الراحة، ورضا الله على رضا النفس...

مها يوسف
07-04-2016, 06:30 PM
علمني الإسلام أن أكون ورعًا، في مأكلي ومشربي، وفي معايشتي للناس، أتقي الشبهات وأتجنبها خشية الوقوع في الحرام، وما ترددت فيه هل هو حلال أم حرام ؟ وكرهت أن يطلع الناس عليه، تركته، استبراءً لديني وعرضي، إنما أقبل على ما اطمأن إليه قلبي، بعد السؤال والموازنة، وأترك ما التبس علي ، وإن الذي يدور حول الشبهات لابد أن يقع فيها، والشبهات قريبة من الحرام، والوقوع فيها يفتح الطريق أمام الوقوع في ا لحرام، فالخير في أن أدع ما يريبني إلى ما لا يريبني، بأن أترك ما أشك فيه، وآخذ ما لا أشك فيه .

مها يوسف
07-04-2016, 06:31 PM
وأصل الورع الإقبال على الفرائض وترك المحارم، وطلب الحلال من مظانه ، فهو باب واسع من الحياة، وفي حديث صحيح بطرقه ورد قوله صلى الله عليه وسلم : «فضل العلم خير من فضل العبادة، وملاك دينكم الورع» .

مها يوسف
07-04-2016, 06:34 PM
ومن الورع : ترك فضول النظر، يعني غض البصر ، وكذا فضول السمع، من أحاديث لا خير فيها ولا نفع . والورع في اللسان لا يجهله المسلم، ومع ذلك يغلبه على نفسه، حتى قال بعض السلف : «فتشت الورع، فلم أجده في شيء أقل منه في اللسان» وقال آخر : إنك لتعرف ورع الرجل في كلامه

مها يوسف
07-04-2016, 06:35 PM
وكذا الورع في شهوتي البطن والفرج... والآثار في ذلك عديدة، وأخبار السلف المحمودة في ذلك كثيرة جليلة

مها يوسف
07-04-2016, 06:35 PM
وإذا عرجت على الورع في باب البيع والشراء وما يطلب فيه من المسلم مراعاته، لألفيته قليلًا في عصر «التجارة الحرة»، واختلاط الحلال فيه بالحرام... عندئذٍ يبرز فضل الورع وفضيلة الورعين، ولعلهم قليلون...

مها يوسف
07-04-2016, 06:36 PM
علمني الإسلام أن الأفضل هو الاختلاط بالناس، وحضور جمعهم وجماعاتهم، ومجالس الخير والذكر معهم، وحلقات العلم بينهم، ومواساة محتاجهم، وإرشاد جاهلهم، وعيادة مريضهم، وغير ذلك من مصالحهم، إذا قدرت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصبرت على أذاهم، ولم أؤذ أحدًا منهم .

مها يوسف
07-04-2016, 06:36 PM
وفي الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه وغيره : «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»

مها يوسف
07-04-2016, 06:37 PM
وإن في اجتماع المسلم بأخيه خير، ما دامت النية صافية، والاجتماع خالصًا، والحديث خيرًا، ففيه تسديد للرأي بالمشاورة، وزيادة علمٍ بالمحاورة، وتعاون على البر والتقوى، ونصيحة بالعدل والاستقامة..

مها يوسف
07-04-2016, 06:37 PM
علمني الإسلام أن أكون متواضعًا، وخاصة للمؤمنين، حيث يقول الله سبحانه وتعالى : " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ " [الحجر: 88]، ووصف من يحبهم ويحبونه بقوله : " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " [المائدة: 54] .

مها يوسف
07-04-2016, 06:39 PM
والتواضع يتأتي من عدمن افتخار المسلم بحسبه ونسبه على أخيه المسلم، ولا يتباهى بمكارمه ومناقبه عليه، فإن المفاضلة في الإسلام هي بالتقوى وحدها وهي صفة إيمانية جليلة، ترفع قدره بقدر قربه من الله، وطاعته لرسوله صلى الله عليه وسلم، وبعده عن المنهيات، وتركه ما لا يعنيه، فهذه الصفة تزيد من رفعة المرء، بتواضعه لله سبحانه وتعالى وتنفيذ أوامره

مها يوسف
07-04-2016, 06:39 PM
.

والتكبر نفيض التواضع، وهو ما نهى عنه الإسلام وحذر منه، فيقول سبحانه وتعالى : " وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " [لقمان: 18] والمرح هو التبختر

مها يوسف
07-04-2016, 06:40 PM
فالعبد عبد، ولا ينبغي الاستعلاء إلا للعلي الكبير جل شأنه، ومن ارتفع وتكبر كتب في الجبارين، وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم، أن النار احتجت بقولها «في الجبارون والمتكبرون» ، بينما كان احتجاج الجنة بقولها : «في ضعفاء الناس ومساكينهم»

مها يوسف
07-04-2016, 06:41 PM
.

والتواضع هو الغالب على الضعفة والمساكين، هو من صفات أهل الجنة، زادنا الله بها عزًا وفوزًا بالجنان .

والملاحظ في العلاقات الاجتماعية بين الناس، أن التواضع وخفض الجناح يورث المحبة والتآلف والثقة، والتكبر يورث الكراهية والبغضاء والنفور، فلا أحد يحب المتكبرين، ولا أحد يحب صحبتهم، ولا أقل من ذلك .

مها يوسف
07-04-2016, 06:43 PM
علمني الإسلام أن أكون حسن الخلق، وإن الإيمان يهدي إلى أحسن الأخلاق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وصححه : «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا» فإذا رأيت مسلمًا سيء الخلق فإن إيمانه غير كامل، لأنه لم يلتزم بآداب الإسلام وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم الكاملة، فإذا كنت مسلمًا حقًا ترجمت تعليمات الإسلام إلى تطبيق وواقعٍ معاشٍ في حياتي .

مها يوسف
07-04-2016, 06:44 PM
وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم «أحسن الناس خلقًا» كما في الحديث المتفق عليه، وحث أمته على التحلي بمكارم الأخلاق ليرتقوا إلى الدرجات العالية في جنات الخلد، فهو يقول صلى الله عليه وسلم كما رواه الترمذي وصححه : «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق» وبين في حديث آخر صحيح أن «أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق» .

مها يوسف
07-04-2016, 07:20 PM
وإذا أحببت أن تكون قريبًا من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فجاهد نفسك لتكون حسن الأخلاق، طيب المعشر، عفوًا كريمًا، حبيبًا حليمًا، ففي الحديث الذي حسنه الترمذي : «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا» .

مها يوسف
07-04-2016, 07:20 PM
وقد تكمن فائدة الأخلاق في هذه النفسية الطيبة التي يحملها صاحب الخلق، فينشر الفضيلة بسلوكه المتزن، ويساهم في بنيان المجتمع المرصوص بحمله وكرمه، ولا يؤذ أحدًا بلسانه.

مها يوسف
07-04-2016, 07:21 PM
علمني الإسلام أن أكون رفيقًا حليمًا، سهلًا، في القول والفعل، هينًا لينًا، عفوًا متأنيًا، فغن هذا صفة ربناية كريمة، حيث وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم رب العالمين بأنه «رفيق يحب الرفق في الأمر كله» كما في الحديث المتفق عليه، وبين في حديث آخر رواه مسلم، أنه يعطي على اللين والتؤدة ما لا يعطي على الشدة والمشقة : «يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف»، وأن من حرم هذا الخلق الكريم، فقد حرم الخير كله، وكأن الحلم سيد الأخلاق !

مها يوسف
07-04-2016, 07:21 PM
وإن من وهبه الله هذه الخصلة الرائعة، فقد دق أبواب الجنة عن قرب، فإن الله يحب الحلم والأناة، وتحرم النار «على كل قريب هينٍ لينٍ سهل» كما رواه الترمذي وحسنه

مها يوسف
07-04-2016, 07:25 PM
علمني الإسلام أن أرفق بالناس إذا وليت أمرًا لهم، وأن أنصحهم وأشفق عليهم، وألا أشدد عليهم، ولا أهمل مصالحهم، أو أغفل عنهم وعن حوائجهم، فإن الله سائلي عن هذا كله، فإن وفى الوالي وفى الله له، وإن خالف وكابر وبقي على ذلك حرم عليه الجنة، ففي الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة»

مها يوسف
07-04-2016, 07:26 PM
لأن أمثال هؤلاء المسؤولين أشرار مفسدون في الأرض، يستحقون الطرد والتعذيب، جزاء ما قاموا به من ظلمٍ وغش، وعسفٍ وتخويف، وأكلٍ لأموال الناس بالباطل، وقد وصفهم في حديث آخر متفقٍ عليه أن «شر الرعاء الحطمة»، وهم القساة الذين يظلمون، ولا يرقون للناس ولا يرحمونهم «فإياك أن تكون منهم»

مها يوسف
07-04-2016, 07:26 PM
إنما المطلوب هو القسط والإحسان، والرقة والرحمة، فهذا الذي يوجب الألفة والمحبة بين المسؤول ومن تحت يده، وبذا يتوطد الحكم، لأنه قائم على العدل والإحسان، لا الجور والطغيان، وبهذا أيضًا يسود الأمان والثقة في المجتمع، وفي حديث مسلم : «أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطانٍ مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال»
وفيه أيضًا : «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم» .

مها يوسف
07-04-2016, 07:27 PM
علمني الإسلام أن أكون مطيعًا لأولي الأمر إذا كانت أوامرهم موافقة لشريعة الإسلام، فإذا كانت مخالفة فلا سمع ولا طاعة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم : «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»

مها يوسف
07-04-2016, 07:28 PM
والطاعة تكون في الأمور الكبيرة والصغيرة، وتكون ف الظروف الصعبة والسهلة، وتكون في الأمور الشخصية والعامة، فإن هذا يوجد تلاحمًا بين المسؤول والرعية وتشكيلًا فريدًا لمجتمع واحدٍ متماسك، وإن العيون ناظرة إلى المسؤول الأكبر، فإن أطاع الله في شعبه وأمرهم بما أمر الله به ورسوله وحفظ لهم كلياتهم، أطاعوه وأطاعوا أعوانه، وإذ نبذ كتاب الله خلف ظهره وأمرهم بهواه، وجد العنت فيهم، وخالف بينهم، فلا يهنأ ولا يهنأون .

مها يوسف
07-04-2016, 07:28 PM
ألا وإن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، وهذه سنته بين أيدينا، فمن أباها فقد عصى الله

مها يوسف
07-04-2016, 07:31 PM
يقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه : «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني»

مها يوسف
07-04-2016, 07:31 PM
ومع أن المسؤولية أمانة عظيمة يسأل عنها الناس ويحاسبون عليها يوم القيامة، إلا أن كثير من المسلمين يحرصون عليها، ويسلكون شتى السبل للوصول إليها، حتى لو كانت على أعناق الرجال، وهذا تهور وجهل بالمصير، واستخفاف بمكانة المسؤولية في الإسلام، ورد في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم : «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة»

مها يوسف
07-04-2016, 07:32 PM
وفرق بين من يطلب منه ويتودد إليه ليلي أمرًا للمسلمين، وبين آخر حريص عليها يطلبها وقد لا يكون أهلًا لها، فالأول يعينه الله، والآخر يكله إلى نفسه.

مها يوسف
07-04-2016, 07:33 PM
.

ويعرف الحريص من سؤاله ومحاولاته، وكان صلى الله عليه وسلم لا يولي الإمارة أحدًا سألها، أو كان حريصًا عليها، كما في الحديث المتفق عليه

مها يوسف
07-04-2016, 07:33 PM
ومن يمن المسؤول والتفاؤل بتوفيقه أن يكون له مستشارون مؤتمنون، عاقلون متقون، يشيرون إليه بالأعمال الجليلة والمشاريع الحسنة، والخطط الناجحة والخطوات المباركة

مها يوسف
07-04-2016, 07:34 PM
روى أبو داود بإسناد جيدٍ قوله صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء، إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه»

مها يوسف
07-04-2016, 07:35 PM
علمني الإسلام أن أغضب إذا انتهكت حرمات الشرع، وأن أنتصر لدين الله، فإن هذا دليل على تعظيم شعائر الله، وبيان للدفاع عن الحق، وتثبيت لسنة حسنة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإشارة إلى أنه لا يمكن السكوت عن مثل هذا، لأنه متصل بدين الله وحدود ما شرعه لنا، مهما كان شأن المنكر عليه، فإن دين الله أعلى وأجل

مها يوسف
07-04-2016, 07:36 PM
" الحيــاء
علمني الإسلام أن أكون حييًا، فإن الحياء خير كله، ولا يأتي إلا بخير، وهو خصلة من الإيمان، وكلما زاد إيمان المرء ازداد حياؤه، وأساسه الحياء من الله، بمنع التقصير في حقه، وهو خلق جميل محبب إلى النفس، فلا تجد حبيبًا إلا محبوبًا ومحترمًا بين أصدقاءه، وفيه هدوء نفسٍ، وتقدير للآخرين، ولكنه لا يمنع المرء من الجهر بالحق وتغيير المنكر، فهذا المانع حياء صوري لا حقيقي، وهو عجز وخور ومهانة، لا عزيمة فيه ولا إيجابية، إنه الخجل لا الحياء، وفرق بينهما

مها يوسف
07-04-2016, 07:36 PM
علمني الإسلام أن أكون حافظًا للسر، لا أفشيه لأحدٍ إلا بإذن صاحبه، وأن أكون وفيًا بالعهد، فإني مسؤول عن ذلك، ديانةً وقضاءً، يقول الله سبحانه وتعالى : " وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا " [الإسراء: 34] .

مها يوسف
07-04-2016, 07:37 PM
والمخالف لعهده مبغض عند الله وعند الناس، لأنه خادع وخان الأمانة، وصارت فيه خصلة من خصال المنافقين، وباء به المجتمع، لأنه انحرف عن الطريق المستقيم، وصرنا ننظر إليه أنه غير صادقٍ في حديثه وتعامله .

مها يوسف
07-04-2016, 07:37 PM
" طيب الكلام وطلاقه الوجه "
علمني الإسلام أن أكون طيب الكلام، طلق الوجه عند اللقاء، حسن المحيا، هاشًا باشًا في وجه أخي المسلم، فإذا كنت كذلك تحببت إلى أخي، وضمنت الأجر عند ربي، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : «الكلمة الطيبة صدقة» .

وإن طيب الكلام، يدل على طيب صاحبه، وعلى نفسيته الطيبة، وعلى معدنه الطيب

مها يوسف
07-04-2016, 07:38 PM
أدبني الإسلام بأن أكون واضحًا في كلامي إذا تكلمت، فإذا لم يكن بينًا كررته وسهلته حتى يفهمه المخاطب، وأن أخاطب الناس على قدر عقولهم، حتى لا أتعالى عليهم ولا أنفرهم، فالمطلوب أن أتحبب إلهم بالكلام السهل الطيب حتى أحبب إليهم دين الله

مها يوسف
07-04-2016, 07:39 PM
كما أدبني الإسلام بأن أصغي إلى جليسي ما لم يكن حديثه لغوًا أو حرامًا، وأن أنصت إليه في أدب جم وتواضع ظاهر، وإن كنت قد سمعته من قبل، فإنه أدعى للمحبة والوئام

مها يوسف
07-04-2016, 07:40 PM
" الاقتصاد في الوعظ "

علمني الإسلام أن أكون مقتصدًا في كلامي مع المدعوين لئلا أملهم، فإن الخير في الكلام القليل الواضح البليغ، إلى ناسٍ أعرف فيهم حب الاستماع إلى الحديث، ووقت نشاطهم ورغبتهم في ذلك، فإن الكلام عندئذٍ يأخذ مجراه ويلامس وعاءً مهيأً له، فإذا أكثرت انصرف قلبه عني قبل ميلان وجهه، وحاشا أن أكون سببًا في الانصراف عن دين الله أو التنفير منه

مها يوسف
07-04-2016, 07:41 PM
علمني الإسلام الوقار والسكينة، من غير مرحٍ ولا استكبار، وبمثله أدبني الإسلام إذا أتيت الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات، فإنه دليل تقوىً في القلب، وتعظيم لشعائر الله، وفرق بين أن يرى المرء ماضيًا مستخفًا، طائش الخطوات كثير الالتفات، وبين آخر هادئ رزينٍ ثابت الخطوات كأنه يفكر بمستقبلٍ بعيد... أو أنه مقبل على أمرٍ مهم، أو أنه عازم على إنجاز أمرٍ له شأنه...

مها يوسف
07-04-2016, 07:41 PM
" إكرام الضيف "

علمني الإسلام أن أكرم ضيفي، وأرحب به، وأتبشش إليه، وأطعمه مما عندي دون تكلف، وأحسن إليه ما عدا ذلك، إلى ثلاثة أيام، فهذا حقه، وما بعدها صدقة عليه، إن شاء أمضاها المضيف وإن شاء أمسك، وعلى الضيف أن يكون عارفًا بذلك، فلا يحرج أخاه، ولا يطلب ما ليس عنده، ولا يكلفه ما لا يقدر عليه

مها يوسف
07-04-2016, 07:42 PM
والكرم دليل الإخوة والمحبة، والشهامة والسؤدد، وهو صفة جميلة يتحلى بها المسلم، ويعالج بها نقصًا قد يكون فيه أو يطرأ عليه، كالأنانية والبخل، وإكرام الضيف أحد مظاهر مكارم الأخلاق، والله يهدي لأحسنها من شاء

مها يوسف
07-04-2016, 07:43 PM
أدبني الإسلام بالخلق الحسن، فحبب إلي التبشير والتهنئة بالخير لأكون طيبًا محبوبًا بين أهلي وأصحابي، وفي القرآن الكريم كلمات بشرى كثيرة، وفي السيرة الكريمة والأحاديث الشريفة ما ينبئ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب ذلك ويفعله

مها يوسف
07-04-2016, 07:44 PM
وانظر إلى الكلمات الجميلة والدعاء بالخير من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم مع أحد صحابته الكرام، كما في حديثٍ للترمذي حسن :

· يا رسول الله، إني أريد سفرًا فزودني .

· «زودك الله التقوى».
· زدني .
· «وغفر ذنبك» .
· زدني .
· «ويسر لك الخير حيثما كنت» .

مها يوسف
07-04-2016, 07:44 PM
ومما أدبني به الإسلام استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم، كالوضوء، والغسل، والتيمم، ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، وتقليم الأظافر، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، والأكل والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الأسود، والخروج من الخلاء، والأخذ والعطاء، وغير ذلك مما هو في معناه

مها يوسف
07-04-2016, 07:45 PM
.

وفي ضد ذلك، أدبني الإسلام بأن أقدم اليسار، كالامتخاط والبصاق عن اليسار، ودخول الخلاء، والخروج من المسجد، وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب، والاستنجاء، وفعل المستقذرات، وأشباه ذلك

مها يوسف
07-04-2016, 07:46 PM
.

وقالت أيضًا في حديث صحيح رواه أبو داود وغيره : «كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى»

مها يوسف
07-04-2016, 07:47 PM
ولعل الحكمة في ذلك هو ما جعل الله من الخير والبركة والفوز والسعادة لأهل اليمين وعكس هذه الأمور لأهل الشمال.

مها يوسف
07-04-2016, 07:48 PM
وكذلك هو توجيه لسلوك المسلم نحو التعبد، بدل أن تكون طائشة بلا نظامٍ ولا معنى، فيؤجر على أن يتوجه بأعضائه نحو طاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وباستعمالها في كيفياتٍ وأنحاء موافقةٍ لتوجيهاته النبوية الكريمة

مها يوسف
07-04-2016, 07:48 PM
وكذلك هو صياغة لشخصية المسلم، التي ينبغي أن تكون متميزة عن غيرها من الملل والنحل، فيوافق المسلم المسلم في أي زمنٍ وفي أي أرضٍ كانت

مها يوسف
07-04-2016, 07:49 PM
ومما أدبني به الإسلام أن أقول «بسم الله» إذا بدأت الطعام، وأن أقول «الحمد لله» إذا انتهيت منه، فإن الله يبارك فيه، ثم الشكر له على ما أنعم وأطعم وسقى، ومن لم يسم الله عند طعامه، ولم يذكره سبحانه عند دخوله بيته، شاركه الشيطان في معيشته، حيث يقول لأصحابه – كما في صحيح مسلم- : «أدركتم المبيت والعشاء»

مها يوسف
07-04-2016, 07:49 PM
وأدبني الإسلام ألا أعيب طعامًا وإن عافته نفسي، فقد يشتهيه آخرون ويأكلونه، بل ويتلذذون به، أو قد يكون فيه دواء ولا أعلم به

مها يوسف
07-04-2016, 07:50 PM
.
.

وفي الحديث المتفق عليه : «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه» .

مها يوسف
07-04-2016, 07:50 PM
.
.

وفي الحديث المتفق عليه : «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه» .

مها يوسف
07-04-2016, 07:51 PM
ومن آداب الطعام أن آكل بيميني، وأصغر من لقمتي، وآكل مما يليني، ولا أعتدي على نصيب الآخرين من حولي

مها يوسف
07-04-2016, 07:51 PM
وأن آكل من جانب الصحن لا وسطه، فإن البركة تكون في ذروته، كما في الحديث الحسن الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي: «البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه»

مها يوسف
07-04-2016, 07:58 PM
وأدبني الإسلام ألا آكل متكئًا، كفعل من يريد الإكثار من الطعام، ولذا فهو مكروه .

وأنه يستحب الأكل بثلاث أصابع، وأخذ اللقمة التي تسقط منه وأكلها بعد إماطة الأذى عنها، ولا يدعها للشيطان

مها يوسف
07-04-2016, 07:59 PM
وفي تكثير الأيدي على الطعام بركة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم «طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية» .

وهذا من تحبيذ الإسلام للاجتماع على الخير والتعاون على البر والتكافل

مها يوسف
07-04-2016, 07:59 PM
أدبني الإسلام بأن أشرب على ثلاث دفعات، أتنفس بينها خارج الإناء، لئلا أنفخ فيه، وأن أشرب قاعدًا، وأن أدير الإناء على الأيمن، و «ساقي القوم آخرهم» شربًا، كما في حديث الترمذي الصحيح

مها يوسف
07-04-2016, 08:00 PM
وحرم على الإسلام استعمال إناء الذهب والفضة في الشرب والأكل والطهارة وسائر وجوه الاستعمال، وأجاز الشرب من جميع الأواني الطاهرة غيرهما .

وورد في حديث مسلم : «من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارًا» أي يتجرعه في بطنه .

مها يوسف
07-04-2016, 08:00 PM
" الـرؤيا "
ومما أدبني به الإسلام أني إذا رأيت رؤيا أحبها حمدت الله وحدثت بها من أحب، فهي من الله تعالى، وإذا رأيت ما أكره استعذت بالله من شرها، ولم أذكرها لأحد، ولا تضرني بعد ذلك